كتب نادر خطاطبة
حتى لا نفرط في التفاؤل، فإعلان سلطة المصادر الطبيعية عن اكتشاف الغاز بكميات تجارية، تحقق تقديريا ما قيمته 70 مليار دولار، واكتفاءً بالغاز لمدة 80 عاما، فالقصة بالتفصيلات التي أعلنت مباغتة، لاتخرج عن إطار تصريحات تتماثل مع عنوان احتل صدر صفحات الصحف قبل عقود مضت ومضمونه:

“عام 1984 عام النفط في الاردن “، ومنذ ذاك الحين والواقع العملي يشي اننا نعيش اضغاث احلام، رغم كثافة الدراسات، وبريق اعلان المنجزات .

امس، شرعت وزارة الطاقة بمسلسل التخفيف من فرط التفاؤل بالتصريح، حول قصة الغاز، لتوضح أن الأمر لايعدو راهنا عن كونه دراسة حول حقل الريشة، وان أية معلومات تتعلق بعمليات التنقيب والاستكشاف والكميات والاستخراج للغاز معقدة، وتخضع لكلف، وتتطلب شروحات مستفيضة، ما يتطلب أن نترقب إفاضة الوزارة في شرحها لنا خلال أسبوعين، بسياق ماعهدناه من حكوماتنا الرشيدة من شفافية .

مقالات ذات صلة أ.د محمد تركي بني سلامة يتساءل .. أليست هذه مأساة؟ 2024/11/10

خبير الطاقة عامر الشوبكي قال ان الإعلان عن وجود 9.3 تريليون قدم مكعب من احتياطي الغاز في حقل الريشة، يحمل الحكومة مسؤوليات كبيرة، موضحا ان الكمية تكفي لتلبية احتياجات الأردن من الغاز لمدة 80 عاما، ناهيك عن ان قيمتها السوقية يمكن ان تسدد ديون الأردن بشكل كامل، لكنه اعتبر تصريحات الحكومة متسرعة، مستندا لحجج منطقية وعلمية تعيدنا لمربع الأحلام مجددا، بمعنى وأن صحت التقديرات، وصدقت التوقعات فالمشوار طويل جدا.

اللي بلخم بالموضوع أن الفارق الزمني بين تسلم رئيس الوزراء السابق لـ ” لتر النفط الشهير ” من وزيرة الطاقة انذاك، ايذانا بتدشين المرحلة الاخيرة من بئر حمزة، واعلان مدير سلطة المصادر الطبيعية عن اكتشاف تسعة تريليونات قدم مكعب من الغاز في الريشة ثلاث سنوات، فيما على الارض لم تزف لنا الحكومة بشرى الزيادة الانتاجية على اللتر الشهير، أو تقلصه إلى ربعية، وكل ما نلمسه زيارات تفقد لمسؤولين واطلاع على منجزات تفتقر للغة رقمية مفيدة.

وعودا لحقل الريشة، الذي زْفت بشراه امس، وبطريقة يعتقد عديمي الخبرة باليات استخراج الغاز امثالنا، وكأن الغاز تدفق فجأة، ودون سابق إنذار، بدلالة انخراطنا باتفاقية غاز مع الاحتلال، واحالة حكومتنا قبل شهرين لا أكثر عطاء استئجار باخرة عائمة لمدة عشر سنوات لتخزين الغاز، مما زاد اللبس علينا، ربما لجهلنا وتواضع ادراكنا، المُصر على التساؤل؟ ما جدوى باخرة تخزين عائمة ونحن نملك حقلا منتجا لتريليونات الاقدام المكعبة.

قصة الغاز والنفط ستظل تثير أسئلة، وعلامات استفهام كثيرة، خاصة وأن ما يجري على الارض، مفاجآت، أشبه بربح حالم لورقة يانصيب، يبني عليها الطموحات، ليفيق بعدها على خبر صحفي مضمونه فيه مِنّة حكومية على المواطن لتثبيتها سعر أسطوانة
الغاز …

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

قطر تتوقع قفزة قياسية في طلب الغاز الطبيعي بفضل الذكاء الاصطناعي

توقع وزير الطاقة القطري سعد الكعبي زيادة كبيرة في الطلب على الغاز الطبيعي المسال من 400 مليون طن سنويًا حاليًا إلى ما بين 600 و700 مليون طن بحلول عام 2035، مدفوعة بالطلب المتنامي لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وقال الكعبي خلال منتدى الدوحة إن التقديرات السابقة لم تأخذ بعين الاعتبار الطلب المتزايد للطاقة من الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن التحدي لا يكمن في انخفاض الطلب، بل في القدرة على تلبيته. وأضاف أن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال سيزداد بنحو 300 مليون طن سنويًا مقارنة بالوضع الحالي.

وفي أكتوبر 2025، شهدت المنطقة توقيع أكبر صفقات الغاز في تاريخها، مع دخول دول عربية بارزة على خط المنافسة العالمية من بينها السعودية، الجزائر، مصر، الإمارات، قطر، والعراق، في وقت تزايد فيه الطلب على الغاز في أسواق أوروبا وآسيا نتيجة التوترات الجيوسياسية وارتفاع أسعار الطاقة.

وعززت قطر موقعها في السوق الآسيوية عبر توقيع صفقة استراتيجية مع شركة بترول ولاية غوجارات الهندية لتوريد مليون طن من الغاز المسال سنويًا لمدة 17 عامًا. وفي الإمارات، أعلنت شركة أدنوك لأنابيب الغاز عن استحواذ شركة كيه كيه آر العالمية على حصة في الشركة ضمن شراكة استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للطاقة.

يشهد سوق الغاز الطبيعي المسال نموًا عالميًا غير مسبوق نتيجة التحول الرقمي واعتماد الذكاء الاصطناعي في الصناعات المختلفة، ما يزيد من استهلاك الكهرباء وبالتالي الحاجة إلى الغاز لتوليد الطاقة. وتأتي استراتيجيات دول الخليج العربية لتعزيز صادرات الغاز ضمن جهود مواجهة الطلب المتزايد في آسيا وأوروبا، إلى جانب تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية للطاقة ومواجهة التحديات الجيوسياسية التي تؤثر على أسواق النفط والغاز العالمية.

آخر تحديث: 6 ديسمبر 2025 - 18:47

مقالات مشابهة

  • تركيا والمجر تحصّنان طريق الغاز الروسي
  • نجاح أعمال حفر البئر الاستكشافية "شمال البسنت" في الدلتا بإنتاج 10 ملايين قدم مكعب غاز يومياً
  • 10 ملايين قدم غاز يوميا.. نجاح أعمال حفر البئر الاستكشافية شمال البسنت بالدلتا
  • وزارة البترول: نجاح أعمال حفر البئر الاستكشافية «شمال البسنت» بإنتاج 10 ملايين قدم مكعب غاز يوميا
  • البترول: نجاح أعمال حفر البئر الاستكشافية شمال البسنت في الدلتا بإنتاج 10 ملايين قدم مكعب غاز يوميا
  • إدراج أنس حبيب وشقيقه لمدة خمس سنوات على قوائم الإرهاب
  • هل يسرّع الغاز الأميركي وتيرة تحول تركيا لمركز إقليمي للطاقة؟
  • نقل ملكية خط "غزير 61" إلى "أوكيو لشبكات الغاز"
  • قطر تتوقع قفزة قياسية في طلب الغاز الطبيعي بفضل الذكاء الاصطناعي
  • وزير الطاقة القطري: نخطط للاعتماد على الطاقة الشمسية بنسبة 30% عام 2030