وضعت السلطات الجزائرية حدا للجدل الذي اشتد في اليومين الأخيرين، وقامت بإزالة تمثال القائد الأمازيغي أكسل بعد يوم واحد فقط من تثبيته في ولاية خنشلة  في الشرق الشمالي الجزائري وبالتحديد في منطقة الأوراس.



وبدأ مشروع إقامة تمثال القائد الأمازيغي أكسيل، بطلب تم توجيهه من أحد الجمعيات التابعة لوزارة السياحة بهدف تركيب تمثال حصان وفارس في المحور الشرقي لبلدية بوحمامة في ولاية خنشلة، دون الإشارة إلى المقصود بالحصان والتمثال إلى أن تم الكشف عنه حين تثبيته قبل أيام.





كتب محفوظ يوغرطة البجاوي في تعليق على صورة النحات عبد الرزاق بوسكار مصمم تمثال أكسل قائلا: "النحات عبد الرزاق بوسكار، مصمم تمثال القائد الأمازيغي العظيم أكسل، يستحق الإشادة على عمله الفني الذي جسد ببراعة شخصية تاريخية تمثل الحرية والكرامة والمقاومة".

وأشار إلى أنه و"من خلال هذا التمثال، أعاد النحات إحياء قصة قائد عظيم دافع بشجاعة عن أرضه وشعبه ضد الغزاة، ليبقى رمزا خالدا في ذاكرة الجزائريين."

وأضاف: "يُعد هذا العمل الفني تكريما للأصالة، ويعكس رسالة قوية مفادها أن الهوية والتاريخ يجب أن يكونا جزءا لا يتجزأ من روح الأجيال القادمة. إن تصميم التمثال لم يكن مجرد عملية نحت، بل كان استحضارا لتاريخ مليء بالنضال والتضحيات".

وأنهى محفوظ تعليقه بالقول: "كلمة شكر واعتزاز للفنان عبد الرزاق بوسكار الذي نقل للعالم جزءا من إرث الجزائر الخالد، وأثبت أن الفن يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن الفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية".



بينما رأت مي نور ميسون، أن التمثال عبارة عن تجسيد لرغبة استعمارية، وقالت في تعليقها على الصورة والتمثال: "المهم أنت اسمك محفوظ وهو عبد الرزاق يكثر خير الغزاة الذي أحسنوا لكم الأسماء.. التاريخ هو من يتحدث وليس النقوش على الصخور لأغراض ندرك جيدا مغزاها... إنه فعل لم يفعله أجدادكم ولا آباؤكم ولو رأوا فيه ما رأيتم لكان الأولى من يمجدوه ويذكروه لكن الاستعمار الفرنسي فشل في كل شيء إلا في زرع الفرقة فأعتقد انه قد بدأ ينجح فيها لكن الكارثة بأيدي الجيل الذي عاصره والذي جاء بعده..".

وأضافت: "لما تُصرون على أكسيل دون غيره نظن كاين يوبا ويوغرطا ووووولكن الله غالب إلا المريض الحاقد فأعجز من يداويه.. لله المشتكى من قبل ومن بعد.. والله راكم تخلطوا في حاجة مش مليحة الحذر ثم الحذر حتى (لا تصبحوا على ما فعلتم نادميين) وإياكم والاصطياد في المياه العكرة فقد جربتموها ولم تفلحوا".

أما المغرد إلياس إيليا، فكتب معلقا على ذات الصورة والتمثال: "بشرى.. لقد تم هدم الصنم الذي بناه الوثنيون في خنشلة من طرف الشرفاء الأحرار، إحتفاءا بالخائن كسيلة قاتل الفاتح العظيم عقبة بن نافع رضي الله عنه".

أما بلال جو فكتب معلقا على الصورة والتمثال: "بينما الدول تتسابق في تطوير ذاتها وتحقيق إنجازات وأرقام عالمية لازلنا نحن نقبع في بؤر التخلف والصراع الإيديولوجي، قبل أسبوع فقط السعودية تُشدن أطول ميترو بالعالم في الرياض في حين الصين تتباهى بتحقيقها لفائض تجاري بقدر تريليون دولار.. للمعلومة تدشين تمثال كسيلة بخنشلة ليس مفاده التفاخر بالتاريخ ولا الثقافة المحلية بل نكاية في الإسلام وحرب غير مباشرة على رموز الفتح الإسلامي ولو أرادوا غير ذلك لدشنوا تماثيل لملوك بربر عظماء بعد الإسلام أحق بذلك"، وفق تعبيره.



من جهته كتب الدكتور أحمد بن نعمان الكاتب والباحث في التاريخ الجزائري معلقا على حدث تمثال إكسل قائلا: "تمثال كسيلة العميل المرتد وصية لأحفاد "البطل القومي" بوعلام  صلصال كي يبنوا له صنما  مماثلا  مكان  الجامع  الأعظم  في جزائر بعد غياب الرجال!؟ "..
 
وأضاف: "ما يجري الآن في بربرستان في الجزائر هو نفسه ما جرى في كردستان.. والرسام الذي رسم صورة لنفسه في تمثال إكسل، ولما تم تنصيب التمثال تمت العودة إلى التصريح الأول ببناء التمثال فلم يجدوا فيه اسم إكسل، ولذلك تمت إزالته لوأد الفتنة"، وفق تعبيره.

وكسيلة هو شخصية تاريخية بارزة من الأمازيغ (البربر)، عاش في شمال إفريقيا في القرن السابع الميلادي خلال فترة الفتوحات الإسلامية. كان زعيمًا أمازيغيًا وقائدًا عسكريًا قويًا في منطقة المغرب الأوسط (الجزائر الحالية). اشتهر بدوره المحوري في الأحداث المتعلقة بالفتوحات الإسلامية ورده على التوسع الإسلامي في المنطقة.

ويُعتقد أن اسمه الحقيقي كان "أكسيل" (Axel) بمعنى "النمر" في اللغة الأمازيغية، وهو ينتمي إلى قبيلة الأوربة الأمازيغية، التي كانت من أبرز القبائل في منطقة المغرب الأوسط خلال تلك الفترة. وكان زعيمًا محنكًا وشخصية محورية في تنظيم المقاومة الأمازيغية ضد القوات الإسلامية.

في البداية، أظهر كسيلة بعض التعاون مع المسلمين الذين دخلوا المنطقة بقيادة القائد العربي عقبة بن نافع. ويُقال إنه أسلم لفترة قصيرة، وربما كان ذلك جزءًا من سياسة تكتيكية للتعامل مع الوضع الجديد.

وبعد عودة عقبة بن نافع من توسعاته في المنطقة، حدثت توترات بينه وبين كسيلة. وفي معركة شهيرة قرب منطقة تهودة (بالجزائر الحالية)، تحالف كسيلة مع بعض القبائل الأخرى وتمكن من هزيمة عقبة بن نافع وقتله في عام 683 ميلادية.

بعد انتصاره، أصبح كسيلة قائدًا على جزء كبير من شمال إفريقيا، وأسس حكمًا في مدينة القيروان (في تونس الحالية). حكمه كان قصير الأجل، لكنه شكّل تحديًا كبيرًا للمسلمين في المنطقة. وبعد بضع سنوات من حكمه، جُرّد من السلطة نتيجة تقدم الجيوش الإسلامية مجددًا بقيادة زهير بن قيس البلوي، وقُتل في معركة عام 688 ميلادية، لتنتهي بذلك مرحلة قيادته.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الجزائرية تمثال بربر الجزائر تمثال جدل بربر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عقبة بن نافع عبد الرزاق

إقرأ أيضاً:

إدارة جامعة هارفارد تزيل لافتتين خلال حفل التخرج (شاهد)

شهدت جامعة هارفارد الأمريكية٬ احتجاجات لافتة خلال حفل التخرج الذي أُقيم الخميس٬ حيث علّق طلاب لافتتين حملتا رسائل واضحة بشأن الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. 

ووفقاً لما أوردته صحيفة "هارفارد كريمسون" التي يديرها طلاب الجامعة، كُتب على إحدى اللافتتين "هارفارد ضد الإبادة الجماعية في غزة"، فيما حملت الأخرى عبارة "لم يتبق أي جامعات في غزة".
 
وقد رُفعت اللافتتان على مباني الحرم الجامعي، إحداهما على الطابق الثاني من قاعة "سيفر"، والثانية عند مدخل مكتبة "ويدنر"، قبل أن تسارع الإدارة إلى إزالتهما.

Protesters held a silent vigil outside Harvard University’s commencement ceremony, demanding an end to US support for Israel’s war on Gaza. pic.twitter.com/RewDtJB3vS — Al Jazeera English (@AJEnglish) May 30, 2025
وتأتي هذه الخطوة في سياق موجة واسعة من الاحتجاجات شهدتها الجامعات الأمريكية خلال العام الماضي، حيث نظم طلاب في العديد من الجامعات مظاهرات تأييداً لفلسطين، ومطالبين إدارات الجامعات بوقف أشكال التعاون الأكاديمي أو الاستثماري مع الاحتلال الإسرائيلي. 

وتفاوتت مطالب المحتجين من جامعة إلى أخرى، إلا أن القاسم المشترك بينها كان الدعوة إلى إنهاء أي ارتباط بالمؤسسات الإسرائيلية.

في المقابل، صعّدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ضغوطها على جامعة هارفارد، متهمة إياها بـ"التساهل مع معاداة السامية" وبالتحيز لليبرالية. 


وقال ترامب، في تصريحات صحفية أدلى بها الأربعاء الماضي من المكتب البيضاوي، إن الجامعة "تتعامل مع البلاد بعدم احترام"، داعياً إلى فرض حد أقصى لا يتجاوز 15% على نسبة الطلاب الأجانب المقبولين، وطالبها بالكشف عن قائمة الطلاب الدوليين الذين تدرسهم حالياً.

وفي تصعيد إضافي، أعلنت إدارة ترامب اعتزامها إلغاء العقود الفيدرالية المتبقية مع جامعة هارفارد، في خطوة تهدد بقطع العلاقات التجارية طويلة الأمد بين الطرفين. 

وقد جمدت الإدارة بالفعل نحو 3.2 مليارات دولار من المنح والعقود، فيما يشمل الإلغاء الجديد عقوداً بقيمة تقارب 100 مليون دولار.

وكانت وزارة التعليم الأمريكية قد أعلنت، مطلع أيار/مايو الجاري، تعليق أي تمويل فيدرالي جديد للجامعة حتى تستجيب لمطالب البيت الأبيض، في إشارة إلى عدم اتخاذها إجراءات كافية ضد الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي.

ويُذكر أن الموجة الأوسع من المظاهرات الطلابية المؤيدة لفلسطين انطلقت في نيسان/أبريل 2024 من جامعة كولومبيا، قبل أن تمتد إلى أكثر من 50 جامعة في أنحاء البلاد. 

ووفقاً لتقارير أمنية، اعتقلت الشرطة الأمريكية أكثر من 3 آلاف و100 شخص، غالبيتهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، على خلفية مشاركتهم في تلك الاحتجاجات.

مقالات مشابهة

  • أثناء عملهما .. القصة الكاملة لشاب يطعن شقيقه بـمقص في سوهاج
  • مليونيات الأنصار: رسائل العنفوان اليمني والتسليم للقائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ’’لا أمن للكيان’’
  • أكبر عملية إجلاء.. حرائق الغابات تفرض الطوارئ في هذه المنطقة| ما القصة؟
  • قبور مسكونة بالسحر.. ما الذي يُدفن مع الموتى في الجزائر( فيديو)
  • إدارة جامعة هارفارد تزيل لافتتين خلال حفل التخرج (شاهد)
  • حكم تاريخي يسقط رسوم ترامب بالقاضية.. وأسهم الأسواق العالمية تتنفس الصعداء| القصة الكاملة
  • إزاحة الستار عن تمثال طاغور في المكتبة الوطنية برعاية وزارة الثقافة
  • فيديوهات فاضحة.. القصة الكاملة لقضية طبيب نساء متهم بالتعدي على بناته الـ 3 بالتجمع
  • السيد القائد عبدالملك: جيل الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى الرُشد الذي مصدره الله سبحانه وتعالى
  • بعد ثبوت تورط زوجها.. القصة الكاملة للمصرية آية عادل في الأردن