موقع النيلين:
2025-06-03@15:25:13 GMT

ذاكرة الحروب والفيتو

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

المفكر الأمريكي المرموق، جيفري ساكس، أستاذ الإقتصاد بجامعة كولومبيا ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون التنمية المستدامة – قبل فترة قصيرة وصف ساكس الإدارة البريطانية الحالية بإنها الأكثر طيشا في عالم اليوم إذ طلب راسها من الرئيس الأمريكي التدخل المباشر في الحرب الأكرانية وضرب روسيا داخل حدودها.

يري البروفيسور ساكس أن طلب الحكومة البريطانية ينم عم عدم مسؤولية لا مثيل له في عالم اليوم إذ إنه قد يقود إلي مواجهة نووية تفني الأنسان من علي ظهر الأرض.
ويري البروفيسور ساكس أن سبب الحرب في أكرانيا هو حنث أمريكا وحلف الناتو بالوعد الذي تعهدوا به لغورباتشوف في بداية تسعينات القرن الماضي بعدم تمدد الحلف ولا بوصة واحدة إلي الشرق تجاه الحدود الروسية مقابل أن تسمح لهم روسيا/الإتحاد السوفيتي بتوحيد ألمانيا الشرقية مع الغربية.

ولكن حلف الناتو ضرب بوعده عرض الحائط وواصل في ضم دول قريبة للحدود مع روسيا – مثل بولندا ورومانيا، وبلغاريا والمجر والتشيك وغيرها.

أحتجت روسيا علي الحنث بالوعد مرارا وتكرارا وذكرت حلف الناتو أن أكرانيا خط أحمر مشع بسبب أن أكبر المآسي في تاريخ روسيا حدثت عبر حدودها مع أكرانيا من غزو نابليون إلي غزو هتلر لأراضيها عبر حدودها شديدة الإتساع مع أكرانيا حيث فقدت روسيا في الحرب أكثر من ٢٤ مليون شهيدا. ولذلك لن تسمح روسيا بان ينصب حلف الناتو أسلحته الفتاكة داخل أكرانيا علي بعد مسافات قصيرة من أهم المراكز الحضرية والإستراتيجية في روسيا.
لذلك تري روسيا أن وجود قوات الناتو علي حدودها فيه تهديد مباشر وماثل لأمنها القومي وما زالت ذكريات هتلر ونابليون حية والقبور بالكاد قد جفت.

وحين تم الرفض المتكرر لطلب روسيا بان تكون أكرانيا محايدة عسكريا وان تقيم ما تشاء من علاقات إقتصادية وسياسية مع الغرب قررت غزوها في فبراير عام ٢٠٢٢.

وفي أبريل ٢٠٢٢ توسط السلطان أردوغان من أجل السلام وبناء علي وساطته أتفق رئيسا روسيا وأوكرانيا علي إنهاء الحرب بإنسحاب روسيا الكامل إلي حدود يناير ٢٠٢٢ مقابل ألا تنضم أكرانيا لحلف الناتو. وقبل التوقيع علي الإتفاق طار رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، وامر زيلينسكى، رئيس وزراء أوكرانيا، بعدم التوقيع. واستمرت الحرب.

أما بخصوص حق النقض في مجلس الامن – الفيتو- فان بطل العالم التاريخي في إشهاره هو التحالف الغربي وليس روسيا ولا الصين.

معتصم أقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

كيف ستؤثر شبكة العنكبوت على مساري الحرب والتفاوض بين روسيا وأوكرانيا؟

كييف- بينما يجتمع الفرقاء في إسطنبول للتفاوض، تشهد الحرب الروسية الأوكرانية تصعيدا نوعيا غير مسبوق، يدفع للتشكيك بنجاعة التفاوض ومساعي الحل، في ظل أجواء قد لا تساعد على ذلك.

فبعد اجتماع الطرفين في 16 مايو/أيار، كثفت روسيا ضرباتها الصاروخية على كييف وباقي المدن والمقاطعات، وسجلت أوكرانيا أعدادا قياسية من الضربات بمسيرات هجومية أيضا.

وأمس الأحد، نفذت الأخيرة عملية "شبكة العنكبوت" النوعية في العمق الروسي البعيد، مستهدفة 4 قواعد جوية مهمة، مما أدى إلى تدمير وإعطاب 34% من ترسانة القاذفات الإستراتيجية التي تملكها روسيا، وحجم خسائر لا يقل عن 7 مليارات دولار، بحسب جهاز الأمن الأوكراني الذي تبنى العملية.

تيشكيفيتش: الضربة الأوكرانية أدت إلى تراجع الثقة في القيادة السياسية والعسكرية الروسية (الجزيرة) أثر متعدد الأوجه

قوبلت عملية "شبكة العنكبوت" بترحيب أوكراني رسمي كبير، ووصفها الرئيس فولوديمير زيلينسكي بـ"التاريخية"، كما ظهرت الإشادة الشعبية بحسب ما عكسته ردود الفعل والآراء على مواقع التواصل، الأمر الذي دفع المراقبين للخوض في الأثر والتداعيات على مسار الحرب.

وفي حديث مع الجزيرة نت، اختصر خبير "المعهد الأوكراني للمستقبل" إيهور تيشكيفيتش أثر وتداعيات العملية بنقاط ثلاث، أولها أنها ستخفف الضربات الروسية الواسعة والفعالة، موضحا "لأن روسيا تعاني نقصا في عدد الصواريخ الباليستية، دفعها للشراء من كوريا الشمالية وإيران، كما أنها عانت من الضربات المتكررة على أسطولها البحري الذي يطلق صواريخ كاليبر، فأبعدته عن القرم إلى ميناء نوفوروسيسك".

ويضيف تيشكيفيتش "وهكذا بقيت ضربات الطيران الأكثر فاعلية، لأنها مرنة ولم تتأثر، كما أن روسيا تنتج كميات كبيرة من الصواريخ التي تطلق من الجو، عدا عن كونها أرخص من صواريخ إسكندر أو كاليبر".

إعلان

كما يرى الخبير أن إثارة الرأي العام في روسيا تعد الأثر الثاني للعملية، ويوضح أن "استهداف مطارات الطيران الإستراتيجي هز الفخر الروسي، وكان أكثر إيلاما للسلطات والمجتمع من انفجار طائرة مسيرة فوق الكرملين، أو أي هجوم على مقاطعة كورسك".

ومن وجهة نظره، فإن "تفاعل الروس مع ما حدث كشف حالة الغضب والتشكيك، فقد تبين أن نظام الدفاع الجوي الروسي في المطارات عاجز تماما أمام المسيرات، كما أن وسائل الحرب الإلكترونية كانت غائبة أو لا تعمل" معتبرا أن هذا يؤدي إلى تراجع الثقة في القيادة السياسية والعسكرية للبلاد، حسب قوله.

وأخيرا، يرى الخبير تيشكيفيتش أن الأثر الثالث يكمن في تراجع روسي جيوسياسي، ويقول إن "الأطماع الروسية قامت دائما على قاعدة القوة العالمية العظمى، وثاني أكبر جيش في العالم، لكن موسكو تغرق اليوم أكثر في وحل أوكرانيا".

وتابع "بالتزامن مع ذلك، وسعت تركيا بنشاط منطقة نفوذها في القوقاز وسوريا والدول الأفريقية، وضغطت الصين بحكم الأمر الواقع على روسيا خارج آسيا الوسطى، كما حدت بشكل كبير من التوسع الروسي في أفريقيا".

كما وضح أن "بكين لم تتجه للتحالف مع موسكو كما طمعت الأخيرة، بل على العكس، تمهد مع واشنطن لحوار يحل الخلافات، ويؤسس لعالم متعدد الأقطاب، لا تستطيع أن تكون روسيا فيه إلا مجرد قوة إقليمية".

رد غاضب متوقع

إلى جانب مشاعر "الفرح والنشوة والفخر"، يترقب الأوكرانيون رد فعل غاضبا من قبل روسيا، وهذا بالفعل ما حذر منه الرئيس زيلينسكي أمس، بالقول "لا تتجاهلوا إنذارات الخطر".

بدوره، توقع المحلل العسكري بوريس تيزينهاوزين -في حديثه مع الجزيرة نت- أن تلجأ روسيا قريبا إلى استخدام ما تتوعد به دائما، فقال "تزداد في روسيا دعوات توجيه ضربات قاضية على كييف، سواء بصاروخ أوريشنيك، أو حتى بالسلاح النووي".

وأضاف في الإطار ذاته "قد يلبي الكرملين هذه الدعوات للحد من غضب الشارع الروسي، وقد لا يكون ذلك سريعا، ولكني أتوقعه بعد انتهاء مفاوضات إسطنبول، التي تستغلها روسيا لتبدو كدولة راغبة بالسلام، وتتهم أوكرانيا والغرب بالتعنت والإرهاب وتهديد المصالح".

إعلان

وتابع في سياق آخر قائلا: "بشكل عام، نتوقع من روسيا كل شيء، لن يفوت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي فرصة أو وسيلة لتحقيق أطماعه في أوكرانيا، بذريعة أو بدون ذريعة، فقد حشد عشرات الآلاف من الجنود للهجوم على مقاطعة سومي خلال فصلي الصيف والخريف، فهو لا تؤثر عليه أي مساعي أو جهود وساطة".

فيسينكو: هدف وقف إطلاق النار أوكراني لا روسي (الجزيرة) ما مصير التفاوض؟

وفي خضم هذا التصعيد والتصعيد المضاد، يترقب العالم أن تتجه الأمور نحو بداية الحل في إسطنبول، لكن التشكيك يغلب على معظم الآراء في أوكرانيا.

وعن ذلك يقول فولوديمير فيسينكو، رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية "بنتا" للجزيرة نت، إن "مسار التفاوض طويل ومعقد، روسيا بدأت للتو هجوما على سومي، ولن تتوقف، قد يتوصل الجانبان إلى اتفاقيات معينة في مجال تبادل الأسرى وإعادة الأطفال الأوكرانيين المختطفين، لكن وقف إطلاق النار هدف أوكراني لا روسي".

ومن وجهة نظر فيسينكو، فإن "أفضل ما يمكن أن تصل إليه مفاوضات إسطنبول هو اتفاق مبدئي على لقاء مباشر يجمع بوتين وزيلينسكي وجها لوجه أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأميركي دونالد ترامب، هذا لقاء سيكون أكثر فاعلية من أي وفود، وسيكشف للوسطاء الأتراك والأميركيين حقيقة نوايا إنهاء الحرب، بالأفعال لا الأقوال".

مقالات مشابهة

  • البيجر _ الصهيوأمريكي يضرب روسيا
  • المشاط تلتقي وفد مؤسسة «جولدمان ساكس» الدولية لاستعراض تطورات الاقتصاد المصري
  • كيف تغير التكنولوجيا استراتيجيات الحرب وأدواتها؟
  • زيلينسكي: سنواصل مهاجمة روسيا حتى تتوقف
  • كيف ستؤثر شبكة العنكبوت على مساري الحرب والتفاوض بين روسيا وأوكرانيا؟
  • زيلينسكي يدعو لفرض عقوبات على روسيا حالة فشل جهود السلام
  • جراح الحروب أبو ستة: طواقم غزة الطبية تباد بشكل ممنهج وشعبنا لن يرحل
  • حذر من رد موسكو .. رئيس الأركان الألماني يدعو حلف الناتو لمواجهة روسيا قبل 2029
  • بريطانيا تعلن استعدادها لمواجهة مسلحة مع روسيا
  • كبيرة الدبلوماسيين الأوروبيين تحذر من التحالف المتنامي بين روسيا والصين