المسلة:
2025-08-12@01:26:07 GMT

لماذا قطعت ايران الغاز عن العراق؟

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

لماذا قطعت ايران الغاز عن العراق؟

29 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: كتب نبيل المرسومي:

أولاً: السبب المباشر والمعلن من ايران يتعلق بصيانة حطوط الانابيب الإيرانية الناقلة للغاز الى العراق ، ويبدو هذا السبب غير مقنع لان ايران أبلغت العراق حسب بيان رسمي بأن قطع الإمدادات سيستمر لمدة 15 يومًا فقط، لكن حتى الآن ما زال الضخ متوقفًا على الرغم من مرور اكثر من شهر من إيقافه في حين ان ايران لم تقطع الغاز عن تركيا، التي تعتمد هي الأخرى على الغاز الطبيعي الإيراني بنسبة تتراوح بين 16 إلى 18%، وذلك رغم حاجة طهران لكل الغاز،

ثانياً: ان السبب الحقيقي لقطع الغاز الإيراني عن العراق هو نقص الغاز في إيران مع الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، وزيادة الحاجة للتدفئة، إلى جانب عدم تلبية الإنتاج المحلي للزيادة في الاستهلاك، بل وصل الأمر إلى درجة قطع الكهرباء لعدّة ساعات يوميًا في طهران وعدد من المحافظات الإيرانية اذ توقفت نحو 80 محطة كهرباء في إيران عن العمل من إجمالي نحو 600 محطة، مع تراجع إمدادات الغاز الطبيعي والوقود السائل.

وعلى ذلك يبدو ان قصة تزويد ايران للعراق بإمدادات منتظمة ومستقرة من الغاز اوشكت على الانتهاء خاصة بعد ان تكررت في السنوات الثلاث الماضية حالات عدم قدرة ايران على الإيفاء بالتزاماتها بالكميات المتفق عليها والمحددة بنحو 50 مليون متر مكعب يوميا . وعلى العراق ان يجد البديل عن الغاز الإيراني سواء كان ذلك من خلال الاستيراد من دول أخرى مثل تركمانستان وقطر او من خلال استغلال كل الغاز المصاحب وحقول الغاز الحر والإسراع ببناء محطات كهربائية تعتمد على الطاقة الشمسية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

العراق في عز الصيف.. والوزارة تعلن الانطفاء التام للكهرباء

11 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: في يوم قائظ من آب، وبينما كانت درجات الحرارة تلامس الخمسين، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية بيانها الصريح: “انطفاء تام في عموم البلاد”.

لم يأت الإعلان كتحذير أو خطة طوارئ، بل كخبر واقع، فارتفعت حدة الغضب الشعبي إلى مستوى لا يمكن قياسه بمؤشرات، بل بوجوه الناس وأنفاسهم اللاهثة في الشوارع والبيوت.

وفي جولة ميدانية، بدت الأزقة وكأنها أفران طويلة؛ أطفال يجلسون على الأرصفة في محاولة لالتقاط نسمة عابرة، ونساء يحملن مراوح يدوية، ورجال يتجادلون أمام أبواب محال المولدات الأهلية التي ارتفعت أسعار اشتراكها فجأة.

قال أبو حسين، صاحب دكان في مدينة الصدر، وهو يمسح عرقه: “منذ أن وعيت على الدنيا ونحن ننتظر الكهرباء، لكن هذه المرة الأمر أقسى، كأنهم أعلنوا موتها رسمياً”.

وفي قلب الحر الحاد، بدت مواكب الأربعينية كجزر مضيئة في بحر الانطفاء، حيث نصبت المولدات الصغيرة لتمنح الزائرين شيئاً من الهواء البارد والماء المثلج.

ووسط حرارة الصيف الخانقة، تحوّل ظل الموكب ومراوحه اليدوية إلى ملاذ للمتعبين على الطرق المؤدية إلى كربلاء، بينما واصل خَدَمَة المواكب توزيع المشروبات الباردة وكأنهم يسابقون الشمس.

ومع ذلك، كانت أصوات النقمة تتصاعد من بين الحشود، فالمشهد بدا للكثيرين مفارقة مرّة: كيف تستطيع المواكب تأمين الكهرباء، فيما تعجز الدولة عن ذلك؟

وكتب أحد المشاركين على فيسبوك: “الكهرباء موجودة في طريق الزائرين، غائبة في بيوت العراقيين”، لتنهال التعليقات المؤيدة والمستاءة على حد سواء.

وبقيت المفارقة عالقة في الأذهان: نور المولدات في مسارات الزيارة، وظلام كامل يلف المدن والقرى البعيدة عن الطريق المقدس.

وعلى بعد أمتار، كانت أم فاطمة تروي معاناتها مع ثلاثة أطفال في شقة صغيرة: “الحر لا يُطاق، والغرفة مثل التنور، حتى الماء صار دافئاً، لا نستطيع النوم ولا البقاء مستيقظين”. وفي حي آخر من الكرخ، افترش شباب الحي أسطح المنازل هرباً من الغرف المغلقة، يضحكون بين فترات صمت ثقيل، قبل أن يتوقفوا فجأة عندما انقطع ضوء مولد صغير كان يمنحهم بعض الأمل.

وعلى وسائل التواصل، تحولت الصفحات إلى منصات شكوى جماعية، فكتب أحدهم: “في بلاد النفط، نحن شعب الشموع”، وغرد آخر: “ليس الانطفاء ما يؤلمنا، بل اعتيادنا عليه”.

وفي الأسواق، بدت الأزمة أكثر وضوحاً: برادات المياه خارج الخدمة، الثلج يباع بأضعاف سعره، وصوت المولدات يملأ الأجواء حتى صار الضجيج علامة الحياة الوحيدة في المدينة.

وقال أحد أصحاب محال بيع الثلج: “لم أرَ ازدحاماً كهذا منذ سنوات، الناس تشعر وكأنها تطارد الحياة قبل أن تذوب”.

وبين تصريح الوزارة عن “عطل فني في المنظومة الوطنية” وواقع الناس، اتسعت الفجوة بين الخطاب الرسمي والحياة اليومية. فالبيان لم يذكر متى سيعود التيار، ولم يشرح كيف سيمنع تكرار الحادثة، وكأن الانطفاء حدث خارج إرادة الجميع.

وفي قلب هذه الليالي الحارقة، يتردد سؤال واحد على ألسنة العراقيين: هل ستبقى الكهرباء حلماً مؤجلاً، أم أن الانطفاء التام كان مجرد تمرين على حياة بلا ضوء ولا هواء؟

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • سكة الحديد بين العراق وإيران.. حلم جيوسياسي يصطدم بعقبة الشركات
  • العراق في عز الصيف.. والوزارة تعلن الانطفاء التام للكهرباء
  • أمين مجلس الأمن القومي الإيراني يزور العراق ولبنان
  • انخفاض محتمل في أسعار الغاز الطبيعي المسال بالصين
  • تقرير أمريكي:قانون الحشد الشعبي الإيراني يهدد سيادة العراق
  • أحمد موسى: مصر عندها بنية تحتية للغاز الطبيعي مش متواجدة عند حد
  • مركز دراسات:لن يستقر العراق دون إلغاء الحشد الشعبي الإيراني
  • ارتفاعٌ طفيف بإنتاج سلطنة عُمان من الغاز الطبيعي
  • صيانة خط الغاز الطبيعي بشارع الجمهورية بدير مواس بالمنيا.. صور
  • العراق بين فكي الطاقة والسياسة.. حين تتحوّل الكهرباء إلى ورقة ضغط دولية