سودانايل:
2025-05-14@21:39:43 GMT

البرهان في متاهته الأخيرة

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

يوسف عيسى عبدالكريم
كنت وما زلت مولعا بالأدب العالمي وأكن ودا خاصا للأدب الروسي ولكن الأدب اللاتيني يستهويني وأجد فيه فسحة ومقدرة على التعبير عن الحالة المأسوية التي تعتري الشعوب التي ترزح تحت حكم الدكتاتوريات قد لا تتوفر لغيره من جواهر الادب في هذه البسيطة التي اوشكت أيامنا فيها على الانقضاء و مازال بعضنا فيها لم يبلغ الرشد بعد .

في رائعته الجنرال في متاهته الأخيرة يشير ماركيز الى الجنرال وهو يقوم برحلته الأخيرة اسفل النهر كان كمن يستعيد النظر في مشاهد مجده السابق ويتأسف على حلمه الضائع و بينما كان يتجول في متاهة سلطاته الفاشلة يصل إلى موته المحتوم .
و في روايته أنا الأعلى يقول روا باستوس (يؤسس الحاكم سلطته على جهل الناس وسذاجتهم فأساس القوة يكمن في الضعف ويا له من أساس) وعندما تجول ببصرك وتلقي الانتباه لمجريات الاحداث تعرف تماما ان السلطة التي جعلتك تغضب من كيكل وتدعوا عليه عندما اقتحم مدينة سنجة وقتل فيها الأمنين بالأمس و هي نفسها التي تدعوك اليوم للاحتفال مع كيكل فرحا بتحرير سنجة من يد العدو و كيكل هو هو . فإنما تؤسس سلطتها على جهلك و سذاجتك
في روايته حفلة التيس يقول فرغاس يوسا ( ان الدكتاتور لا يأتي الا اذا استدعيناه) . تماما كما استدعى بعضنا يوما ما الجنرال وهتف على مسمعه الليلة ما بنرجع الا البيان يطلع ومازالوا يحرقون له البخور و يروجون له باننا اليوم و بالرغم من الدماء الناضحة في الأرض افضل من الأمس الذي كانت تسير فيه الظعينة من كسلا الى الخرطوم لا تغشى أي ارتكاز ولا تخشى حتى الذئب على اغنامها .لقد قال ماركيز يوما ان الدكتاتور هو الشخصية الأسطورية الوحيدة التي انتجتها القارة اللاتينية و ربما كان يعني بلدا يقع في قلب افريقيا لم يعرف من الاساطير الا من يريه ما يرى ومن يهديه سبل الرشاد .
عزيز القارئ تمعن هذا النص بعقلك وانظر الى نفسك في المرآة وأسألها أليست هذه هي اللحظة التي نعيشها.( ليس هناك أمل في الحرية، يا أصدقاء، نحن محكومون بتحمل هذا إلى ما شاء الله المواطنون الذين يتطلعون إلى سعادة الوطن بعيدون جدا بعضهم يتسولون الصدقة في أرض غريبة، والآخرون يتعفنون في مقابر جماعية. يوما ما ستنغلق الشوارع من الرعب، ولن تعطي الأشجار ثمارا كالسابق، الذرة لن تغذينا، والماء لن يروينا، وقريبا يأتي زلزال ليسحق كل شيء فليأت، لأننا شعب ملعون. - رواية السيد الرئيس لـ ميغيل أنخيل أستورياس
ربما كان أولافو دي كارفالو يعني الإسلاميين في السودان حين علق على حكومة بول سنارو قائلا« لم يختر مئتي جنرال. اختاره مئتي جنرال. هؤلاء يريدون إعادة نظام 1964 في إطار ديمقراطي. إنهم يحكمون ويستخدمون بول سونارو كواقٍ. لا أقول أن هذا هو الواقع، بل هذا ما يريدونه. إنهم سيعودون إلى السلطة بشكل ديمقراطي. إذا لم يكن انقلابًا، فهو عقلية انقلابية».

yousufeissa79@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تفاصيل لقاء كيكل..

في صالون بمدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر، مساء أمس (الأحد)، جلس قائد قوات درع السودان – المساندة للجيش السوداني – أبوعاقلة كيكل مع قيادات إعلامية من كتاب الأعمدة ورؤساء التحرير يقص عليهم أسرار حرب السودان التي اندلعت في منتصف أبريل 2023.

وضع كيكل في بداية اللقاء الإعلامي صورة لسير العمليات العسكرية مؤكدا بالقول: “قريباً سنصل إلى منطقة إطلاق المسيرات في دارفور، الوضع العملياتي مطمئن جدا”.
وأشار إلى التقدم الميداني الذي تحرزه القوات المسلحة والقوات المساندة، بما في ذلك قوات درع السودان، من خلال خطط موضوعة لإعادة السيطرة على كردفان ودارفور.
ورأى كيكل بأن الانتصار قريب جداً.
لماذا انضم للدعم السريع؟
قال كيكل بأن أسباب انضمامه للدعم السريع تعود إلى أنه كان يظن بأن لديهم قضية، غير أن ممارستهم في القتل والسلب والنهب ضد المواطنين جعلته يتواصل مع قيادات الأجهزة الأمنية والعسكرية لإعلان انضمامه إلى الجيش السوداني.

وتابع:” بعد اندلاع الحرب، كان همي تأمين المواطن من تلك الانتهاكات ومنعها بشتى السبل.”
وسرد كيكل تفاصيل محاولته منع مليشيا الدعم السريع من ارتكاب مزيد من الانتهاكات في ولاية الجزيرة عقب دخولها في 19 ديسمبر 2023.

وأضاف :” نشرت ارتكازات من قواتي في شرق الجزيرة، وكنت اتفقد قرى غرب ولاية الجزيرة التي تصلني منها معلومات حول الانتهاكات التي تمارسها المليشيا هناك.”
وأشار إلى وقوع عدة اشتباكات وقعت خلال سيطرة المليشيا على ولاية الجزيرة ما بين قواته من جهة وقوات قجة وحسن الترابي – قياديين بمليشيا الدعم السريع – من جهة أخرى، بسبب منع كيكل لتلك القوات من ممارسة النهب والسلب.

كيف سيطر على ود مدني؟
ظل السؤال حول كيفية دخول مليشيا الدعم السريع على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة يلقي بظلاله، وطلب الصحفيون من كيكل معلومات حول كيفية حدوث ذلك.
قال كيكل: “كنت أجتمع مع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في منزله بالخرطوم 2، طوال الفترة الأولى من الحرب، بحضور القيادات العليا ومن ضمنهم عثمان عمليات، وطلب مني بعد أداء القسم بحضور اللواء حسن محجوب الاستعداد للسيطرة على ولاية الجزيرة، وقال حميدتي موجهاً حديثه لي: “كيكل إنت قائد الفرقة الخامسة”.

هنا شعر كيكل كأن الماء قد صٌب على رأسه، وفق ما قال، لم يكن يتخيل بأنه سيقود المليشيا نحو ولايته، وتابع: ” تفاجأت بهذا القرار.”

وأشار كيكل بأن حميدتي سجل له رقم هاتف ضابطين للتواصل معهما، وأكد: “على الرغم من خلافاتي مع اللواء ركن أحمد الطيب قائد الفرقة الأولى للجيش – آنذاك – الإ أنني أشهد له بأنه غير مسؤول من الدخول إلى ود مدني ومستعد للإدلاء بشهادتي أمام المحكمة.”
وقال كيكل بأنه حاول بشتى السبل منع تقدم المليشيا نحو ولاية الجزيرة بعد ظهوره في فيديو من منطقة العيدج بشرق الجزيرة وعودته للخرطوم، إلا أن حميدتي أصر عليه الدخول بعد تقدير الموقف الميداني.

سرد كيكل تفاصيل عسكرية وأسرار حول الخيانة التي تعرض لها الجيش السوداني في كوبري حنتوب، غير أنه طلب عدم نشرها بعد أن ملكها لجهاز الاستخبارات.
هاتف برقم إماراتي
أكد قائد درع السودان بأن حميدتي يستخدم في إتصالاته جهاز هاتف برقم خاص من الإمارات ويدير بذلك أغلب نشاطه مع القيادات العليا لمليشيا الدعم السريع، وقام بتوزيع أرقام خاصة إماراتية لتلك القيادات، وطلب منهم ألا يتصلوا عليه إلا عبر ذلك الرقم الإماراتي الخاص.

لماذا لم يدخل القضارف؟

وفي معرض رده على عدم دخول القضارف، قال كيكل: “طلب مني حميدتي الاستعداد لدخول ولاية القضارف قبل انضمامي للجيش السوداني – في 20 اكتوبر 2024 – وعندها أدركت خطورة الامر.”

وأشار كيكل إلى أن حميدتي جهز 180 عربة قتالية بالإضافة لعربتي صهريج من الجازولين والبنزين وعربتين للذخائر بخلاف 60 سيارة قتالية مع كيكل للدخول إلى ولاية القضارف وتأمين الطريق القاري إلى دولة إثيوبيا.

وتابع: “تواصلت مع الأجهزة الأمنية والعسكرية بعد أن تلقيت تعليمات السيطرة على القضارف، وأثناء رجوعي إلى منطقة تمبول بعد أن تماطلت، وجدت بأنهم قد قاموا بازالتي من قروب خاص في الواتساب يجمع قيادات المليشيا مع بعضهم البعض، هنا أدركت بضرورة تسليم نفسي للقوات المسلحة.”

وطلب مننا كيكل عدم نشر معلومات عسكرية تتعلق بهذا الاتفاق للانضمام والخطط الموضوعة له.
كيكل والبيشي:
طلب الوفد الاعلامي معلومات حول اغتيال القائد بمليشيا الدعم السريع عبد الرحمن البيشي، وما إذا كان صحيحاً أن كيكل يقف وراء تلك العملية، فقال كيكل: “المعلومات التي ذكرها أبوشوتال خاطئة، ليس لدي علاقة بمقتل البيشي.”

وأشار كيكل إلى أحد حراساته خلفه، وقال بأنه كان شاهداً على لحظة مقتل البيشي بعد أن تعرضت سيارته لقصف جوي من طائرة انتنوف وأدت الى إصابته، وكان هو في طريقه من مصنع السكر إلى مدينة سنجة.

وحول الفيديو الذي ظهر فيه كيكل يرقص بعد أن راجت معلومات حول بتر رجليه، قال: “نعم أصبت في رأسي ولكن لم تبتر رجلي، مما اضطرت لتسجيل فيديو أعرض فيه رغم الألم من الإصابة.”
وأضاف:” هذه الإصابة منعتنا من الدخول إلى سنار، بعد أن طلب مننا حميدتي ذلك، عدت بأكثر من 200 عربة قتالية إلى ولاية الجزيرة.”

دخول سنار والثور الأسود
حكى كيكل طرفة حول عدم دخول مليشيا الدعم السريع إلى مدينة سنار، قال بأن حميدتي سأله: “سنار دي فيها شنو؟”
ورد عليه كيكل بأنه التقى بأحد المشايخ وقال له: “هنالك ثور أسود، بجوار مدخل مدينة سنار، إذا مات فأنتم ستدخلون سنار وإذا لم يمت فليس هنالك طريقة.”
وتابعه حميدتي بسؤال: “أها، كيف وجدتم الثور الأسود؟”
فرد كيكل عليه: “وجدناه ينطط”.

مبادرات
أكد كيكل بأنه ليست لديه مشاكل مع الحركات المسلحة وأنه في حديثه الذي أثار ضجة، خاطب وزارة المالية بخصوص مشروع الجزيرة ، وليس قائد حركة العدل والمساواة، موضحا بأن هنالك مبادرات من رجال أعمال للجمع بينه وبين رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم لمناقشة الأوضاع في السودان وتصفية الخلافات.

بورتسودان – المحقق – طلال إسماعيل

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حاكم غينيا الجنرال دومبوييا يسحب تراخيص شركتين للتعدين
  • كيف ننسى ما فعله كيكل قبل شهور !
  • مع كيكل- قال أو لم يقل!!
  • ما بين البرهان وطارق بن زياد
  • زلزال بقوة 6 درجات يضرب موغلا.. وهذه هي الزلازل الأخيرة التي وقعت
  • وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني لـ سانا: نرحب بتصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة بشأن رفع العقوبات التي فُرضت على سوريا رداً على جرائم الحرب البشعة التي ارتكبها نظام الأسد.
  • نيويورك تايمز: لماذا أعلن ترامب فجأة النصر على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • تفاصيل لقاء كيكل..
  • مدير قوات الشرطة يعرض على البرهان خطة طوارئ كبرى لبسط الأمن
  • ???? مصير حميدتي