صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم كارتيل مكسيكي وكيف يعيش بكاليفورنيا بعد مزاعم تزوير وفاته
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
(CNN)-- أعلنت وزارة العدل الأمريكية، الخميس، أن عضوًا رفيع المستوى في كارتيل (عصابة) مخدرات مكسيكية يُزعم أنه زيف وفاته ويعيش في كاليفورنيا تحت اسم مزيف يواجه الآن اتهامات فيدرالية.
كريستيان فرناندو جوتيريز أوتشوا، عضو كارتيل "de Jalisco Nueva Generación" وصهر زعيم الكارتل الذي يدعى نيميسو ’إل مينشو‘ أوسيغويرا سيرفانيس، كان هاربًا من السلطات المكسيكية عندما فر إلى الولايات المتحدة، وكان قد انتحل هوية مزورة وانتقل إلى منزل فخم على ضفاف نهر عندما تم القبض عليه في وقت سابق من هذا الشهر، وفقا للمدعين العامين.
وجوتيريز أوتشوا البالغ من العمر 37 عامًا، والذي يُعرف أيضًا باسم "غواتشو"، متهم بالاتجار الدولي بالمخدرات وغسل الأموال.
وقالت نائب المدعي العام الأمريكي، ليزا موناكو، في بيان، الخميس، إن "عصابة جاليسكو - وهي واحدة من أعنف منظمات تهريب المخدرات وأكثرها عنفًا في العالم - أصبحت أضعف اليوم بسبب الجهود الحثيثة التي تبذلها أجهزة إنفاذ القانون لتعقب واعتقال زعيم الكارتل الذي زُعم أنه زيف وفاته وانتحل هوية مزيفة للهروب من العدالة وعيش حياة الرفاهية في كاليفورنيا".
ويقول ممثلو الادعاء إنه قبل أن يختبئ، قام جوتيريز أوتشوا شخصيًا بتنسيق نقل وتوزيع 40 ألف كيلوغرام من الميثامفيتامين و2000 كيلوغرام من الكوكايين من المكسيك إلى الولايات المتحدة، ويُزعم أيضًا أنه اختطف اثنين من أفراد البحرية المكسيكية كجزء من محاولة للإفراج عن حماته، زوجة إل مينشو، بعد اعتقالها من قبل السلطات المكسيكية.
وزُعم أن إل مينشو ساعد جوتيريز أوتشوا في تزوير وفاته لتجنب تطبيق القانون المكسيكي بإخبار رفاقه أنه قتل جوتيريز أوتشوا بسبب الكذب. ويقول ممثلو الادعاء إن المخطط سمح لجوتيريز أوتشوا بالهروب إلى كاليفورنيا والعيش مع ابنة إل مينشو، والإشراف على استلام وتوزيع شحنات المخدرات من منصبه داخل الولايات المتحدة.
وبعد وقت قصير من سفره إلى الولايات المتحدة، يُزعم أن أوتشوا – الذي يشير إلى نفسه بالأحرف الأولى "CJNG" - أنشأ شركة غير شرعية للتيكيلا لشراء منزل في ريفرسايد، كاليفورنيا، مقابل 1.2 مليون دولار نقدًا، وفقًا لوثائق محكمة نقلاً عن مخبر لم يذكر اسمه كان يعمل لدى CJNG، وأشار المحققون أيضًا إلى أنه استخدم العديد من العلامات التجارية المزيفة للتيكيلا لغسل عائدات المخدرات.
وبينما كان جوتيريز أوتشوا مختبئًا على مرأى من الجميع لأكثر من عام، بدا وكأنه يحافظ على حذره، وتزعم السلطات الفيدرالية في وثائق المحكمة أنه في مناسبة واحدة على الأقل، أجرى عضو الكارتل مراقبة مضادة على العملاء الفيدراليين الذين كانوا يراقبونه، ولم توضح وزارة العدل، في إعلانها الخميس، تفاصيل عن ظروف اعتقاله واكتفت بالقول إنه اعتقل، الثلاثاء.
اتهمت وزارة العدل إل مينشو في عام 2022 بقيادة جهود تصنيع وتوزيع الفنتانيل لاستيراده إلى الولايات المتحدة، ولم يتم القبض عليه، وتعرض وزارة الخارجية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله و/أو إدانته.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: كاليفورنيا الإدارة الأمريكية المخدرات جرائم مكافحة المخدرات إلى الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
كيف يعيش سكان غزة في ظل الحصار وشح المساعدات؟
حتى قبل الحرب الأخيرة ، كانت المؤشرات الأممية ترسم صورة قاتمة لواقع القطاع المحاصر، حيث صنفت غزة كواحدة من أكثر مناطق العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي. فبحسب بيانات الأمم المتحدة، وصلت نسبة الأسر التي تعاني من نقص الغذاء في نهاية 2022 إلى 68%، فيما تجاوز معدل الفقر عتبة الـ 61%. اعلان
تشهد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تدهوراً غير مسبوق، وسط تحذيرات أممية من اقتراب كارثة إنسانية. إذ حذر برنامج الأغذية العالمي من أن العائلات في غزة "تتضور جوعًا" مع احتجاز المساعدات الغذائية على الحدود، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الوقت "ينفد" لإنقاذ الأرواح في ظل انهيار النظام الصحي. من جانبه، اتهم توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، إسرائيل بمعرفة حجم الكارثة، ودعا إلى تحرك عاجل لوقف ما وصفه بـ"الإبادة".
يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل إغلاق المعابر للشهر الثالث على التوالي، وسط اتهامات دولية باستخدام "التجويع سلاحًا".
هذه الأزمة يمكن تلخقيها بالأرقام التالية:
- 10 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد منذ بداية 2025، بينهم 1,397 حالة حرجة تحتاج إلى علاج فوري.
- 39 ألف شاحنة مساعدات عالقة خارج غزة، بينما تنفد الأدوية واللقاحات الأساسية، بما في ذلك تلك المخصصة للأطفال الخدج.
- 80% من المطابخ المجتمعية أُغلقت بسبب عدم توفر المواد الغذائية، وفقاً لبيانات أوتشا.
Relatedتدافع وازدحام قرب مراكز توزيع المساعدات في غزة والأمم المتحدة: مشاهد مفجعةغزة: الجوع يدفع سيدة فلسطينية للبحث عن الطعام بين النفاياتالجوع ينهش أطفال غزة: طوابير لا تنتهي وأيادٍ صغيرة تمتدّ بحثًا عن كسرة خبزأرض الجوع التي سبقت الحربحتى قبل الحرب الأخيرة، كانت المؤشرات الأممية ترسم صورة قاتمة لواقع القطاع المحاصر، حيث صنفت غزة كواحدة من أكثر مناطق العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي. فبحسب بيانات الأمم المتحدة، وصلت نسبة الأسر التي تعاني من نقص الغذاء في نهاية 2022 إلى 68%، فيما تجاوز معدل الفقر عتبة الـ 61%، وارتفعت البطالة إلى 45%، وهي أرقام تتجاوز بكثير المعدلات العالمية والعربية.
شكل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007 عاملًا رئيسيًا في تفاقم الأزمة، حيث منعت السلطات الإسرائيلية دخول مواد أساسية مثل الأسمدة والأعلاف ومستلزمات الزراعة، تحت حجة "الاستخدام المزدوج". ورغم السماح بدخول كميات محدودة من المواد الغذائية الأساسية كالدقيق والخضروات، إلا أن القيود المشددة على المعابر جعلت تلك الإمدادات غير كافية لتلبية احتياجات السكان، مما حوّل القطاع إلى ما يشبه "سجنًا مفتوحًا" يعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية.
أظهرت البيانات تراجعًا كبيرًا في القطاع الزراعي، حيث فقدت 40% من الأراضي الزراعية قدرتها على الإنتاج، وانخفض إنتاج الدواجن بنسبة 65%، فيما أصبحت 90% من مصادر المياه غير صالحة للشرب.
هذه المؤشرات تعكس كيف تحولت غزة من منطقة تتمتع بموارد زراعية إلى نموذج صارخ للأزمات الإنسانية، حيث بات 2.3 مليون فلسطيني رهينة لسياسات الحصار التي تتحكم بكل تفاصيل حياتهم اليومية.
كما دمر الجيش الإسرائيلي القطاع الزراعي، واستهدف 37 مركزًا لتوزيع المساعدات الغذائية و26 مطعمًا خيريًا، بالإضافة إلى قصف وتدمير عشرات شاحنات الإغاثة المحملة بالمواد الغذائية. وأدى الإغلاق الكامل للمعابر منذ 2 مارس/آذار 2025 إلى منع دخول المساعدات الإنسانية، مما دفع برنامج الغذاء العالمي إلى الإعلان عن نفاد مخزوناته بالكامل في القطاع.
وسط هذا الواقع، يجلس أحمد أبو العطا أمام خيمته في مخيم النصيرات، حاملاً كيسًا من العدس المطحون، ويقول: "هذا أصبح دقيقنا الوحيد. نطحن العدس والمعكرونة الجافة لنصنع منه خبزًا".
يحرك أبو العطا وعاءً معدنيًا فوق نار مشتعلة بقطع البلاستيك، مضيفًا: "الغاز اختفى منذ أشهر، نستخدم أي شيء قابل للاشتعال من أخشاب وبلاستيك وأقمشة بالية لأجل الطهي".
على بعد أمتار، تجلس أم أحمد أمام منزلها المتضرر، تحاول طهي وجبة من الأرز على نار بالكاد تكفي لإعداده، وتقول: "نعتمد في الوقت الحالي على ما تبقى من المساعدات التي كانت توزع علينا قبل إغلاق المعابر. الخضار موجودة لكنها بأسعار خيالية".
وتضيف: "أصبح العدس والأرز والمعكرونة طعامنا اليومي، وأحيانًا بعض المعلبات إذا وجدناها، مضيفة أن التكيات التي كانت تسعفنا وقت الحاجة لم تعد قادرة على تقديم أي شيء".
عائلات غزة تعيش على المعلبات في ظل ارتفاع أسعار الخضراواتفي ظل استمرار إغلاق المعابر، يعاني محمد مهنا وأسرته من انعدام المواد الغذائية الأساسية، مما أجبرهم على الاعتماد بشكل كلي على المعلبات التي حصلوا عليها سابقًا من خلال برنامج الإغاثة الطارئ التابع لـ"الأونروا".
ويوضح مهنا أن الأوضاع وصلت إلى حد طحن الأرز والعدس والمعكرونة لصنع بديل للدقيق وإيجاد رغيف الخبز، بينما أصبحت الخضروات، وإن كانت متوفرة في الأسواق، بعيدة عن متناول الأسر الفقيرة بسبب تقلبات الأسعار الجنونية.
ويضيف: "اليوم اضطررتُ لشراء البطاطا والطماطم رغم ارتفاع ثمنها، لأننا لم نعد نطيق طعم المعلبات".
وفي مشهدٍ يعكس عمق الأزمة الإنسانية في غزة، يروي جهاد مهنا - الشقيق الأكبر لمحمد مهنا - كيف تحولت أبسط متطلبات الحياة اليومية، كإعداد كوب شاي أو تسخين ماء، إلى معاناة يومية تهدد صحته.
بحسب حديثه فإن أسرته تُجبر على استخدام الحطب والبلاستيك كوقود بديل، في عملية وصفها بـ"المضنية" التي تستنزف ساعات طويلة، وتخلف آثارًا صحية خطيرة.
ويقول: "أصبت بأمراض تنفسية متكررة وحروق بسبب الدخان الكثيف"، مشيراً إلى أن هذه المعاناة المتفاقمة تأتي نتيجة استمرار إغلاق المعابر منذ مارس/آذار الماضي، و"المنع الإسرائيلي المتعمد لإدخال المواد الأساسية التي كانت تخفف من حدّة الكارثة الإنسانية".
ويضيف بمرارة: "حتى طعامنا صار مقسَّمًا بحسب المعلبات غير الصحية – يوم فاصوليا، يوم بازلاء، يوم تونة – وكأنها قوائم طعام في سجن جماعي".
غزة بين المعلبات والتكيات.. مساعدات ومبادرات محلية تواجه شبح المجاعةفي ظل استمرار الأزمة الإنسانية الخانقة في غزة، تتعدد أشكال المقاومة اليومية للبقاء بين المساعدات الدولية والمبادرات المحلية. فبينما تواصل "تكية جباليا" المدعومة من الهلال الأحمر تقديم وجباتها اليومية، تنشط مبادرات أهلية أخرى لسد الفجوات الغذائية.
هبة أبو جزر، إحدى المنظمات للمبادرات الإغاثية، توضح: "نسعى عبر تبرعات المحسنين لتوفير سلل غذائية تحتوي خضروات طازجة، حيث تحتوي السلة الواحدة على بطاطا وبندورة وخيار وبصل وملفوف وملوخية بقيمة 100 دولار، تكفي عائلة متوسطة لمدة 3 أيام فقط". وتضيف: "هدفنا تنويع غذاء الأسر بعيدًا عن المعلبات التي سيطرت على موائد الغزيين".
وفي مشهد يعكس عمق الأزمة، يروي أحمد الحواجري - فرّان يعمل بأفران الطين - كيف تحولت أفرانه إلى مطاعم شعبية: "أغلب ما يطهوه الناس هنا هو العدس، بعد أن أصبحت وجبة أساسية بديلة عن اللحوم والخضروات النادرة".
من جهته، يعلق أبو أحمد عسلية، وهو من المتعاونين مع الهلال الأحمر، على الوضع قائلًا: "نعمل ضد الزمن، فالمجاعة تهدد آلاف الأسر، خاصة مع شح المساعدات الداخلة عبر المعابر". بينما تشير هبة أبو جزر إلى أن "المبادرات المحلية تعاني من نقص التمويل رغم الحاجة الماسة".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة