في الوقت الذي تواصل فيه حكومة الاحتلال تورطها في حروبها الدموية في المنطقة، دعت أوساطها مجدداً لإعادة خطوات الانقلاب القانوني إلى الطاولة، بدءً من معركة انتخاب رئيس المحكمة العليا، مروراً بإقالة أمناء المظالم في المكاتب الحكومية، إلى التمثيل الخاص في القضايا المثيرة للجدل في المحكمة، وهو ما أصبح ظاهرة، وهكذا يروج الوزراء بقوة، في زمن الحرب، لسلسلة التحركات المتفجرة.



توفا تشموكي خبيرة الشئون القضائية والقانونية، أكدت أنه "منذ تشكيل الحكومة الحالية أواخر 2022، وهي تواصل العمل من أجل تغيير الأمور بشكل جذري في الدولة، من حيث تغيير تشكيل المحكمة العليا، وتعديل نظام المشورة القانونية للحكومة، ووضع حد للتنفيذ الانتقائي، وقد عرض وزير القضاء ياريف ليفين قبل ساعات بالتفصيل خطوات الانقلاب القانوني التي روّج لها ويروّج لها الائتلاف الحاكم، ودعا لإعادتها على طاولة المفاوضات، في تأييد قاطع للتحركات التي تمت قبل الحرب، وتوقفت بسببها، زاعما أنه حان الوقت لتقديم الدعم الكامل لاستعادة تنفيذ ذلك الانقلاب".

وأضافت في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "التغييرات الواسعة التي تهدف الحكومة لتعزيزها في علاقات القوة بينها وبين النظام القضائي لم تتوقف قط عن جدول الأعمال منذ بداية الدورة الشتوية للكنيست الشهر الماضي، حيث يستمر الانقلاب القانوني على قدم وساق، وسيصل لإحدى ذرواته من خلال عقد اجتماع لجنة اختيار قضاة المحكمة العليا التي أصدرت أمراً أجبر ليفين على عقد اللجنة، واختيار رئيس لها، لكنه كنوع من الاحتجاج والتحدي، لن يقدم الأخير مرشحيه لرئاستها".


وأشارت إلى أنه "من المحتمل أن تختار اللجنة رئيسا لها القاضي نوعام سولبرغ، أقدم قاض في المحكمة، فيما يريد الوزير أن يكون اثنان على الأقل من القضاة المنتخبين حسب اختياره هو، رغم أنه قدم مرشحين غير جديرين".

وذكرت أن "مظهرا جديدا للانقلاب القانوني يتمثل فيما ستناقشه المحكمة العليا في التماسات ضد "قانون السكن"، الذي يهدف للتحايل على واجب تجنيد أعضاء المدارس الدينية في صفوف الجيش، ويسعى مشروع القانون لمنح عائلات المتهربين من الخدمة العسكرية دعما ماليا من الدولة، أما الفقراء فلا، وبما أن هذا القانون، في رأي أمين المظالم، غير دستوري، لأنه يعطي الأولوية لتمويل أعضاء المدرسة الدينية الذين يرفضون التجنيد في انتهاك للقانون الاسرائيلي، فلن يدافع عنه وزير الرفاه يوآف بن تسور".

وأشارت الى مؤشر إضافي على استعادة الانقلاب القانوني المتمثل في "قرار الحكومة يوم أمس بإنهاء ولاية أمناء المظالم في الوزارات الحكومية بحلول نهاية العام، ممن ظلّوا في مناصبهم لفترة طويلة، وهذه خطوة قانونية، لكن الطريقة التي اتخذت بها الحكومة القرار بسرعة، أيضًا هذه المرة، خلافًا لموقف ديوان المظالم، يشتبه في أنها تريد إقالتهم بسبب اعتبارات دخيلة وشخصية، وتعيين مستشارين قانونيين موالين للوزير المكلف".

وختمت بالقول إن "إجراءات اختيار مفوضي الخدمة المدنية تتمثل بأن يقوم رئيس الوزراء قريبًا بتعيين لجنة بحث لاختيارهم، ويخشى أن تتحول الهيئة بعد تغيير الآلية إلى خدمة توزيع الوظائف على معاوني الوزراء والناشطين السياسيين على أساس الولاء فقط، وليس المهنية، وهي كلها مؤشرات لا تخفى على أحد بشأن استعادة الانقلاب القانوني الذي أوقفته الحرب على غزة".

عوديد شالوم الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أن "ليفين، الرأس المدبر للانقلاب القانوني، لن يهدأ له بال حتى يحترق النادي كله على أصحابه، رغم عدم توقف الحرب الجارية لأسباب حزبية، وحادثة إطلاق القنابل المضيئة على منزل رئيس الوزراء، لكن ليفين يواصل طريقه لمحاولة هدم النظام القائم مرة أخرى، كما فعل في الأشهر التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر، من خلال تنظيم هجوم تشريعي مناهض للدولة، بحيث يظهر الشخص المسؤول عن الاضطرابات الأكثر رعبا وفظاعة التي شهدها المجتمع الإسرائيلي".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "عودة الحكومة لتنفيذ انقلابها القانوني يعني أنها تريد أن توجه للإسرائيليين الضربة القاضية الآن، بما يعنيه من عودة مجددة للانقسام الرهيب والاستقطاب والاحتجاجات الجماهيرية، رغم إدراك حماس للنقطة المتدنية التي وصلت إليها الدولة، واستغلت ذلك في هجومها لتفاجئنا، ومنذ ذلك الحين والإسرائيليون يخوضون حربا متعددة الجبهات، ويقاتل الجنود معًا: من اليمين واليسار، من المستوطنين والعلمانيين، من المدن والضواحي، ومن جميع شرائح المجتمع تقريبًا".



وأكد ان "ليفين غير مهتم بحقيقة أن الجيش يحتاج بشكل عاجل لعشرة آلاف جندي، ورغم ذلك فإنه سيحلّ مع ائتلافه اليميني أزمة تجنيد اليهود المتشددين في مزيج ما، وهو غير مهتم بنقص القضاة في النظام القضائي، وهذا السبب في أنه نظام عالق، والبتّ في القضايا يطول، هذا الوزير لا يهدأ له بال حتى يحترق النادي على رؤوس الإسرائيليين".

وأشار إلى أن "تعمّد الحكومة في استمرار الحرب التي لا نهاية لها، لأسباب شخصية وحزبية بحتة، تهدف لصرف انتباه الإسرائيليين عن رؤية الصورة الكبيرة، وهي أن ليفين واليمين الموالين لبنيامين نتنياهو مصممون على تشويه البنية السياسة القائمة في الدولة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو نتنياهو الاحتلال انقلاب قضائي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة العلیا

إقرأ أيضاً:

مدير مكتب الجزيرة بفلسطين: قرار حكومة نتنياهو مفخخ وبه بنود سرية

قال مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري إن قرار الحكومة الإسرائيلية المتعلق باتفاق وقف إطلاق النار وملف الأسرى "مفخخ"، ويتضمن بنودا سرية تتيح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التلاعب بمسار التنفيذ متى شاء، مشيرا إلى أن الهدف الحقيقي من هذه الصياغة هو فتح الباب أمام خرق محتمل للاتفاق بذريعة عدم استعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه إسرائيل قائمة تضم 250 أسيرا فلسطينيا قالت إنها ستفرج عنهم ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، بينما نفى مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين التوصل إلى اتفاق رسمي بشأن القوائم النهائية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4إسرائيل توافق على أسماء جديدة من أصحاب المؤبدات وترفض تضمين البرغوثيlist 2 of 4البيت الأبيض للجزيرة: ترامب يلقي خطابا بالكنيست ويوقع اتفاق غزة بمصرlist 3 of 4مئات الآلاف يعودون إلى غزة والاحتلال يحذر ويعيد تموضع قواتهlist 4 of 4الأمم المتحدة تبدأ الأحد توزيع المساعدات بغزة و6000 شاحنة للأونروا تنتظرend of list

وفي المقابل، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجزيرة أنها تتابع بدقة مسار تنفيذ الاتفاق ومستعدة للتعامل مع كل الاحتمالات، نافية في الوقت نفسه ما تردد عن وجود بنود سرية في الاتفاق.

وتزامنت هذه التطورات مع تصريحات لنتنياهو قال فيها إنه سيواصل الضغط على حركة حماس للتقدم في المراحل التالية من الاتفاق، في وقت وصفت فيه وسائل إعلام إسرائيلية البنود المتعلقة بملف الأسرى بأنها الأكثر حساسية وتعقيدا.

وأوضح العمري أن البند السري الوارد في ملحق القرار الحكومي الإسرائيلي نصّ على إمكانية تفعيل إجراءات إضافية إن لم يتم استرجاع كل الأسرى أو رفاتهم، وهو ما اعتبره مؤشرا على "نية مبيتة" لدى الحكومة الإسرائيلية للتهرب من التزاماتها.

وأضاف أن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مصادر سياسية عليا تأهب الحكومة لاحتمال وقف تنفيذ الاتفاق أو إعادة النظر فيه بحجة خرق الشروط.

نوايا غير سليمة

وشدد العمري على أن هذا السلوك يعكس "خلفية سياسية متوترة"، مبينا أن نتنياهو يسعى لاستخدام الاتفاق كمنصة دعائية داخلية لتسويق نفسه أمام الشارع الإسرائيلي، لا كخطوة لإنهاء الحرب فعليا. وقال إن ما يجري اليوم يؤكد أن النوايا الإسرائيلية ليست سليمة، وأن الاتفاق يخضع لتفسيرات سياسية متناقضة قد تنسفه في أي لحظة.

إعلان

من جهته، أشار مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح إلى أن تنفيذ الاتفاق يرتبط أيضا بملف المساعدات الإنسانية، موضحا أن المرحلة الأولى تشمل إدخال نحو 600 شاحنة يوميا إلى قطاع غزة، أي ما يعادل أكثر من 4200 شاحنة أسبوعيا، محملة بالمواد الغذائية والطبية والأغطية، لكنه حذر من أن أي عراقيل إسرائيلية في هذا المسار "قد تخلق واقعا جديدا وتؤثر على مجمل الاتفاق".

وفي تعليقه على مشاهد عودة النازحين إلى مدينة غزة، وصف الدحدوح المشهد بأنه "أمل جديد ينبض في قلب الدمار"، مضيفا أن آلاف العائلات عادت رغم أنف الاحتلال إلى مناطق مدمرة أملا في استعادة الحياة. واعتبر أن تدفق هذا "الشلال البشري" نحو المدينة يحمل دلالات قوية على فشل المخطط الإسرائيلي بتهجير سكان القطاع أو دفعهم نحو الرحيل الدائم.

وقال إن هذه العودة تؤكد إرادة الفلسطينيين في مواجهة محاولات التهجير القسري، مضيفا أن "الاحتلال الذي أنفق جهده لتدمير غزة يجد نفسه اليوم أمام شعب يعود من الموت إلى الحياة"، لافتا إلى أن التحدي الآن يتمثل في إعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والمخابز والمستشفيات، إلى جانب توفير الوقود والمساكن المؤقتة.

العمري اعتبر أن صور العودة "وجه آخر للهزيمة الإسرائيلية"، مؤكدا أن حكومة نتنياهو كانت تراهن على تهجير نحو 700 ألف فلسطيني من القطاع، لكن هذا الهدف انهار تماما. وأضاف أن عودة مئات الآلاف إلى شمال القطاع الذي خططت إسرائيل لاستيطانه لاحقا تثبت فشل الرؤية الإسرائيلية برمتها.

وأوضح أن ما يجري اليوم يمثل بداية تنفيذ البند الرابع من الاتفاق، المتعلق بانسحاب الجيش الإسرائيلي تمهيدا للانتقال إلى المرحلة الخامسة الخاصة بصفقة تبادل الأسرى، وهي المرحلة الأشد حساسية. وحذر من أن نتنياهو ربما يخطط لخرق الاتفاق إذا لم تُستعد جثامين الجنود، رغم علمه بأن العملية شبه مستحيلة خلال 3 أيام.

زمام المبادرة السياسية

وأشار العمري إلى أن تصريحات نتنياهو حول "الضغط على حماس" تعكس محاولة لاستعادة زمام المبادرة سياسيا، موضحا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول إقناع الرأي العام بأن القوة العسكرية هي التي أجبرت حماس على التوقيع. ولفت إلى أن نتنياهو "يمهد أجواء داخلية" لتقديم الانتخابات المبكرة مستندا إلى هذا الاتفاق باعتباره إنجازا شخصيا.

ومع تكشف وثيقة تفصيلية لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف الحرب، والتي حصلت الجزيرة على نسخة منها، قال الدحدوح إن البنود التنفيذية تؤكد أن وقف الحرب مشروط بالتزام الطرفين خلال 72 ساعة، وأن انسحاب إسرائيل يجب أن يتبعه مباشرة تقديم حماس معلومات عن الرهائن، ثم تسليمهم أحياء ورفاتهم على مراحل متتابعة.

وبيّن أن هناك آلية دقيقة لنقل المعلومات تشمل وسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا والصليب الأحمر الدولي، مضيفا أن تطبيق البند الخاص بالرفات قد يواجه تأخيرات بسبب تداخل مناطق السيطرة الإسرائيلية، مما قد يتطلب تدخلا إنسانيا من الصليب الأحمر لإتمام عمليات التسليم.

في المقابل، أوضح العمري أن نتنياهو زرع ألغاما سياسية في قرار حكومته من خلال الملاحق السرية، ليستخدمها لاحقا ذريعة لتفجير الاتفاق إن لم تُسلَّم جميع رفات الأسرى الإسرائيليين.

إعلان

وأضاف أن ملف الأسرى الفلسطينيين يشكل أيضا نقطة توتر كبيرة، لأن إسرائيل ترفض الإفراج عن عدد من القادة البارزين مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعباس السيد، مما قد يؤدي إلى أزمة تفاوضية جديدة.

وقال العمري إن الساعات الـ72 المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير الاتفاق برمته، مشيرا إلى أن نتنياهو يحاول توظيف كل بند سياسي أو إنساني لمصالحه الداخلية، بينما يسعى الوسطاء إلى تثبيت الاتفاق ومنع انهياره.

مقالات مشابهة

  • مستشار الرئيس الفلسطيني: لدينا تخوفات ولا نثق في حكومة نتنياهو .. فيديو
  • حكومة غزة: تنفيذ 5 آلاف مهمة حكومية خلال 24 ساعة
  • مدير مكتب الجزيرة بفلسطين: قرار حكومة نتنياهو مفخخ وبه بنود سرية
  • دبلوماسيون أوروبيون: لا أفق لتحسين العلاقات مع إسرائيل بوجود حكومة نتنياهو
  • حكومة نتنياهو تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار.. هكذا دخل حيز التنفيذ
  • حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبدأ تنفيذ خطة ترامب
  • لماذا شارك مستشارا ترامب في جلسة حكومة نتنياهو؟
  • بن غفير: سأسقط حكومة نتنياهو حال عدم تفكيك حماس
  • هل يعطل سموتريتش وبن غفير موافقة حكومة نتنياهو على اتفاق غزة ؟
  • مكتب نتنياهو: ننتظر تصديق الحكومة لتنفيذ اتفاق غزة