شيخ الأزهر يتفقَّد مقر بيت الزكاة والصدقات ويوصِّي بتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
تفقَّد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف المقر الرئيس لبيت الزكاة والصدقات، داخل مشيخة الأزهر؛ حيث رافق فضيلته الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية.
وكان في استقبالهم الدكتورة سحر نصر، المدير التنفيذي لبيت الزكاة والصدقات، واللواء عمرو لطفي، الأمين العام للبيت، وعدد من أعضاء مجلس الأمناء، والعاملين بالبيت.
وحرص شيخ الأزهر على الالتقاء بالعاملين بمختلف الأقسام ببيت الزَّكاة والصدقات، والاستماع لشرح تفصيلي للخدمات التي يقدِّمها البيت للمستفيدين، وعمل كل قسم، مؤكدًا ضرورة المداومة والاستمرار في تقديم أفضل خدمة للمستفيدين من خدمات البيت، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تيسير صرف أموال الزكاة والصدقات ووصولها لروَّاد البيت، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصَّعبة.
كما أكَّد شيخ الأزهر ضرورة بذل الجهود لاستمرار مدِّ يد العون لكل إخواننا المستضعفين حول العالم، وتسيير المزيد من القوافل الإغاثية لإخواننا في غزة ولبنان وكل الشعوب الأكثر احتياجًا والأقل حظًّا؛ عملًا بقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخُو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمُه، ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجتِه، ومن فرَّج عن مسلم كربةً فرَّج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة».
من جانبها، أكَّدت الدكتورة سحر نصر أن بيت الزكاة والصدقات بإشراف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، يسعى لتقديم خدماته والتعريف بها لتصل إلى كلِّ المحتاجين والمستحقين.
وأشارت إلى أن المبنى الجديد للبيت سيتيح فرصةَ التوسع في تقديم مختلف الخدمات من دعم نقدي وإعانة المحتاجين وزواج اليتيمات والخدمات التعليميَّة وغير ذلك من الخدمات التي يُقدِّمها بيت الزكاة والصدقات، وأن تصميم المبنى الجديد للبيت رُوعِي فيه الحفاظ على خصوصيَّة المستفيدين من خدمات البيت وحُسن استقبالهم واستضافتهم، كما لم يتمَّ توجيه أي تبرع مخصص للزكاة والصدقات لإنشاءاتِ البيت؛ حفاظًا على أموال المحتاجين والمتبرعين وثقتهم، وفقًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر مشيخة الأزهر بيت الزكاة والصدقات المزيد الزکاة والصدقات شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
أفضل استثمار في الحياة بلا منازع
أنيسة الهوتية
في قلب المجتمعات الحية، تتكئ الحضارات على مشروع إنساني بالغ الأهمية، لا يُقاس فقط بالحب والشرعية، بل بالنية، والمواقف، والثمار.
إنه الزواج. ليس مجرد عقد بين شخصين؛ بل هو البنية التحتية الأولى لكل ازدهار إنساني: مشروع اجتماعي، واستثمار مادي وعاطفي، ومؤسسة نموّ داخلي، وبناء جماعي للسكينة.
في منطق الاستثمار، لا يُشترط التطابق الكامل بين الشركاء، بل تتفوق النية والإرادة على النسب. يكفي أن تتوفر 55% من التوافق، مع عقل ناضج وقلب منفتح، حتى تبدأ عجلة البناء. فالمؤسسة الزوجية الناجحة لا تُبنى على صورة مثالية، بل على تفاهم ناضج ومرونة تقبل الاختلاف.
الزواج ليس مشروعًا شخصيًا فقط، بل مشروع مواجهة حضارية لحياة متفلتة، تُبدَّد فيها الطاقات والمشاعر والأموال دون مردود حقيقي. هو غضٌّ للبصر، وصونٌ للروح، وتوجيه للرغبات إلى مسارها النقي.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تزوج فقد استكمل نصف الدين، فليتقِ الله في النصف الآخر" (حديث حسن)، دلالة على هذه الحماية الإيمانية المتكاملة.
ومع أن الخوف من الزواج، خصوصًا في زمن التقلّب الاقتصادي، يُهيمن على أفكار الشباب، إلا أن الواقع يشهد بشيء آخر:
من يُقبل على الزواج بنية طيبة، وصدق في العزم، يُفتح له من أبواب الرزق ما لم يكن في حسبانه؛ فالزواج مغناطيس للبركة، ومولّد للطاقة الاقتصادية والاجتماعية، وليس عبئًا كما يُروَّج له.
أما الذرية، فهي توسعة لهذا المشروع المبارك. الأطفال ليسوا استنزافًا، بل استثمارًا طويل المدى، وجودهم في الحياة سبب للبركة، ومصدر للقوة النفسية والمعنوية. وليس من المستغرَب أن يُحذّر القرآن من وسوسة الشيطان: "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرةً منه وفضلًا" [البقرة: 268]؛ فكل تخويف من الزواج، من الإنجاب، من الالتزام، هو باب موارب من أبواب الوهم، لا الحقيقة.
الزواج ليس نهاية الحرية؛ بل بدايتها الحقيقية.
حريةٌ تُربي الإنسان على الاختيار الناضج، وتنقله من فوضى العاطفة إلى وضوح البناء، هو المشروع الذي لا يخسر، ما دام قائمه واعيًا، مؤمنًا، مستثمرًا فيه بقلبه، وعقله، وموارده.