صحيفة الاتحاد:
2025-05-14@12:11:43 GMT

د. عبدالله الغذامي يكتب: وشاية العصافير

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

(منديلي الأسود على وجهي البريء 
كل العصافير تخيفني.. فأخفيني عنها 
كانت المعلمة المفضلة لدي في الصف الرابع الابتدائي
تحذرنا يومياً بنبرة العارف بكل شيء 
من التي تكشف وجهها لما تطلع من المدرسة..؟
العصفورة تعلمني بكل شيء)
هذا نص غردت به ريم الجوفي على منصة (X) عن طفلة في العاشرة من عمرها تقع بين يدي معلمتها المفضلة وبين يدي العصافير، والبنت تحب العصافير، وتأنس بها، وتعي في الوقت ذاته أن العصافير تكشف أسرار البيوت، ولكنها مأمونةُ السريرة، فهي مخلوقات مسالمةٌ ووفية ولا تؤذي أحداً، وفي المقابل فهذه المعلمة هي الأفضل بين المعلمات، وهي الأقرب للقلوب أي أنها مثل العصافير نقاءً وطيبةً، ولكن كل هذه الطمأنينة تتبخر في لحظة واحدة حين نطقت المعلمة بقولها (مَن التي تكشف وجهها حين تخرج من المدرسة، هي التي تخبرني العصافير عنها) هي لحظة غير محسوبة تقلب موازين الطمأنينة، فالعصافير إذن ليست مأمونة، بل تتجسس على البنات الصغيرات وتكشف أسرارهن للمعلمة، والمعلمة تستقبل هذه الأسرار لكي تكشفها على العلن، وستفضح أي بنت تكشف وجهها في السوق، وهذه تجربةٌ مرة تغوص في الوجدان، وتنتظر سنوات لكي تتكشف على منصة عامة ونقرؤها كلنا ونرى فيها وجع تلك الطفلة الصغيرة التي خانتها العصافير، وأرعبتها المعلمة التي كانت المفضلة والمحبوبة من بين كل المعلمات.

وتلك هي حكاية الوشاية التي لا تشبه أي وشاية في التاريخ، لأنها تكشف سر الطفولة وبراءة الوجه الفطريّ الذي لم تلفحه الشمس، ولم تخدشه سكاكين المجتمع الذي لا يرحم أي هفوةٍ ترتكبها طفلةٌ صغيرة، على عكس الأطفال الذكور الذين يسفرون عن وجوههم وأسمائهم وأفعالهم، بل ويتصيدون العصافير من فوق النخيل دون رحمة ولا شفقة، ولكن العصافير لا تنتقم إلا من البنات المسالمات اللواتي تحاسبهن المدرسة على مجرد كشف الوجه، بينما الولد الذي يسفك دم العصفور لا يحاسبه أحد، وربما وصفوه بالصياد الماهر. وهاهو النص يسجل ذاكرة الخوف من عصفورة تتجسس على الوجه البريء. والطفلة ليست وحدها المظلومة، بل العصافير كذلك، تلك الكائنات البريئة التي تم تشويه صورتها في ذاكرة الطفلة، كما تشوهت صورة المعلمة الفاضلة، وتحولت البنات أنفسهن في الصف إلى كبسولات مختنقة ومحبوسة في خندق الخوف حتى من أطيب الكائنات، ومن أطيب المعلمات، وهذه الحكاية نموذج لذاكرة الخوف التي تلاحق النساء منذ زمن شهرزاد، ولا حل لها إلا بسرد حكايات الخوف لعلها تكون سبباً للنجاة، كما نجت شهرزاد بسبب مهارتها السردية.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: مصطلح الدارجة د. عبدالله الغذامي يكتب: أيتها البساطة الجميلة كيف لم أكتشفك

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: عبدالله الغذامي الغذامي

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر يفتتح معرض إبداع طالبات التربية الفنية.. صور

افتتح الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، معرض الأعمال الفنية لطالبات شعبة التربية الفنية بكلية التربية الفنية للبنات بالقاهرة.

ما معنى قوله تعالى واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى؟.. رئيس جامعة الأزهر يجيبرئيس جامعة الأزهر: السعي بين الصفا والمروة فريضة راسخة

وكان في استقبال رئيس الجامعة ونائبه، الدكتورة منال الخولي، عميدة الكلية، والدكتورة خضرة سالم، ممثل الأزهر الشريف في مجلس الشيوخ المصري، والدكتورة هبة سعودي، أستاذ الفيزياء بكلية العلوم للبنات بالقاهرة منسق الأنشطة الطلابية، والدكتور محمد العربي، رئيس قسم التربية الفنية بكلية التربية للبنين بالقاهرة، والدكتورة هبة محمد جليله الأمين العام المساعد لفرع البنات.

وعبَّر رئيس الجامعة عن سعادته  بجهود الطالبات، مشيدًا بجهودهم في رفع شعار (صنع في مصر صنع في جامعة الأزهر).

وثمن الإنتاج الفني للطالبات من اللوحات الفنية والأعمال اليدوية، مؤكدًا أن المعرض وما تضمنه من لوحات فنية وأعمال يدوية يعكس وعي الطالبات، مثمنًا جهود فريق (طلاب من أجل مصر) بفرع البنات في تجهيز المعرض الفني.

وفي ختام المعرض حرصت الطالبات على التقاط الصور التذكارية مع فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، والدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات.

وعلى هامش افتتاح المعرض تفقد رئيس الجامعة ونائبه أعمال الإنشاءات في معمل الاختبارات الإلكترونية بفرع البنات بسعة 360 جهازَ كمبيوتر.

وطالب رئيس الجامعة الشركة المنفذة بسرعة الانتهاء من أعمالها؛ حتى يتسنى استخدامها في أداء الاختبارات الإلكترونية للطالبات بفرع البنات.

طباعة شارك جامعة الأزهر رئيس جامعة الأزهر معرض طالبات التربية الفنية طالبات جامعة الأزهر التربية الفنية

مقالات مشابهة

  • ما الذي دار في لقاء الشرع وترامب؟: الخارجية السورية تكشف التفاصيل
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)
  • د.حماد عبدالله يكتب: الأمن القومى المصرى !!
  • الحكومة تكشف عن عدد المشروعات التي تم التعاقد عليها بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
  • د.حماد عبدالله يكتب: تصادم المصالح ( والدولة ) !!
  • معلمة تذهب لمنازل طالباتها المتفوقات لتكريمهن في بيوتهن .. فيديو
  • د.حماد عبدالله يكتب: خــلـط الأوراق !!
  • رئيس جامعة الأزهر يفتتح معرض إبداع طالبات التربية الفنية.. صور
  • من الأخطاء إلى الهجمات المتعمدة.. حوادث مروّعة تكشف الوجه المرعب للروبوتات
  • لانا الشريف وجه الطفولة بغزة الذي شوهته الحرب الإسرائيلية