ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة ؟
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة ؟، يتساءل كثير من المسلمين ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة؟، وكيف يمكن لنا تحصيل أعلى الدرجات في هذا اليوم المبارك؟، وهل هناك علامات محددة لساعة الاستجابة؟.
ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة؟ومن السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إجمالاً ما يلي:
1- قراءة سورة الكهف في ليلته أو في نهاره.
كما حثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قراءة الآيات العشر الأواخر من سورة الكهف، وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْر الْأَوَاخِر مِنْ سُورَة الْكَهْف عُصِمَ مِنْ فِتْنَة الدَّجَّال».
2- قراءة سورة الدخان، ويس في الليل، من فعل ذلك غفر الله له ذنبه.
3- قراءة سورة المنافقين أو الجمعة، أو الأعلى، أو الغاشية، أو ما تيسر منها أثناء الصلاة.
4- الاغتسال وتقليم الأظافر، والتطيب، ولبس أفضل الثياب.
5- الإكثار من الدعاء، سواء من الأدعية المأثورة في القرآن أو السنة.
6- التبكير في الخروج للصلاة في المسجد.
7- قراءة سورتي السجدة والإنسان..اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلّم-، ويرجع ذلك لأن هاتين السورتين تحدثتا عمّا كان، وما يكون من المبدأ والمعاد، وحشر الخلائق، وبعثهم من القبور، وليس كما يعتقد البعض أن ذلك لأجل السجدة، فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الجُمُعَةِ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ {الم . تَنْزِيلُ} [السَّجْدَةَ]، و{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} [الإنسان]».
8- التبكير إلى الصلاة.. تهاون كثيرٌ من المسلمين في التبكير إلى الصلاة لدرجة أنّ بعضهم لا ينهض من فراشه، أو يغادر داره إلاّ بعد صعود الخطيب على المنبر، وبعضهم قبل بدء الخطيب خطبته بدقائق، وقد ورد في الحث على هذه النقطة عدة أحاديث منها: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: "إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكةٌ يكتبون الأوّل فالأوّل، فإذا جلس الإمام طووا صحفهم وجلسوا يستمعون الذكر، ومثل المُهَجِّر (أي المبكّر) كمثل الذي يُهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشا، ثم دجاجة، ثم بيضة".
كما يستحب صلاة المسلم ركعتين تحية المسجد، حتّى وإن بدأت الخطبة: فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- «كان يَخْطُبُ يوما في أصحابه فدَخَلَ رَجُلٌ فجلس فرآه النبي فقطع الخطبة فسأله أَصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ».
الإصغاء للخطيب والتدبّر فيما يقول: فعن أبي هريرة، فعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من اغتسل ثم أتى الجمعة، فصلَّى ما قدِّر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه، غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام»؛ رواه مسلم (857)، وعن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت»؛ رواه مسلم (934).
9- تحري ساعة الإجابة.. من سنن صلاة الجمعة تحري ساعة الإجابة، حيث فيه ساعة إجابة كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعة».
10- الصلاة على النبي .. الإكثار من الصلاة على النبي من سنن يوم الجمعة بما ورد أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَكْثِرُوا عَلَيَّ الصَّلاَةَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا، أوَ شَافِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يوم الجمعة صلى الله علیه وسلم رسول الله
إقرأ أيضاً:
الوطن عند نائب من مصر
لا شك أن قهر الاستبداد والظلم بالكذب والتلفيق يُخرج الإنسان من دينه فيكفر به أحيانا، أو يخرجه من وطنه فيصبح مغتربا يعاني. لكن هل يمكن أن نتخلى عن الوطن ليصبح مثلا "بلد المنشأ"، أي كأننا سلعة يتم تداولها بين البلدان؟
أنا مصري أحب مصر وأحب لشعبها الخير، وهكذا كان سعينا وبذْلنا طوال أكثر من خمسين عاما، لذا عندما نجد ما يشين مصر نحزن كما هو الحال فيما يحدث منذ الانقلاب العسكري في حكم مصر.
وإذا أردنا أن نناقش هل حب الوطن فكرة علمانية أو ليبرالية نتبرأ منها؟ الإجابة لا، بل هو من صميم عقيدتنا وثقافتنا وأصولنا الإسلامية، كيف؟ هذا البحث لتأكيد ذلك.
حب النبي صلى الله عليه وسلم لوطنه مكة:
• عند خروجه من مكة: عندما أخبره ورقة بن نوفل بأن قومه سيخرجونه، استغرب النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: "أَوَ مُخْرِجِيّ هم؟!"، وهذا يدل على شدة تعلقه بمكة واستبعاده فكرة الخروج منها.
• لحظة الهجرة: عند مشارف مكة، وقف النبي صلى الله عليه وسلم يودعها بكلمات تكشف عن حبه العميق وتعلقه الكبير بها، قائلا: "والله إني أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجتُ"، وفي رواية أخرى: "ما أطيبَك من بلدٍ! وما أحبَّك إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنْتُ غيرك". هذه الأقوال دليل واضح على حبه الشديد لمكة وحزنه لمفارقتها.
• قول الذهبي: ذكر الذهبي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب وطنه، ويكره الخروج منه، ولم يخرج إلا بعد أن لاقى من أهله المشركين أصناف العذاب والأذى.
حب الصحابة رضوان الله عليهم لأوطانهم:
• كانت الهجرة من مكة إلى المدينة أمرا صعبا وشاقا على الصحابة أيضا، رغم ما أصابهم فيها من بلاء وعذاب، لأنها وطنهم الذي ولدوا وتربوا فيه وعاشوا على أرضه.
• شعر أبي بكر وعامر بن فهيرة: عندما أصابتهم الحمى في المدينة، عبروا عن حنينهم لمكة من خلال أبيات شعرية، مما يدل على استمرار حبهم لوطنهم الأصلي رغم الهجرة.
فليس الأمر بدعا، بل حماية الوطن والدفاع عنه والموت في سبيل ذلك هي شهادة دفاعا عن العرض والمال وأرض الإسلام.
وعن حب الوطن في القرآن الكريم نقول:
• مفهوم الوطن في القرآن: لم يرد لفظ "الوطن" صراحة في القرآن الكريم، ولكن وردت آيات تشير إلى هذا المعنى باستخدام لفظ "الديار" (المساكن/البيوت).
• حب الوطن فطري: القرآن الكريم يقرن حب الوطن بمحبة النفس والدين، مما يدل على أن حب الوطن أمر متأصل في النفوس وعزيز عليها.
• دعاء إبراهيم عليه السلام لوطنه:
◦ قال تعالى: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدا آمِنا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" (البقرة: 126).
◦ وقال تعالى: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ" (إبراهيم: 35).
هذه الآيات تدل على حب إبراهيم عليه السلام لوطنه (مكة) ودعائه له بالأمن والرزق، والدعاء علامة من علامات الحب.
• الخروج من الديار كقتل النفس:
◦ قال تعالى: "وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أو اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ" (النساء: 66).
هذه الآية تبين أن الخروج من الديار أمر عظيم وشاق على النفوس، ويكاد يعادل قتل النفس، مما يؤكد مكانة الوطن وحبه في الإسلام.
• البر والعدل لمن لم يخرج من الوطن:
◦ قال تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (الممتحنة: 8).
هذه الآية تربط بين الدين وحب الوطن، وتأمر بالبر والعدل لمن لم يقاتل المسلمين ولم يخرجهم من ديارهم، مما يدل على أهمية الوطن في المنظور الإسلامي.
• وعد الله برد النبي صلى الله عليه وسلم إلى وطنه:
◦ قال تعالى: "إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ" (القصص: 85).
◦ فسر ابن عباس رضي الله عنهما "إلى معاد" بأنها "إلى مكة". هذه الآية نزلت عندما اشتاق النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة بعد هجرته، وهي وعد من الله برد النبي إلى وطنه، مما يدل على مكانة الوطن وحبه.
ولكن علينا أن ننتبه، يجب ألا يتقدم حب الوطن على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وجهاد في سبيله، ولا ننسي هنا هذا الحديث الواضح والصريح، عندما دعي النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة:
◦ عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أو أَشَدَّ، وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا" (رواه البخاري ومسلم).
◦ هذا الدعاء يبين حب النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة، وطلبه من الله أن يجعل حبه لها كحبه لمكة أو أشد، وهذا يدل على أن حب الأوطان من الأمور الفطرية التي أقرها الإسلام.
باختصار، حب الوطن لا علاقة له بمن يحكم ويسيطر، إن حب الوطن أمر فطري أقره الإسلام، وتجلت مظاهره في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام. هذا الحب لا يتعارض مع حب الدين، بل إن المسلم يحب وطنه ويسعى لخيره وصلاحه ما دام ذلك لا يتعارض مع تعاليم دينه. وعند التعارض، فإن حب الله ورسوله ودينه مقدم على كل شيء.