موازنة 2025: نحو تنمية اقتصادية وزيادة الإيرادات غير النفطية في العراق
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
نوفمبر 12, 2024آخر تحديث: نوفمبر 12, 2024
المستقلة /- بدأت الحكومة العراقية بإعداد جداول موازنة عام 2025، وسط تطلعات إلى أن تكون هذه الموازنة محورًا لتحقيق التنمية المستدامة وزيادة الإيرادات غير النفطية، إلى جانب تعزيز الاستقرار الاقتصادي للبلاد.
وأكد رئيس اللجنة المالية في البرلمان، عطوان العطواني، في تصريح لصحيفة “الصباح”، أن الجهود تتجه نحو استكمال البنية التحتية لموازنة العام المقبل، حيث تم تحديد متطلبات مراجعة الموازنة، مشيراً إلى أن الحكومة تأمل في استكمال بعض البنود الهامة لتلبية الاحتياجات الوطنية.
أهداف موازنة 2025: تنمية شاملة واستقرار اقتصادي
وأوضح العطواني أن الأهداف الرئيسة لموازنة 2025 تشمل تحقيق التنمية الاقتصادية وزيادة الإيرادات غير النفطية، من خلال تطوير وسائل لتعزيز الاستقرار الاقتصادي. ومع تزايد اعتماد الموازنة التشغيلية على الموارد المتاحة، بات من الضروري البحث عن موارد إضافية لتعزيز الاقتصاد، حيث تم التركيز على ترشيد الاستهلاك كإجراء أساسي لتحقيق هذا الهدف.
التحول الرقمي ودوره في زيادة الإيرادات
أشار العطواني إلى أهمية التحول الرقمي كوسيلة لتعزيز الإيرادات غير النفطية، حيث يرى أن هذا التحول يشكل بنية أساسية لدعم الاقتصاد الوطني. وسيتم تضمين هذا الهدف ضمن موازنة 2025 عبر توسيع نطاق التحول الرقمي في مختلف القطاعات، مما يسهم في زيادة العائدات وتطوير أساليب الإدارة المالية.
التحديات والعجز المالي
بالرغم من التوجهات الطموحة، أشار رئيس اللجنة المالية إلى أن عجز الموازنة قد يبقى على حاله مقارنة بعام 2024، نظرًا لالتزام الحكومة بتسديد ديونها الخارجية وتوجيه مواردها نحو المشاريع الاستثمارية. وقد انعكست هذه الالتزامات على الموازنة من خلال تمويل المشاريع التنموية ودخول العديد منها حيز الخدمة، ما أتاح تحسنًا ملحوظًا في الاستقرار الاقتصادي.
دعم المشاريع في المحافظات
وفي إطار دعم المحافظات، بدأت الحكومة بتمويل مشاريع بقيمة تصل إلى 400 مليار دينار عراقي، وتستعد لإطلاق دفعة تمويل جديدة تتناسب مع احتياجات الوزارات والمحافظات. وأكد العطواني أن الوزارات والمحافظات المعنية ستتحمل مسؤولية تسديد التزاماتها المالية تجاه شركات القطاع الخاص، مما يعزز من دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الإیرادات غیر النفطیة موازنة 2025
إقرأ أيضاً:
النقد الدولي: تحصيل الإيرادات وترشيد النفقات وكبح التضخم أولويات لاستقرار الاقتصاد
شدد صندوق النقد الدولي على الالتزام بتنفيذ خطة التعافي الاقتصادي التي أطلقتها الحكومة اليمنية مؤخراً، من أجل دعم استقرار الاقتصاد الكلي في البلاد.
ورحّبت بعثة الصندوق، في بيان أصدرته عقب اختتام مشاورات المادة الرابعة مع الحكومة اليمنية في العاصمة الأردنية عمّان، بإطلاق الحكومة للخطة وتركيزها على تعزيز استدامة الموارد العامة، وكبح التضخم، وتقوية الحوكمة والمؤسسات.
وشددت بعثة صندوق النقد الدولي في بيانها على أن استعادة الاستدامة المالية تتطلب المزيد من الجهود، وعلى رأسها استعادة تحصيل الإيرادات، محددة ثلاث أولويات لتحقيق ذلك.
حيث أشارت إلى امتناع المحافظات التابعة للحكومة الشرعية عن توريد الإيرادات الضريبية والجمركية المركزية، مؤكدة أن ذلك أثّر على الخدمات العامة الأساسية في المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً، وأثار مخاوف بشأن الشفافية الضريبية والجمركية والمساءلة.
وشددت على ضرورة أن تعمل الحكومة، ابتداءً من عام 2026، على ربط اعتمادات الصرف بالتحويل الفوري للإيرادات من المحافظات، فيما تتمثل الأولوية الثانية في تحسين الرقابة على الموانئ، وتوحيد وتوريد الرسوم الضريبية والجمركية من المحافظات، ودمج مؤسسات الإيرادات.
أما الأولوية الثالثة، والتي تصفها بعثة الصندوق بأنها الأهم، فتتمثل في "التقييم الجمركي بأسعار الصرف السوقية وتحديث الرسوم الجمركية"، في إشارة إلى خطوة رفع سعر الدولار الجمركي من 750 ريالاً إلى سعر الصرف الحالي 1600 ريال، وهي خطوة لا تزال تواجه معارضة داخل الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي.
ومن تحسين الإيرادات، ينتقل البيان إلى الحديث عن ترشيد النفقات، حيث تُشدد البعثة على أن تركز الحكومة على ترشيد الإنفاق استراتيجياً خلال مرحلة إعداد الميزانية، وعلى إعادة توزيع الموارد المالية على المجالات ذات الأولوية، والحد من أوجه عدم الكفاءة، وحماية الخدمات الأساسية.
وفي هذا السياق، يُشير البيان إلى إمكانية خفض دعم الكهرباء من خلال مواءمة التعريفات تدريجياً مع التكاليف، مع ضمان توفير الحماية الاجتماعية للمستخدمين المستحقين للتعريفات المخفضة، وتحسين عملية تحصيل الفواتير، وإلغاء اتفاقيات شراء الكهرباء، والتصدي للفساد.
وتتضمن أهم إصلاحات الإدارة المالية العامة – وفق البيان – تنفيذ ضوابط صارمة على المصروفات عبر محافظات الحكومة المعترف بها دولياً، وتعزيز إدارة النقدية، وتحسين شفافية المالية العامة عبر التحول الرقمي في الإدارة الضريبية، وتصحيح المخالفات في جداول الأجور لاحتواء تكلفتها.
ومن الحكومة إلى البنك المركزي، الذي تُشدد بعثة صندوق النقد الدولي على ضرورة مواصلة التركيز على كبح التضخم، وتطبيق أسعار الصرف السوقية، وضمان النزاهة المالية.
وفي حين تُشيد البعثة في بيانها بنجاح استراتيجية البنك الحالية في كبح التضخم عبر الحد من التمويل النقدي لعجز المالية العامة، وتعقيم السيولة الزائدة المتولدة من هذا التمويل عبر بيع أصول النقد الأجنبي، فإنها تُشير إلى أن التدني الشديد في مستويات الاحتياطيات الرسمية لدى البنك يفرض إلغاء التمويل النقدي للحفاظ على استقرار الأسعار، في إشارة إلى ضرورة الاعتماد على الموارد الذاتية لتمويل النفقات بدلاً من أصول النقد الأجنبي.
وعلى ذات المنوال، تشيد البعثة بالتدابير التي اتخذها البنك مؤخراً في قطاع الصرف الأجنبي، وقالت إنها نجحت في كبح المضاربات ودعم قيمة الريال.
إلا أنها تنبّه إلى إمكانية تعذر الاستمرار في الاعتماد على الضوابط الإدارية وحدها لتحقيق الاستقرار في أسواق العملة دون وجود احتياطيات وقائية كافية وضوابط صارمة على المالية العامة، مشددة في هذا السياق على أن يظل سعر الاستيراد الذي تحدده اللجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الواردات متسقاً إلى حد كبير مع سعر السوق لمنع أي تشوهات محتملة في سوق النقد الأجنبي.
وتطرقت بعثة صندوق النقد الدولي إلى أهمية حماية استقرار النظام المالي ونزاهته في اليمن، عبر توسيع نطاق الرقابة على القطاع المالي ليشمل جميع مؤسسات تلقي الودائع، مشيرة إلى أن ذلك يساعد في توفير السيولة للقطاع المصرفي، والحد من احتمالات تراكم المخاطر المهددة للاستقرار المالي.
وأشارت إلى قرار البنوك الكبرى في اليمن نقل مقارها الرئيسية إلى عدن، عقب تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية مطلع عام 2025، بهدف حماية علاقات المراسلة المصرفية.
وتشمل الأولويات المستمرة للحفاظ على النزاهة المالية – كما تقول البعثة – تعزيز الإشراف المصرفي، وممارسات العناية الواجبة في التحقق من هوية العملاء، وإحكام الرقابة على المعاملات المتصلة بالحوثيين.
وفي حين تُشدد بعثة صندوق النقد الدولي على أهمية التدابير المذكورة في وضع المالية العامة لليمن على المسار السليم، فإنها تستدرك بالتأكيد على أنها تظل غير كافية لاستعادة الاستدامة المالية.
وأضافت: "التمويل الخارجي لا غنى عنه لمواصلة عمليات الحكومة، واستمرار الخدمات العامة الأساسية، وتجنب التدهور المستمر في الأوضاع الإنسانية، ودعم استقرار سعر الصرف".
وأشادت البعثة بالدعم السعودي الأخير المقدم للحكومة، بالإضافة إلى الدعم المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة، معتبرة أنهما خطوتان إيجابيتان قد تسهمان في جذب المزيد من المساعدات، في ظل الجهود الجارية للحكومة المعترف بها دولياً في مجال السياسات الاقتصادية.
ورغم جهود الضبط المالي – وفق البيان – يظل اليمن غير قادر على تحمل ديونه العامة التي فاقت نسبة 100% من إجمالي الناتج المحلي حتى منتصف عام 2025، لافتة إلى أن أعباء الدين الهائلة تؤكد ضرورة إجراء مفاوضات شاملة مع الدائنين لاستعادة استدامة القدرة على تحمل أعباء الدين.