اختتم مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة (دي-كاف)، أمس، فعاليات نسخته الثانية عشرة، التي انطلقت في ١٧ أكتوبر الماضي.

وتضمن المهرجان، على مدار ثلاثة أسابيع، 26 عرضًا متنوعًا شملت الفنون الأدائية، وفنون الميديا الحديثة، والموسيقى، والفعاليات الخاصة، بمشاركة 124 فنانًا من 21 دولة.

وأُقيمت 9 ورش عمل في مجالات مختلفة،ضمن 12 مساحة فنية مختلفة شملت مسارح وقاعات عرض حديثة ومساحات متعددة الاستخدامات وأماكن مفتوحة، تضمن  برنامج المهرجان هذا العام عروض شملت أعمالًا تُعرض لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، كما شهد اقبالًا جماهيريا وصل إلى 5000 متفرج.

وقال أحمد العطار المدير الفني للمهرجان: "هذه الدورة من المهرجان كانت مهتمة بدرجة كبيرة بشباب المبدعين من المنطقة العربية، وهو ما نجده اساسياً لتطور المشهد الفني بالمنطقة العربية، فقدم المهرجان هذا العام برامج تدريبية سواء للمخرجين أو المدراء الثقافيين، بحضور عدد كبير من الفاعلين الثقافيين من مصر والعالم، مما صنع زخم مميز ونقاشات عبر فيها المشاركون عن أفكارهم و تحدياتهم خلال هذه الفترة الدقيقة لمنطقتنا العربية، ونستعد أيضا للدورة المقبلة بعودة ملتقى الفنون العربية المعاصرة، كما نسعى لاستضافة فعالية ثقافية أفريقية للمرة الأولى بالمهرجان"  .

عاشت 29 عامًا فى أمريكاl لبني عبدالعزيز: فوز "كامالا" سيحزنني لأنها صاحبة تاريخ فارغ وترامب الأصلح .. حوار سميرة محسن: اعتزلت التمثيل لأني بقيت "برة اللعبة".. وحضور المهرجانات بقى ببنطلون مقطع

و أضاف العطار: "أن أبرز نجاحات هذه الدورة هو وصول العروض  لجمهور غير معتاد على المهرجان، وأصبح للمهرجان قاعدة جماهيرية متنوعة من مختلف الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية."

يذكر أن المهرجان هذا العام أطلق برنامج "القاهرة تنادي" الذي استضاف 13 مخرجًا ومصمم رقص من العالم العربي، وذلك بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني،  من خلال ٨ عروض مختلفة هي المشاريع الأولى للمخرجين، كما تضمن البرنامج  عروضًا تقديمية لـ13 مشروعًا لشباب المخرجين المشاركين في بيت السناري التابع لمكتبة الإسكندرية، بحضور أكثر من 90 فاعلًا ثقافيًا مصريًا ودوليًا من دول  مصر ولبنان وفلسطين والسعودية وفرنسا وتونس وموزمبيق وبريطانيا والتشيك وبلجيكا. مثل هؤلاء الفاعلون عددًا من المهرجانات والمؤسسات الدولية مثل مهرجان أفينيون الدولي، مؤسسة مفردات، مهرجان مرسيليا، أكاديمية MBC للتدريب، إلى جانب مؤسسات مصرية منها دوار للفنون، ستوديو عزت عزت للرقص المعاصر، ماعت للرقص المعاصر، ومدرار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرنسا بيت السناري السعودية بريطانيا مهرجان كان

إقرأ أيضاً:

مهرجان القطيع .. ملتقى سنوي للتراث التهامي والهوية الثقافية في الحديدة

تقرير/ جميل القشم

في تهامة، حيث يلتقي خصب الأرض بعطاء البحر، وتنبع الذاكرة من مواسم الزراعة وأهازيج الصيد، ينبثق مهرجان القطيع كل عام، كحدث ثقافي يُعيد رسم ملامح الهوية التهامية ويمنحها حضورًا حيًا في وجدان الأجيال.

يجّسد مهرجان القطيع ملتقى مفتوحًا، يعكس وجدان الإنسان التهامي، ويعكس التقاليد والمعارف المتوارثة التي ظلّت حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، من الزراعة والصيد إلى الأهازيج والرقص والفنون الشعبية.

تقام فعاليات المهرجان في مدينة القطيع بمديرية المراوعة، في أجواء شعبية، تتداخل فيها الروح التهامية مع نبض المجتمع، وتتحول المساحات العامة إلى ساحات تفاعلية تستعرض فيها ملامح الماضي بلغة الحاضر.

يشهد المهرجان السنوي، عروضًا فنية ومسرحية وبهلوانية، تقدّمها فرق شعبية محلية، إلى جانب استعراضات حيّة لطرق الزراعة القديمة، وأدوات الصيد، وتقنيات حفظ المحاصيل والأسماك، في مشاهد بصرية تنقل الزائر إلى أعماق التاريخ المحلي.

يولي المهرجان، أهمية خاصة للرقصات الشعبية، التي تقدّم بزيها التقليدي وإيقاعاتها المميزة، وهو ما يضفي على الفعالية بُعدًا فنيًا متجذرا في الموروث الشفهي والجسدي للمنطقة، ويعزّز حضور من الثقافة الحركية في المشهد العام.

لا تغيب السباقات التراثية عن المشهد، إذ يحتضن المهرجان سباق الهجن، والخيول، والقفز على الجمال، لتكون مثل هذه العروض بمثابة استدعاء حيّ لمظاهر الفروسية والمروءة في البيئة التهامية.

تظهر الرسالة الثقافية للمهرجان جليّة في حرصه على تمكين المجتمع المحلي من تقديم تراثه بلسانه، دون وساطة، بعيدًا عن التنميط، ما يمنح الفعالية أصالة في الطرح وصدقًا في التلقي.

ويسهم المهرجان في ربط الأجيال بالهوية، إذ يجد فيه الكبار فسحة لاستذكار ما عاشوه، بينما يكتشف فيه الصغار تفاصيل جديدة عن بيئتهم وأصولهم، فتتكون بذلك حلقة تواصل حيّة بين الماضي والمستقبل.

يشكل المهرجان رافعة اقتصادية موسمية، تنتعش الأسواق المحلية، وتعرض المنتجات التهامية التقليدية من مأكولات، وأدوات، وحِرف، في مساحة تفاعلية تجمع بين المتعة والدعم الشعبي للصناعات الصغيرة.

ومن الناحية التعليمية، يقدّم المهرجان تجربة تعلم للأبناء والزوار، حيث تنقل مفاهيم الهوية والانتماء عبر التفاعل المباشر مع العروض والأنشطة، بدلاً من التلقين المجرد في الصفوف.

ويمنح في ذات الوقت، مساحة للمثقف الشعبي، الذي يحمل تراثا غير مكتوب، لعرضه من خلال الأداء أو الحكاية أو الحرفة، مما يعيد الاعتبار للمعرفة الشعبية بوصفها مكونًا مهمًا من الموروث الثقافي الوطني.

يقوم تنظيم المهرجان على جهود مجتمعية واسعة، تتشارك فيه اللجان الأهلية، والمبادرات الشبابية، والجهات الثقافية المحلية، ما يعزّز من روح الشراكة ويجعل من الفعالية مناسبة يتملكها الجميع.

يسعى القائمون على المهرجان الذي عادة ما يُقام في ثاني وثالت أيام عيد الأضحى، إلى تطويره سنويًا، سواء من حيث توسيع الفقرات أو إشراك كافة الفئات المجتمعية، لترسيخ حضوره كفعالية وطنية تتجاوز الطابع المحلي، وتعكس غنى الهوية اليمنية.

ويحرص المهرجان على البقاء بعيدًا عن المظاهر الشكلية، مقدّما نفسه كـ”ملتقى تلقائي” تُستعاد فيه الروح التهامية، وتُترجم فيه الثقافة من الناس وللناس، في سياق شعبي حي يعكس صدق الانتماء وعمق الوعي بالهوية.

يعكس مهرجان القطيع، ذاكرة تهامة الحية، وتنبض تفاصيله في وجوه الناس، وخطوات الراقصين، ونبرات العازفين، وضحكات الأطفال، وحكايات الآباء، ليبقى حدثًا سنويًا يزهر بالحياة كلما عاد، ويعمّق حضور التراث كلما نظم.

سبأ

 

مقالات مشابهة

  • فعاليات صفرو تشكو العشوائية و الإقصاء في مهرجان حب الملوك
  • ناصيف زيتون مفاجأة مهرجان جرش بنسخته الـ 39
  • مهرجان عمان السينمائي يتيح عروض أفلامه بلغة الإشارة
  • اختتام مهرجان التراث وسباق الفروسية والهجن بالقطيع في الحديدة
  • «مهرجان تنوير».. 3 أيام من الموسيقى الملهمة والفن التفاعلي
  • مهرجان القطيع .. ملتقى سنوي للتراث التهامي والهوية الثقافية في الحديدة
  • شيرين عبد الوهاب وماجدة الرومي تختتمان مهرجان موازين 2025
  • في دورته الثانية.. عودة «مهرجان تنوير» إلى صحراء مليحة
  • حكيم نجم الدورة الـ 22 لمهرجان أوسلو للموسيقى العالمية
  • حفل ضخم لـ حكيم بالدورة 22 لمهرجان أوسلو للموسيقي العالمية