الثورة /وكالات

تدخل حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة يومها الـ400 وسط ظروف معيشية وإنسانية وصحية غير مسبوقة يعيشها نحو مليون نازح في جنوب ووسط القطاع، بينما يعيش شماله مجاعة حقيقية مع استمرار منع الاحتلال وصول المساعدات إليه، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ويعيش السكان في قطاع غزة تحت وطأة حرب ومعاناة متعددة الجبهات لم يفلح العالم في إنهائها أو حمل الاحتلال الإسرائيلي على تخفيف حدة الاحتياجات الإغاثية في قطاع غزة دمرت بنيته التحتية تماما فأصبح بلا مدارس وجامعات ومستشفيات وشبكات كهرباء وصرف صحي.

4650 مجزرة
ووفقا للهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، ارتكب الاحتلال خلال الحرب أكثر من 4650 مجزرة بحق المدنيين، الذين تم استهداف معظمهم داخل منازلهم، أو في مراكز الإيواء، أثناء حملة تهجير قسرية، أرغم عليها مليونا إنسان، بنسبة بلغت 90% من المجموع الكلي لسكان القطاع.
وارتكب الاحتلال جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، بما فيها استخدام الأطفال الفلسطينيين وعائلاتهم بانتظام دروعا بشرية أثناء المعارك، بحسب وثائق جمعتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال.
وقد اعتقلت سلطات الاحتلال 5 آلاف أسير من القطاع، بمقتضى قانون “المقاتلين غير الشرعيين”، ووضعتهم تحت ظروف قهرية بدنية ونفسية قاسية، ومارست عليهم شتى أنواع التعذيب والتنكيل، وواجه بعضهم عمليات اغتصاب وتحرش جنسي.
ولم يسلم العاملون في المنظمات الدولية والإنسانية من نيران الاحتلال، التي قتلت نحو 200 موظف، كما هاجم قوافل الإغاثة ودمر العديد منها، وقتل ما لا يقل عن 184 صحفيا، كان استهداف العديد منهم مباشرا ومتعمدا، كما خرّب البنية التحتية لمعظم المؤسسات الإعلامية، لمنع تغطية الانتهاكات وجرائم الحرب التي يرتكبها.
وسجلت معطيات المكتب الإعلامي الحكومي 10 آلاف مفقود لم تعرف أحوالهم إذا كانوا من الشهداء أو الأسرى، أو مفقودين تحت الأنقاض.
وكشف تقرير للأمم المتحدة الجمعة أن النساء والأطفال يشكّلون قرابة 70% من ضحايا حرب الإبادة الذين تحققت الهيئة الدولية من استشهادهم في الفترة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وإبريل/نيسان 2024. ووفق آخر إحصائية أعلنتها وزارة الصحة في غزة يوم الجمعة، بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي 43552 شهيداً و102765 إصابة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

انعدام الأمن الغذائي
وفتكت المجاعة بأهالي قطاع غزة ومات العشرات من أطفاله ومسنيه من شدة الجوع، وبعضهم بسبب انعدام مقومات الحياة والرعاية الصحية، بينما لم يزل الأهالي يعيشون بلا وقود أو غاز يعينهم على طهو القليل من الطعام لأبنائهم، فلجأوا إلى الحطب والبلاستيك بالرغم ما يسببه من أمراض صدرية وسرطانية. فيما تقول تقارير إن العديد من الأطفال ولدوا بتشوهات من سوء التغذية.
ونقلت “رويترز” عن خبراء في الأمن الغذائي العالمي، قولهم إن الوضع الإنساني في غزة خطير للغاية ويتدهور بسرعة. وأضافوا أنه “يوجد احتمال قوي بأن مجاعة على وشك الحدوث في مناطق بشمال قطاع غزة”.
وشدد الخبراء على أنه يلزم القيام بتحرك فوري خلال أيام وليس أسابيع من كل الأطراف المعنية بحرب غزة أو أولئك الذين لهم نفوذ من أجل تخفيف هذا الموقف الكارثي، مؤكدين أنه “إن لم يتم اتخاذ إجراء فعال فإن نطاق هذه الكارثة الوشيكة سيفوق بكثير أي شيء آخر رأيناه في غزة حتى الآن منذ 7 أكتوبر 2023”.

قصف مراكز النزوح
ولم يوفر الاحتلال طيلة 400 يوم من الإبادة مراكز إيواء النازحين، فاستشهد أكثر من 1200 مواطن جراء قصف مراكز للنزوح والإيواء بالقطاع منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ووفق معطيات الإعلامي الحكومي، استهدف الاحتلال أكثر من 185 مركزًا للنزوح والإيواء، بينها 163 مدرسة تؤوي مئات آلاف النازحين. ووثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي مراكز إيواء 39 مرة في أكتوبر الماضي، استشهد خلالها 188 فلسطينيًّا وأصيب مئات آخرين.
وعجزت المنظومة الدولية خلال 400 يوم من الإبادة عن تحقيق المبادئ التي قامت عليها، فأظهرت فشلًا ذريعا في وقف الحرب، أو دفع جيش الاحتلال عن تطبيق خطة الجنرالات في شمال قطاع غزة، حيث يعيش الأهالي منذ 36 يوماً تحت حصار ناري جوي ومدفعي، وتجويع ممنهج لتهجيرهم قسرياً، من غير أن يتوانى عن قصف مستشفياته الثلاث.
وأكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، كاظم أبو خلف، أن الآلاف من أطفال شمال قطاع غزة حرموا من حقهم في التطعيم ضد فايروس شلل الأطفال، بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على المناطق الشمالية والعدوان الذي منع كافة المنظمات من دخول تلك المناطق.
وبين أبو خلف، أن “التأجيل يعني ازدياد الفاصل الزمني بين الجولة الأولى والثانية من التطعيم وهذا من شأنه أن يؤثر على الفائدة المرجوة من إتمام التطعيم على جولتين”، مشيرا إلى أن أكثر من 105 آلاف طفل حرموا من المرحلة الثانية من جرعة شلل الأطفال.
انهيار المنظومة الصحية ومن أصل 3 مستشفيات (الإندونيسي، العودة، كمال عدوان) في شمال القطاع خرجت اثنتان منها عن الخدمة.
وأكد مسؤول المستشفيات الميدانية في قطاع غزة د. مروان الهمص، خروج المستشفيات الشمالية عن الخدمة تماما نتيجة التدمير الممنهج، بالقصف ومنع المياه والطعام، واعتقال الأطباء والممرضين، وقصف سيارات الإسعاف، ومنع خدمة الدفاع المدني من الوصول إلى الجرحى.
وأوضح الهمص في حديث للجزيرة مباشر، أن جيش الاحتلال أجبر العشرات من الأطباء على النزوح إلى مدينة غزة، ويرفض عودتهم لممارسة مهامهم الطبية في المستشفيات شمال قطاع غزة، كما يرفض تزويد المستشفيات بالوقود والمستهلكات الطبية.
ووصف الوضع في مستشفى كمال عدوان الوحيد الذي يعمل بعدد محدود من الكوادر الطبية، بأن كارثي حيث تصلهم حالات سوء تغذية وموت من الجوع، مؤكدا عدم قدرة المستشفى على تقديم الرعاية الطبية للأعداد المتزايد من الجرحى، حيث لا يوجد سوى 5 أطباء لا يوجد بيهم جراحين أو أصحاب مهارات جراحية.
ويقول الإعلامي الحكومي، إن جريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في شمال قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 1800 شهيد و4 آلاف جريح ومئات المفقودين، إلى جانب تدمير الأحياء السكنية والمستشفيات والبنية التحتية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

"اليونيسف": يدخل غزة من القنابل والصواريخ أكثر بكثير من المواد الغذائية

أوضح جيمس إلدر الناطق باسم منظمة "اليونيسف" أن الوضع في غزة يتفاقم يوميا بسبب الحصار الإسرائيلي والهجمات المستمرة، قائلا "تدخل القنابل والصواريخ بكميات تفوق بكثير المواد الغذائية".

وأضاف إلدر، في تصريحات إعلامية اليوم الأحد، أن "العائلات الفلسطينية في القطاع تعاني الأمرين لتأمين وجبة يومية واحدة لأطفالها".

ووصف الحالة الإنسانية في القطاع بأنها "قاتمة ومروعة ومحطمة للآمال"، مشيرا إلى أن الآمال التي ولدت عقب الحديث عن وقف لإطلاق النار في غزة تحسنت قليلا، "حيث شهدت المنطقة تدفقا جزئيا للمساعدات وتحسنا محدودا في إمدادات المياه والغذاء.

وتابع "إلا أن هذا التفاؤل ما لبث أن تلاشى، بعدما واجه القطاع حصارا كارثيا للمساعدات".

ولفت أن "سكان غزة يعيشون ليال قاسية تحت القصف، ويقضون أيامهم وهم يهربون من الجوع والانفجارات"،

وأردف أن "العالم يبدو منشغلا فقط برؤية الجرحى والحديث عن المساعدات، متجاهلا العبء النفسي الهائل الذي يعيشه السكان، والواقع القاسي للعائلات التي تجبر على النزوح مرارا بعد فقدان كل شيء".

ولفت إلى أن العديد من الأسر تقيم في خيام منذ ستة أشهر، تحت نيران الدبابات، "ويجبرون الآن على الانتقال من جديد".

وأكد أن غزة "تعيش هذا المشهد المأساوي منذ أكثر من 600 يوم"، ومبينا أن الأمهات يقضين يومين من دون طعام ليتمكن من توفير وجبة واحدة لأطفالهن.

وبين أن تقدير أعداد الأطفال الذين يموتون جوعا يوميا أو أسبوعيا "أمر بالغ الصعوبة في مثل هذه الظروف"، لكنه شدد على أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يموتون "لأسباب بسيطة كان يمكن علاجها بسهولة".

وأوضح أن "سوء التغذية الحاد يزيد احتمال وفاة الطفل بسبب أمور بسيطة بمقدار 10 مرات، هذه هي الحلقة المميتة التي تقتل الأطفال، نقص الغذاء، تلوث المياه، وانعدام الرعاية الصحية الأساسية".

وحذر من أن الوصول إلى المستشفيات لم يعد آمنا للأطفال المرضى أو الذين يعانون من سوء التغذية.

وأكد أن المستشفيات نفسها لا تتوفر فيها المستلزمات الطبية الأساسية.

وقال إلدار: "ربما تصل نسبة المساعدات الإنسانية إلى 10% فقط مما يحتاجه الناس فعلا".

ونوه إلى أنه خلال فترة وقف إطلاق النار، تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها الفلسطينيون من إنشاء 400 نقطة توزيع لتقديم المساعدات الإنسانية. مشيرا إلى أنهم استطاعوا عبر هذا النظام الوصول إلى المحتاجين "بشكل فعال".

وانتقد "النظام الجديد لتوزيع المساعدات الذي يتم فرضه حاليا في جنوب غزة من قبل "صندوق المساعدات الإنسانية لغزة" المدعوم من الولايات المتحدة و"إسرائيل".

ووصفه بأنه "عسكري الطابع" ويشمل فقط مواقع محدودة للتوزيع. وأضاف "هذا النظام يؤدي يوميا لسقوط ضحايا".

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 55 ألفا و493 شهيدا منذ بدء الحرب
  • استشهاد أكثر من (50) فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة
  • 56 شهيدا منذ الفجر.. استشهاد 5 مواطنين أثناء انتظارهم المساعدات شمال غزة
  • بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة
  • قطع الاتصالات مجددا في غزة.. ومجازر أمام مراكز المساعدات (حصيلة)
  • غزة .. عشرات الشهداء والجرحى قرب مراكز المساعدات
  • مظاهرات في لاهاي وبروكسل تنديدا بالإبا.دة الجماعية في غزة
  • تقرير دولي: أكثر من نصف عدد عمالة الأطفال بالعالم في أفريقيا
  • "اليونيسف": يدخل غزة من القنابل والصواريخ أكثر بكثير من المواد الغذائية
  • نيجيريا.. أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى بهجوم مسلح شمال البلاد