أجمع، ويجمع، أغلب المتابعين لمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بأن الطبخة التي على النار، قد اقتربت من الاستواء.
وذلك بمعنى اقتراب التوصل إلى اتفاق، أصبح قابلاً للتحقق، بعد أن مرّت أشهر على إفشاله، ومواصلة العدوان الصهيوني على غزة، بحربيه: الحرب البريّة التي استهدفت القضاء على المقاومة. ومن ثم احتلال القطاع عسكرياً.
لقد توفرت في أغلب تلك المراحل التي مرت بالحربين، وسلسلة من المفاوضات، عوامل داخلية وإقليمية وعالمية، تفرض على نتنياهو، قبول التوصل إلى اتفاق، خصوصاً، بعد أن تأكد لأشهر، عبث مواصلة العدوان في مجاليه، الحرب البريّة وحرب الإبادة التدميرية.
وذلك بدليل الفشل، في القضاء العسكري، على قوات المقاومة التي تقودها كتائب عز الدين القسام، كما الفشل في أن ينتج عن حرب الإبادة، ما يعود على نتنياهو، بانتصار يحقق هدفه من العدوان.
أكثر من أربعة عشر شهراً، وحرب العدوان مستعرة في غزة، ويد المقاومة هي العليا، في كل الاشتباكات الصفرية، وأكثر من أربعة عشر شهراً، والرأي العام العالمي ينقلب، يوماً بعد يوم ضد الكيان الصهيوني، الذي أصبح يحمل لقب، قاتل الأطفال ومدمّر المستشفيات، ومرتكب جرائم الحرب على أنواعها كافة.
ولكَم تجمعت ضغوط داخلية وخارجية على نتنياهو، ليوقف ذلك العدوان. ولكنه عاند عناد الخاسر الطفلي، أو المقامر العبثي، ليواصل الحرب بأي ثمن، وبالرغم من كل الضغوط.
أكثر من أربعة عشر شهراً، وحرب العدوان مستعرة في غزة، ويد المقاومة هي العليا، في كل الاشتباكات الصفرية، وأكثر من أربعة عشر شهراً، والرأي العام العالمي ينقلب، يوماً بعد يوم ضد الكيان الصهيوني، الذي أصبح يحمل لقب، قاتل الأطفال ومدمّر المستشفيات، ومرتكب جرائم الحرب على أنواعها كافة.مما يسمح بالقول، أنه غير قادر على عقد اتفاق، خشية الإقرار بانتصار المقاومة، وبسبب خوفه من انفراط تحالفه، كما خوفه من تحميله، مسؤولية الهزيمة أمام طوفان الأقصى، إلى جانب محاكمته بقضايا فساد.
وقد ساعد نتنياهو على هذا العناد العبثي، في حربه ضد المقاومة والشعب في قطاع غزة، انجرار بايدن وراءه، وما أدّاه له من دعم عسكري وتغطية سياسية، كان هو وجيشه، لولاهما، ذاهبين إلى هزيمة عسكرية ميدانية. فمواصلة نتنياهو لحربه ضد غزة، لم تقم على أساس موازين قوى في مصلحته.
وهنا يطرح السؤال، ما الذي استجدّ في هذه الجولة من المفاوضات، إلى الاقتراب الجدّي، من وقف إطلاق النار، فيما نتنياهو هو نتنياهو، والموانع التي تفرض عليه أن يستمر بالحرب، ولو بالخسارة، وبالاستراتيجية الفاشلة عسكرياً، ما زالت كما هي؟
الجواب يكمن، في ما مارسه ترامب، من ضغط لوقف الحرب، كما يكمن في محاولة بايدن، إنهاء عهده بالوصول إلى اتفاق، بعد أن ألحق بحزبه الخسائر الفادحة، أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي.
ومع ذلك فإن استدعاء نتنياهو لوفده المفاوض، ليس له من تفسير، إلاّ محاولة أخيرة لعرقلة، التوصل إلى اتفاق. فنتنياهو، والحالة هذه، يواجه مأزقاً خانقاً، بالرغم مما يحاول ترويجه من "انتصارات" على المستوى العام. الأمر الذي سوف يكشف وهمية ما يدّعيه، من "انتصارات" على المستوى العام كذلك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة احتلال احتلال فلسطين مقاومة مواقف مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك اقتصاد سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى اتفاق
إقرأ أيضاً:
باكستان والهند.. الحرب الخاطفة للقوتين النوويتين تحت الرماد المشتعل
فى ظل انشغال العالم بحروب كثيرة، سواء فى قطاع غزة، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، والتعريفات الجمركية الأمريكية، فوجئ العالم بحرب كامنة خاطفة جرت بين دولتين نوويتين بسبب النزاع التاريخى على قضية إقليم كشمير، واستخدمت نيودلهى طائرات حربية، استطاعت إسلام أباد إسقاطها بسهولة عبر طائرات مسيرة ومعدات عسكرية صينية. الولايات المتحدة تدخلت بعد عدة أيام لوقف الحرب، ورغم أن البلدين يُعتبران حليفين لواشنطن، لكن قرار وقف الحرب لن يغلق باب هذا الصراع المدفون فى قلوب الشعبين إلا إذا تم حل قضية كشمير، التى تبلغ من العمر عمر القضية الفلسطينية نفسه.
وأجرت «المصرى اليوم» مواجهة بين الدكتور توصيف أحمد خان، أستاذ الإعلام والعلوم السياسية بجامعة كراتشى الباكستانية، وعبدالودود ساجد، خبير الشؤون الدولية والعلاقات الهندية الباكستانية، للتعرف على أسباب وحلول الصراع الدائر بين البلدين.
قال خبير الشؤون الدولية والعلاقات الهندية- الباكستانية، عبدالودود ساجد، إن التوتر المستمر مع باكستان بسبب الدعوات الباكستانية للسيطرة على إقليم كشمير، الذى يعد جزءًا لا يتجزأ من الهند.
وأضاف «ساجد»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن باكستان والهند جارتان، ولا يمكن تغيير ذلك، مشددًا على ضرورة التعاون الثنائى للقضاء على الفقر، وفى الوقت الذى أشاد فيه بموقف الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار، أكد أن بلاده ليست فى حاجة لقوات حفظ سلام دولية، مستبعدًا نشوب حرب نووية، وإلى نص الحوار:
■ بداية..كيف تنظر لإعلان وقف إطلاق النار من قبل الرئيس الأمريكى.. وإعلان رئيس الوزراء الباكستانى إعلان النصر على الهند فى هذه الحرب الخاطفة؟
– باكستان لها سجل حافل من انتهاكات وقف إطلاق النار، وهذه المرة أيضًا تفعل الشىء نفسه، لكننا نعول على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كونه مهتماً بالسلام، وأن تُوقف باكستان قريبًا انتهاكها على خط السيطرة، والأمر ليس مسألة ربح أو هزيمة، فقد قرر جاران التهدئة واتفقا على وقف إطلاق النار.للمزيد
أستاذ الإعلام والعلوم السياسية بجامعة كراتشى توصيف خان: «نيودلهى» احتلت «كشمير» بالقوة (حوار)
قال الدكتور توصيف أحمد خان، أستاذ الإعلام والعلوم السياسية بجامعة كراتشى الباكستانية، إن الصراع بين باكستان والهند مستمر بسبب كشمير، ويجب إجراء حوار مشترك لحل القضية.
وأضاف «خان»، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أن التلويح باستخدام السلاح النووى أمر مُرعب للعالم، رافضًا استخدام الهند سلاح المياه كسلاح، وفى الوقت الذى أشاد بقدرة المملكة العربية السعودية على إجراء وساطة بين إسلام آباد ونيودلهى، أكد أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تأخر فى الدعوة لوقف إطلاق النار، وإلى نص الحوار:
■ كيف استقبلتم إعلان الرئيس الأمريكى وقف إطلاق النار.. وقبله دعت بعض الدول الكبرى إلى الوساطة.. من هو الطرف الأكثر قبولاً بين البلدين السعودية أم الصين أم روسيا؟
– أعتقد أن ما أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب جاء متأخرًا، وكنا نتوقع حدوثه فور التصعيد، وكان على واشنطن أن تسعى فورًا لمنع أى تصعيد، وحتى الآن، ينبغى على الأمريكيين استخدام نفوذهم لضمان الاستقرار، سواء كانت حربًا شاملة، أو صراعًا محدودًا، أو مجرد وضع متوتر، ويجب أن ينصبّ التركيز على إنهاء الأعمال العدائية، ومن الغريب أن يتناول الرئيس ترامب الصراع بين باكستان والهند بنهج غير مبالٍ نوعًا ما، وهو أمر مؤسف.
وأرى أن المملكة العربية السعودية لديها القدرة على أن تكون الأكثر استدامة فى المفاوضات الثنائية بين باكستان والهند، إذ لا يمكن للبلدين تجاهل جهود الرياض بسهولة، ويمكن للمملكة العربية السعودية أن تلعب دور وساطة أكثر فاعلية.للمزيد
المصري اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتساب