المعارضة السورية متفائلة بفوز ترامب.. ما الأسباب؟
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
شمال سوريا- تبدي أوساط المعارضة السورية تفاؤلا حذرا من فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة للولايات المتحدة الأميركية، مرجّحة أن تستمر الإدارة الأميركية بالتشدد حيال النظام السوري وحليفته إيران، مع توقع بأن يسفر هذا التشدد عن تحريك الملف السوري سياسيا.
وترفض قيادات المعارضة السورية تعليق الآمال على ما كُشف عن تهديدات ترامب خلال فترة حكمه السابقة بتصفية رئيس النظام السوري بشار الأسد، ويقول ممثلوها إن السياسة لا تُبنى على الأمنيات.
يقول رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى إن التغيرات في الإدارة الأميركية بشكل عام تفتح الباب أمام مقاربة جديدة للملف السوري، وهو ما يجعل المعارضة تتفاءل بأن إدارة الرئيس ترامب ستكون أكثر جدية في التعاطي مع شؤونها.
وقال مصطفى، في حديثه للجزيرة نت، إن الحكومة المؤقتة تأمل بأن تقوم الإدارة الأميركية الجديدة بدعم تطلعات الشعب السوري، والتطبيق الفعال لمواجهة ما وصفه بـ"نظام الكبتاغون.."، وأن تدعم مسارات العدالة والمساءلة، فضلا عن دفع مسار الحل السياسي المعطل نحو الأمام.
وعن تهديد ترامب باغتيال رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال فترة حكمه السابقة، اعتبر مصطفى أن "توقع فعل معين ومحدد ليس القضية الأهم"، مشيرا إلى أن ما يهم المعارضة حاليا هو النهج العام لإدارة الرئيس القادم ومحدداته الرئيسية في الملف السوري، "والتي نتمنى أن تكون فعالة في إنهاء مأساة الشعب السوري وتحقيق الانتقال السياسي"، حسب تصريحه.
وحول التواصل مع الحكومة الأميركية، شدد مصطفى على أن خطوط الاتصال مع واشنطن قائمة، مع الحرص على تطويرها باستمرار لحشد دعم شخصيات مؤثرة لصالح الشعب السوري، والتعاون مع الإدارة الجديدة، وشتى المؤسسات الرسمية والفعاليات المؤثرة على صنع القرار في الولايات المتحدة.
من جهته، استبعد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة حدوث تبدل -على المدى القصير- في السياسات الأميركية الحالية بالضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والقانوني على النظام السوري، مرجحا أن تستمر إدارة ترامب برفض التطبيع مع النظام وعدم رفع العقوبات، وعدم السماح ببدء أعمال إعادة الإعمار قبل تحقيق تقدم في العملية السياسية.
ورأى البحرة في حديثه للجزيرة نت أن السياسية الأميركية قد تكون أكثر تشددا وحزما في تطبيق تلك السياسات، "للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة"، و"هذا قد يفتح الباب أمام احتمالات كثيرة، منها ما قد يؤدي لخلق فرص لتفعيل العملية السياسية الخاصة بسوريا".
وأعرب البحرة عن اعتقاده ألا يكون الملف السوري بحد ذاته ذا أولية لدى إدارة ترامب، "لكنه دون شك متشابك مع جزء من ملفات دولية وإقليمية أخرى ذات أولوية"، مشيرا إلى أن الأولوية الأولى لدى إدارته ستكون التوصل لحل بخصوص غزة.
وأوضح العقيد مصطفى بكور، المتحدث الرسمي باسم فصيل "جيش العزة"، أن تفاؤل المعارضة السورية بفوز ترامب بالرئاسة الأميركية يأتي من موقفه المتشدد حيال إيران والفصائل التابعة لها، و"محاولاتها التمدد في المنطقة".
ورأى بكور أن قرارا بمستوى اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد "قد يحدث عندما يرى ترامب أن مصلحة الولايات المتحدة الأميركية تقتضي ذلك، أو عندما يجد من يدفع له الثمن الذي يطلبه مقابل رأس الأسد، فهو رجل أعمال قبل أن يكون سياسيا وكل شيء محسوب لديه بمنطق الربح والخسارة".
وعن الأنباء التي تواردت عن نية ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا، اعتبر بكور أن الرئيس الأميركي لن يسحب تلك القوات من دون اتفاق مع أنقرة، "لأن ذلك سيفتح الطريق لسيطرة القوات التركية أو الإيرانية وقوات النظام على منطقة شرق الفرات"، على حد تقديره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المعارضة السوریة النظام السوری
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. الرئيس السوري يكشف لأول مرة تفاصيل خاصة عن والدته وزوجته
كشف الرئيس السوري أحمد الشرع عن جوانب إنسانية من حياته الخاصة، مسلطًا الضوء على معاناة المرأة السورية خلال سنوات الثورة، وذلك خلال لقائه وفدًا نسائيًا في قصر الشعب بدمشق، يوم السبت، في مناسبة رسمية بثت مشاهدها اليوم الأحد.
وفي تصريحاته، قال الشرع إن المرأة السورية “تحمّلت الكثير طوال سنين الثورة”، مؤكدًا أنها لم تكن مجرّد شاهدة على الألم، بل كانت “صانعة للكرامة، ثابتة في وجه المعاناة، ومتمسكة بحقوقها وحقوق شعبها في الحرية والعدالة”، سواء داخل البلاد أو في مخيمات النزوح ودول اللجوء.
وأشار إلى تعدد أدوار النساء السوريات، من المربّيات إلى المعتقلات، ومن الأمهات الصابرات إلى الزوجات الداعمات، مؤكدًا أن صمودهن كان أحد عوامل بقاء النسيج الاجتماعي رغم الحرب والدمار.
وفي حديثه عن حياته الشخصية، تحدث الرئيس الشرع للمرة الأولى عن زوجته لطيفة الدروبي، التي تزوجها عام 2012، مشيرًا إلى أنها رافقته في أصعب الظروف، رغم قلة معرفتها بطبيعة عمله في البداية.
وأوضح أنهما اضطرا لتغيير أماكن السكن 49 مرة خلال الفترة الماضية، بمعدل منزل جديد كل ثلاثة أشهر، قائلاً: “أصبحنا مثل الرحّل… عشنا في مغارات وملاجئ، وأماكن جيدة أحيانًا، لكنها كانت تجربة شاقة، خاصة بالنسبة للمرأة”.
كما استعاد الرئيس السوري ذكرى والدته التي اعتقدت طوال سبع سنوات أنه في عداد المفقودين، مشيرًا إلى أنها كانت تواظب على غسل ملابسه وكيّها رغم غيابه، في انتظار عودته.
وروى حادثة رمزية أثّرت فيه، قائلاً إن والدته استبشرت بوقوف حمامة على شرفة غرفتها، وربطت ظهورها ببقائه على قيد الحياة، ما دفعها لشراء ملابس جديدة له، قبل أن يتمكن لاحقًا من إرسال رسالة إليها يؤكد فيها نجاته، فترد عليه بإرسال ما كانت قد اشترته عبر حامل الرسالة.
اللقاء الذي بثّته وكالة الأنباء السورية “سانا”، اعتُبر من أندر المناسبات التي يتطرق فيها الرئيس الشرع إلى تفاصيل شخصية، في سياق الإشادة بدور المرأة السورية، وإبراز تضحياتها خلال سنوات الحرب.
الرئيس الشرع يتحدث عن المرأة السورية ودورها في عملية البناء القادمة، وذلك خلال لقاء جمع سيادته بمجموعة من النساء السوريات بمناسبة عيد الأضحى المبارك.#سانا pic.twitter.com/8BAXx4N9cn
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) June 8, 2025تقرير حقوقي صادم: أكثر من 7600 قتيل في سوريا خلال 6 أشهر وسط فوضى السلاح وتعدد القوى
كشف “المرصد السوري لحقوق الإنسان” في تقرير حقوقي جديد، أن 7670 شخصًا قُتلوا في أنحاء البلاد خلال الفترة الممتدة من 8 كانون الأول 2024 وحتى 6 حزيران 2025، بينهم 5784 مدنيًا، من ضمنهم 306 أطفال و422 امرأة، ما يعني أن المدنيين شكّلوا نحو 75.4% من إجمالي الضحايا.
وبحسب التقرير، شهد شهر مارس أعلى معدلات العنف، نتيجة تصعيد غير مسبوق في الإعدامات الميدانية والعمليات الانتقامية، خاصة في مناطق الساحل السوري، حيث سُجلت 1726 حالة تصفية جماعية خلال هذا الشهر فقط.
كما أشار التقرير إلى أنماط متكررة من الانتهاكات في مختلف مناطق البلاد، شملت عمليات قتل وتعذيب في مناطق سيطرة “الجيش الوطني” و”قوات سوريا الديمقراطية”، إلى جانب استمرار الانتهاكات في مناطق تابعة لحكومة دمشق، خصوصاً داخل مراكز الاحتجاز.
وفي شمال شرق البلاد، أودت الهجمات التركية بحياة عدد من المدنيين، في وقت وثقت فيه حالات إطلاق نار مميتة على الحدود مع الأردن وتركيا، استهدفت لاجئين أثناء محاولتهم الفرار من مناطق النزاع.
وحذر المرصد من خطورة استمرار الإفلات من العقاب، مشددًا على أن غياب المساءلة وتعدد الجهات المسلحة دون رادع قانوني يعمّق الأزمة، ويقوض فرص التوصل إلى سلام دائم في البلاد.
ودعا التقرير إلى إنشاء آلية تحقيق دولية مستقلة لمحاسبة الجناة، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني، مع التأكيد على ضرورة نزع السلاح وضبط الأمن، خصوصًا في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة.