توقعات بدور محوري لكوشنر في الشرق الأوسط مع عودة ترامب
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
يُنظر إلى جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، باعتباره شخصية محورية في جهود الإدارة القادمة تجاه الشرق الأوسط، رغم أن احتمالية توليه منصبا رسميا تبدو ضئيلة للغاية إلى الآن، وفقا لما نقلته شبكة "سي إن إن" عن دبلوماسيين إقليميين.
وأشارت الشبكة الإخبارية، إلى أن فريق ترامب الخاص بالشرق الأوسط بدأ بالتبلور هذا الأسبوع بعد اختيار شخصيات بارزة لتولي أدوار رئيسية في المنطقة.
ونقلت "سي إن إن" عن دبلوماسي إقليمي عمل مع كوشنر في إدارة ترامب الأولى، تشديده على صهر الرئيس المنتخب يتمتع بمستوى من الثقة في الشرق الأوسط لا يمتلكه أي شخص آخر في الفريق القادم.
وقال الدبلوماسي المشار إليه، "لا أحد في الفريق القادم لديه ما يمتلكه جاريد، وهي الثقة. لقد حصل عليها بمرور الوقت، ولم يكن يملكها في البداية"، على حد قوله.
وتحدث مصدر إسرائيلي تعامل مع إدارة ترامب السابقة عن أهمية الصداقات التي بناها كوشنر مع قادة المنطقة، قائلا إن "الصداقات في المنطقة دائمة، والعلاقات الشخصية التي طورها كوشنر، وحافظ عليها، مع القادة الإقليميين تعطيه أفضلية واضحة".
وحول مساعي استكمال ملف التطبيع مع الاحتلال الذي كان صهر ترامب أحد أبرز عرابيه، أشارت الشبكة إلى أن كوشنر وترامب يتطلعان لمواصلة العمل على هذا الملف، الذي بدأ في الإدارة الأولى من خلال "الاتفاقيات الإبراهيمية".
لكن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والحرب المشتعلة مع حزب الله في لبنان، تجعل المضي قدما في جهود التطبيع أكثر تعقيدا، حسب التقرير.
وأبرز التقرير المخاوف المتعلقة بالمصالح المالية لكوشنر في الشرق الأوسط، حيث أنشأ الأخير بعد خروجه من البيت الأبيض صندوقا استثماريا باسم "Affinity Partners"، تلقى دعما بقيمة ملياري دولار من صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
ورغم أهمية العلاقات الاقتصادية بين كوشنر ودول الخليج، إلا أن دبلوماسيين أمريكيين حذروا من احتمال تأثيرها على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال دبلوماسي أمريكي حالي "إعطاء الأولوية للمصالح المالية لعائلة ترامب على حساب المصلحة الوطنية يمثل مصدر قلق كبير للدبلوماسيين الأمريكيين"، مذكرا بالسرية التي أحاطت بأدوار كوشنر خلال ولاية ترامب الأولى، مما أثار ارتباكا بين مسؤولي الأمن القومي.
وبحسب التقرير، فإن علاقة وثيق تربط كوشنر بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بدأت خلال ولاية ترامب الأولى واستمرت حتى الآن، وقد حافظ الطرفان على قناة اتصال مباشرة عبر الرسائل النصية، وهو ما أثار أحيانا قلق مسؤولي الأمن القومي الأمريكي.
وأضاف التقرير أن كوشنر لعب دورا كبيرا في تنظيم زيارة ترامب التاريخية إلى السعودية في 2017، حيث تم استقباله هو وزوجته إيفانكا ترامب بحفاوة بالغة. كما واصل كوشنر زياراته للمملكة لاحقا، حيث عقد اجتماعات مطولة مع الأمير محمد بن سلمان لبحث قضايا إقليمية.
ورغم المخاوف من المصالح المالية، يرى بعض الخبراء أن كوشنر قد يكون عنصرا ضروريا لتحقيق وعود ترامب في الشرق الأوسط، بما في ذلك إنهاء الحروب الإقليمية وتعزيز التطبيع بين الاحتلال والدول العربية.
ونقل التقرير عن بريان هوك، أحد كبار المسؤولين السابقين في وزارة الخارجية خلال ولاية ترامب الأولى، قوله "إذا نظرت إلى الخطة التي طرحها جاريد خلال الولاية الأولى، فستجد أنها تحتوي على جميع العناصر التي يسعى إليها القادة في المنطقة".
وأكد هوك أن "أسلوب كوشنر في التعامل مع القضايا الإقليمية قد يسهم في تحقيق المزيد من التقدم، خاصة إذا تم العمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين ضمن الظروف المتاحة".
فريق ترامب الجديد ودور كوشنر
أشار التقرير إلى أن ترامب عيّن حاكم ولاية أركنساس السابق مايك هاكابي سفيرا إلى دولة الاحتلال، وستيف ويتكوف لقيادة الجهود الدبلوماسية في الشرق الأوسط. ورغم أن لكل منهما علاقاته الخاصة في المنطقة، إلا أن نجاحهما يعتمد على التنسيق مع كوشنر.
وقال آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق لشؤون الشرق الأوسط، إذا أراد ويتكوف النجاح دون بناء علاقة عمل مع كوشنر، فهو يرتكب خطأ فادحا".
ولفتت الشبكة إلى أن ويتكوف بدأ بالفعل في التواصل مع دول المنطقة لترتيب زيارات واجتماعات، بمساعدة كوشنر الذي شارك في مراجعة الملفات والمرشحين لتولي المناصب الجديدة.
وخلص التقرير إلى أنه من المتوقع أن يلعب كوشنر دورا حاسما في رسم سياسة إدارة ترامب القادمة تجاه الشرق الأوسط، سواء شغل منصبا رسميا أم اكتفى بدور مستشار خارجي، خاصة في ظل العلاقات التي أسسها مع قادة المنطقة خلال السنوات الماضية،
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية كوشنر ترامب الشرق الأوسط السعودية الشرق الأوسط السعودية ترامب كوشنر المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الشرق الأوسط ترامب الأولى فی المنطقة کوشنر فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
كلفة الفاتورة الأمريكية في الشرق الأوسط.. «فانس» يفضح وهم الديمقراطيات المستحيلة
في خطاب حاد اللهجة، انتقد نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، السياسات الأمريكية السابقة في الشرق الأوسط، واصفًا محاولات بناء الديمقراطيات في المنطقة بـ”الوهم المكلف والمستحيل”، مؤكداً أن الولايات المتحدة أنفقت تريليونات الدولارات على مشاريع لم تحقق أي نتائج ملموسة، بينما تجاهلت التهديدات الحقيقية مثل تنامي نفوذ الصين.
وقال فانس خلال كلمته في الأكاديمية البحرية الأمريكية، والتي نشرها على منصة “إكس”، إن القادة الأمريكيين في العقود الماضية “أضاعوا البوصلة”، عبر انخراطهم في مغامرات خارجية بدلاً من التركيز على التحديات الجيوسياسية الكبرى، مضيفًا: “تصوروا أن بناء الديمقراطية في الشرق الأوسط سيكون مهمة سهلة، لكن الواقع أثبت أنها كانت أقرب إلى المستحيل. دفعنا الثمن، والشعب الأمريكي هو من تحمّل الفاتورة”.
وربط فانس بين إخفاقات الماضي وبين الجولة الخليجية الأخيرة للرئيس دونالد ترامب، التي شملت السعودية وقطر والإمارات، مؤكدًا أن الزيارة لم تكن فقط لتأمين الاستثمارات، بل مثّلت تحولًا رمزيًا نحو نهاية مرحلة التدخلات الخارجية وبداية استراتيجية تقوم على الواقعية السياسية وحماية المصالح الأمريكية.
وتابع فانس: “لا مزيد من المهام المفتوحة… لا مزيد من الحروب التي لا نهاية لها… نحن نعود إلى واقعية تخدم مصالحنا، لا أوهام الآخرين”.
وأثارت تصريحات فانس جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية، إذ وصفها البعض بأنها “عودة ضرورية إلى الواقعية بعد عقدين من الحروب والنفقات الضخمة”، فيما اعتبرها آخرون بمثابة “انسحاب من الدور القيادي العالمي الذي طالما لعبته واشنطن”.
يذكر أنه ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، دخلت السياسة الخارجية الأمريكية مرحلة اتسمت بالتدخلات المباشرة في الشرق الأوسط، تحت شعارات محاربة الإرهاب وبناء الديمقراطيات، وانطلقت واشنطن في مغامرات عسكرية امتدت من أفغانستان إلى العراق، مرورًا بليبيا وسوريا، مدفوعة بقناعة مفادها أن تغيير الأنظمة وفرض نموذج الحكم الديمقراطي يمكن أن يخلق شرقًا أوسط أكثر استقرارًا وأقرب إلى القيم الغربية.
لكن بعد أكثر من عقدين، بدأت تتراكم المؤشرات على فشل هذه المقاربة، ولم تؤدِ التدخلات إلى استقرار دائم، بل ساهمت في تفكيك دول، وتعميق الفوضى، وخلق فراغات أمنية ملأتها قوى منافسة كالنفوذ الإيراني والروسي، وفي الداخل الأمريكي، ازداد السخط الشعبي على كلفة هذه الحروب التي استنزفت الاقتصاد وأثقلت كاهل المواطن، دون عوائد ملموسة على الأرض.
ومع وصول دونالد ترامب إلى الحكم عام 2016، بدأت ملامح تحوّل كبير تظهر، وأطلق خطابًا مناهضًا للتدخلات، وركز على شعار “أمريكا أولاً”، رافضًا أن تستمر بلاده في دفع ثمن صراعات الآخرين، وعاد هذا التوجه بقوة بعد انتخابه مجددًا في 2024، حيث أصبحت الواقعية السياسية حجر الأساس في استراتيجية البيت الأبيض.