بوابة الوفد:
2025-06-03@02:53:46 GMT

ما بعد هروب «الأسد»

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

مما لا شك فيه أن السوريون تخلصوا من حكم عائلة الأسد الذى جسم على صدورهم وكبل حريتهم وجوعهم وشردهم واعتقلهم ونكل بهم أكثر من نصف قرن من الزمان.. فرحة السوريون بالخلاص من هذا الحقبة كاحلة السواد فرحة لا توصف عبروا عنها فى الشوارع والميادين فى الحوارى والأزقة، كسروا تماثيل صنعها جلاديهم رأيناها تطُرح أرضا وتُضرب بالنعال وتُداس بالأقدام، بعدما فتحوا زنازين الأسد وحطموا أقفال سجون شيدها ساجينهم حجبت عنهم شمس الحرية وغيبت عنهم أحبائهم لأكثر من ٥٤ عاما.

. فرار الأسد خَلْف أيضا قلقا وارتباكا فى المنطقة بل فى العالم أجمع وإعادة حسابات وتخوفات مشروعة فيما هو قادم من الزمان.. أول المنزعجون بعد هروب الأسد هى الكيان الصهيونى الذى لم يتأخر فى الرد على هروب الأسد بأن قام بتدمير البنية التحتية لكل المواقع العسكرية السورية من مطارات وقواعد عسكرية وموانئ بحرية ومخازن أسلحة ومنظومات دفاع جوى وبحرى وبرى، ليجعل من سوريا دولة منزوعة السلاح.. العدو الإسرائيلى لم يكتف بهذا بل سيطر واحتل على مساحات ومواقع فى هضبة الجولان المحتلة وقرر بناء مستوطنات أخرى فى الجولان المحتل غير مكترث بأى قوانين دولية أو اتفاقيات أُبرمت أو معاهدات وقُعت فهذا هو عهد اليهود وعقيدتهم فى نقض الوعود والعهود.. فلا وعود لهم ولا عهود معهم فقد نقضوا عهودهم مع رسول الله فى فجر الإسلام.. بعد فرار الأسد وسيطرت الفصائل المسلحة وعلى رأسها جبهة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولانى، أصبح مصير العديد من دول المنطقة وحكامها فى مهب الريح  خوفا من عودة التيار الإسلامى إلى الساحة بعدما ظنوا أنهم تخلصوا منه ونجوا من تبعاته.. قيام أبو محمد الجولانى وفور دخوله دمشق وتوجهه إلى الجامع الأموى مع قواته ومناصريه له دلالة واضحة فى الإعلان عن التذكير بتوجه وعقيدة الجولانى السنية.. قرارات وتصريحات الجولانى أثارت لعاب أمريكا والغرب وبدأوا فى إعادة حساباتهم وتغيير مواقفهم من جبهة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولانى، وصل الحال بأمريكا أن رفعت الجبهة من قوائم الإرهاب وتخلت عن قرارها بجائزة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يساعد فى القبض على «الجولانى».. تصريحات «الجولانى» بأن الأولوية لديه فى استقرار سوريا وتوفير حياة كريمة مستقرة للسوريين وترتيب البيت السورى من الداخل وأنه لا وقت وليس ضمن أولوياته الدخول فى صراع مع إسرائيل أو تصفية الحسابات مع إيران أفشلت مخططات العدو الإسرائيلى فى جرجرة الشرع ورفاقة إلى مواجه مع العدو هدفها إثارة الفوضى فى سوريا.. قرارات الجولانى بحل الجيش وإلغاء التجنيد الإجبارى بعد تجريد سوريا من جيشها وتدمير بنيتها العسكرية من قبل إسرائيل أصبح السؤال المطروح من يحمى سوريا ويدافع عن أمنها وترابها وشعبها؟ قرارات الشرع بنزع سلاح الفصائل المسلحة قرار صائب إن تم تنفيذه خاصة بعدما أصبح وجود فصائل مسلحة لا مبرر له بعد السيطرة على الأوضاع فى سوريا.. توحيد الفصائل وجمع شمل الشعب السورى بكل مكوناته أمر محمود لو تم خاصة أن هذه الفصائل لكل فصيل منهم معتقداته ومذهبه والذى وحدهم فقط هو كرههم للأسد الذى فر وهرب من عرينه بعدما تخلى عنه جيشه وشعبه وداعميه.. أهم ما يشغل السوريون هو إقرار دستور يرضى عنه السوريين وغيرهم ويعبر بصورة إيجابية عما ستكون عليه سوريا بعد هروب الأسد.. ما يشغل السوريون هو وجود جيش قوى يحمى سوريا وشعبها ولا يتدخل فى السياسة أو الحياة العامة للمواطنين.. ما يهم السوريون هو الحياد الإيجابى للسلطة فى الانتخابات لا تزويرها وأن يحكم سوريا ما يريده ويختاره الشعب السورى فى انتخابات حرة نزيهة تشهد منافسة حقيقية بين مرشحين بعيدا عن التزوير وتدخل السلطات لإنجاح مرشح بعينه خاصة مع إعلان أحمد الشرع زعيم  جبهة تحرير الشام عزمه على الترشح لرئاسة سوريا.. ما يهم السوريون هو وجود حياة ديمقراطية حقيقية وحرية وكرامة إنسانية وعيشة هنية.. فهل سيتحقق للسوريين ما يريدون؟
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ما بعد هروب الأسد الفصائل المسلحة قوائم الإرهاب

إقرأ أيضاً:

من ساحات القتال إلى أسواق إدلب: "الجهاديون الأجانب" يبحثون عن وطن في سوريا

يتأرجح الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بين مطرقة أمريكا وسندان المقاتلين الأجانب، المتهمين بـ"الإرهاب" من قبل بعض الأطراف، وسط قصف جوي أمريكي يستهدف فصائل لم تبايعه، ما يعمق شكوك البعض بأنه أصبح نسخة جديدة من بشار الأسد. اعلان

لم يكن أحد يتوقع قبل عام أن يُكتب لسوريا بداية جديدة بهذه السرعة. بعد أكثر من عقد من الحرب الدامية، سقط نظام بشار الأسد في غضون أسابيع، ليقفز أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم أبو محمد الجولاني، إلى موقع الرئاسة وسُمّي رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا.

لكن هذا التحوّل السياسي لم يكن ليتم لولا آلاف المقاتلين الأجانب، القادمين من أوروبا وأفريقيا وآسيا الوسطى، الذين شاركوا في القتال، ليس فقط بسلاحهم، بل بتنظيماتهم وخبراتهم القتالية. هؤلاء دخلوا سوريا تحت رايات مختلفة، أصبحوا اليوم جزءاً من الواقع الجديد، لكن وجودهم يثير تساؤلات كبيرة داخل البلاد وخارجها.

في الرياض، الشهر الماضي، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة واضحة خلال لقاء مع الشرع: "إخبار الإرهابيين الأجانب بالمغادرة".

وبحسب واشنطن بوست "كانت الكلمات قاسية، لكن التنفيذ يبدو مستحيلاً. فالحكومة لا تملك مكاناً لإرسال هؤلاء الرجال إليه، ولا توجد دولة مستعدة لاستقبالهم".

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع خلال لقاء في الرياضAP Photo

بحسب تقارير متخصصة، فإن العدد الحقيقي للمدرجين على قوائم الإرهاب الدولية لا يتجاوز بضع عشرات، بينما الآلاف الآخرون لا تحمل ملفاتهم سوى أسماء غير مؤكدة أو هويات مجهولة. ودولهم الأصلية، سواء في أوروبا أو آسيا، لا تبدي أي استعداد لاستقبالهم، خوفاً من التداعيات الأمنية.

حياة بين السر والعلن

في شمال غرب سوريا، حيث تسيطر هيئة تحرير الشام، الذراع السابق للقاعدة والتي لا تزال مرتبطة بالرئيس الجديد رغم إعادة هيكلتها، يعيش هؤلاء المقاتلون حياةً بين السر والعلن.

بعضهم انخرط في المجتمع المحلي، تزوج وأنجب وبدأ عملاً بسيطاً. آخرون لا يزالون يحملون السلاح، ويترددون على المساجد والمدارس كأي مواطن سوري.

"مصطفى"، مقاتل فرنسي من أصل جزائري، يسكن في ضاحية إدلب. لم يعد يرتدي الزي العسكري، لكنه لا يفارق سلاحه. يقول لـ"واشنطن بوست" إنه مطلوب في معظم الدول الأوروبية. "العودة تعني الموت أو السجن. سأموت هنا"، يضيف بصوت هادئ.

مثله، هناك العشرات من الفرنسيين والبلجيكيين والأوكرانيين وحتى من آسيا الوسطى، الذين قضوا سنوات في سوريا، وتحولت حياتهم من القتال إلى البحث عن الاستقرار الشخصي.

Relatedاجتماع دولي حول سوريا.. المبعوث الأممي الخاص: الوضع لا يزال هشًادُمرت محالّهم وطُلب منهم دفع الجزية.. مسيحيو سوريا ضحايا انتهاكات الفصائل المتطرفةرسالة سورية لطمأنة واشنطن.. ماذا جاء فيها؟غضب متزايد.. وخيبة أمل

لكن ليست كل القصص مشابهة. بعض المقاتلين، خاصة الأوروبيين منهم، يشعرون بالإحباط. اتهموا الشرع بأنه خان القضية، وأنه باع المبادئ مقابل مقعد على كرسي الحكم.

يقول أحد هؤلاء: "الجولاني يهاجمنا من الأرض، وأمريكا من السماء"، في إشارة إلى الحملات العسكرية المستمرة ضد الفصائل الجهادية التي لم تبايع الحكومة الجديدة.

ويضيف: "نحن لم نقاتل كل هذه السنوات لنرى حكومة تحكمنا بنفس الطريقة التي حكم بها الأسد، فقط بأسماء مختلفة".

الأمر الذي يزيد الأمور تعقيداً هو استمرار أعمال العنف الطائفي التي تُنسب إلى بعض الفصائل الجهادية. وتشير تقارير من جماعات المراقبة إلى أن مقاتلين أجانب شاركوا في عمليات سابقة استهدفت أبناء الطائفة العلوية في الساحل السوري، مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين.

اعلان

هذه الانتهاكات تهدد عملية الانتقال السياسي الهشة التي تحاول الحكومة الجديدة بناءها، وتجعل من الصعب عليها تقديم نفسها كقوة شاملة وموحّدة لكل السوريين.

قوات الأمن السورية الجديدةAP Photo

على الجانب الآخر، يرى محللون أن الحل الوحيد هو دمج هؤلاء المقاتلين في الجيش النظامي الجديد، أو فرض معايير واضحة لسلوكهم، ومنعهم من التحريض الطائفي أو تنفيذ عمليات خارج الحدود. لكن العملية تسير ببطء، والخلافات داخلية وخارجية تعرقل أي تقدم.

ويقول جيروم دريفون، خبير شؤون الجهاد في مجموعة الأزمات الدولية: "الحكومة تحاول عزلهم، لكن من هم الإرهابيون حقاً؟ فقط عشرات من المقاتلين مصنفون دولياً، بينما البقية ليس لديهم هوية واضحة، ودولهم لا تريد استقبالهم".

اعلان

حتى إن رجال الدين الجهاديين بدأوا يعتبرون هؤلاء المقاتلين "عبئاً"، وتنبأوا بأن الشرع قد يتخلص منهم بمجرد تعزيز واقعه السياسي والأمني، وفق ما نقلت عنه "واشنطن بوست".

"لا أريد العودة"

في زوايا خفية من شوارع إدلب، حيث تسيطر الحكومة الجديدة، يعيش المقاتلون الأجانب حياةً غامضة. بعضهم يمشي بين المدنيين كأن شيئاً لم يكن، وآخرون لا يزالون يرتدون الزي العسكري، والبعض منهم يتجول بحرية داخل المساجد والمحال التجارية، دون أن يُسأل عنهم أحد.

لكن الحديث إليهم ليس سهلاً. فمع أوامر صارمة من الحكومة الجديدة بعدم التحدث إلى الإعلام، يحتاج الوصول إليهم إلى تفاهم محلي، وضمانات بعدم الكشف عن هوياتهم.

في سوق صغير بقلب إدلب، التقت الصحيفة برجل من آسيا الوسطى. يتحدث العربية بطلاقة، كأنه ولد وترعرع في سوريا، وليس شخصاً قضى ثماني سنوات فقط بين أهلها.

اعلانRelatedدُمرت محالّهم وطُلب منهم دفع الجزية.. مسيحيو سوريا ضحايا انتهاكات الفصائل المتطرفةالسفر برًا من الأردن إلى سوريا.. هل بات الأمر ممكنًا؟

يرفض الكشف عن هويته، لكنه لم يخفِ حقيقة وجوده: "جئت إلى هنا للقتال"، وكأنه يسترجع ذكرى قديمة لا يريد العودة إليها، ويضيف: "لكن الحياة غيّرتني. تزوجت، أنجبت، وأصبحت أعمل هنا. لم تعد سوريا بلداً غريباً عليّ".

وعند سؤاله إن كان يفكر في العودة إلى موطن أجداده، يجيب: "لا أعرف إن كانت بلادي تريدني أم لا، لكنني لا أريد العودة. أصبحنا جزءاً من هذا المجتمع، حتى لو كان البعض لا يحب وجودنا".

ويضيف وهو يشير إلى المارة من حوله: "الجميع يعرف من أين نحن، لكن لا أحد يسأل. كلنا هنا نبحث عن حياة جديدة، حتى وإن جاء بعضنا بسلاح في يده".

اعلان

وفي ظل غياب حلول واضحة، يبقى هؤلاء المقاتلون واقفين على خط موازٍ بين البقاء والرفض، بين ولاء مشكوك فيه وتهديد مستمر، بينما تستمر سوريا في البحث عن طريقها نحو الاستقرار.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الشرع لحجاج سوريا: نحن والسعوديون شعب واحد في بلدين ..فيديو
  • أمير الكويت والشرع يبحثان دعم العلاقات والأوضاع في سوريا
  • واشنطن بوست: سوريا قد تُساق لحرب أهلية من جديد!
  • من ساحات القتال إلى أسواق إدلب: "الجهاديون الأجانب" يبحثون عن وطن في سوريا
  • بتهم إبادة جماعية في سوريا .. جلسة أولى لمحاكمة الشرع في مصر
  • رجل أعمال أميركي عن الشرع: لدى سوريا وإسرائيل أعداء مشتركين
  • مشروع الهيئة: أن تعرف ما تريد خلال الطريق
  • العدالة تعود بعد طول انتظار: سوريا تعيد حقوق الموظفين المفصولين في عهد الأسد
  • سوريا: مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بشأن اتفاقية فصل القوات
  • قائد قوات سوريا الديمقراطية: أحمد الشرع وافق على التطبيع مع إسرائيل