نظمت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات حلقة عمل بعنوان "التوجهات المستقبلية في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة" استهدفت أخصائيي التوجيه المهني بتعليمية ظفار.

وقدمت طوعه بنت عبدالله آل داوود، رئيسة قسم التطوير والدراسات بالوزارة ورقة عمل تناولت التوجهات المستقبلية للذكاء الاصطناعي وأبرز مجالاته، مع تسليط الضوء على أهم القطاعات المستهدفة ضمن البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.

واستعراض أبرز المشاريع التي تم تنفيذها في سلطنة عمان. كما تطرقت الورقة إلى التوجهات العالمية المستقبلية المتعلقة بالمهارات والتخصصات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. من جانب آخر قدمت زوينة بنت سيف المزروعية، "اختصاصي تطوير إداري أول" بدائرة تطوير مهارات المستقبل، ورقة العمل الثانية حول المنصات الافتراضية التي توفر برامج تدريبية مجانية في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة. وشملت الورقة مواضيع حول "مهارات المستقبل" و"الوظائف الرقمية. يذكر أن المبادرات والمشاريع الواردة في البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة، تشمل مبادرات متعلقة بإقامة فعاليات وأنشطة وحلقات عمل وورش متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي لتمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات الضرورية لمواكبة التحولات السريعة في سوق العمل، لا سيما أن التغيرات التقنية المتسارعة تتطلب الاستعداد بتطوير المهارات والقدرات اللازمة للوظائف الرقمية المستقبلية. هدفت حلقة العمل إلى نشر الوعي في مجال الذكاء الاصطناعي لدى أخصائيي التوجيه المهني، نظرًا لارتباطهم الوثيق بعملية اختيار تخصصات الطلبة في الصفين العاشر والحادي عشر بالمدارس.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاصطناعی والتقنیات المتقدمة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا

في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.

هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليومية

اعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.

لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.

وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.

 تغير في الأسلوب والنبرة

المفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.

إعلان

يصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.

يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.

تآكل التنوع اللغوي

رغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.

وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.

تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.

وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.

مقالات مشابهة

  • كركوك.. استحداث كليتين حكوميتين للذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
  • قطر تشارك في حفل افتتاح المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي بالصين
  • الصين تدعو لتأسيس منظمة عالمية للذكاء الاصطناعي
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
  • البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
  • قد يغضب واشنطن.. مقترح صيني لإنشاء منظمة عالمية للذكاء الاصطناعي
  • الصين تقترح منظمة دولية للذكاء الاصطناعي في خطوة نحو قيادة تنظيمه عالميًا
  • أهم ما يميز أداة الذكاء الاصطناعي نوت بوك إل إم من غوغل
  • حمص.. ورشة تدريبية حول توظيف الذكاء الاصطناعي بأعمال مجلس المدينة
  • أمازون تغلق مختبرها للذكاء الاصطناعي بالصين