عملت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، الجهة المنظمة للقطاع الاجتماعي في الإمارة على إعادة التصور لبرامج تدريب المهارات الحياتية التي تأتي في إطار استراتيجية أبوظبي لجودة حياة الأسرة (2023 – 2025)، وتعدّ جزءاً من محاور الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031.
هذه البرامج تستهدف جميع الفئات العمرية من مختلف الجنسيات، إلى جانب برامج محدّدة مخصصة للإماراتيين، ويتم تنفيذها باستخدام أساليب ومنهجيات متنوعة للوصول إلى الجمهور المستهدف.


وأكّدت الدائرة أهمية هذه البرامج التي تهدف إلى تحقيق التنمية الشخصية والمجتمعية، عبر توحيد معايير التصميم والتنفيذ للجهات التي تقوم بتوفير وتنفيذ البرامج، بما يسهم في تعزيز جودة الحياة لجميع أفراد المجتمع في الإمارة، في مختلف مجالات الحياة.
وتسلّط الدائرة الضوء على أهمية برامج تدريب المهارات الحياتية عبر التأكيد على الفوائد الاجتماعية والاقتصادية طويلة الأجل لتنمية المهارات الحياتية وتعزيز الدور الحيوي للجهات الشريكة من مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص والقطاع الثالث، التي تنفّذ هذه البرامج، حيث تحرص الدائرة على دعمها في تقديم البرامج وفق أعلى معايير الجودة، عبر منح علامات الجودة في ثلاث فئات: برونزية وفضية وذهبية، اعتماداً على مستوى الامتثال للمعايير.
وفي هذا الإطار، قالت سعادة الدكتورة ليلى الهياس، المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية في دائرة تنمية المجتمع: “تتزايد أهمية المهارات الحياتية التي تؤثّر بشكل كبير على القطاعات الاجتماعية والاقتصادية على المدى الطويل، وتعكس برامج المهارات الحياتية حرص دائرة تنمية المجتمع على تعزيز جودة الحياة في مجتمع أبوظبي من خلال تطوير مهارات الحياة المختلفة، التي تشمل مجموعة واسعة من القدرات الأساسية الشخصية والنفسية والاجتماعية والمهارات التي تمكّن الأفراد في مختلف مراحل الحياة من اكتساب المعرفة واتخاذ قرارات مدروسة والتمتّع بحياة مُرضية، ما يسهم في تحقيق تحوّل اجتماعي إيجابي شامل”.
وأضافت: “تعدّ المهارات الحياتية أساسية لتحسين جودة الحياة. وانطلاقاً من أهمية تقديم برامج المهارات الحياتية وفق أعلى المعايير المدروسة والمنظّمة، وفي إطار حرص الدائرة على جودة تصميم وتنفيذ هذه البرامج لضمان تحقيق نتائج فعّالة ومستدامة، طوَرت إطار ضبط الجودة لبرامج تدريب المهارات الحياتية لرفع الوعي لدى الجهات التي تقدّم البرامج، بأهمية توحيد أساليب تنفيذ البرامج وتقييم جودتها من خلال معايير محددة وواضحة، تضمن أفضل استفادة للمشاركين وتسهم في تعزيز مهاراتهم، إلى جانب تقديم حلول مبتكرة لتحديات القطاع الاجتماعي التي يواجهها أفراد المجتمع”.

تقييم تصميم وتنفيذ البرامج
انطلقت المرحلة الأولى من خطة تقييم جودة تصميم وتنفيذ برامج تدريب المهارات الحياتية خلال شهر مايو الماضي، حيث تضمّنت لقاءات تفاعلية مع عدد من الجهات ذات الصلة، شملت مؤسسة التنمية الأسرية وهيئة الرعاية الأسرية وهيئة الطفولة المبكرة وهيئة المساهمات المجتمعية – معاً، وذلك بهدف مناقشة تدريبات المهارات الحياتية المنفذة من خلالهم وأهميتها في القطاع الاجتماعي في أبو ظبي، وتعزيز الوصول إلى فهم مشترك حول متطلبات الجودة الخاصة بـ”تصميم وتنفيذ” هذه البرامج.
تم خلال هذه اللقاءات تعميم قائمة مراجعة معايير الجودة المطلوب استكمالها من قبل الجهات المعنية، وتوضيح رؤية العمل في إجراء تقييم ذاتي وتقييم الخارجي وفقاً لمنهجية عمل تضمن التشاركية والمصداقية والملكية وتضع خطط للتطوير للوصول إلى مستويات الجودة المطلوب تحقيقها. ولتنفذ هذه الغاية عملت دائرة تنمية المجتمع مع مستشار خارجي لتيسير العملية التشاركية والتفاعلية مع الجهات المعنية، وإجراء التقييم الخارجي ووضع خطط للتطوير.
وتشمل المهارات الحياتية مجموعة من القدرات الأساسية والكفاءات النفسية والاجتماعية، وتطوير المهارات وتعزيز الروابط الأسرية وإعداد الشباب للزواج وتشجيع المشاركة المجتمعية والتطوع، إلى جانب المهارات الشخصية والمهنية والمالية التي تمكّن الأفراد في جميع مراحل الحياة من اكتساب المعرفة واتخاذ قرارات مستنيرة، وعيش حياة مُرضية ليصبحوا أفراداً محفزين للتغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.
وتشمل السمات الأساسية لتدريب المهارات الحياتية توفّر تجربة تعليمية منظمة وممنهجة، وورش عمل وجلسات منظّمة، والوصول إلى نتائج ثابتة، ومحتوى تدريبي منظم لمدة محددة. وتتميز هذه البرامج بأنها لا تقتصر على تقديم المعلومات فقط، بل تهدف إلى تطوير مهارة واحدة على الأقلّ في مجالات عدّة، تشمل المعرفة والمهارات والمواقف والاتجاهات، وذلك ضمن مجالات التعلم والقدرات الشخصية والمواطنة الفعالة والأهلية للعمل. حيث تركّز في مجال التعلم على الابتكار والتفكير الناقد وحلّ المشاكل، وفي القدرات الشخصية على التحكم الذاتي والقدرة على التكيّف والتواصل، أمّا في مجال المواطنة الفعالة فتركّز على احترام التنوع والتعاطف والمشاركة، وفي الأهلية للعمل تتمحور حول التعاون والتفاوض وصنع القرار.

19 برنامجاً لتدريب المهارات الحياتية
تم تحديد 19 برنامجاً موجّهاً للأطفال والشباب والأسر وكبار السن والمجتمع. تشمل هذه البرامج: برنامج “غاية” للثقافة المالية الذي تُشرف عليه هيئة المساهمات المجتمعية – معاً، وبرنامج الصحة النفسية وبرنامج التربية الإيجابية في حياة الأهل اليومية اللذان تُشرف عليهما هيئة الطفولة المبكرة، وبرنامج “كفو” لبناء القدرات الذي تقدّمه هيئة الرعاية الأسرية لأبناء الهيئة، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من البرامج التي تقدّمها مؤسسة التنمية الأسرية، تشمل: التخطيط المالي السليم، ونادي أطفال وشباب الدار، والتخطيط لمستقبلك الاجتماعي والمهني، وتأهيل المقبلين على الزواج، وسفيرات ريادة الأعمال، ، وتعزيز دور الرجل في الوالدية الإيجابية، وتنمية المهارات الوالدية الفعّالة في مرحلة الطفولة وفي مرحلة المراهقة، ، وملتقى تعزيز جودة حياة الأسرة، والمجلس الحواري، وبرنامج سفراء المسؤولية المجتمعية، والتوازن بين الأسرة والعمل، والتأهيل الرقمي، ونادي بركة الدار. وأخيراً، مبادرة “مديم” التي يتنفذ تحت مظلة دائرة تنمية المجتمع.
تعزيز جودة الحياة
وتتماشى برامج تدريب المهارات الحياتية مع استراتيجية أبوظبي لجودة حياة الأسرة (2023-2025) التي تركّز على تقوية الروابط الأسرية من خلال تعزيز مجتمع مستقر ومتماسك وزيادة الوقت النوعي مع الأسرة، ودعم رعاية الوالدين عبر تعزيز المهارات الوالدية والمعرفية وإيجاد بيئة عمل إيجابية، وتمكين كبار السن من خلال تعزيز أواصر التواصل بين كبار المواطنين والمجتمع وتمكين كبار المواطنين وتزويدهم بالرعاية التي يحتاجون إليها، وترسيخ مفاهيم الثقافة المالية من خلال تعزيز سلوكيات مالية مسؤولة وتحسين الجاهزية للتقاعد.
كما تتماشى برامج تدريب المهارات الحياتية أيضاً مع الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 التي تهدف إلى تعزيز دولة متقدمة تتمتع بمدن ومجتمعات حيوية ونمط حياة مستدام يحافظ على الموارد الوطنية، وبناء مجتمع مترابط من خلال تعزيز أسر متماسكة ومستقرة وبناء مجتمع متلاحم، وضمان ازدهار أفراده وتمتّعهم بصحة نفسية جيدة ومهارات حياتية متميزة.
الجدير بالذكر أنّ دائرة تنمية المجتمع تعتزم تنفيذ حملتها الترويجية لهذه البرامج من خلال مقاطع فيديو تعريفية ومنشورات توعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى جانب تغطية إعلامية شاملة عبر وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية، وذلك بهدف زيادة الوعي حول أهمية التدريب على المهارات الحياتية المتنوعة وتشجيع الجهات المعنية بتنفيذ هذه البرامج على الالتزام بمعايير الجودة ، وتشجيع جميع أفراد المجتمع على المشاركة في البرامج والانضمام إليها.
ويمكن للراغبين بالانضمام إلى أحد برامج تدريب المهارات الحياتية زيارة الموقع الإلكتروني لدائرة تنمية المجتمع (addcd.gov.ae) لاستكشاف البرامج التي تناسبهم والتعرّف على معايير الأهلية وكيفية التسجيل عبر الإنترنت للانطلاق في رحلتهم نحو مستقبل أفضل.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

"شل عمان" وجامعة السلطان قابوس تعززان مهارات الكفاءات الوطنية

 

 

 

 

مسقط- الرؤية

اختتمت عُمان شل وبالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، النسخة الثانية من برنامج "شل لتعزيز القيمة المحلية المضافة"، والذي يعدُّ بمثابة تجربة تعليمية متكاملة تهدف لتزويد طلبة الجامعة بالمهارات العملية والخبرات الميدانية للمفاهيم المرتبطة بالأسواق، وبما يتماشى مع تطلعات سلطنة عُمان نحو التنمية المستدامة.

وأُقيم البرنامج على مدى أربعة أيام، واحتضنته جامعة السلطان قابوس، بمشاركة نُخبة من طلبة كلية الهندسة وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية؛ الذين خاضوا ورشة عمل مُكثفة لتطوير مهاراتهم. وتمحورت أنشطة البرنامج حول إطار شل للكفاءة (CAR)، الذي يركِّز على القدرات والإنجاز وبناء العلاقات، ليمنح المشاركين فهماً عمليًّا لقطاع الطاقة المتجددة والتحول في مجال الطاقة؛ من خلال دراسات الحالة التطبيقية وعروض التجارب.

وخلال الأيام الثلاثة الأولى، عمل الطلبة المشاركون ضمن فرق متنوعة لتحليل تحدٍّ مرتبط بالتوسع التجاري في إطار إستراتيجية شل "دفع عجلة التقدُّم". وشملتْ استفادة الطلبة التدريب على المهارات الفنية والمهارات الشخصية، إلى جانب معالجة فجوات المهارات المحددة من خلال التوجيه والإرشاد، وتمارين عملية بإشراف خبراء من شل وجامعة السلطان قابوس وميسِّرين ذوي خبرات واسعة.

وفي اليوم الأخير، قدَّمت الفرق الطلابية خططها التجارية أمام لجنة تحكيم تضمُّ قيادات ومُمثلين من شل وجامعة السلطان قابوس؛ وأظهرتْ الفرق مهاراتهم في التفكير الإستراتيجي، وقدرتهم على توظيف المعارف الأكاديمية في مواقف تحاكي واقع قطاع الأعمال.

وقالت إحدى المشاركات: "لقد مَنحنا برنامج شل لتعزيز القيمة المحلية المضافة منصةً لتحدِّي أنفسنا، وتطبيق ما تعلمناه، والنمو في نواحي ومجالات جديدة خارج نطاق مراحل الدراسة".

من جانبه، أكَّد الأستاذ الدكتور سالم بن حمود الحارثي، نائب رئيس جامعة السلطان قابوس للشؤون الأكاديمية وخدمة المجتمع، أهمية هذه الشراكة قائلاً: "تُعدّ الشراكة مع "شل" نموذجًا رائدًا للتكامل بين المؤسسات الأكاديمية وقطاع الصناعة، حيث توفر بيئة تعليمية عملية تُسهم في تنمية مهارات الطلبة في التفكير الاستراتيجي، وحل المشكلات، والعمل الجماعي، وغيرها من المهارات الأساسية المطلوبة في سوق العمل المتغير اليوم".

وانطلق البرنامج للمرة الأولى في العام 2024م، ضمن جهود شل لتعزيز القيمة المحلية المضافة؛ عبر دعم الكفاءات الوطنية وبناء قوى عاملة أكثر استدامة وجاهزية للمستقبل. وفي العام 2025، توسَّع البرنامج بشكل أكبر عبر تنفيذ ورشتيْن، وتضاعَف عدد المشاركين من 20 إلى 40 مشاركًا في كل دفعة، مما شكَّل نقلة نوعية على صعيد توسع نطاق البرنامج وتأثيره.

وفي سَعْيه لتجسير الفجوة بين المخرجات التعليمية ومتطلبات سوق العمل، يُؤكد برنامج "شل لتعزيز القيمة المحلية المضافة" التزام شل بتمكين الشباب العُماني من المهارات والرؤية الفكرية اللازمة لمواكبة تحولات قطاع الطاقة.

مقالات مشابهة

  • جامعة الملك خالد تطلق برامج تدريبية نوعية لطلاب وطالبات التعليم العام والجامعي
  • جلسات توعوية حول مبادرة «مديم» وبرنامج «نمو» في أبوظبي
  • "شل عمان" وجامعة السلطان قابوس تعززان مهارات الكفاءات الوطنية
  • وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة تطلق غدا استراتيجيتها الوطنية "2025- 2030"
  • “الاقتصاد الرقمي “والريادة والبريد الأردني” يوقعان اتفاقية لتدريب 150 شاباً وشابة ضمن برنامج التدريب في مكان العمل
  • برامج تدريبية لتطوير المهارات الوظيفية بمحافظة مسندم
  • مش خطر على شغلك| الذكاء الاصطناعي يزيد راتبك بنسبة 56%
  • «مهارات المستقبل» تحقق أثراً معرفياً ملموساً8
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد تخريج الدفعة الأولى في أكاديمية أبوظبي البحرية
  • محاولة اغتيال عبدالرحيم دقلو