تناولت صحيفتان بريطانيتان بالتحليل مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.

وكانت المحكمة الدولية قد أصدرت، الخميس، مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، وقالت إن هناك "أسبابا منطقية" للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2التايمز: هل أدرك ترامب أخيرا محدودية شعاره "الخوف هو المفتاح"؟list 2 of 2هآرتس: نتنياهو جلب مذكرة الاعتقال على نفسه والآن يتباكى بدعوى معاداة الساميةend of list

كما أصدرت أيضا مذكرة توقيف بحق قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، محمد الضيف.

زلزال

واعتبر جوليان بورغر، كبير مراسلي صحيفة الغارديان للشؤون الدولية، مذكرات التوقيف بأنها "زلزال" هز الساحات القانونية في العالم، إذ إنها المرة الأولى التي توجه فيها هيئة قضائية دولية اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لحليف "غربي من دولة ديمقراطية حديثة".

وأفاد، في تحليله، أن مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالانت لن يكون لهما تأثير فوري داخل إسرائيل، بل ربما تحشد الدعم الشعبي لرئيس الوزراء.

غير أنه يرى أن "فداحة التهم" الموجهة إلى نتنياهو وغالانت قد تلقي بوطأتها عليهما مع مرور الوقت، مما يقلص الرقعة التي يتحركان خلالها على الكرة الأرضية، مشيرا إلى أن وصمة اتهامهما بأنهما مجرما حرب يصعب التخلص منها.

وزعم أن مصادقة قضاة المحكمة الجنائية الدولية على المذكرات ستغير "إلى الأبد" مكانة الهيئة القضائية الدولية في العالم، مضيفا أن الولايات المتحدة -وهي ليست عضوا فيها- رفضت المذكرتين، وذكرت أنها ستنسق مع شركائها، بما في ذلك إسرائيل، بشأن "الخطوات التالية".

أوروبا

أما حلفاء إسرائيل الآخرون -مثل ألمانيا- فسوف ينأون بأنفسهم عن هذا الأمر، ولكنها ستكون لحظة صعبة بالنسبة لحكومة كير ستارمر في بريطانيا، التي من المرجح أن تتعرض لضغوط أميركية لثنيها عن تأييد قرار الجنائية الدولية. لكن مراسل الصحيفة يعتقد أن من شأن تلك الضغوط أن تلحق ضررا بالغا بمصداقية بريطانيا في أنحاء أخرى من العالم.

ورجّح تقرير غارديان أن تتبنى العديد من الدول الأخرى التي كانت تنظر حتى الآن إلى المحكمة الجنائية الدولية كأداة من أدوات العالم الغربي، القرار والمحكمة نفسها. وسيُنظر إلى المحكمة على نطاق واسع، وخاصة في جنوب الكرة الأرضية، على أنها المدافع الأكثر فعالية عن ميثاق الأمم المتحدة، وفق المراسل.

ويستبعد بروغر تماما أن تؤدي المذكرتان إلى إسقاط نتنياهو أو حتى إضعافه، لافتا إلى أن هذا أمر بالغ الأهمية؛ ذلك أن العديد من المراقبين يعتقدون أن الحرب في غزة ستستمر طالما أنه متمسك بالسلطة.

تحديات

ويمضي التقرير إلى الإفادة بأن هناك قائمة طويلة من الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية التي لن يتمكن نتنياهو وغالانت من زيارتها.

ثم إن الولايات المتحدة وروسيا والصين ليست أعضاء، ولكن بالنسبة للبيت الأبيض الحالي على الأقل، فإن زيارة أي من الرجلين ستكون محرجة للغاية. أما بالنسبة للإدارة الأميركية المقبلة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، فإن تلك ستكون مسألة أخرى.

ومن جانبها،  أشارت صحيفة تايمز إلى أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أيد القرار، وتعهد بتنفيذه مما يعني أن نتنياهو يواجه خطر الاعتقال إذا ما دخل المملكة المتحدة.

وقالت إن هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها الجنائية الدولية مثل هذه المذكرة ضد زعيم دولة ديمقراطية غربية، وهذا يعني أن الدول الأعضاء في المحكمة البالغ عددها 124 ستكون ملزمة باعتقال نتنياهو إذا دخل أراضيها.

لكن الصحيفة ذكرت أن قرار الحكومة البريطانية قوبل بانتقادات من أعضاء حزب المحافظين الذين عارضوا تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية عندما كانوا في الحكومة وطالبوا المحكمة بإسقاطه.

ونقلت عن وزيرة خارجية حكومة الظل، بريتي باتيل، وصفها المذكرة بأنها "مثيرة للقلق واستفزازية"، داعية حكومة حزب العمال إلى إدانة قرار المحكمة وتحديه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات المحکمة الجنائیة الدولیة نتنیاهو وغالانت

إقرأ أيضاً:

الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”

يقول مسؤولون بريطانيون إن صور الأقمار الاصطناعية من الفاشر تُظهر تجمُّعات لجثث، وأرضاً مُخضّبة بالدماء، ومقابر جماعية يُشتبه بوجودها – وذلك في سياق ما تصفه المملكة المتحدة بأنه “حملة ممنهجة” لبثّ الرُعب والسيطرة على المدينة عبر الإرهاب.

التغيير: وكالات

فرضت المملكة المتحدة عقوبات على قادة في قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية مُتّهمين بارتكاب عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي وهجمات متعمَّدة ضد المدنيين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.

وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر أن “الجرائم الشنيعة… لا يمكن أنْ تمرّ من دون عقاب”.

وأُعلن عن هذه العقوبات يوم الخميس، وهي تستهدف أربع شخصيات في قوات الدعم السريع، بينهم عبد الرحيم دقلو، نائب قائد القوات وشقيق قائدها محمد حمدان دقلو الشهير بـ “حميدتي”.

وبموجب هذه العقوبات، باتت الشخصيات الأربعة تواجه تجميداً لأصولهم وحظراً على السفر.

ويقول مسؤولون بريطانيون إن صور الأقمار الاصطناعية من الفاشر تُظهر تجمُّعات لجثث، وأرضاً مُخضّبة بالدماء، ومقابر جماعية يُشتبه بوجودها – وذلك في سياق ما تصفه المملكة المتحدة بأنه “حملة ممنهجة” لبثّ الرُعب والسيطرة على المدينة عبر الإرهاب.

وقالت إيفيت كوبر إن الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”، متهمةً قوات الدعم السريع بالتورط في عمليات إعدام جماعية، واستخدام التجويع كسلاح، و”الاستخدام الممنهج والمخطط له سلفاً” للاغتصاب كأداة حرب.

وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية أن “العقوبات التي فُرضت اليوم على قادة الدعم السريع تستهدف بشكل مباشر أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء، فيما ستقدّم حزمة المساعدات المعزَّزة لدينا دعماً منقذاً للحياة لمن يعانون”.

وتعهّدت إيفيت: “المملكة المتحدة لن تدير ظهرها، وسنظل دائماً إلى جانب الشعب السوداني”.

تمويل إنساني إضافي

وإلى جانب العقوبات، أعلنت المملكة المتحدة عن تقديم ما قيمته 21 مليون جنيه إسترليني إضافية كمساعدات إنسانية للمجتمعات المتضررة من النزاع.

وستموّل هذه الحزمة توفير الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الصحية والحماية للنساء والأطفال في المناطق الأكثر تضرراً من العنف.

وبحسب وزارة الخارجية البريطانية، ستدعم هذه المساعدة الجديدة 150 ألف شخص على صعيد الرعاية الطبية والمأوى، إضافة إلى المساهمة في إبقاء المستشفيات قادرة على العمل.

وترفع هذه المساهمة إجمالي الدعم الإنساني البريطاني للسودان هذا العام إلى 146 مليون جنيه إسترليني.

وتؤكد المملكة المتحدة أن الوضع الإنساني في السودان هو الآن الأسوأ في العالم؛ إذ يحتاج حوالي 30 مليون شخص إلى المساعدة، بينما شُرّد داخلياً نحو 12 مليون شخص، وفرّ ما يقرب من خمسة ملايين إلى دول الجوار.

ورفعت لندن مستوى ضغطها الدبلوماسي خلال الأشهر الماضية؛ ففي نوفمبر/تشرين الثاني، اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً تقوده المملكة المتحدة يكلّف بفتح تحقيق عاجل في فظائع الفاشر.

كما قدّمت المملكة المتحدة دعماً فنياً لآليات العدالة الدولية، واستثمرت 1.5 مليون جنيه إسترليني في مشروع “سودان ويتنس” لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الهجمات على المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة.

ويقول مسؤولون إن عقوبات إضافية قيد النظر، في إطار الجهود المبذولة لـ”إنهاء الإفلات من العقاب”.

وحثّت الحكومة البريطانية جميع أطراف النزاع – بما في ذلك قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية – على السماح بوصول غير مقيّد للعاملين في مجال الإغاثة، وضمان سلامة المدنيين المحاصرين جرّاء القتال.

مَن هم الذين شملتهم العقوبات؟

عبد الرحيم حمدان دقلو: نائب وشقيق قائد قوات الدعم السريع، “حميدتي”؛ يُشتبه بتورّطه في عمليات قتل جماعي، وإعدامات تستهدف مجموعات إثنية، وعنف جنسي ممنهج، واختطاف مقابل الفدية، وهجمات على مرافق صحية وعاملين في مجال الإغاثة. جدّو حمدان أحمد: قائد قوات الدعم السريع في شمال دارفور؛ يُشتبه بضلوعه في عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي، واختطاف وهجمات على طواقم طبية وإنسانية. الفاتح عبد الله إدريس: عميد في قوات الدعم السريع؛ يُشتبه بأنه أشرف على أعمال عنف تقوم على أساس إثني وديني ونفّذ هجمات ضد المدنيين. تيجاني إبراهيم موسى محمد: قائد ميداني في قوات الدعم السريع؛ يُشتبه بمسؤوليته عن الاستهداف المتعمّد للمدنيين في الفاشر.

المصدر: BBC عربي

الوسومالعنف الجنسي المملكة المتحدة حرب الجيش والدعم السريع حقوق إنسان عقوبات على الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • بريطانيا المنافقة تتحرّش بـ"الجنائية الدولية" لحماية نتنياهو
  • فنزويلا تنسحب من «المحكمة الجنائية الدولية».. آخر تطورات التوتر مع أمريكا!
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • بريطانيا تهدد الجنائية الدولية بالانسحاب وقطع التمويل بسبب نتنياهو
  • مدعي الجنائية الدولية: بريطانيا هددت بقطع التمويل لمنع توقيف نتنياهو
  • بريطانيا تهدد المحكمة الجنائية الدولية بالانسحاب وقطع التمويل إذا صدرت مذكرة توقيف ضد نتنياهو
  • كوارث وأحداث مأساوية حول العالم
  • ألمانيا تَطعن المحكمة الجنائية الدولية
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟