الجزيرة:
2025-05-28@16:50:47 GMT

سيناريوهات تعامل واشنطن مع سوريا ما بعد الأسد

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

سيناريوهات تعامل واشنطن مع سوريا ما بعد الأسد

واشنطن – استيقظت العاصمة الأميركية واشنطن صباح اليوم الأحد على أخبار سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ولم تحل عطلة نهاية الأسبوع دون أن يطلب الرئيس جو بايدن اجتماعا مع فريق مجلس الأمن القومي التابع له لتلقي آخر مستجدات الوضع.

وقال المجلس في وقت سابق إن بايدن سيظل على اتصال وثيق مع الشركاء الإقليميين حيث تراقب الولايات المتحدة "الأحداث الاستثنائية" هناك.

وعلى مدار السنوات الماضية، صنفت الولايات المتحدة النظام السوري كأحد الدول الداعمة للإرهاب العالمي، وفرضت عليه الكثير من العقوبات. وضاعف تحالف الأسد مع أعداء واشنطن، وعلى رأسهم سوريا وإيران، من حرارة ترحيب الدوائر الأميركية بسقوط نظام الأسد.

في الوقت ذاته، عرف الحذر طريقه للنقاش داخل واشنطن، خاصة مع ظهور الدور القيادي البارز لأحمد الشرع (الجولاني)، والجماعة التي يقودها، هيئة تحرير الشام، حيث أنهما مصنفان على قوائم الإرهاب التابعة لوزارة الخارجية الأميركية.

قلق أميركي

وفي مشاركة له بمنتدى ريغان الأمني المنعقد بولاية كاليفورنيا أمس، والذي يضم عددا من كبار المسؤولين والخبراء الأمنيين لبحث أهم القضايا الدولية، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إن "ما يحدث في سوريا سببه تعامل الأسد بوحشية مع السوريين".

إعلان

وأضاف أن "سرعة هجمات المعارضة تعكس فقدان الأسد داعميه مثل إيران وحزب الله وروسيا، وأنهم غير مستعدين لتقديم الدعم الذي حصل عليه سابقا".

وعبر سوليفان عن قلقه من انتقال الصراع في سوريا إلى الخارج، مشيرا إلى أن واشنطن ستعمل على تقوية إسرائيل والعراق والأردن حتى لا ينتقل الصراع إليهم.

كما لم يخف الكثير من المعلقين الأميركيين تخوفهم من طبيعة هيئة تحرير الشام، حيث يرونها "جماعة استبدادية تتبنى أيديولوجية معادية للولايات المتحدة"، رغم معارضتها شن هجمات إرهابية على أميركا واتخاذها إجراءات صارمة ضد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها، مشيرين -في المقابل- إلى براغماتية سياستها الخارجية.

تواجد عسكري

ولا يزال الوجود العسكري الأميركي المقدر بـنحو 900 جندي في سوريا، أمرا حيويا للمصالح الأميركية بمنطقة الهلال الخصيب.

ولعل جزءا من أهداف هذا التواجد هو الاستعداد لمواجهة الأخطار غير المعروفة حاليا، حيث يمكن أن يتحرك الوضع السوري إلى اتجاهات لا يمكن التنبؤ بها.

وتشير بعض الرؤى الأميركية التقليدية إلى أهمية امتلاك واشنطن قدرات عسكرية، وتحالفها مع قوى محلية -مثل الأكراد- في سوريا.

كما تؤمن هذه المدرسة أن وجود القوات الأميركية ضروري لمساعدة الحلفاء المحليين ضد عودة تنظيم الدولة الإسلامية، وتذكير هيئة تحرير الشام بأن واشنطن يمكنها استخدام العصا إذا لزم الأمر.

ومع ذلك، يرى عدد من المعلقين أن على الولايات المتحدة أيضا إدراك أن نفوذها نسبي، وأن عدد جنودها وقوتها القتالية الإجمالية في سوريا محدودة.

ومن بين القوى المعارضة، لا تتمتع الولايات المتحدة إلا بنفوذ على قوات سوريا الديمقراطية الكردية، ومن المرجح أن تسير الفصائل الرئيسية الأخرى في طريقها الخاص سواء بالتحالف مع بعضها البعض، أو اللجوء للقوى الإقليمية وعلى رأسها تركيا.

ترامب حذر إدارة جو بايدن من مغبة التورط في النزاع السوري (رويترز) رؤية ترامب

ومع بقاء ما يقرب من 40 يوما على وصول الرئيس المنتخب دونالد ترامب للحكم، قد يعني مبدأ "أميركا أولا" الذي يتبناه دورا محدودا لواشنطن في مناطق ليست فيها مصالح أميركا واضحة كفاية.

إعلان

ويرغب ترامب في الضغط على الدول العربية لدفعها للقيام بالمزيد إزاء قضايا المنطقة عبر توفير الموارد المالية والبشرية والعسكرية.

وخلال خطاب حالة الاتحاد عام 2019 انتقد حينها سجل بلاده في قضايا المنطقة، مشيرا إلى أن الإدارات المتعاقبة "تقاتل في الشرق الأوسط منذ 19 عاما تقريبا، وتسبب ذلك في مقتل ما يقرب من سبعة ألاف عسكري أميركي ونحو 52 ألف من الجرحى والمعاقين، وتكلفة تقدر بسبعة تريليون دولار".

واتساقا مع دعواته السابقة بضرورة إنهاء التواجد العسكري بالمنطقة، غرد ترامب على منصة تروث سوشيال محذرا إدارة جو بايدن من مغبة التورط في النزاع السوري.

وقبل الإعلان عن سقوط الأسد، قال إن استيلاء المعارضة السورية على العديد من المدن يعد خطوة كبيرة نحو القضاء على نظام الأسد.

وبعد إعلان سقوط النظام رسميا، غرد مجددا مؤكدا أن تهاوي سلطة الأسد كان من أسبابها عدم تلقيه مساعدة من روسيا، التي لم تكن أصل لتتورط بسوريا في المقام الأول.

وقال إن موسكو "فقدت كل اهتمامها بسوريا بسبب أوكرانيا، حيث كان ما يقرب من 600 ألف جندي روسي جرحى أو قتلى، في حرب لم يكن ينبغي أن تبدأ أبدا، ويمكن أن تستمر إلى الأبد. روسيا وإيران في حالة ضعيفة الآن، واحدة بسبب أوكرانيا وسوء الاقتصاد، والأخرى بسبب نجاح هجمات إسرائيل في القتال".

واعتبر سام هيلر، خبير الشؤون العربية بمؤسسة سينشري فونديشن البحثية بنيويورك، أن سياسة ترامب تجاه سوريا "تجسد اتجاهات متضاربة، فقد سبق وأعرب مرارا وتكرارا عن رغبته في سحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا.

لكن بالرغم من ذلك فإن فريقه للأمن القومي الرئاسي يشمل مسؤولين ساعدوا في إفشال محاولاته السابقة للانسحاب من سوريا، وفق تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

المبعوث الأمريكي: سوريا توافق على المساعدة في البحث عن الأمريكيين المفقودين

صرح مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا يوم الأحد في إشارة أخرى لتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، أن الحكومة السورية الجديدة وافقت على مساعدة الولايات المتحدة في إجاد وإعادة الأمريكيين المفقودين في الدولة التي دمرتها الحرب.

ووصف توماس باراك، سفير الولايات المتحدة لدى تركيا والذي تم تعيينه كمبعوث خاص إلى سوريا، في منشور على منصة التواصل الأجتماعي X أن ذلك كان "خطوة قوية للأمام" بين البلدين.

وأضاف قائلًا: "أن عائلات أوستن تايس، وماجد كامالاماز، وكايلا مولير يجب أن تحصل على خاتمة"، مُشيرًا إلى المواطنين الأمريكان الذين اختفوا أو قتلوا في سوريا خلال الحرب الأهلية المدمرة التي ثارت ف 2011.

سوريا تساعد الولايات المتحدة في العثور على الأمريكيين المفقودين خلال الحرب الأهليةبالأسماء.. كل من شملهم رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا

وصرح باراك أيضًا: "أن الرئيس ترامب أوضح أن إعادة مواطنو الولايات المتحدة الأمريكية للمنزل أو تكريم، بكرامة، رفاتهم هي أولوية في كل مكان". وتابع: "حكومة سوريا الجديدة ستساعدنا في هذا الالتزام".

وأخبر مصدر سوري على علم بالمحادثات بين البلديين وكالة فرانس برس أن هناك 11 اسم أخر على قائمة واشنطن للالأمريكيون المفقودون. وأن جميعهم سوريون-أمريكيون.

ويأتي الأعلان بعد أن قابل باراك الرئيس السوري ووزير الخارجية أثناء زيارتهم لتركيا يوم السبت. كما تأتي أيضًا في وقت تشهد فيه العلاقات بين الدولتين تحسنًا ثابتًا منذ عزل الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر.

ومنحت إدارة ترامب سوريا، يوم الجمعة، إعفاءات شاملة من العقوبات في أكبر أول خطوة نحو الوفاء بتعهد الرئيس برفع نصف قرن من العقوبات من على دولة تحطمت من قبل حرب أهلية لمدة 14 عامًا.

سوريا تساعد الولايات المتحدة في العثور على الأمريكيين المفقودين خلال الحرب الأهليةبالأسماء.. كل من شملهم رفع العقوبات الأمريكية عن سورياإعادة بناء.. أول تعليق من سوريا بعد رفع العقوبات الأمريكيةروبيو: رفع العقوبات خطوة أولى لتحقيق رؤية ترامب تجاه سوريا

وصرح باراك في تصريح يوم الجمعة أن الرئيس السوري أحمد الشرع رحب بتصرف واشنطن "السريع لرفع العقوبات".

وأوضح باراك في تصريحه، قائلًا: "أن هدف الرئيس ترامب هو تمكين الحكومة الجديدة من خلق ظروف للشعب السوري بأن يزدهر وليس فقط أن يبقى على قيد الحياة".

وقال باراك بأنه أكد على أن إيقاف العقوبات ضد سوريا سيحافظ على نزاهة "أن هدفنا الأساسي – الهزيمة الدائمة" لـ تنظيم الدولة الإسلامية والمعروفة أيضًا بـ IS أو داعش. وأضاف أن هذا سيعطي السوريين فرصة لمستقبل أفضل.

طباعة شارك مبعوث الولايات المتحدة سوريا الحكومة السورية الجديدة الولايات المتحدة الأمريكيين المفقودين توماس باراك سفير الولايات المتحدة تركيا الحرب الأهلية الرئيس ترامب وزير الخارجية الرئيس السابق بشار الأسد إدارة ترامب العقوبات إيقاف العقوبات تنظيم الدولة الإسلامية

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يتجهز لرفع العقوبات عن سوريا في تحول سياسي كبير
  • ترامب يرحب بدعوة الاتحاد الأوروبي لعقد اجتماعات تجارية
  • من التصعيد إلى التهدئة.. ماذا وراء الانسحاب الأمريكي من اليمن؟
  • كاتب بريطاني: الحوثيون أذلّوا أمريكا واليمن هزم ترامب في حرب الاستنزاف
  • لماذا تراجع اهتمام واشنطن بالملف اليمني؟.. هذه أسباب ترامب بخلاف بايدن
  • صفقات الغضب بين ترامب و نتنياهو
  • واشنطن تايمز: بايدن ليس أول رئيس أميركي تحجب معلوماته الصحية عن العامة
  • واشنطن بوست: أكثر من مليون طالب أجنبي يدرسون بالولايات المتحدة فما أهميتهم؟
  • زيلينسكي يندد بصمت الولايات المتحدة بعد الهجوم الروسي بالطائرات المسيرة والصواريخ
  • المبعوث الأمريكي: سوريا توافق على المساعدة في البحث عن الأمريكيين المفقودين