بقـلم / عــلوي شملان

مـؤكداً الان ان كثيراً من أبناء الجنوب الـطيـبـين واصحـاب الميـول الطوباوية ، في حـالة ما بين الصـدمة والبحث عـن مبررات لِـفـشل الرئيس عيدروس الزبيدي وعـجزه المؤكد عـن فـعل أي شيء ، وارتهانه واستسلامه وتبعيته الكاملة لرغبات أبو ظبي و( التابع لايستطيع ان يمثل نفسه وانما يُمثَـل ) حسب رأي كارل ماركس .

.وعـلاقة الزبيدي بابوظبي تجاوزت الالتباس الى التبعية المطلقة او الارتهان (الكولونيالي ) وهي حـالة مُـخـزية قي عـلاقة السياسي اليمني الجنوبي بألاخـر الإقليمي ، لااكثر منها خـزياً وتفاهـةً إلا المُـبررين وتبريراتهم السخيفة التافهة التي يحاولون سُـوقها و تسويقها …

تـبدأ القـصة بـعـد إسـتعادة عـدن واغـلب مناطق الجنوب من ايدي الحـوثـيـين وقوات علي صالح أواخر يوليو 2015م ، حيـث انخـرطت عاصمتي التحالف في سـباقات مدروسة لإسـتـقـطاب القـادة الميدانـيـين عسكريين ومدنيـين وغيرهـم من قـادة المقاومة لصـالح الاجـندات المتباينة للعاصمتين ..

لكسب الولاءات عملت الرياض بالمبدأ والأسلوب التـقـليدي المعروف .. دعـم مالي وسياسي مقـابل الولاء .. فيما اشـتغـلت أبو ظبي بهـذا الاسـلوب الى جـانب اسـلوب التوريط المخابراتي الـقـذر والا اخـلاقي المعروف عنها في حـق حلـفائها وعملائها ومعارضيها على السواء ، للسيطرة عليهم وامساكهم عـن الطيران خـارج أجواء رغباتها ، بواسـطـة اذرعها واصابعها ومخالبها المخابراتية الـقذرة السامة …

كان عيدروس الزبيدي ضمن عـشرات القادة اللذين اسـتدعتهم العاصمتـين في خـريف 2015م والى هــذا الوقت كـان الرجـل عـلى نـقائه الأخــلاقي وحماسـه الوطني والنضالي .. لنعتـرف للزبيدي بالجـسارة في ميدان القـتال كمقاتلاً وقائداً ، وبـسلوكه النـقي واستقـامته الأخــلاقية ـــ سمعنا انه كان لايتعاطى القات ، ومواظباً عـلى الصلاة ـــ وفي الوقـت نفـسه لايجب إغـفال جـهله السياسي وضحالة وعيه المعرفي ،وربما شـهوته للسلطة وجوعـه للمال والرفاهية اللذي ربما اوقـعه في الشـراك الـقـذرة لملاعـيب السياسة وادواتها الـقذرة في ابوظبي …

بلاك ووتر و فاغـنر واسـبير ــ اميرال ريسورس ، وتراست قروب ، وجي فورتي ..هــذه اسماء وغـيرها الكثير من ألأسماء لشـركات ومؤسـسات امنية وتـقـنية ومالية مُظلمة الاهـداف ، هي الاذرع والاصابع الأمنية والتـقـنية والمخالب السامة التي بواسـطتها نـفـذت ــ ولاتزال ــ تُـنفـذ ابوظبي عملياتها المخابراتية والسياسية الـقـذرة والا اخـلاقية واعمالها الدموية في بلدان عـديدة بواسطة عـملاء محليـين أمثال حـفـتر في ليبيا وحميدتو في السودان ، والزبيدي وعمار صالح في اليمن ، تحت اشـراف طحنون بن زايد وعلي الشامسي ،والفلسطيني محمد دحـلان ،والروسي بوريس ايفانوف ، والأمريكي إريك دين برنس ..

يمنياً ــ وما يهمني هنا الجنوب ــ لم يكن مطلوباً من أي قـائد عسكري اوسـياسي الإلمام الكامـل بماهية هــذه الأسماء ووظائفها واعمالها القـذرة ، لـكـن درجة معـقولة من الوعي السياسي والاخـلاقي والحس بالمسؤلية كـانت ولا تزال كـفـيلة بوضـع خط فـاصل بين مايمكـن الموافـقة عليه وفـعـله ، ومالايمكن في شـأن العمل الوطني والعلاقة مـع الصديق او الحليف او الداعــم ..

وفي هــذا الخصوص يجـب التذكير بتواصـل ابوظبي بعد استعادة عـدن مـع كثيرين من قادة المقاومة الجنوبية ، اما بدعـوتهم الى ابوظبي ، او بواسطة ضباطها المتواجـدين في عـدن … وبحس المسؤلية الوطنية ،وشيء من الحس السياسي ، هـناك مـن تمنع وهناك من عارض رغـبة الهيمنة الكاملة المبكرة على الجنوب ، وغالبية من تمنعو او عـارضو تمت تصفيـتهم فيما بعد أمثال محافظ عـدن جعفر سعد والقائد المقاوم احمد الادريسي واخرين، والبعض تم ابعادهم من مراكزهم القيادية ..

وجـدت ابوظبي ضالتها في مجموعة أخرى ، دفـعت بهم الشهوة للسلطة والجوع للمال ومغريات الترف مـع انعدام الوعي بالمسؤلية التاريخية والحس السياسي لديهم الى القـبول بموافقة رغباتها وتـنفيذ اجندتها الأمنية والسياسية في الجنوب ، أمثال هاني بن بريك وشـلال شائع واخرين ..

يبقى السؤال الان عـن اسـباب وجـود عـيدروس قاسم الزبيدي عـلى رأس قائمة المرتهـنين لرغـبات ابوظبي اللذين ربما تم الإمساك باجنحتهم وتوريطهم للبقاء كمرتهنين وتابعن ومنفذين .. جـهـل سياسي ام ضعف امام مغريات الترف بعد حرمان طويل ، خـصوصاً وقـد عُـرف عـنه التدين والاستقامة الأخـلاقية ، الى درجة انه قـبل عام 2015م لم يكن يتعاطى القات حسب ماقيل من معارفه ، حيث انه من العام 1994 حتى اواخـر مارس 2015م ،كـان ضمن الاف العسكريـيـن والمدنـيـين الجنوبيـين اللذين طالهم ظلم وتهميش نظام عـلي صـالح وشـركائه ..

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

الإعلانات الممولة ترسم خريطة التأثير السياسي الجديد

7 نونبر، 2025

بغداد/المسلة:  ارتفعت وتيرة النقاش في الأوساط السياسية والإعلامية حول حجم الأموال التي أُنفقت على الإعلانات الانتخابية الممولة في المنصات الرقمية، إذ أفادت مصادر مطلعة بأن المبالغ تجاوزت في مجملها مليوناً وثمانمئة ألف دولار خلال فترة قصيرة سبقت موعد الاقتراع،

بينما خُصص نحو 280 ألف دولار منها لمدن إقليم كردستان وحده، وهو ما عدّه مراقبون مؤشراً على التحول الكبير في أساليب الدعاية الانتخابية داخل العراق.

وأكد خبراء في الإعلام الرقمي أن الاعتماد على شبكات مثل فيسبوك وإنستغرام لم يعد ترفاً سياسياً بل ضرورة انتخابية، وأن الإنفاق المتزايد يعكس وعياً متنامياً بأهمية “التأثير الناعم” الذي تمارسه الخوارزميات في توجيه الناخبين.

وقال  تحليل إن المشهد الانتخابي الحالي “يُدار من وراء الشاشات”، مشيراً إلى أن مكاتب الحملات تحولت إلى غرف تحليل بيانات أكثر منها إلى مقار تعبئة جماهيرية.

وأشار متابعون إلى أن الحزبين الكورديين الكبيرين، الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني، تصدّرا المشهد في الإقليم من حيث الإنفاق الرقمي، فيما برزت صفحات تابعة لتحالفات شيعية وسنية في المراتب المتقدمة على المستوى الوطني.

ولفت باحثون في الشأن الانتخابي إلى أن الحملة الافتراضية لم تخلُ من شدّ وجذب، بعد أن أقدمت شركة ميتا على إغلاق عشرات الصفحات التابعة لحركات سياسية بدعوى “المحتوى المضلل”، ما اعتبره البعض تدخلاً في المنافسة الانتخابية، بينما رأى آخرون أنه ضبط ضروري لمنع التلاعب بالرأي العام.

ورأى محللون أن مشهد الدعاية السياسية في العراق يعكس انقساماً بين من يراهن على الإعلام التقليدي ومن يعتبر الفضاء الرقمي بوابة المستقبل.

وأوضح أحد مسؤولي الحملات أن تكلفة إرسال الرسائل الجماعية عبر تطبيقات المراسلة تصل أحياناً إلى عشرات آلاف الدولارات، ما يجعل السيطرة على السردية الرقمية مكلفة لكنها فعالة في الوقت ذاته.

واعتبر باحث في تكنولوجيا الاتصال أن هذه الحملات، رغم كلفتها، “أعادت تعريف العلاقة بين الناخب والمرشح”، بعدما بات الوصول إلى الناخبين يعتمد على الضغط بالزر لا على التجمعات الميدانية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • "فلسطين في الفكر السياسي لحركة القوميين العرب"
  • بيت من الديناميت.. حين يتحوّل الرعب السياسي إلى دراما إنسانية
  • الحكيم يحذر: العرف السياسي في مهب طموحات الأحزاب
  • لا للاستسلام.. جنبلاط يدعو الرؤساء الثلاثة للتوافق السياسي
  • غزة الجديدة.. بين وهم السلام وخطة الإحلال السياسي!!
  • الإعلانات الممولة ترسم خريطة التأثير السياسي الجديد
  • حزب الله يرفض التفاوض السياسي.. عون وبري وُضِعا في جوّ البيان قبل صدوره
  • مصر: الحل السياسي الليبي - الليبي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة
  • بدون الإصلاح.. أحزاب تعز تعتبر بيان محور طور الباحة استهدافا للفضاء السياسي
  • مصر..المال السياسي يثير جدلا مع اقتراب التصويت في انتخابات مجلس النواب