خيبة أمل إسرائيلية.. الشاباك وقع في ثلاثة إخفاقات أمنية
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
مع استمرار تورّط الاحتلال الإسرائيلي في العدوان الجاري على غزة ولبنان، تتواصل الانتقادات الداخلية الموجهة لأجهزة الأمن الإسرائيلية، كونها وقعت في العديد من الإخفاقات المتلاحقة، خلال الشهور الأربعة عشر الماضية، ما يستدعي العمل على إجراء تحقيقات مفصّلة فيها، والحيلولة دون سقوطها كلياً، مع تصاعد التهديدات المحيطة بدولة الاحتلال.
وركّزت الكاتبة في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، سارة هعتسني كوهين، في حديثها عن إخفاقات الأجهزة الأمنية على جهاز الأمن العام- الشاباك، معتبرة أنّ: "حالة التآكل التي يعيشها ليس بسبب آلة سموم متخيلة معادية له في الأوساط الحكومية، بل بسبب الإخفاقات، والطرق السيئة التي يلجأ إليها"، مشيرة إلى: "الإخفاق الأول الأخطر المتمثل في فشله في التصدي لعملية السابع من أكتوبر".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أنه "حتى قبل تشكيل لجنة التحقيق التي ستحقق في النقاط الرئيسية لما حصل في ذلك الهجوم، فإنها سوف تشير لمفاهيم السياسة الانتحارية التي قادت الدولة إلى هذه الكارثة".
"لأن الفشل الواضح في ذلك الهجوم أتى من الناحية العملية، فقد فشل الشاباك في قراءة الواقع في قطاع غزة، وفشل في تفعيل عناصره البشرية من الجواسيس والعملاء، واعتمد أكثر من اللازم على التكنولوجيا، وتجاهل كل المؤشرات الأولية قبل الهجوم" بحسب المقال نفسه.
وأردفت بأنه: "رغم أن رئيس الشاباك، رونين بار، هو الذي حذر المستوى السياسي من الحرب بعد شروع الحكومة في تنفيذ الانقلاب القانوني، لكنه نفسه لم يستعد للهجوم، ولم يهيّئ الجهاز تحت قيادته، رغم أنه في ليلة السادس والسابع من أكتوبر، رأى كل المؤشرات الواردة من غزة، لكنه مع ذلك لم يفعل ما يكفي لإثارة كل الأنظمة الأمنية، وبنى المتحمّسون للمؤامرة نظريات بعيدة المنال، في حين أن الواقع أبسط بكثير ويتمثل بوجود فشل مهني عميق لجهاز الشاباك".
وأوضحت أن: "جهاز الشاباك بات عقب تنفيذ عملية حماس "سفينة مفقودة"، تطفو في هذه الأثناء على سطح الماء، وتتمتع برأس المال البشري المذهل، والإنجازات الماضية، لكن البلل فيها واضح بالفعل، بسبب الإخفاقات والطرق السيئة التي يلجأ إليها الجهاز وقادته مرة أخرى، مما يكشف عن فشل مهني وقيمي، أدّى لتآكل ثقة الجمهور فيه، بسبب قلة احترافيته".
وأضافت أن: "الفشل الثاني للشاباك تمثّل أخيرا في محاولته دخول اللعبة السياسية الذي قد يكسره، خاصة عقب فشله بحماية رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، من الهجوم على بيته بالقنابل الضوئية في قيسارية"، مرددة: "صحيح أن الحادث انتهى دون وقوع إصابات، لكنه لم يكن مفاجئا، ولا يحتاج الشاباك لذكاء بشري أو تكنولوجي لرؤية تدهور الاحتجاج ضد الحكومة".
وأكدت أنه: "قبل أسبوع من حادث قيسارية، ألقت الشرطة القبض على متظاهر في القدس المحتلة وبحوزته قنابل ضوئية في حقيبته، كان ينوي إعطاءها لمتظاهرين آخرين لإطلاقها على منزل نتنياهو، ويضاف هذا لحوادث خطيرة وقعت في الماضي مثل محاولات اختراق الحواجز القريبة من منزله".
ووفق المقال نفسه، قد "نشر قفل بوابته، مما يطرح التساؤلات المشروعة: أين الشاباك، وما الذي ينتظره بالضبط، ولماذا لا توجد اعتقالات وقائية، ولا معلومات استخباراتية، ولا حتى ذرة دافع للتحرك ضد هذه الظواهر الخطيرة؟".
وأضافت أن: "الفشل الثالث للشاباك هو قضية الوثائق المتعلقة بالناطق باسم رئيس الحكومة، إيلي فيلدشتاين، صحيح أنه ليس لدي معلومات غير ما تم نشره، لكن عندما يتم احتجاز المشتبه به، الذي ليس قنبلة موقوتة، ولا مشتبهًا به في جريمة قتل، لأسابيع في أقبية الشاباك، وحرمانه من الاجتماع مع شخص ما، بمن فيهم المحامي، فهذا استخدام غير مقيد لوسائل وصلاحيات الشاباك، والجمهور يراقب، ويطرح الأسئلة، والخلاصة أن الإسرائيليين يخسرون الشاباك، المكلف بحمايتهم من الأخطار".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة الشاباك لبنان غزة الاحتلال الشاباك صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
وزير المالية السوداني: وقف الحرب أولا وشعبنا سيحكم نفسه بنفسه
وفي حلقة جديدة من بودكاست "ذوو الشأن"، سلط الدكتور جبريل إبراهيم، الذي يترأس حركة العدل والمساواة، الضوء على مسيرته الحافلة بالتحولات، من قرية طينية نائية على الحدود التشادية إلى أروقة السياسة والاقتصاد في السودان، مرورا بتجربة دراسية وعملية غنية في اليابان والسعودية ولندن.
وتناول الوزير السوداني الأوضاع الاقتصادية الراهنة، معترفا بصعوبتها جراء الحرب، لكنه نفى وجود مجاعة شاملة، مشيرا إلى وفرة الإنتاج الزراعي ومشكلة رئيسية في إيصال الغذاء للمتضررين، كما تطرق إلى جذور الصراع في دارفور، وخلفيات تأسيس حركة العدل والمساواة، وموقفه من حمل السلاح.
بدأ الدكتور جبريل إبراهيم حديثه مستذكرا طفولته في قرية صغيرة قرب الطينة، المحاذية لتشاد، حيث الحياة القاسية وشظف العيش. وقال "الناس تتنقل نصف اليوم للوصول إلى مصادر المياه، وتعُود نصف اليوم الآخر"، واصفا كيف قاده إعجابه بمظهر أخيه الأكبر الأنيق إلى الالتحاق بالمدرسة.
وروى كيف تنقل بين المدارس الداخلية من الطينة إلى الفاشر، ثم إلى جامعة الخرطوم، مواصلا "انزياحا شرقا" أوصله إلى اليابان، التي يسميها البعض "بلاد الوقواق"، موضحا أن اسمها الحقيقي "واكوكو" يعني "بلاد السلام".
إعلانوأمضى إبراهيم 7 سنوات في اليابان، حيث درس الاقتصاد وأتقن اللغة اليابانية، التي بدأت تتآكل بمرور الزمن، على حد قوله. وعن تجربته هناك، ذكر كيف كان الأفارقة منظرا غريبا لليابانيين، خاصة في القرى، حيث كان الأطفال يتجمعون حولهم.
تكوين ورؤى اقتصاديةوبعد اليابان، انتقل وزير المالية للعمل في السعودية لمدة 4 سنوات، مدرسا للاقتصاد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قبل أن يعود إلى السودان حيث كُلف بتأسيس شركة "عزة" للنقل الجوي، وهو الاسم المستعار الذي كان يُطلق على السودان إبان الاستعمار.
ثم غادر إلى تشاد ومنها إلى الإمارات، قبل أن يستقر في لندن لاجئا بعد أن طلبت الحكومة السودانية آنذاك تسليمه، وأوضح أن اتهامه بدعم الثورة في دارفور كان السبب وراء طلب تسليمه.
وعن الأوضاع الاقتصادية الحالية، أقر إبراهيم بصعوبتها، مشيرا إلى أن معظم النشاط الاقتصادي ومصادر إيرادات الدولة كانت متمركزة في العاصمة الخرطوم التي تضررت بشدة، وأكد أن الدولة لم تصل إلى الصفر في إيراداتها، وتعتمد حاليا على مواردها الذاتية من ضرائب وجمارك وعوائد الذهب.
ونفى الوزير وجود مجاعة شاملة، مؤكدا أن إنتاج السودان من الغلال يفوق الحاجة، وأن برنامج الغذاء العالمي يشتري الذرة من السودان لتصديرها، وأرجع شح الغذاء في بعض المناطق إلى ممارسات "المليشيا المتمردة" التي تمنع وصوله، فضلا عن فقدان القدرة الشرائية للمواطنين النازحين.
رؤية لإعادة البناءوطرح الدكتور جبريل إبراهيم رؤيته لإعادة بناء الاقتصاد السوداني، مرتكزة على محورين: الأول هو الاستثمار في "رأس المال البشري" عبر التعليم النوعي والخدمات الصحية، والثاني هو تطوير البنية التحتية المادية من طرق وجسور والسكك الحديدية وموانئ وشبكات خدمات.
وأشار إلى سعي وزارته قبل الحرب لرفع نصيب التعليم والصحة في الميزانية إلى 40%. ولتمويل البنية التحتية، دعا إلى شراكات إستراتيجية بنظام البناء والتشغيل ثم تحويل الملكية "بي أو تي" (BOT)، مؤكدا تهيئة البيئة التشريعية لذلك.
إعلانوفيما يتعلق بالمساعدات الخارجية، أوضح أن أموال الغرب "مُسيّسة"، وأن الدعم حاليا يأتي عبر طرف ثالث، غالبا وكالات الأمم المتحدة، بعد تصنيف التغيير في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 انقلابا، وأشاد بالدعم الإغاثي من الدول العربية والخليجية وإيران وتركيا.
الحرب والسياسة والمستقبلوتطرق وزير المالية إلى الحرب الدائرة مع قوات الدعم السريع، معتبرا إياها "مشروعا إقليميا ودوليا كبيرا" وأن الدعم السريع "مجرد أداة تستخدم مرحليا"، وربط الصراع بأطماع في سواحل البحر الأحمر وموارد السودان المائية والزراعية والمعدنية، وربما بمحاولة "تغليف المسألة بمحاربة الإسلام السياسي".
وبشأن الأوضاع في الفاشر، أكد صمود المدينة أمام هجمات الدعم السريع المتكررة، قائلا "لن تسقط بإذن الله"، مشيرا إلى رمزيتها التاريخية كعاصمة لإقليم دارفور.
وعن موقفه من الحكم العسكري، قال إبراهيم إنه مع الحكم المدني تماما، وإن الظرف الحالي فرض وجودا عسكريا في السلطة، مددت الحرب عمره.
وأعرب عن ثقته في قدرة الشعب السوداني على تغيير الأنظمة العسكرية عبر الثورات، متوقعا حوارا سودانيا-سودانيا شاملا بعد الحرب لرسم خارطة طريق نحو انتخابات حرة.
وردا على تصريحات الفريق البرهان حول أداء بعض الوزراء، نفى الدكتور جبريل أن يكون من المقصودين، مؤكدا أن التعيينات في الدولة تخضع لإجراءات وقوانين تحد من سلطة الوزير المطلقة، وأن صلاحياته في التعيين المباشر تقتصر على 3 أشخاص.
جذور الصراع في دارفوروعاد إبراهيم بالذاكرة إلى نشأة حركة العدل والمساواة، مؤكدا أنها حركة قومية وليست قبلية أو إقليمية، تهدف إلى تحقيق العدالة والتنمية المتوازنة في كل أقاليم السودان. وأوضح أن فكرة الحركة تبلورت منذ عام 1995 نتيجة شعور بالظلم والتهميش.
وكشف الوزير أنه كان "الوحيد الذي اعترض على حمل السلاح" في المؤتمر الذي تقرر فيه ذلك بألمانيا، مفضلا الحوار، لكن قناعة الأغلبية كانت أن الحكومة آنذاك "لا تسمع إلا أصوات المدافع". ورغم ذلك، أكد أنه ليس نادما على خيار التمرد المسلح الذي فرضته الظروف.
إعلانوأرجع أسباب الصراع في دارفور إلى الشعور بالظلم من قبل المركز في توزيع الفرص والمشروعات التنموية، وإلى دور الحكومة أحيانا في "اللعب على التناقضات القبلية وتفضيل مكونات على أخرى"، مما أدى إلى تطاحن كبير.
واختتم الدكتور جبريل إبراهيم حديثه بالتأكيد على أن وقف الحرب هو الأولوية، وأن الشعب السوداني بعد ذلك "سيحكم نفسه بنفسه"، معربا عن تفاؤله بمستقبل السودان رغم التحديات الجسيمة.
30/5/2025