الدولار القوي يهدد سوق السندات في الأسواق الناشئة.. كيف ذلك؟
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
نشرت مجلة "فاينانشال تايمز" تقريرًا تحذر فيه من أن ارتفاع قيمة الدولار، تحت قيادة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يشكل تهديدًا كبيرًا لسندات الأسواق الناشئة.
وأوضح التقرير أن هذا الارتفاع قد يؤدي إلى تراجع العوائد على السندات، مما يعمق التدفقات الخارجة من هذه الأسواق التي تواجه بالفعل تحديات نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة.
وفندت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن صناديق ديون الأسواق الناشئة شهدت تدفقات خارجة تقدر بحوالي 5 مليارات دولار منذ بداية الشهر وحتى منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، ليصل إجمالي التدفقات الخارجة هذا العام إلى أكثر من 20 مليار دولار، بعد تسجيل 31 مليار دولار في 2023 و90 مليار دولار في 2022.
تأثير السياسات الاقتصادية لترامب على الأسواق العالمية
وأضافت الصحيفة أن سياسات "تداولات ترامب" تركت تأثيرات ملموسة على الأسواق العالمية، حيث يتوقع أن تسهم سياساته الاقتصادية، بما في ذلك خفض الضرائب وفرض الرسوم الجمركية، في زيادة التضخم، مما يعزز من قوة الدولار وعائدات سندات الخزانة الأمريكية.
وأشارت إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية قد تؤدي إلى تراجع الطلب على صادرات الأسواق الناشئة، مما يضغط على عملاتها. وبيّنت أن هذا التراجع قد يلتهم العوائد التي يحققها المستثمرون في ديون هذه الأسواق عندما تُقاس بالدولار.
وفي هذا السياق، أشار بول مكنامارا، مدير ديون الأسواق الناشئة في "جي.إيه.إم" لإدارة الأصول، إلى أن "جميع هذه التطورات ستكون سلبية بشكل كبير على الأسواق الناشئة، ولا أعتقد أن الأسعار الحالية تعكس التأثير الكامل لهذه السياسات".
التغييرات في أسواق السندات المحلية
وتناولت الصحيفة في تقريرها التغييرات التي طرأت على أسواق السندات المحلية، حيث تهيمن دول مثل المكسيك والبرازيل وإندونيسيا على أسواق السندات المقومة بالعملة المحلية، التي تمكنت من تقليص اعتمادها على الاقتراض بالدولار الأمريكي في العقود الأخيرة.
وأفادت أن المستثمرين كانوا يتوقعون في بداية العام أن تقوم هذه الدول بخفض أسعار الفائدة، مما كان يُعتقد أنه سيعزز أسعار السندات. لكن هذه التوقعات تغيرت بشكل مفاجئ بعد فوز ترامب بالانتخابات، حيث بدأ السوق في إعادة تقييم الوضع.
ارتفاع العوائد على سندات الخزانة الأمريكية
في هذا السياق، أفادت الصحيفة بأن العوائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفعت من 4.29 بالمئة إلى 4.39 بالمئة بعد فوز ترامب، بينما سجلت عوائد السندات لأجل 30 سنة زيادة من 4.45 بالمئة إلى 4.58 بالمئة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدولار الأمريكي شهد ارتفاعًا تجاوز 4 بالمئة مقابل سلة من العملات العالمية، في حين تعرضت بعض العملات مثل الراند الجنوب أفريقي، والبيزو المكسيكي، والريال البرازيلي لانخفاضات ملحوظة.
وأضافت أن زيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ستزيد من جاذبية الأسواق الناشئة للمستثمرين مقارنة بالولايات المتحدة، مما سيدفع البنوك المركزية في هذه الأسواق إلى رفع أسعار الفائدة لجذب المزيد من رؤوس الأموال. وأشارت إلى أن بنك الاحتياطي الجنوب أفريقي قد خفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع، في حين تسارع البنك المركزي البرازيلي في رفعها.
في هذا السياق، أوضح جابرييل ستيرن، رئيس الإستراتيجية العالمية وأبحاث الأسواق الناشئة في "أكسفورد إيكونوميكس"، أن الأسواق تشهد ما وصفه بـ “الاستسلام" بدلاً من أزمة حادة، محذراً من أن قوة الدولار ستؤثر سلباً على العوائد في الأسواق الناشئة.
من جانب آخر، أشار بعض المحللين إلى أن السياسات الاقتصادية للإدارة الأمريكية قد تؤدي في النهاية إلى ضعف الدولار على المدى الطويل، مما قد يساعد في إعادة التوازن للأسواق الناشئة. وقال كارثيك سانكاران، الباحث في معهد كوينسي للسياسة الخارجية: "إن التوجهات في السياسات المالية والنقدية والتجارية قد تؤدي إلى تراجع قوة الدولار".
تحذيرات "بيمكو" حول السندات عالية العائد
وتناولت الصحيفة تحذيرات شركة "بيمكو" من أن الربح من السندات ذات العوائد المرتفعة في الأسواق الناشئة قد انتهى، مؤكدة أن السندات يجب أن تُعتبر أداة لتنويع المحفظة بدلاً من مصدر لتحقيق عوائد كبيرة. وأضاف برامول دهاوان، رئيس فريق الأسواق الناشئة في "بيمكو"، أن النظام المرن لسعر الصرف في العديد من هذه الأسواق لم يعد مناسباً، داعياً إلى إعادة النظر في السياسات الحالية.
ختامًا، أكدت الصحيفة أن التغيرات في السياسات الأمريكية وتداعيات الدولار القوي تعتبر تحديات كبيرة للأسواق الناشئة، حيث يتوقع أن تكون العواقب بعيدة المدى على العوائد والاستثمار في هذه الأسواق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الدولار ترامب الأسواق الناشئة امريكا الدولار الأسواق الناشئة ترامب المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسواق الناشئة أسعار الفائدة هذه الأسواق إلى أن
إقرأ أيضاً:
حكم القوي على الضعيف..واشنطن:على حكومة السوداني حسم الخلاف بشأن رواتب الإقليم
آخر تحديث: 11 يونيو 2025 - 1:34 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- دعت وزارة الخارجية الأميركية، مساء أمس الثلاثاء، الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كوردستان إلى العمل على حل أزمة رواتب موظفي الإقليم من خلال “حوار بناء ومتسق”، محذّرة من أن استمرار الأزمة قد ينعكس سلباً على مناخ الاستثمار في العراق.وقالت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، خلال مؤتمر صحفي عقدته في واشنطن ، إن “الولايات المتحدة تتابع عن كثب أزمة رواتب موظفي إقليم كوردستان”، مشددة على أن “حل الخلافات بين بغداد وأربيل في هذا الملف ينبغي أن يتم عبر حوار بناء ومتسق مع المسؤوليات الدستورية”.وأضافت أن معالجة أزمة الرواتب “سيرسل إشارة واضحة إلى أن العراق يهيئ بيئة مناسبة لجذب الاستثمارات، بما في ذلك من قبل الشركات الأميركية”، معتبرة أن النجاح في هذا المسار “سيساهم أيضا في تعزيز التعاون الأوسع بين الطرفين، مثل إعادة فتح خط أنابيب العراق-تركيا وتوسيع عمليات التنقيب عن الطاقة”.وأكدت المتحدثة أن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أعاد في لقاءاته الأخيرة مع كبار المسؤولين العراقيين “تأكيد دعم واشنطن لإقليم كوردستان قوي ومتماسك”، مضيفة أن “هذا يشكّل عنصراً محورياً في العلاقة الأميركية-العراقية”.وتأتي تصريحات بروس في وقت يشهد فيه ملف رواتب موظفي إقليم كوردستان توتراً متصاعداً، بعد أن اتهمت حكومة الإقليم بغداد بوقف تحويل مستحقات الرواتب، في خطوة وصفتها أربيل بأنها “غير دستورية” و”جزء من سياسة الضغط السياسي على الإقليم”.وتربط الحكومة الاتحادية صرف الرواتب بتسليم كامل صادرات النفط إلى شركة “سومو” الحكومية، وبالشفافية في الإيرادات غير النفطية، وهو ما تعتبره أربيل شروطاً مجحفة تتجاوز صلاحيات الإقليم.