ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني لمجمع البحوث الإسلامية ودار موضوعها حول "التمسك بالوحي". 

وقال الهواري، إننا نعيش في زمن من التناقضات والصراعات التي تتعرض لها قيمنا الإسلامية السمحة بسبب حرب مستعرة يقف خلفها أعداء هذا الدين الحنيف، من أجل إصابة الجسد المسلم في أخطر جزء وأهمه وهم الشباب الذين يمثلون عماد حضارتنا ونهضتنا الإسلامية، وهو ما يستوجب منا التأمل في المعاني التي جاء بها الوحي الكريم، لنوقظ قلوب الأمة من الغفلة التي تحاول أن تجرها للتراجع عن دورها ومكانتها العظيمة، لأن التمسك بالوحي والتبصر بما يحمله من معان هو دليل على الثبات على الحق في زمن علا فيه صوت الباطل وتبجح في وجه مجتمعاتنا.

وأوضح الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني، أن هناك فهما قاصرا في التعامل مع الوحي الشريف، فهناك من يظن أن التمسك بالوحي هو أن يمسك بالمصحف المنزه في يده أو في جيبه، وهو أمر طيب لكن المقصود بالآية الشريفة {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، أن يتمسك الإنسان المسلم بالمعاني والتشريعات التي نقلها إلينا الوحي الكريم لتكون لنا دستورا يقينا الوقوع في العثرات، كما أن التمسك بالوحي تتسع له كل جنبات الحياة الإنساني في بيعها وشرائها، وفي كل أمر في كبيرها وصغيرها، فلم يترك الوحي شيئا من حياة الناس مع بعضهم البعض إلا ووضع له ضابطا يضبطه بما يناسب كل زمان ومكان، ولم يدع الوحي صغيرة ولا كبيرة بين الإنسان ونفسه التي بين جنبيه إلا وضبطها على وجهها الأكمل، وهو دليل على أن هذ الدين دين شامل لكل شيء.

وبين خطيب الجامع الأزهر أن الإنسان المتعلق بالوحي حقيقة من خلال تطبيق معاني الوحي في كل شيء في حياته، وظاهرًا من خلال حرصه على قراءة القرآن الكريم والخشوع فيه وأن يجعل لنفسه وردا منه، هو ذلك الإنسان المفلح في الدنيا والآخرة لأنه أخذ بأسباب النجاح والفلاح، وأننا في هذه الأيام في حاجة ماسة إلى أن نوقظ هذا الإنسان بداخلنا لأننا نعيش في مرحلة غزو فكري وأخلاقي وقيمي في كل نواحي الحياة، ولا ننجو من أخطاء هذا الغزو إلا من خلال تمسكنا بالقيم والمعاني النبيلة التي جاء بها الوحي الكريم، وإلا فسوف تقع مجتمعاتنا فريسة لسماسرة المجون والانحراف الذين يسعون لمكاسبهم الشخصية على حساب أشلا ء المجتمعات.

وأكد الهواري أنه لا يمكن لمجتمع واع أن تضعف أخلاقه أو أن تضيع قيمه، لأنه مجتمع لديه مناعة تحصنه ضد الانحطاط، وهو ما كان سببًا في الحضارة التي بناها المسلمون الأوائل بفضل تمسكهم بتعاليم الشرع وتوجيهاته، فكانت أمة نافعة لنفسها مفيدة لغيرها، وما تكالبت عليها الأمم إلا بسبب ما أحدثته من تقدم ورقي، وما ضعفت واستسلمت إلا نتيجة لتقصير أبنائها في التمسك بالمعاني والقيم التي جاء بها الوحي الكريم، فإذا كنا نريد الرقي والحضارة فعلينا بمنهج القرآن وتعاليمه، وإلا سنظل ننزلق إلى مؤخرة الأمم.


وفي ختام الخطبة حذر الهواري الشباب من أن يقعوا فريسة لمخططات قراصنة المجتمعات، التي يقف خلفها أعداء أمتنا من أجل أن يفقدونا هويتنا، لنكون أمة بلا هدف، لذلك يسعون إلى بث الأفكار الغريبة والمنحطة في مجتمعاتنا وأن يصير شبابنا مقلدًا لأفكار منحرفة، ليجهزوا على قيمنا، يريدون شبابنا أن يتخلى عن عفته وعن حيائه ليتمكنوا من ديننا، يريدون شبابنا أن يكون خائنا حتى يسهل عليهم النيل من أوطاننا، يريدون شبابنا متشككا في عظمة أمته من أجل أن يسهل عليهم غزونا، يريدون شبابنا جاهلا بثقافته متنكرا لتراثه لنصبح أمة بلا هوية، ولن نسمح لهم بسرقة مستقبلنا ولكن علينا جميعا أن نتمسك بالوحي القرآني.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الهواري: حرمان سكان غزة من العلاج والمساعدات يهدد الأمن الصحي في المنطقة

صراحة نيوز ـ قال وزير الصحة، الدكتور فراس الهواري، إن حرمان سكان قطاع غزة من مقومات الحياة الأساسية من غذاء وماء وعلاج، واستهداف الطواقم الطبية والبنية التحتية الصحية، يُعدّ انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ويهدد الأمن الصحي الجماعي في المنطقة بأسرها.
جاء ذلك خلال إلقاء وزير الصحة، اليوم الأربعاء، كلمة المملكة خلال اجتماعات الجمعية العامة للصحة العالمية المنعقدة في مدينة جنيف، في إطار مناقشة مشروع القرار المعنون بـ: “الأوضاع الصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وفي الجولان السوري المحتل”.
وأعرب الدكتور الهواري، في كلمته، عن بالغ قلق الأردن إزاء التدهور المستمر في الأوضاع الصحية والإنسانية في هذه المناطق، مشددًا على ضرورة احترام أحكام القانون الدولي الإنساني، وخاصة تلك المتعلقة بحماية المدنيين والمنشآت الصحية، وضمان إيصال المساعدات الطبية والإنسانية دون عوائق.
وأكد دعم المملكة الكامل لمشروع القرار المطروح، داعياً إلى تنفيذه بشكل فوري، بما في ذلك تقديم الدعم الفني والمادي للنظام الصحي الفلسطيني، وضمان المساءلة عن الانتهاكات الصحية والإنسانية المرتكبة.
واختتم الهواري كلمته بالتأكيد على أهمية الالتزام بالمبادئ الأساسية لمنظمة الصحة العالمية، وفي مقدمتها ضمان تقديم الرعاية الصحية والحماية الطبية للجميع دون تمييز

مقالات مشابهة

  • الهواري: حرمان سكان غزة من العلاج والمساعدات يهدد الأمن الصحي في المنطقة
  • الهواري يترأس الوفد الأردني باجتماعات الدورة 78 لجمعية الصحة العالمية في جنيف
  • إمام وخطيب مسجد العلي العظيم يوضح الخطوات التي يحتاجها الإنسان للتحصين من الحسد
  • الهواري يلتقي قيادات جامعة بني سويف ويبحث تكثيف الجهود الدعوية.. صور
  • الأوقاف تُعلن اعتماد 72 خطيبًا جديدًا على بند التحسين بمحافظة الغربية
  • خطيب مسجد موالي للغرياني: نحن رجال أصحاب قضية يا حثالة البشر
  • داعيا إلى وقف التنابذ بين مصريين وسعوديين.. «مصطفى بكري»: أعداؤنا هم المستفيدون
  • صلاة الضحى.. الأزهر للفتوى يكشف عن عدة أمور متعلقة بها
  • رئيس جامعة الأزهر يشيد بأعمال التجديد والتطوير التي شهدتها كلية التربية للبنين بالقاهرة
  • عضو بإفتاء الغرياني: حكومة الدبيبة أصبحت تشكل خطراً على المليشيات لهذا يريدون التخلص منها