عربي21:
2025-08-02@19:35:42 GMT

السلفادور تتراجع عن اعتماد البيتكوين: درس للجميع

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

السلفادور تتراجع عن اعتماد البيتكوين: درس للجميع

نشر موقع "ليتيرا أربع وثلاثون" تقريرا سلّط فيه الضوء على تراجع حكومة السلفادور عن اعتماد البيتكوين كعملة قانونية إلزامية، بعد توقيع اتفاقية مع صندوق النقد الدولي، ويشير إلى أن قبول البيتكوين أصبح اختياريًا، مع اقتصار المدفوعات الضريبية على الدولار الأمريكي، مما يعكس تحولًا نحو سياسات مالية أكثر استقرارًا.



وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن السلفادور قامت بتوقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي، جعل من قبول العملة الافتراضية أمرًا "اختياريًا" فقط، بعدما كان الرئيس نجيب بوكيلي قد جعل البيتكوين عملة قانونية في عام 2021، ليكون الأول في العالم الذي يتخذ هذا القرار، ولكن تقلبات العملات المشفرة، وغياب البنية التحتية التكنولوجية اللازمة، وضعف الثقافة الرقمية بين السكان، كانت عقبات صعبة التغلب عليها.



ووفقا للموقع؛ فبرغم أن دونالد ترامب وعد بجعل الولايات المتحدة "عاصمة الكريبتو على كوكب الأرض"، أعلن "ترامب السلفادور"، وهو اسم يُطلق على نجيب بوكيلي، رئيس السلفادور، عن تراجع جذري في سياسته بشأن البيتكوين. فبعد أن أصبحت السلفادور أول دولة في العالم تتبنى البيتكوين كعملة قانونية في عام 2021، فاجأت الجميع قبل أيام قليلة بقبول قرض بقيمة 1.4 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، وهو اتفاق يتطلب مراجعة كبيرة لسياساتها النقدية.

وأوضح الموقع أنه من بين التعديلات المتفق عليها، أصبح قبول البيتكوين كوسيلة دفع من قبل التجار أمرًا اختياريًا، بينما ستكون المدفوعات الضريبية حصريًا بالدولار الأمريكي. ويمثل هذا الاتفاق تحوّلًا جذريًا مقارنةً بالنهج الأول. ومع ذلك، أعلنت الحكومة أنها ستواصل شراء البيتكوين لتعزيز احتياطياتها الإستراتيجية. ويُعتبر هذا الاتفاق خطوة براغماتية لدولة تعاني من نقص السيولة وتحتاج إلى سياسة أكثر اعتدالًا بعيدًا عن الشعارات والإعلانات السهلة.

إطلاق المحفظة الرقمية "كيفو"، كتطبيق للمواطنين
وأشار الموقع إلى أن السلفادور أثارت اهتمام العالم عندما تبنت البيتكوين كجزء من إستراتيجية تهدف إلى تعزيز الشمول المالي، وتسهيل التحويلات من الخارج، وجذب الاستثمارات. ويبلغ عدد سكان السلفادور حوالي ستة ملايين ونصف نسمة، وتستخدم الدولار الأمريكي كعملة رسمية منذ عام 2001. وقد واجهت البلاد تحديات اقتصادية معقدة، مثل ارتفاع نسبة السكان الذين لا يملكون حسابات مصرفية واعتمادها الكبير على التحويلات المالية من الخارج التي تشكل حوالي 20 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وكان اعتماد البيتكوين كعملة قانونية مصحوبًا بعدة مبادرات، من بينها إطلاق المحفظة الرقمية "كيفو"، وهو تطبيق صُمم لتمكين المواطنين من تبادل العملات الافتراضية بالدولار. ولتشجيع استخدامه، تم توزيع مكافأة بقيمة 30 دولارًا بالبيتكوين، وتم تركيب أجهزة صراف آلي للعملات الرقمية في جميع أنحاء البلاد.

زيادة السياحة بنسبة 95 بالمئة
وأفاد الموقع أن الرئيس بوكيلي صرح بأن السياحة قد زادت بنسبة 95 في المئة بفضل اعتماد البيتكوين، مشيرًا إلى أن المواطنين السلفادوريين أصبحوا يمتلكون محافظ رقمية، وأن المحفظة الوطنية للبيتكوين حققت أرباحًا بقيمة تتجاوز 31 مليون دولار.

ومع ذلك، واجه تنفيذ هذه السياسات العديد من العقبات، حيث أثارت تقلبات العملة المشفرة شكوكًا بشأن الاستقرار الاقتصادي، كما أن المناطق الريفية في البلاد كانت تفتقر غالبًا إلى البنية التحتية التكنولوجية اللازمة. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت نسبة كبيرة من السكان تشككًا تجاه هذه السياسة.

وذكر الموقع أن ما حدث في السلفادور يُبرز التوترات التي قد تنشأ بين الابتكار الذي تمثله العملات المشفرة ومتطلبات الاستقرار الاقتصادي. إذ تُعد التقلبات الشديدة التي تميز هذه الأصول تهديدًا للحسابات الاقتصادية، لا سيما عندما يتم دمجها في المحافظ الاستثمارية أو الترويج لها بين صغار المستثمرين، مما يزيد من خطر حدوث أزمات نظامية في حال انهيار قيمتها.

تآكل سيطرة البنوك المركزية على السياسة النقدية
وبين الموقع أن انتشار العملات الافتراضية يمكن أن يُضعف سيطرة البنوك المركزية على السياسات النقدية، مما يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الاستقرار الاقتصادي. ويضاف إلى ذلك نقص الشفافية والتنظيم في هذا القطاع، مما يثير مخاوف بشأن حماية المستثمرين. كما لا يمكن إغفال التحديات الاجتماعية المرتبطة بعمليات الرقمنة في بيئات غير مهيأة، تعاني من بنية تحتية تكنولوجية محدودة ومستوى منخفض من الوعي الرقمي.



مشكلة نقص التعليم المالي
ولفت الموقع إلى أن هناك مشكلة تتمثل في نقص التعليم المالي، حيث أدت شكوك السكان تجاه العملات الرقمية، وصعوبة الوصول إلى الأجهزة التكنولوجية، ونقص الوعي المالي إلى تبني محدود لعملة البيتكوين، وإلى توترات كبيرة تفاقمت إلى احتجاجات جماهيرية. وقد سلطت هذه الاحتجاجات الضوء على أهمية تبني نهج متوازن يوازن بين الابتكار والاستقرار.

ويختتم الموقع التقرير بالتأكيد على أن تجربة السلفادور حالة فريدة من نوعها في تاريخ العملات الرقمية، حيث أثارت أسئلة جوهرية حول التداخل بين السياسة النقدية التقليدية والتقنيات الناشئة. وعلى الرغم من عدم اليقين المحيط بمستقبل البيتكوين في السلفادور، كما هو الحال في العديد من دول العالم، فإن هذه التجربة ستظل تقدم دروساً قيمة لدول أخرى تفكر في دمج العملات الرقمية في أنظمتها المالية، خصوصاً مع الإدارة الجديدة بقيادة ترامب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي السلفادور البيتكوين الدولار دولار السلفادور بيتكوين المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الموقع أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

برلمان السلفادور يعدل الدستور ليسمح للرئيس أبو كيلة بالترشح إلى ما لا نهاية

أقرّ البرلمان السلفادوري الذي يتمتع فيه أنصار الرئيس نجيب أبو كيلة بأغلبية ساحقة تعديلا دستوريا يلغي العدد الأقصى للفترات الرئاسية المسموح بها ويتيح تاليا لهذا الحليف للرئيس الأميركي دونالد ترامب الترشح إلى ما لا نهاية وتمديد مدة الرئاسة إلى 6 سنوات.

وبأغلبية 57 نائبا مقابل 3، صادق البرلمان أمس الخميس على هذا التعديل الذي تم إقراره بموجب إجراء مُعجّل والذي ينص أيضا على إلغاء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية وتمديد ولاية الرئيس من 5 سنوات حاليا إلى 6 سنوات.

ويتألف البرلمان من 60 نائبا هم 57 نائبا مواليا لأبو كيلة، وقد صوّتوا جميعا لصالح التعديل، و3 نواب معارضين فقط صوّتوا ضد النص.

وتنتهي ولاية أبو كيلة في 2029، لكن التعديل الذي تم إقراره أمس ينص على تقصيرها إلى 2027 والسماح له بعد ذلك بالترشح مجددا "دون أي تحفظات".

ويأتي التعديل الدستوري أمس بعد موجة قمع طالت معارضين ومدافعين عن حقوق الإنسان وأجبرت عشرات الصحفيين والناشطين على الفرار من البلاد.

وكانت النائبة آنا فيغيروا، من حزب "الأفكار الجديدة" قد اقترحت التغييرات على 5 مواد من الدستور. وتضمن الاقتراح أيضا إلغاء الجولة الثانية من الانتخابات التي يتواجه فيها الفائزان الحاصلان على أعلى الأصوات من الجولة الأولى.

واعتبرت آنا فيغيروا إقرار اقتراحها خطوة "تاريخية" لأن الأمر حسب تعبيرها "في غاية البساطة" وخاطبت "أيها السلفادوريون، أنتم وحدكم من يقرر إلى متى ستدعمون رئيسكم".

في المقابل، قالت النائبة المعارضة مارسيلا فيلاتورو خلال جلسة مناقشة النص "اليوم ماتت الديمقراطية في السلفادور لقد خلعوا أقنعتهم"، منددة بمشروع تعديل دستوري مفاجئ عُرض أمام النواب في مستهل عطلة صيفية تستمر أسبوعا في البلاد بأسرها.

وفي يونيو/حزيران عام 2024، فاز أبو كيلة بولاية ثانية بعد حصوله على 85% من الأصوات في انتخابات لم يتمكن من الترشح إليها إلا بعد أن حصل على إذن خاص من المحكمة العليا التي يهيمن عليها قضاة اختارهم حزبه في عام 2021 بالسماح بإعادة انتخابه لولاية ثانية مدتها 5 سنوات.

إعلان

ويتمتّع أبو كيلة (44 عاما) بشعبية جارفة بفضل الحرب الشرسة التي شنها على العصابات وأدّت إلى انخفاض العنف في البلاد إلى مستويات تاريخية.

وتمكن أبو كيلة من قمع العصابات بفضل نظام استثنائي سمح بتنفيذ اعتقالات دون أوامر قضائية وأدى ذلك إلى سجن عشرات آلاف الأشخاص.

مقالات مشابهة

  • هبوط جماعي للعملات الرقمية.. الفائدة والرسوم الأمريكية تضربان شهية المخاطرة
  • العملات المشفرة تترنح .. البتكوين تتراجع لأدنى مستوى بعد شهر تاريخي
  • الأسواق العالمية تتراجع تحت ضغط رسوم ترامب الجمركية
  • البورصات الآسيوية والأوروبية تتراجع بعد إعلان ترمب عن رسوم جمركية جديدة
  • رئاسة بلا نهاية.. السلفادور تُعيد تشكيل دستورها وتمدد ولاية أبو كيلة
  • برلمان السلفادور يعدل الدستور ليسمح للرئيس أبو كيلة بالترشح إلى ما لا نهاية
  • السلفادور: البرلمان يقر الترشح للرئاسة إلى «ما لا نهاية»
  • أمريكا تضع خططا شاملة لاستيعاب العملات الرقمية بدعم من ترامب
  • هل تتراجع الأسعار قريبا؟.. باحث اقتصادي يكشف التوقعات
  • خبير: النفط والبيتكوين في حالة ترقب.. والمؤسسات الكبرى تدعم صعود العملات الرقمية