صحيفة الاتحاد:
2025-05-13@05:59:42 GMT

الثقافة وتعزيز الوعي بالاستدامة

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

هزاع أبوالريش (أبوظبي)
لاشك في أهمية الثقافة ضمن أساسيات الحياة، وأبجديات سلوك الفرد وتمثّله لنفسه والعالم، وكعنصر مؤسس للهوية الفردية والاجتماعية. ولهذا كان من أولويات جهود اليونسكو إدراج الثقافة ضمن جدول أعمالها الدولي للتنمية المستدامة، وذلك في سياق أهداف التنمية التي اعتمدتها الأمم المتحدة في سبتمبر 2015.

فترسيخ الثقافة ضمن أولويات التنمية، وفي عمق القيم الإنسانية، من شأنه أن يعزز صياغة إدراك واعٍ مُلهم باستمرارية استدامة موارد حياة أكثر فاعلية وإيجابية وعطاء. فتوظيف الثقافة واحتضانها وتطويرها، كممارسات وقيم، وسيلة ملهمة للمساهمة في تحقيق رؤية التنمية المستدامة من حيث الأفكار والعمل الإبداعي والإدراك الواعي والطرح البنَّاء، وأن يكون هناك مجتمع إنساني قادر على الاستجابة للتحديات الراهنة ومواكبة المستجدات التي تؤثر على الحياة والإنسان في كل مكان. ومن أهداف التنمية المستدامة تعزيز المبادرات المجتمعية الخلّاقة ما يفضي بالتالي إلى حضور دائم ومستمر للثقافة في مشهد الاستدامة.

رسالة توعوية
وفي هذا السياق قال الدكتور سيف راشد الجابري، رئيس اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب: إن الحديث عن مفهوم الثقافة حديث متصل بالتجديد لأن أوجه الثقافة مرنة ومتعددة بين الثوابت والمتغيرات، ونحن في زمن العولمة والتطور المادي والمعنوي، وخاصة أن الشبكة العنكبوتية أوجدت ثقافات مختلفة، هذا فضلاً عن سهولة انتقال البشر اليوم عبر العالم مما يزيد من سرعة تبادل مختلف صور الثقافة والمعرفة بين الناس في مختلف قارات العالم. ولذلك فإن للثقافة اليوم الكثير مما تستطيع تقديمه خدمة للاستدامة، بما في ذلك استدامة العمل الثقافي نفسه. وتابع الجابري: إن للثقافة رسالة توعوية، وهي وعاء عميق تجتمع فيه كافة أطياف المجتمع البشري بكل معتقداتهم وأعراقهم، وهي قادرة على تعظيم مختلف أوجه الالتقاء بين الناس، وجمعهم على مصالح مشتركة، وهي الخيار الأمثل في بناء المجتمع وسعادته وتلاقيه مع مختلف الشعوب. ونحن في الإمارات دولة التميز والإبداع الساعية إلى نشر قيم الثقافة والحوار الهادف والبناء والتسامح الفكري وقيم الحكمة، نعمل بمقتضى كل ذلك من خلال المشاركة الفاعلة وترسيخ ثقافة قبول الآخر والشراكة معه في كل ما من شأنه تحقيق التطلعات الإنسانية الجامعة.

أخبار ذات صلة 1 سبتمبر آخر موعد للمشاركة بجوائز «أبوظبي للأعمال المستدامة» «اقتصادية أبوظبي» و«&e المؤسسات» تدعمان الثورة الصناعية الرابعة والاستدامة

وبدورها قالت الدكتورة فاطمة المعمري: تعدّ الاستدامة أحد أهم التحديات التي تواجهها البشرية في القرن الحادي والعشرين، وتشمل  في إطارها الخارجي المحافظة على الموارد الطبيعية والبيئة وضمان تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية، لافتة إلى أن الثقافة من أهم العناصر التي يمكن أن تعزز الاستدامة، فعلى رغم أن البحث عن حلول تكنولوجية واقتصادية لتحقيق الاستدامة أمر ضروري، إلا أن الثقافة تلعب أيضاً دوراً أساسياً في تحقيق هذا الهدف، وذلك لأن أول ما يؤثر في وعي المجتمعات وفكرها هو الإنتاج الثقافي الإبداعي، ومن ثمّ فقد كان للثقافة دائماً دور محوري في توعية الجمهور وتغيير السلوك نحو اتخاذ قرارات أكثر استدامة. 
وقالت المعمري: القصص والفنون والتراث يمكنها أن تغرس قيم  التنوع الثقافي والاجتماعي مما يساهم في تعزيز التعايش والتفاهم البيئي والإنساني بين مجتمعات مختلفة. ومن خلال الاستراتيجيات الثقافية يمكننا أن نعمل على تطوير المفاهيم الاستدامية عن طريق الفن والأدب والفلسفة. وهذه المفاهيم يمكن أن تلهم حلاً جديداً لبعض التحديات البيئية والاقتصادية، وكذلك الحفاظ على الممتلكات الثقافية والتراثية.

مواكبة الاستدامة
من جانبها قالت الكاتبة نورة عبدالله الطنيجي: أصبحت الثقافة الآن تلعب دوراً مؤثراً في مواجهة مختلف تحديات العالم المُعاصر. فمشترك القيم والمعرفة هو النواة الحقيقية لثقافة الشعوب من مختلف البقاع والأوطان والأزمان، وعليه تندرج التنمية المعرفية والإدراك الثقافي في مواكبة الاستدامة وتحدياتها الآنية في ظل النهضة المعرفية الثقافية، وخصوصاً في الإمارات حيث نحقق أهداف الاستدامة وضمن منهجية الرؤى الحالية والمستقبلية. ويبرز هنا دور مَن يمكن أن نُطلق عليهم الجيل الواعد المُتعمّق في حُب الاستطلاع الاستشرافي لبعض التخصصات وموارد المعرفة مثل علم الفضاء، والتكنولوجيا الحديثة، والعالم الرقمي والأتمتة، وعالم الذكاء الاصطناعي وهو جيل ذو دور وحضور في مختلف مجالات المعرفة والثقافة المتجددة.
ومن هذا المنطلق، ينتظر العمل الثقافي دور محوري في كل ما يخدم المجتمع في مواكبة التنمية المستدامة وصناعة المستقبل، والإسهام في بناء إبداعات تعتمد على الأفكار المعنية بالاستدامة وخلق ثروة إبداعية ثقافية تتمحور حول الكتابة وبث الفنون المرئية عن التنمية المستدامة أو أساسيات الاستدامة وأهميتها في مختلف الميادين ولكل فئات المجتمع. ويبقى مجال الثقافة واسعاً ويمكن أن يشمل، في هذا المقام، العديد من المعاني والمرادفات المختلفة والمتنوعة سواء «ثقافة الاستدامة» أو «ثقافة التنمية المستدامة» أو «ثقافة جيل الطفرة التكنولوجية»، ولكن تبقى الثقافة في كل الأحوال أساس الوعي والاستلهام للوصول إلى التمكين الفكري للعلوم والمعارف والمهارات؛ ولذا فإن للثقافة دوراً منتظراً في كل هذا وفي مقدمته «الاستدامة».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الثقافة الاستدامة التنمیة المستدامة

إقرأ أيضاً:

ثقافة المنوفية تنظم 35 نشاط وفاعلية فنية خلال مايو لإثراء الوعي


تلقى اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية تقريراً عن جهود مديرية الثقافة خلال شهر مايو الجاري في تنظيم عدد من الأنشطة والفاعليات الثقافية والفنية بمختلف مراكز ومدن المحافظة بهدف رفع الوعى لدى المواطنين وتحقيق طفرة ثقافية بالمحافظة.


وأوضح مدير مديرية الثقافة أنه تنفيذاً لتوجيهات المحافظ ، فقد تم التنسيق مع الجهات المعنية لتقديم حزمة من البرامج الثقافية والفنية المتنوعة وعدد من الندوات الثقافية والأدبية وأمسيات فكرية وإبداعية بهدف إثراء الوجدان الثقافي ، ومنها محاضرة بعنوان المرأة في الاسلام بقصر ثقافة السادات ، ومحاضرة بعنوان العمل الحر ومحاربة البطالة ببيت ثقافة الباجور ، ومحاضرة بعنوان الهجرة وتاثيرها علي الشباب ببيت ثقافة الشهداء ، ومحاضرة بعنوان القضاء على الأمية ببيت ثقافة الباجور ،ومحاضرة بعنوان حق المرأة في التعلم بمكتبة قورص، وندوة بعنوان التوعية عن المشروعات القومية للدولة ببيت ثقافة تلا  ، وحفل موسيقي عربية لفرقة المنوفية بقصر ثقافة شبين الكوم، وغيرها من الندوات والمحاضرات الهامة التي تهدف إلى زيادة الوعى لدى الشباب والنشء لإكسابهم الخبرات والمعلومات الهامة.

بعد وفاة خطيبها.. فتاة تتخلص من حياتها بحبة الغلة في المنوفيةمحافظ المنوفية يأمر بصرف مساعدة مالية عاجلة ومواد غذائية لحالة إنسانيةرفع آثار حريق سوق الخردة في المنوفية.. صورإصابة 6 أشخاص في حادث على الطريق الإقليمي بالمنوفية


 وأكد محافظ المنوفية حرصه واهتمامه بالنهوض بقطاع الثقافة والفنون كونهم أحد أدوات القوى الناعمة التي تشكل ضمير الإنسان المصري، مشيرا إلى تقديم الدعم الكامل لكافة الفعاليات والأنشطة والتي تساهم بدورها في الاكتشاف المبكر للمواهب وتحفيز الطاقة الإبداعية في مجالات الثقافة والفنون والابتكار وتعزيز الانتماء الوطني لديهم.

طباعة شارك محافظة المنوفية المنوفية اخبار محافظة المنوفية فعاليات ثقافية ثقافة المنوفية

مقالات مشابهة

  • "أسياد" تطلق "الإفصاح العالمي عن تأثير الاستدامة"
  • الثقافة الاستهلاكية بين الوعي المجتمعي والنمط السلوكي
  • مدير تعليم سوهاج يكرم المعلمات الفائزات في مسابقة الوعي الإداري
  • مناقشة آليات تنشيط الحراك الثقافي بمحافظة ظفار
  • انطلاق معرض عمان للبترول والطاقة وأسبوع الاستدامة تحت شعار التنمية المتوازنة
  • أمانة الشرقية والاتفاق يوقعان اتفاقية تعاون مشترك لخدمة المجتمع وتعزيز الوعي البيئي والرياضي
  • لطيفة: مستعدة لتقديم حفلات مجانية بكل محافظات مصر دعمًا للثقافة والقراءة
  • ثقافة المنوفية تنظم 35 نشاط وفاعلية فنية خلال مايو لإثراء الوعي
  • من أهم تحديات التنمية المستدامة
  • سعي حثيث لصون التراث العُماني وتعزيز الثقافة المتحفية