بوابة الوفد:
2025-06-27@12:43:30 GMT

كلمة السر فى تحقيق التنمية المستدامة

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

قبل سنوات، وفى أحد اللقاءات الدولية، جمعنى لقاء مع أحد رؤساء البنك الدولي، وسألته عن نماذج الدول التى حققت تنمية حقيقية فى قارة إفريقيا فى الآونة الأخيرة، فضرب لى مثلًا بدولة رواندا. وسألت كيف كان ذلك، فأجاب بأن الحكومة كانت تُحدد محددات لها تتم مراجعتها فى مختلف الملفات كل ثلاثة أشهر، ليتم الوقوف على الأداء العام ومدى اتساقه مع توجهات التنمية التى تعمل عليها الدولة.

«وهى اختصار لمصطلح «مؤشر الأداء الرئيسي»وببساطة شديدة تمثلت كلمة السر في . K.P.I.

ويعنى هذا المصلطح المعيار أو المقياس الذى يتم استخدامه لتقييم أداء جهة أو مؤسسة ما فى تحقيق أهداف مُعينة. وهذا المعيار مُطبق فى كافة الشركات العالمية، وكثير من الشركات الخاصة الناجحة، إذ يتم كل ثلاثة أشهر تقييم ما تم إنجازه من أهداف محددة مسبقًا. وتُحدد كل مؤسسة مؤشر الأداء الرئيسى الخاص بها سلفًا وفقًا لاحتياجاتها وأهدافها.

وللأسف الشديد، فإن هذا المنهج يغيب تمامًا عن الحكومة، لذا يصعب تقييم أداء الوزارات والمؤسسات بشكل واضح، وعليه يصعب أيضًا تقييم أداء المسئولين. وهذه واحدة من مُعضلات تباطؤ سياسات الإصلاح على المستويين الاقتصادى والاجتماعى.

إن مصر تواجه تحديات كبرى فى مجال التنمية، ولا شك أنها فى حاجة ماسة لاستراتيجيات واضحة وشفافة فى كل قطاع، حتى يُمكن التغلب على ارتفاع معدلات الفقر، وما يحمله ذلك من تبعات اجتماعية شديدة الخطورة على الأجيال القادمة وعلى مستقبل التنمية.

ومع غياب الخطط المستقبلية، أهدرنا فرصا عظيمة فى مجال تنمية قطاع التعليم، وقطاع الصحة، وهما أكثر القطاعات التى كان يُمكن للمواطن العادى أن يشعر بأى تحسن فيهما.

بالطبع، فإن هناك نماذج متفردة فى الحكومة الحالية، كما كانت هناك نماذج مميزة جدًا فى حكومات سابقة، لكن لا توجد مؤشرات محددة يمكن للاقتصاديين أو المعنيين بالاقتصاد من استقرائها لتقييم مدى تقدم الأداء. لذا، فإننى أتصور أن كل ما نراه أمامنا فى كثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية هو سعى جاد لحل المشكلات ومواجهة التحديات دون خطط محددة للتغيير للأفضل والإصلاح التام، وبمعنى آخر فإن المسئولين فى بلدنا يعملون دومًا على إطفاء الحرائق، لكنهم لا يخططون لمنع اشتعال هذه الحرائق مرة أخرى.

لقد نجحت رواندا فى الانتقال من دولة بدائية تواجه دمار الحروب الأهلية وانتشار المجاعات عام 1994 إلى نموذج لدولة تحقق نموًا اقتصاديًا يتراوح بين 7 و8 % سنويًا منذ مطلع الألفية، وبعد أن كانت الكهرباء تُغطى 10 فى المئة من السكان عام 2000، صارت فى 2023 تغطى أكثر من 70 فى المئة من السكان، وتنوعت مجالات الاستثمار فيها واتسعت فرص النجاخ، واتجهت شركات عالمية كثيرة للاستثمار فى الدولة الفقيرة.

وكان من الواضح أن هناك مؤشرات أداء رئيسى تم وضعها والعمل عليها وفقًا لرؤى تنمية حقيقية ومستدامة، وهو ما نأمل أن يتاح لدينا.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هانى سرى الدين حققت تنمية الحكومة كانت توجهات

إقرأ أيضاً:

البنك المركزي المصري ومؤسسة “حياة كريمة” يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز جهود التنمية المجتمعية المستدامة وترسيخ ثقافة العمل التطوعي

وقّع البنك المركزي المصري مذكرة تفاهم مع مؤسسة "حياة كريمة"، بهدف تعزيز المشاركة التطوعية في دعم مشروعات التنمية المجتمعية المستدامة والتمكين الاقتصادي للفئات الأكثر احتياجًا في مختلف المحافظات. 

وقد وقع مذكرة التفاهم عن البنك المركزي المصري، السيدة/ غادة توفيق وكيل محافظ البنك المركزي للمسؤولية المجتمعية، وعن مؤسسة حياة كريمة، السيدة/ عهود وافي رئيسة مجلس إدارة المؤسسة، وذلك بالمقر الرئيسي للبنك المركزي المصري.

يأتي ذلك في ضوء جهود البنك المركزي للمساهمة في النهوض بالمجتمع، وتعزيز الشراكة مع الجهات ذات الصلة لتيسير حياة المواطنين، حيث سيتم بموجب المذكرة توحيد الجهود لتنفيذ مبادرات متكاملة في مجالات العمل المجتمعي، بما يسهم في تحسين جودة الحياة وتحقيق أهداف رؤية مصر 2030.

وفي هذا الإطار سيقوم البنك المركزي بالمشاركة في الأنشطة التطوعية التي تقوم بها مؤسسة حياة كريمة من خلال الموظفين العاملين بالبنك لدعم المبادرات ذات الاهتمام المشترك.

ويتماشى هذا التوجه مع أهداف العمل التطوعي التي تشمل: تمكين الأفراد من المشاركة الفاعلة في التنمية، تعزيز العدالة الاجتماعية، تحقيق التكافل بين فئات المجتمع، ونشر قيم الرحمة والالتزام والمسؤولية، تأكيدًا على أهمية هذه الشراكة التي تمثل انطلاقة نحو نموذج متكامل يجمع بين التنمية المجتمعية واستغلال العنصر البشري في آنٍ واحد، ويعكس قدرة المؤسسات الوطنية على إحداث أثر حقيقي ومستدام في حياة المواطنين.

وفي نفس السياق، أطلق البنك المركزي المصري مبادرة موازية "معًا نصنع أثرًا" لتعميق مفهوم التطوع المؤسسي داخل القطاع المصرفي، باعتباره أحد ركائز التنمية المجتمعية المستدامة، وذلك بهدف تعزيز ثقافة العمل التطوعي بين موظفي القطاع المصرفي، وتحويل الطاقات البشرية إلى أدوات تغيير حقيقية تُحدث أثرًا ملموسًا في تطوير المجتمع والنهوض به.

مقالات مشابهة

  • إنفيديا تستعد لإطلاق RTX 5090DD.. أداء قوي تحت القيود
  • «الإيسيسكو» وصندوق الأمم المتحدة يبحثان التعاون في مجال التنمية الاجتماعية
  • عمرو دياب يحتل "إكس" في نصف ساعة.. و"ابتدينا" كلمة السر
  • قنا تفوز بـ3 مراكز على مستوى الجمهورية في التنمية المستدامة
  • تركيا تقترب من تحقيق حلم “طريق التنمية”.. خطوة واحدة تفصلها عن الخليج!
  • البنك المركزي المصري ومؤسسة “حياة كريمة” يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز جهود التنمية المجتمعية المستدامة وترسيخ ثقافة العمل التطوعي
  • مذكرة تفاهم بين البنك المركزي و«حياة كريمة» لتعزيز جهود التنمية المستدامة وثقافة العمل التطوعي
  • صندوق تنمية المهارات يختتم برنامج الثقافة التنظيمية وتعزيز الأداء
  • ليبيا تتسلم رئاسة لجنة التنمية الاجتماعية في الإسكوا خلال دورتها الـ 16 بالجزائر
  • هالة السعيد: التكنولوجيا المالية ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر