قالت مصادر في الجيش السوري لوكالة "رويترز" إن جماعة "حزب الله" اللبنانية انسحبت من مدينة القصير السورية على الحدود مع لبنان قبل فترة وجيزة من سيطرة قوات المعارضة عليها.

ونقلت "رويترز" عن المصادر قولها إن "ما لا يقل عن 150 مركبة مدرعة تقل مئات المقاتلين غادرت المدينة على مراحل".

وذكر مصدر أن إسرائيل، التي أعلنت مراراً أنها قصفت مستودعات أسلحة لجماعة "حزب الله" وتحصينات تحت الأرض أقامتها في المدينة، قصفت إحدى القوافل المغادرة، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

وكانت "القصير" لفترة طويلة طريق إمداد رئيسياً لنقل الأسلحة للجماعات المسلحة وتدفق المقاتلين من وإلى سوريا منذ أن سيطر عليها "حزب الله" في عام 2013 خلال المرحلة المبكرة من الصراع السوري، بحسب "رويترز".

ونقلت وكالة أنباء سوريا "سانا" عن مصدر بالجيش السوري قوله: "لا صحة للأخبار التي تتناقلها المنصات الإعلامية الإرهابية عن انسحاب القوات المسلحة من ريف اللاذقية الشمالي".

وأضاف: "تؤكد القيادة العامة أن جميع هذه الأخبار عارية عن الصحة".

من جانب آخر، قال وزراء خارجية السعودية ومصر والعراق وقطر والأردن وإيران وتركيا ونائب وزير الخارجية الروسي، عقب اجتماع في الدوحة لبحث التطورات في سوريا، السبت، إن استمرار الأزمة السورية يشكل "تطوراً خطيراً على سلامة البلاد والأمن الإقليمي والدولي"، مما يستوجب سعي كافة الأطراف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة هناك.

وذكر الوزراء، في بيان مشترك أوردته وزارة الخارجية القطرية، أن "استمرار الأزمة السورية يشكّل تطوراً خطيراً على سلامة البلاد والأمن الإقليمي والدولي، الأمر الذي يستوجب سعي كافة الأطراف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، يؤدي إلى وقف العمليات العسكرية وحماية المدنيين من تداعيات هذه الأزمة".

وذكر البيان أن الوزراء "توافقوا على أهمية تعزيز الجهود الدولية المشتركة لزيادة المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وضمان وصولها بشكل مستدام ودون عوائق إلى كل المناطق المتأثرة".

وانعقد هذا الاجتماع في قطر على هامش "منتدى الدوحة"، بينما تحرز فصائل المعارضة السورية المسلحة تقدماً سريعاً في المعارك مع الجيش السوري على امتداد عدة مدن سورية بدأت في مدينة حلب، قبل أن يمتد القتال إلى حماة وحمص، ومدن الجنوب درعا والسويداء وصولاً إلى تخوم العاصمة دمشق.

وشددت الدول المشاركة في اجتماع الدوحة، على "ضرورة وقف العمليات العسكرية تمهيداً لإطلاق عملية سياسية جامعة، استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، تضع حداً للتصعيد العسكري الذي يقود إلى سفك دماء المزيد من الأبرياء العزل وإطالة أمد الأزمة، وتحفظ وحدة وسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وتحميها من الانزلاق إلى الفوضى والإرهاب، وتضمن العودة الطوعية للاجئين والنازحين".

وأكد المجتمعون "استمرار التشاور والتنسيق الوثيق بينهم من أجل المساهمة الفاعلة في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، بما يحقق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار والعدالة، فضلاً عن تعزيز الجهود الرامية إلى توطيد الأمن والاستقرار في المنطقة".

وفي نهاية الاجتماع استمع المجتمعون لإيجاز من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لسوريا جير بيدرسون، وأكدوا دعمهم لجهود الأمم المتحدة للوصول لحل سياسي للأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا حزب الله القصير المزيد المزيد سیاسی للأزمة حزب الله

إقرأ أيضاً:

“معاً” ضمن أفضل الترشيحات بـ “تحدي الفيلم القصير لأهداف التنمية المستدامة” بنيجيريا

أعلن المخرج والفنان محمد فهيم عن ترشيح فيلمه القصير “معا” لجائزة أفضل مخرج بـ SDGs Short Film Challenge ويستهدف المهرجان  تحدي الأفلام القصيرة حول أهداف التنمية المستدامة، بالشراكة مع مكتب المساعد الخاص الأول للرئيس النيجيري لشؤون أهداف التنمية المستدامة وشركة FreshNEWS Multimedia Ltd. 

 

يهدف التحدي إلى توعية الناس بأهداف التنمية المستدامة من خلال الأفلام. سيُطلب من صانعي الأفلام في نيجيريا وخارجها إنتاج أفلام قصيرة تُركّز على هدف واحد على الأقل من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، وذلك للترشح للجائزة والعرض.

 

فيلم معا ..

يأتي فيلم معاً للمخرج محمد فهيم كتجربة إخراجية أولى له كعمل قصير به رموز بصرية ودلالات إنسانية، يُقدّم لنا معالجة سينمائية تُحاكي قلق الفرد العربي وسط الانكسارات السياسية والاجتماعية، عبر قصة بسيطة في ظاهرها، لكنها مشحونة بالمعاني في بنيتها العميقة.

يقف البطل، وحيدًا في مكتبه الضيق، أسيرًا بين الرغبة في التغيير والعجز أمام ثقل الواقع. يبدأ حضوره السينمائي على ملامح مشوشة، يقرأ الأخبار ويتابع ما يحدث في المنطقة العربية بعين يكسوها الاكتئاب والخذلان. وجهه المرهق وحركاته البطيئة تنقل للمشاهد إحساسًا بالشلل النفسي، وكأن جسده رهينة لحالة عامة من الجمود. ومع ذلك، يتضح من اختياره أن يحمل كتابًا لكاتبة نوبل ماريا ريسا أنه ما زال يحمل شرارة الأمل في أن يكون مثقفًا، فنانًا، ومُلهمًا.

يتحول الفيلم في حلم البطل إلى فسحة واسعة يلتقي فيها بشخصيات متعددة، جميعهم يتحدثون بلغات ولهجات مختلفة، لكن رسالتهم واحدة: الوحدة حق بشري قبل أن تكون خيارًا سياسيًا. هؤلاء الأبطال الفرعيون هم في الحقيقة انعكاس لآلام الشعوب؛ كل شخصية تحمل جرحًا أو فقدًا ما.

وجوههم المرهقة وعيونهم الحزينة تحكي قصصًا عن الخسارة والفقدان، سواء كان فقد وطن، أو فقد أمل، أو فقد أحبة.

لكنهم رغم الألم، يقفون في مواجهة البطل داعين إياه، ومعه المشاهد، إلى التمسك بفكرة أن الأرض خُلقت ليعيش الجميع معًا.

هؤلاء الأشخاص لم يظهروا كديكور بشري فقط، بل كان كل واحد منهم بمثابة صوت إنساني مستقل، يضيف بعدًا إلى الحلم، ويؤكد أن الوحدة ليست حلم البطل وحده، بل أمنية تتقاسمها البشرية جمعاء.

الألم والرمزية في السقوط

المشهد الفاصل هو مشهد السقوط: سقوط الأبطال واحدًا تلو الآخر، ومعهم سقوط الكتب من بين أيديهم. هنا يوظف فهيم الرمزية بذكاء:

سقوط الشخصيات يشير إلى الهزائم البشرية والمعاناة التي لم تحتمل ثقل الانقسام.

سقوط الكتب يكشف عن أن الثقافة ليست بعيدة عن ساحة الصراع؛ فالمعارف التي تمثل حصن الوعي قد تضيع بدورها إذا لم تجد من يحميها.

الإخراج جاء معتمدًا على توازن بين الكادر الضيق والخيال الرحب:

استخدم المخرج لقطات قريبة جدًا (Extreme Close-ups) لملامح البطل كي يُظهر توتره وشروده، وأحيانًا لإبراز العرق أو التعب على وجهه كعلامة على ضغط داخلي.

في مشاهد الحلم، لجأ إلى كادرات واسعة تُظهر تعدد الشخصيات وتنوع الخلفيات، ليخلق تباينًا بصريًا بين الوحدة الفردية والنداء الجماعي.

حركة الكاميرا كانت محسوبة: بطيئة في الواقع، أكثر انسيابًا في الحلم، كأنها تُترجم الفارق بين الجمود والحرية.

رغم قلة العناصر داخل المكان، إلا أن كل تفصيلة جاءت محسوبة:

المكتب المزدحم بالكتب والأوراق رمزٌ للتراكم الفكري الذي لم يُترجم بعد إلى فعل.

لوحة الفنان مايكل جاكسون على الحائط، تشير إلى أن الفن أداة مقاومة وجسر بين الألم والضحكة.

الكتاب الذي يقرأه البطل ليس مجرد إكسسوار، بل هو أيقونة داخل السرد؛ يربط بين حاضر البطل وحلمه في أن يكون مثقفًا وواعياً سياسيًا.

في مشاهد الحلم، الأزياء البسيطة المتنوعة للشخصيات كانت مقصودة لتدل على تنوع الثقافات وتعدد الجراح.

أداء البطل اعتمد على التعبير الجسدي والوجه الصامت أكثر من الحوار، ليعكس مأزقه الداخلي. بينما الأبطال الآخرون في الحلم أدوا أدوارهم بواقعية قريبة من تسجيل اعترافات حقيقية، وكأنهم شهود على فقدانٍ عميق. هذا التباين جعل الفيلم يجمع بين واقعية التسجيل ورمزية الحلم.

في النهاية، يستيقظ البطل من الحلم، هذه المرة لا ليستسلم للنوم مجددًا، بل ليهتز جسده بعنف وكأنه يريد الانفكاك من قيده الداخلي. وتأتي حركته التي تشبه رقصات تشابلن لتكون صرخة تحرر ودعوة للعودة إلى الفعل: “لا مزيد من النوم”.

فالفيلم رحلة نفسية رمزية تعكس وجع الفرد العربي وسط انهيارات العالم من حوله. من خلال الاعتماد على الكادرات المعبرة، والأكسسوارات الرمزية، والأداء الصادق، استطاع العمل أن يجمع بين البعد الشخصي (حيرة البطل) والبعد الجمعي (دعوات الوحدة) ويترك المتقريشاهد مع سؤال مفتوح: هل يمكن أن نستيقظ حقًا من حلم الانقسام لنعيش معًا، كما أراد الخالق؟ ، جدير بالذكر أن العمل شارك مؤخرًا فى مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان بورسعيد السينمائي الدولى فى دورته الأولى كما نال المشاركات العربية والعالمية وحصد الجوائز ،مشروع تخرج من أكاديمية كاليبر و بدرخان لصناعة السينما ، سيناريو و اخراج  محمد فهيم.

عن حلم رقم ٢٤٠ من كتاب أحلام فترة النقاهة – الأحلام الأخيرة – للأديب الكبير نجيب محفوظ
تمثيل : باسل داري – أحلام علاء الدين – محمود القرعيش – مريم نشأت – ندى فرغل – عبدالرحمن هشام – مها موسى – أحمد ناجي
مدير تصوير/ عبدالله الحسيني
منسق مناظر/ رضوى الحضري
ساعد في الاخراج / محمود جاد – محمد مبروك
مهندس صوت موقع / ريمون مجدي
مدير موقع / رامي يسري
مونتاچ/ آندرو أنسي
تلوين : أحمد فؤاد
ميكساج و ماستر/ چورچ يعقوب
موسيقى تصويرية/ محمد فهيم

مقالات مشابهة

  • ضرورة الحل الشامل للأزمة في السودان
  • تحرّكات في الجنوب... ماذا قال موقع إسرائيليّ عن عناصر حزب الله؟
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • باحث سياسي: المملكة لها الفضل الأكبر في رفع العقوبات عن سوريا
  • محلل سياسي: اجتماع طهران يستهدف استعادة العلاقات بين الرياض وإيران
  • خبير سياسي: سوريا وإسرائيل.. توتر مستمر وضربات متفرقة دون إعلان حرب
  • سياسي فلسطيني: إسرائيل لا تزال متمسكة باستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني
  • “معاً” ضمن أفضل الترشيحات بـ “تحدي الفيلم القصير لأهداف التنمية المستدامة” بنيجيريا
  • الأمن البيئي يضبط باكستانيا لاستغلاله الرواسب في المدينة المنورة
  • وول ستريت جورنال: واشنطن ترى في سوريا حليفا جديدا