إبادة وبرد وجوع.. تحيّر الغزيون: أيها يقاومون؟ / مشاهد مؤلمة
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
#سواليف
يعيش النازحون الفلسطينيون في قطاع غزة ظروفا إنسانية قاسية، بعد أن غمرت مياه الأمطار خيامهم وعصفت الرياح بمراكز إيوائهم التي لجؤوا إليها بعد تدمير إسرائيل منازلهم على مدار 15 شهرا من الإبادة الجماعية.
وللعام الثاني على التوالي، يواجه غالبية النازحين صعوبة في البقاء داخل مراكز إيواء بدائية وخيام قماشية مهترئة، حيث يعانون من نقص حاد في المستلزمات الأساسية مثل الملابس، الأغطية، ووسائل التدفئة.
وتفاقمت الأوضاع المعيشية مع نقص حاد في المواد الغذائية والمياه والكهرباء، مما أدى إلى إصابة آلاف النازحين، خاصة الأطفال، بسوء تغذية حاد، وهي مرحلة وصفتها الأمم المتحدة بأنها “محطة ما قبل الموت”.
مقالات ذات صلةوفي نهاية أغسطس/آب 2024، كشفت الأمم المتحدة أن نحو 15 ألف طفل في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية، من بينهم 2288 طفلا يعانون من سوء تغذية “حاد وخيم” بعد فحص حوالي 240 ألف طفل في القطاع.
ويشتكي النازحون من ضعف مناعة أطفالهم بسبب الجوع وسوء التغذية، مما يزيد من خطر تعرضهم لموجات الصقيع. وبالفعل، ارتفع عدد الوفيات بين النازحين بسبب البرد في الأيام الأخيرة، حيث سجلت 7 حالات وفاة، من بينهم 6 أطفال معظمهم حديثو الولادة.
غرق الخيام بالأمطار
ووفقا لجهاز الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، فقد غرقت عشرات الخيام بمياه الأمطار منذ فجر الاثنين، وتلقت فرق الإنقاذ العديد من الاستغاثات من النازحين الذين غمرت مياه الأمطار خيامهم وأماكن إيوائهم.
وبسبب الظروف الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 15 شهرا، تعاني العائلات من العيش في العراء بعد تدمير مراكز الإيواء وانتقالها إلى أماكن غير صالحة للسكن. ومع استمرار الظروف المأساوية، ناشد الدفاع المدني منظمات دولية للمساهمة في توفير أماكن إيواء ملائمة لحماية النازحين من مياه الأمطار.
من جهة أخرى، تحدث النازحون عن معاناتهم مع موجات البرد القارس، حيث لم تعد لديهم القدرة على حماية أنفسهم وأطفالهم من البرد بعد أن تبللت ملابسهم نتيجة الأمطار الغزيرة.
ووصفت سها بربخ، إحدى النازحات في خان يونس، كيف باتت تتفقد أطفالها خوفا من تعرضهم للموت بسبب البرد القارس، موضحة أنها تخلت عن غطائها لتدفئة أجساد أطفالها. كما يعاني النازحون من آلام شديدة في العظام جراء البرد القارس.
وقالت إسلام أحمد، التي تعيش في خيمة بمنطقة المواصي بمدينة خان يونس، إن مياه الأمطار أغرقت مستلزماتهم الأساسية مثل الأغطية والفُرُش والملابس، ما جعلها غير صالحة للاستعمال بعد تلوثها بالطين. وأضافت أن الأطفال، الذين تبللوا بالمياه، لا يملكون فرصة لتبديل ملابسهم لتجنب البرد القارس، حيث “يرتجفون من البرد ولا سبيل لتدفئتهم”.
وأشارت إلى أن النازحين حاولوا تثبيت خيامهم وإحاطتها بالرمال قبل بدء المنخفض الجوي لوقف دخول المياه، لكن الهطول المتواصل حال دون ذلك.
سكان الخيام في غزة.. إبادة إسرائيل تطردهم والأمطار تغرقهم
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن 81% من الخيام المهترئة في القطاع تهدد حياة آلاف النازحين مع دخول فصل الشتاء. ويتركز وجود النازحين في منطقة المواصي الممتدة على طول الساحل الغربي للقطاع، حيث لجأ إليها أكثر من 1.7 مليون نازح، وفقا لمنظمة “أوكسفام”.
وتعاني هذه المنطقة، التي تمثل نحو خمس مساحة القطاع، من نقص في إمدادات المياه والغذاء وسط الأوضاع المعيشية الصعبة. وتستمر إسرائيل في عمليات قصف وتدمير المنازل في غزة، مما يسبب المزيد من الخسائر البشرية والدمار.
ومنذ بداية أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة بدعم أميركي، أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 154 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عن اختفاء أكثر من 11 ألف شخص.
وتواجه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة جراء ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، حيث أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف میاه الأمطار البرد القارس قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مفوضية اللاجئين: ليبيا بحاجة إلى 106ملايين دولار لتغطية احتياجات النازحين
قالت رئيسة بعثة مفوضية اللاجئين في ليبيا كارمن صخر إن ليبيا بحاجة إلى 106 ملايين دولار لتغطية الاستجابة الكاملة للاجئين سواء السوادنيون منهم أو من الجنسات الأخرى.
وأضافت صخر في مقابلة خاصة مع ليبيا الأحرار تبث لاحقا، أن المفوضية لم تتحصل إلا على 18 بالمائة من الدعم، مشيرة إلى أنه غير كاف لتغظية الاحتياجات.
وقدرت صخر أعداد اللاجئين السوادنيين في ليبيا منذ الأزمة بـ 313 ألف لاجئي، أغلبهم وصل بظروف وصفتها بـ”الصعبة” كالمشي على الأقدام وسط الصحراء الليبية.
ليبيا قدمت الكثير لاحتواء اللاجئين
وذكرت صخر خلال مقابلتها أن ليبيا تعتبر من أبرز الدول التي استضافت السوادنيين اللاجئين من أصل 7 دول، والتي نزح منها ما يقارب 4 ملايين شخص منذ بدء الصراع.
وأوضحت المفوضية أن ليبيا قدمت كل ما لديها لاحتواء اللاجئين، واستقبلت أعدادا كبيرة جدا من الذين أجبروا على ترك بلادهم قسريا من بينهم السوريون العراقيون واليمنيون والأفارقة والذين هم بنسبة قليلة جدا.
ونوهت المفوضية إلى أن الدور يقع على المجتمع الدولي فيما يتعلق بالاستجابة والدعم للدولة المستضيفة لتغظية احتياجات هؤلاء الذين نزحوا قسرا من بلدانهم.
ووجهت رئيسة المفوضية رسالة إلى المجتمع الدولي بأن الأزمة مستمرة ومازال السودانيون يصلون إلى المناطق المجاورة ومن بينها ليبيا ويجب مساعدتها ماديا.
وبينت صخر أن على عاتق المجتمع الدولي مسؤليتين الأولى، ألا ينسوا مساعدة الأشخاص النازحين قسرا، والثانية هي إيجاد الحلول السياسية حتى يتمكن النازحون من العودة إلى أراضيهم.
وتتعامل المفوضية وفقا لصخر بخطة استجابة للاحتياجات في ليبيا مع 6 وكالات أممية بالتنسيق مع السلطات الليبية.
كما اعتبرت المفوضية أن من أولوياتها تأمين وصول كافة الاحتياجات لكل النازحين في الدول، مشيرة إلى تعاملها مع نحو 126مليون شخص أجبروا على ترك بلدانهم قسريا.
المصدر: ليبيا الأحرار “مقابلة خاصة”
مفوضية اللاجئين Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0