رحل عن عالمنا اليوم الفنان محمد عدوية، نجل المطرب الشعبي الكبير أحمد عدوية، عن عمر يناهز 47 عامًا، جاء خبر الوفاة بمثابة صدمة لمحبيه وزملائه في الوسط الفني، حيث عُرف محمد بأخلاقه الرفيعة وصوته المميز الذي أكمل به مسيرة والده في الأغنية الشعبية.

 

لم تُعلن الأسرة بعد تفاصيل الجنازة أو أسباب الوفاة، بينما انهالت تعازي الجمهور والفنانين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستذكرين مشواره الفني وأبرز أغانيه التي أثرت في قلوب عشاقه.

الفنان أحمد عدوية
البداية: ميلاد نجم شعبي

ولد أحمد عدوية، أحد أبرز رموز الفن الشعبي في مصر، في 26 يونيو 1945 بمدينة المنيا، نشأ في أجواء بسيطة وسط أسرة متوسطة، وكانت موهبته الفنية تظهر منذ طفولته، حيث عشق الغناء وتأثر بالألحان الشعبية التي انتشرت في الريف المصري.

 

بزوغ نجمه في عالم الفن

بدأ عدوية مسيرته الفنية في الستينيات كمطرب في الأفراح والمناسبات الشعبية. بفضل صوته القوي وأدائه المميز، جذب انتباه الملحنين ومنتجي الأغاني. انطلق بقوة في السبعينيات بأغنيات حققت نجاحًا مدويًا، مثل “السح الدح امبو” و“زحمة يا دنيا زحمة”، أغنياته لم تكن مجرد كلمات وألحان، بل عكست نبض الشارع المصري وهمومه اليومية.

 

دخول عدوية عالم التمثيل

لم يقتصر نجاح عدوية على الغناء فقط؛ فقد دخل عالم التمثيل وشارك في أفلام عديدة خلال السبعينيات والثمانينيات، حيث قدم أدوارًا تعكس شخصيته المرحة وروحه الشعبية، من أبرز أفلامه “خمسة باب” و“الباطنية”.

 

الأزمات والتحديات

واجه أحمد عدوية تحديات كبيرة في حياته، أبرزها حادثة الاعتداء الشهيرة في الثمانينيات، التي أثرت على صحته وأبعدته لفترة طويلة عن الساحة الفنية، ورغم ذلك، ظل محبوبًا من جمهوره ولم يفقد مكانته كرمز للفن الشعبي.

 

العودة إلى الساحة

في التسعينيات، عاد عدوية إلى الأضواء رغم حالته الصحية، وقدم أعمالًا جديدة بالتعاون مع عدد من الفنانين الشباب، كما أصبح رمزًا للتراث الشعبي وملهمًا للأجيال الجديدة من المطربين.

 

الوفاة ونهاية المشوار
 

في 28 ديسمبر 2024، رحل أحمد عدوية عن عالمنا بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من خمسة عقود، وافته المنية بعد صراع مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا وأغنيات ستظل خالدة في ذاكرة المصريين والعالم العربي.

 

إرث عدوية الفني

سيبقى أحمد عدوية رمزًا للأصالة والبساطة، ونموذجًا للفنان الذي صنع مجده بجهده وموهبته، أعماله ستظل شاهدة على عصر ذهبي من الفن الشعبي، وسيبقى صوته حاضرًا في قلوب عشاقه دائمًا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وفاة أحمد عدوية

إقرأ أيضاً:

الدين المعرفي.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى عكاز يعيق الإبداع الفردي؟

أصبحت نماذج اللغة الضخمة مثل "شات جي بي تي" مساعدا فوريا للطلاب والكتاب والمبدعين، فبضغطة زر تتشكل المقالات وتصاغ الإجابات وتختصر ساعات من البحث والجهد. لكن، بينما نعجب بهذه السهولة التي تخفف الجهد والعبء المعرفي لحدوده الدنيا، تدق دراسات علمية حديثة ناقوس الخطر حول ثمن خفي قد ندفعه على الأمد الطويل، وهو ما يعرف بـ "الدين المعرفي".

تماما كما يتراكم "الدين التقني" في عالم البرمجة حين يتم اختيار حلول سهلة ومؤقتة، يتراكم "الدين المعرفي" في عقولنا عندما نعتمد على إجابات الذكاء الاصطناعي الجاهزة دون خوض رحلة التفكير والتحليل. يبدو الأمر مريحا في الحاضر، لكنه قد يخلف فجوة في مهاراتنا وقدراتنا المعرفية في المستقبل. فهل يتحول هذا المساعد الذكي، مع فرط الاعتماد عليه، إلى "عكاز معرفي" يضعف من قدرتنا على المشي فكريا بمفردنا؟

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الإسلاموفوبيا القاتلة.. كيف دفع خطاب اليمين المتطرف نحو سفك دماء المسلمين في أوروبا؟list 2 of 2محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوية الفلسطينية عبر الكراهية والإقصاءend of list

للإجابة على هذا السؤال المقلق، سعت دراسة علمية لباحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأميركي، لاستكشاف التكلفة المعرفية الحقيقية لاستخدام نماذج اللغة الكبيرة في مهمة تعليمية أساسية هي كتابة المقالات.

عندما أتيحت أداة الذكاء الاصطناعي لمن كتبوا بعقولهم فقط، أظهروا قدرة فائقة على الاستفادة منها دون أن يفقدوا انخراطهم الذهني (شترستوك) ماذا يحدث في الدماغ؟

صمم فريق من الباحثين تجربة دقيقة امتدت 4 أشهر، بمشاركة 54 متطوعا، بهدف قياس أثر هذه التقنية على الدماغ والأداء. تم تقسيم المشاركين منذ البداية إلى 3 مجموعات رئيسية، خاضت كل منها تجربة كتابة مختلفة.

وهذه المجموعات الثلاث هي: مجموعة الذكاء الاصطناعي (إل إل إم) التي استخدم أفرادها نموذج شات جي بي تي للمساعدة في كتابة مقالاتهم، ومجموعة البحث الإلكتروني واعتمد أفرادها على محركات البحث التقليدية لجمع المعلومات، دون مساعدة مباشرة في الصياغة، وأخيرا مجموعة "الدماغ فقط" التي كتب أفرادها مقالاتهم بالاعتماد الكلي على معارفهم وجهدهم الذهني، دون أي أداة مساعدة خارجية.

ولرصد التأثيرات الطويلة الأمد، استمر كل مشارك ضمن مجموعته 3 جلسات متتالية. أما الجلسة الرابعة، فقد حملت تغييرا مفاجئا وحاسما، حيث طلب من مجموعة الذكاء الاصطناعي التخلي عن مساعدهم الذكي والكتابة بعقولهم فقط، بينما منحت مجموعة "الدماغ فقط" فرصة استخدام شات جي بي تي لأول مرة. كان الهدف من هذا التبديل هو اختبار ما إذا كانت آثار الاعتماد على الذكاء الاصطناعي مؤقتة أم أنها تترك بصمة دائمة.

إعلان

اعتمدت الدراسة على منهجية شاملة، حيث تم قياس النشاط العصبي للمشاركين باستخدام تقنية تخطيط أمواج الدماغ (إي إي جيه) لرصد الانخراط الذهني، كما تم تحليل جودة النصوص بمساعدة معلمين وبنماذج تقييم آلية، بالإضافة إلى إجراء مقابلات شخصية مع المشاركين بعد كل جلسة لفهم تجربتهم الذاتية وشعورهم بملكية العمل.

عقل أقل اجتهادا ومحتوى أقل إبداعا

جاءت نتائج الدراسة لتكشف عن فروقات واضحة ومثيرة للقلق بين المجموعات الثلاث، وتؤكد وجود مقايضة حقيقية بين راحة الاستخدام الفوري وتكلفة التعلم الطويلة الأمد.

أظهرت بيانات تخطيط الدماغ أن مجموعة "الدماغ فقط" سجلت أقوى وأوسع ترابطات عصبية، مما يشير إلى انخراط ذهني مكثف وعميق في عملية الكتابة. في المقابل، كانت مجموعة الذكاء الاصطناعي هي الأضعف نشاطا على الإطلاق. بعبارة أخرى، كلما زاد الدعم الخارجي قل اجتهاد العقل، فالاعتماد على شات جي بي تي ولّد أضعف تفاعل دماغي، مما يعني "عقل أقل اجتهادا مع المساعدة الخارجية".

وخلال المقابلات، أفاد المشاركون الذين استخدموا شات جي بي تي بأن شعورهم بملكية ما كتبوه كان ضعيفا، وكأن النص ليس نتاج أفكارهم الحقيقية. وقد انعكس ذلك على قدرتهم على التذكر، حيث واجه الكثير منهم صعوبة في استرجاع أو اقتباس أجزاء من مقالات صاغوها قبل دقائق معدودة. في المقابل، شعر أفراد مجموعة الكتابة الذاتية بملكية وفخر أعلى تجاه نصوصهم، وتذكروا تفاصيلها بشكل أفضل، وهو ما يعني -وفق الدراسة- تجربة "تذكر باهت وملكية منقوصة" لمن استخدموا نماذج الذكاء الصناعي.

وكذلك لاحظ الباحثون أن مقالات مجموعة الذكاء الاصطناعي كانت متشابهة إلى حد كبير في الأسلوب والأفكار، مما يشير إلى أن استخدام الأداة نفسها يولد نتاجا نمطيا ويقضي على التنوع. فالنموذج اللغوي يميل إلى تقديم صياغات موحدة للمستخدمين، مما يقلل من مساحة الإبداع الفردي. على النقيض، جاءت مقالات مجموعة "الدماغ فقط" أكثر تباينا وأصالة، وعكست الصوت الفريد لكل كاتب.

ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد، فقد جاء الدليل الأقوى على تراكم "الدين المعرفي" عندما حرم المشاركون الذين اعتادوا على دعم شات جي بي تي منه فجأة، أظهروا نشاطا دماغيا أضعف وأداء أقل. لقد بدا كأن عقولهم، التي اعتادت على "العكاز المعرفي"، تجد صعوبة في العمل بمفردها. في المقابل، عندما أتيحت أداة الذكاء الاصطناعي لمن كتبوا بعقولهم فقط، أظهروا قدرة فائقة على الاستفادة منها دون أن يفقدوا انخراطهم الذهني، إذ ظلت أجزاء الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتفكير النقدي نشطة.

هناك حاجة ملحة لرفع وعي المستخدمين بمخاطر الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي، وتشجيعهم على التحقق من المعلومات وإعادة صياغة المخرجات (شترستوك) توصيات لعصر الذكاء الاصطناعي

لا تدعو الدراسة إلى إقصاء التقنية، بل إلى استخدام حكيم ومدروس. بناء على هذه النتائج، يقدم الباحثون رؤى مهمة لصناع القرار في التعليم والثقافة، أولها هو مبدأ "التعلم أولا، المساعدة ثانيا"، أي يجب أن يظل التعلم النشط هو العمود الفقري، خاصة في المراحل الأساسية. ينبغي تمكين الطلاب من بناء مهاراتهم ذاتيا قبل تقديم الأدوات المساعدة، لتكون التقنية معززة للتعلم لا بديلة عنه.

إعلان

وأيضا أوصت الدراسة أن تكون أدوات الذكاء الصناعي تحفز التفكير لا تستبدله، وقالت الدراسة إنه على المطورين تصميم أدوات ذكاء اصطناعي تطرح أسئلة إرشادية وتلميحات، بدلا من تقديم حلول جاهزة، للحفاظ على تفاعل المستخدم الذهني.

وطلبت الدراسة الحفاظ على التنوع الثقافي، وحثت المؤسسات الثقافية والإعلامية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي أن تضع آليات مراجعة بشرية لضمان عدم إنتاج محتوى نمطي وموحد، وللحفاظ على ثراء وتعددية الأصوات.

ودعت كذلك إلى توعية المستخدمين، فهناك حاجة ملحة لرفع وعي المستخدمين بمخاطر الاعتماد الكلي، وتشجيعهم على التحقق من المعلومات وإعادة صياغة المخرجات بلغتهم الخاصة لضمان حدوث تعلم حقيقي.

وأكدت الدراسة الرائدة أننا أمام عصر يتطلب موازنة ذكية بين الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي الهائلة وحماية وتنمية ملكات العقل البشري التي لا غنى عنها، فالرسالة واضحة يمكننا تسخير التقنية لتعظيم إمكاناتنا، ولكن فقط إذا حرصنا على ألا نفقد في خضم ذلك ما يجعلنا مبدعين ومفكرين مستقلين.

مقالات مشابهة

  • حوار مع الموسيقار الدكتور يوسف الموصلي: مسيرة فنية طويلة من الإبداع والتميز
  • مرتكزات الاقتصاد البرتقالي 4.0: الإبداع والابتكار والاختراع (1- 2)
  • هل أوشكت "لعبة الشطرنج" على النهاية؟
  • لحظة ضبط ركاب حافلة لصاً حاول سرقتهم في الإكوادور.. فيديو
  • أسماء الشركات النفطية والشحن والقيادات الحوثية التي طالتها عقوبات أمريكا الأخيرة
  • قرار قضائي من المحكمة ضد الدكتورة نوال الدجوي في الدعوى التي تطالب بالحجر على ممتلكاتها
  • وفاة المؤرخ ماجد فرج باشا بعد مسيرة حافلة بالعطاء العلمي والثقافي
  • زيت الزيتون.. «إكسير الحياة» الذي يطيل العمر ويحمي من الأمراض القاتلة
  • الدين المعرفي.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى عكاز يعيق الإبداع الفردي؟
  • قبل ساعات من امتحانه.. وفاة طالب ثانوي تثير صدمة في الأردن