فن – بعثوية – العقول .. !
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
في يوم ما زرت مؤسسة علمية كبرى .. صادف ان رئيس المؤسسة (صديقي ) وخصص ذلك اليوم من كل شهر ليلتقي اسر العقول العراقية المهاجرة او موفدة او مغتربة خارج العراق بعناوين وأسباب وملفات شتى .. فما ان رآني الرجل بادرني فرحا : ( اهلا وسهلا بك أستاذ الذكر فرصة جيدة للتطلع بنفسك على معاناة الناس – البعثوية – .
جلست وسمعت ما اسقط بقية شعيرات صلعتي التي دهسها العمر ومحطات الضيم المؤجند .. تالمت كثيرا لضياع تلك العقول والمليارات التي لا يعود منها الا النزر للوطن .. بعدما يكتشف عبقريتهم الاخر الغربي ويوظفهم لديه بعناوين عدة بعضها – اللجوء الشيطاني – .
سالني احدهم قائلا : ( هل يجوز بعث موهبة عراقية خارجيا باموال الدولة .. دون تامين عودته لخدمة بلده ) .. فقلت : ( هناك حكمة عربية مضمونها : – مجنون من يعير كتاب من مكتبته .. والاجن هو ذلك الذي يعيد الكتاب – فان الموهوب العبقري الذي تتفتق قواه الخارقة في مؤسسات عالمية لا يمكن ان يكون حرا بالعودة الى – محرقة – بلده بعد ان تحيط به المغريات ظاهرها وخفيها ) .
بمائدة غداء ريفي بإحدى المناطق الزراعية باجواء مبسطة سادها الود والاريحية والانتماء .. تحدث جميع الحضور عن مشاكل تخص الاختصاصات الطبية والمعمارية ووووووو … والكثير غيرها ممن يصعب وجودها او بالأحرى بقاؤها في البلد .. بعد ان احالوا البيئة الى محرقة او مقبرة للعقول .. فيما هيأوا لهم جنائن حقيقية ببلدان أخرى يسيل لها لعاب كل ذو لب .. وقد ضربوا عدد من الأمثلة بعراقيين تجنسوا في بلدان غربية وتم تعينيهم بمناصب كبرى يقدمون ذروة ما اجاد العقل الإنساني لتلك البلدان ) .
فقلت : ( ذلك لا يحصر في الدراسة او العلم بل في مجالات الفن والرياضة … ممن افتقدنا فيها الكثير جراء فشل الاحتواء وتهميش تلك الطاقات التي عادت الى البلاد ولم تحز غير القهر والذل وربما التهديد بمن استولى على منصب بغير علم بعد ان وزعت محاصصاتيا او توافقيا ) .
ثم ضربت مثلا : ( في 2005 التقيت المهندس المعماري والحكم الدولي العراقي فرات احمد الذي هرب من العراق في التسعينات تحت وقع الحصار والقهر . فسالته متى ولماذا عدت سيما وقد شاهدناه 2001 يقود تحكيم احدى مباريات البريمرليغ وفرحنا وفخرنا لعراقيته .. فقال : ( لقد زارنا د إبراهيم الجعفري الى لندن بعد 2003 واجتمع مع الكفاءات العراقية بلندن طالبا منهم العودة والمشاركة بإعادة بناء الوطن ومتعهدا بان يساعدهم على الانسجام بالمجتمع وتهيئة سبل العمل بروحية احدث لبناء العراق بعد عقود اقل ما يقال عنها انها – عصيبة – ).. ثم أضاف: ( لبيت النداء وعدت على حسابي الخاص ، لكني وجدت ما سماه – نفس الطاس والحمام – لم يسال عنا احد ولم يعطنا فرصة اطلاقا للعمل .. وسالنا عن الجعفري فلم نجده ولم يسال هو عنا .. فاضطرننا عرض قضايانا على الصحافة والاعلام .. ) ..
بعد مدة سمعنا ان ابن الحكم الدولي فرات احمد قد اختطف .. وقد دفع ما جمع من شقاء العمر كي ينقذفه .. ثم قرر العودة لبلاد الغربة بلا رجعة .. وترك التحكيم وكرة القدم الى الابد .. فيما يعمل الان مهندسا وفنانا معماريا .. في بلاد الغربة التي عرفت كيف تسرق العقول او تحتضنهن .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
رسميًا … بدء تفعيل خطّي عمّان – السلط وعمّان – الكرك ضمن المرحلة الأولى لمشروع ربط المحافظات
صراحة نيوز- أعلنت وزارة النقل، اليوم الخميس، عن الافتتاح الرسمي للتشغيل الفعلي لخطّي النقل بين عمّان والسلط، وعمّان والكرك، وذلك ضمن المرحلة الأولى من مشروع النقل العام بين العاصمة ومراكز المحافظات.
وجرى الافتتاح خلال حفل رسمي حضره ممثلون عن الجهات الشريكة من القطاعين العام والخاص، إلى جانب عدد من وسائل الإعلام.
وكانت الوزارة قد بدأت التشغيل الرسمي لخطّي إربد – عمّان وجرش – عمّان اعتبارًا من الأول من تموز الجاري.
وفي تصريحات سابقة، أكدت وزيرة النقل، وسام التهتموني، أن مشروع هيكلة النقل العام بين المحافظات يمثل نقلة نوعية في تطوير خدمات النقل في المملكة، حيث يعتمد على تشغيل حافلات حديثة مزودة بأنظمة تتبع ومراقبة إلكترونية، إلى جانب تحصيل الأجرة بشكل رقمي، وتحديد مواعيد انطلاق ثابتة لضمان انتظام الخدمة وانسيابيتها.
وأضافت أن المشروع يهدف إلى تحسين خدمات النقل بين عمّان والمحافظات، وتعزيز الربط بين المدن الرئيسية، ما يسهم في الحد من الازدحامات المرورية والتقليل من الاعتماد على المركبات الخاصة، بالإضافة إلى توفير وسيلة نقل آمنة ومنتظمة وبتكلفة مناسبة.
كما أشارت التهتموني إلى أن المرحلة الأولى من المشروع تشكّل خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للنقل، والتي تركز على بناء شبكة نقل عامة متكاملة وذكية، تدعم الاستدامة البيئية والاقتصادية، وتواكب التوسع العمراني في المملكة.
وشددت على أن الوزارة تتابع عن كثب جميع مراحل التشغيل، وتحرص على تلقي ملاحظات المواطنين حول مستوى الخدمة، بهدف تطويرها بشكل مستمر بالتعاون مع شركات النقل والجهات التنظيمية.