عائلة شذى الصباغ تروي للجزيرة نت تفاصيل مقتلها برصاص أمن السلطة
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
جنين– كانت الساعات الأخيرة شديدة التوتر في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، المشتعل أصلا منذ قرابة 3 أسابيع بسبب الاشتباكات بين عناصر أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية والمقاومين المتحصنين بداخله، والذين تصفهم بـ"الخارجين عن القانون".
وليلة أمس السبت، كانت الضحية الجديدة للحملة الأمنية التي تشنها السلطة صحفية فلسطينية، قُتلت بعد إصابتها بالرصاص الحي في الرأس أثناء تواجدها برفقة عائلتها أمام منزلهم بشارع مهيوب في عمق المخيم.
وبحسب عائلتها، فإن شذى الصباغ ذات الـ21 عاما، كانت متجهة برفقة أطفال شقيقتها إلى بقالة قريبة من منزلها حين فاجأها قناص من عناصر السلطة وبدأ بإطلاق النار باتجاهها.
في حديثه مع الجزيرة نت، شرح شقيقها مصعب الصباغ (20 عاما)، تفاصيل استهدافها، وقال إن عناصر أمن السلطة تتواجد في الحارة التي يسكنون بها منذ نحو أسبوعين بشكل يومي، ويتخذون المنازل العالية موضعا للتمركز، وتنتشر قناصاتهم هناك.
وأضاف "ليلة أمس كنا نسهر في المنزل بشكل طبيعي، برفقة أولاد أختي أم حمزة، الذين طلبوا من شذى أن تشتري لهم بعض السكاكر والحلوى من دكانة صغيرة مجاورة. فخرجت شذى برفقة الصغيرين، وتوجهت للدكان وعند عودتها بدأ القناص بإطلاق النار بشكل كثيف باتجاهها. وكان إطلاق النار شديدا وكثيفا جدا ولمدة طويلة، وأصيبت شذى ولم يتوقف القناص عن إطلاق الرصاص".
إعلان قتل عمدخرج أهالي الحي على صوت إطلاق الرصاص وصراخ الأطفال، "وطلبوا من عنصر الأمن التوقف عن إطلاق النار، ليتسنّى لهم سحب شذى بعد تأكد إصابتها لكنه لم يستجب واستمر في إطلاق النار لمدة 15 دقيقة"، بحسب مصعب الصباغ.
ويقول شقيق شذا "لم تستطع صاحبة الدكان بداية حماية الأطفال الصغار من كثافة الرصاص، ثم سحبت الأول من رأسه وسحبت الآخر من أذنيه، كان الموقف صعبا جدا وخطيرا على أطفال لم يتجاوز عمر أكبرهم 3 سنوات".
وعلى الرغم من محاولة جاراتنا المتطوعات في إسعاف المخيم، الاقتراب من شذى وإسعافها فإن شظايا الرصاص أصابت إحداهن في ساقها، بحسب الصباغ.
وترى العائلة أن استهداف شذى كان متعمدا، بنية تخويف الناس، لا سيما السيدات، بعد خروجهن في مظاهرات احتجاجية أكثر من مرة للمطالبة بوقف الحملة الأمنية، وفك الحصار عن المخيم وسكانه.
"كان الوقت كافيا للقناص لرؤية شذى وتمييز أنها فتاة من لباسها ومعها طفلان، كما أن الشارع مضاء بشكل كامل، هو كان يعرف أنها فتاة. هدف السلطة إخافة الناس وإسكاتهم بالقتل. هذا هو هدف الحملة الحقيقي"، يقول الصباغ.
وتؤكد عائلة شذى نيتها محاكمة قاتل ابنتهم ورفع دعوى قضائية بحقه، بعد صدور نتائج التشريح المقررة لجثمانها من مركز الطب العدلي في مستشفى النجاح بمدينة نابلس اليوم الأحد.
تشكيك برواية الأمنوفي حديثها لوسائل الإعلام، قالت أم معتصم، والدة الصحفية شذى، إنها على ثقة "بتعمد" أجهزة السلطة قتل ابنتها، خاصة بعد قيام شذى بمقابلة والدة الشاب مجد زكارنة "الذي قُتل الأسبوع الماضي على يد أجهزة الأمن الفلسطينية"، إضافة لمقابلة مع "إحدى العائلات التي أحرق الأمن منزلهم".
وقالت "يروج الأمن الفلسطيني أن أنور رجب (المتحدث باسم قوى الأمن الفلسطينية) اتصل بي وأوضح ما حدث، وأنني تفهمت أن الحادثة تمت من قبل المقاومين، وأنا أؤكد أن هذا افتراء، حيث لم يتصل بي أحد من السلطة حتى الآن، وأنا متأكدة أن من قتل شذى هم قوات الأمن الفلسطيني".
إعلانوعلى الرغم من تطابق رواية العائلة مع شهود العيان من أهالي المخيم، فإن الناطق باسم قوى الأمن الفلسطينية العميد أنور رجب قال -في بيان نشر بعد الحادثة بوقت قصير- إن الصحفية شذى الصباغ "قُتلت برصاص الخارجين عن القانون".
وأضاف رجب، في البيان الذي وصل الجزيرة نت نسخة منه، أن "التحقيقات الأولية، ووفقا لشهادات الشهود، تشير لعدم تواجد قوات الأمن في نفس المكان، وإننا نؤكد على ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة من الخارجين عن القانون وتقديمهم للعدالة".
ولاقى بيان رجب استنكارا واسعا في الشارع الفلسطيني، سيما في توقيت صدوره، بعد أقل من 40 دقيقة على إعلان المصادر الطبية وفاة شذى. وقال نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي إن هذا البيان يُضعف موقف السلطة وجاء لتبرير الحادثة.
وكانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين نعت الصباغ، وطالبت بتشكيل لجنة حقوقية مستقلة للتحقيق في مقتلها.
وتدرس شذى الصباغ بقسم الإعلام الرقمي في جامعة القدس المفتوحة، وكانت تعمل صحفية حُرة مع عدد من وكالات الأنباء المحلية، إضافة لنشاطها في توثيق وتصوير اقتحامات قوات الاحتلال مدينة ومخيم جنين. ونشطت في مساعدة زملائها الصحفيين خلال جولاتهم في المخيم، وتقديم المعلومات والبيانات لهم بشكل يومي.
غضب واسعونعى عدد كبير من الصحفيين الفلسطينيين الصباغ، على منصات التواصل الاجتماعي، وسط حالة من الاستنكار والغضب، لما وصل إليه وضع الصحفيين في الضفة الغربية من استهداف بواسطة جيش الإحتلال الإسرائيلي أولا، ثم السلطة الفلسطينية، على حد تعبيرهم.
ونشرت الصحفية راية عروق من جنين على صفحتها في فيسبوك منشورا نعت فيه الصباغ، وقالت "اليوم شذى، بكرة يمكن أنا وبعده زميل آخر، واللي بعده واللي بعده".
وربط عدد من أهالي المخيم ما حدث ليلة أمس مع شذى الصباغ مع ما حدث مع مراسلة قناة الجزيرة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وقارن البعض بين الجريمتين باختلاف الفاعل وتشابه الهدف، على حد قولهم.
إعلانوكتبت الإعلامية والناشطة الفلسطينية منى حوا في صفحتها على فيسبوك أنه في 11 مايو/أيار عام 2022 "الاحتلال اغتال شيرين أبو عاقلة برصاصة أسكتت صوت مخيم جنين".
وأضافت أنه في 29 ديسمبر/كانون الأول 2024 "استهدف عنصر من أمن السلطة شذى الصباغ، شقيقة الشهيد معتصم، برصاصة في الرأس بعد دقائق من تصويرها عناصر أمن يزيلون صور شهداء. قُتلت شذى وهي تحمل بين يديها طفلين من أبناء شقيقتها. لمصلحة من كل هذا؟".
وبمقتل شذى الصباغ، يرتفع عدد الضحايا في مخيم جنين منذ بدء العملية الأمنية للسلطة الفلسطينية، التي سمتها "حماية وطن" إلى 11 شخصا، من بينهم 5 من أفراد الأجهزة الأمنية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إطلاق النار شذى الصباغ من السلطة
إقرأ أيضاً:
«صندوق خليفة» يفتح التسجيل في المخيم الصيفي للطلبة «فينشوريست»
أبوظبي - وام
أعلن“صندوق خليفة لتطوير المشاريع” فتح باب التسجيل بالمخيم الصيفي «فينشوريست» بنسخته الثامنة والذي يستهدف الطلاب والطالبات الإماراتيين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً و المقرر إقامته من 7 إلى 11 يوليو المقبل بمقر «أبوظبي 42»بميناء زايد.
يسعى المخيم في نسخته الثامنة إلى تعزيز مهارات الشباب وتمكينهم في مجالات التكنولوجيا وتطوير الألعاب عبر برنامج تدريبي ينقسم إلى مسارين وفق الفئة العمرية يركز المسار الأول «13-15 سنة» على بناء الأسس في البرمجة وتطوير الألعاب، بينما يتيح المسار الثاني «16-18 سنة» للمشاركين التعمق في تطوير الألعاب المتقدم.
يتيح البرنامج التعليمي في«فينشوريست» للمشاركين فرصة استكشاف عالم تطوير الألعاب في بيئة تعليمية تجمع بين التسلية والفائدة، وتشجعهم على العمل الجماعي وتعزز لديهم روح الفريق، وتحفز قدراتهم على التفكير الريادي والإبداعي، وطرح أفكار مبتكرة وحلول عملية تواكب التوجهات الحديثة للسوق، وتلبي احتياجاته.
ينظم المخيم تحت إشراف عدد من المعلمين المتخصصين في مجال تطوير الألعاب لدعم الطلاب في جوانب البرمجة وتطوير المشاريع.
وبهذه المناسبة، أكدت موزة عبيد الناصري الرئيس التنفيذي لصندوق خليفة لتطوير المشاريع، أن المخيم يتجاوز كونه مجرد برنامج تعليمي، إذ يمثل بيئةً ديناميكية تسهم في تعزيز الإبداع، وتنمية المهارات التقنية، والعمل الجماعي، والتفكير الريادي، مع تزويد المشاركين بخبرة تطوير الألعاب، موضحة أن هذا النهج يمكن جيل الشباب الإماراتي المشارك من صقل مهاراتهم وتطوير أفكار مبتكرة تلبي احتياجات السوق المستقبلية، وفق رؤية تهدف إلى تعزيز الابتكار في أبوظبي انطلاقًا من الإدراك بدورهم الحيوي في قيادة منظومة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لاسيما في مجال تطوير الألعاب.
تجدر الإشارة إلى أن المخيم الصيفي الذي انطلق في عام 2022، استقطب حتى الآن 750 طالبا إماراتيا شاركوا في برامجه التدريبية المكثفة، وتوّجت مشاركتهم بالحصول على شهادة تدريب مرموقة من جامعة ستانفورد، ما يعكس جودة المحتوى الأكاديمي.
ودعا صندوق خليفة العقول الشابة الطموحة إلى الاستفادة من هذه الفرصة القيمة، والمشاركة في تجربة تعليمية ملهمة، علماً بأن باب التسجيل مفتوح من الآن و حتى 30 يونيو الجاري.