بوابة الوفد:
2025-05-19@01:14:33 GMT

رحيل «جيمى كارتر».. عراب كامب ديفيد

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

رحل الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر عن عالمنا بعد تاريخ حافل بالأحداث الكبرى، والإنجازات والمساعى الشاقة لتحقيق السلام، لدرجة أنه أطلق عليه لقب «عراب كامب ديفيد».

جيمى كارتر كان الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة، بعد انتخابه عام 1976 على أساس برنامجه السياسى ونزاهته الشخصية، إلا أن فترة رئاسته انتهت بعد أزمة الرهائن فى إيران.

سار كارتر فى طريق السلام، بداية من الشرق الأوسط إلى أفريقيا ومن البوسنة إلى التبت، وكان أبرز إنجازاته خلال فترة حكمه اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، وهى الاتفاقية التى وافق فيها البلدان على صنع السلام، ولم يكن ليتحقق لولا إدارة كارتر والمفاوضات اليومية للوصول إلى الاتفاقية، كما كان قائداً للسلام فى كثير من بؤر التوتر فى العالم ومنها البوسنة.

بعد توليه الرئاسة فى يناير 1977، بذل كارتر جهوداً حثيثة لجمع مصر وإسرائيل، معاً من أجل السلام، هو ووزير خارجيته، سايرس فانس، والتقى قادة مصر وإسرائيل، للمساعدة فى إيجاد تسوية تضمن السلام وتنهى العداء فى الشرق الأوسط، رافقت الجهود الأمريكية خطوة مصرية مدوية قام بها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بعد زيارته التاريخية لإسرائيل بدعوة من حكومتها فى 19 نوفمبر 1977 وخطابه الشهير من أجل السلام الذى ألقاه أمام الكنيست.

شهدت خطوة كارتر نحو السلام الكثير من المخاطر، فقد كانت شعبية كارتر تعانى ارتفاع معدلات التضخم والبطالة وأسعار الطاقة، وتخوف مستشاروه أن يؤدى الفشل فى كامب ديفيد إلى جعله يبدو ضعيفاً، وحذره نائبه والتر مونديل من ذلك، قائلاً له: «إذا فشلت، فسوف ننتهى، وسوف نضعف مكانتنا كزعماء وطنيين»، ولكنه لم يتراجع، بل مضى قدماً، فحدد موعداً لقمة كامب ديفيد فى الخامس من سبتمبر 1978.

واصطحب كارتر الرئيس السادات وبيجين إلى موقع معركة جيتيسبيرج، وهى واحدة من أهم المعارك فى الحرب الأهلية الأمريكية، التى استمرت نحو أربعة أعوام ما بين عامى 1861 و1865، كتحذير ضمنى بشأن ما قد يحدث فى حالة فشل المفاوضات.

وصاغ الرئيس الأمريكى وثيقة واحدة تتضمن حلاً للقضايا الرئيسية، وعرض المقترحات على السادات ومناحم بيجن، فى كامب ديفيد فى سبتمبر 1978، وأعاد صياغة المقترحات مرات عدة فى ضوء الملاحظات التى كان يتلقاها، وفى النهاية، تم التوصل أخيراً إلى اتفاق.

ونعته الصحف الأمريكية، وأشادت به ووصفته بأنه رجل مبادئ وصاحب رؤية فى السياسة الخارجية، وصاحب إنجازات عديدة، وأن حياته منذ أن كان مزارعاً ثم رجل أعمال وضابطاً فى البحرية، تقدم دروساً لا حصر لها للقادة فى كل مكان، كما وصفته هيئة تحرير «نيويورك تايمز» بأنه أحد أعظم الرؤساء الأمريكيين السابقين، لا لشىء إلا لأنه وظف ما تبقى من نجوميته كرئيس سابق لمساعدة من تولوا السلطة بعده، وبلاده من وضعه كصانع سلام، ودبلوماسى خلف الكواليس، وبطل لحقوق الإنسان، ومراقب للانتخابات الحرة، ومدافع عن المشردين، بينما كان يجد الوقت لنظم الشعر، وكان مثالاً للقيم الدينية التقليدية.

تناولت الصحف الأمريكية مسيرة كارتر الحافلة فى العمل السياسى إبان توليه السلطة بين عامى 1977 و1981، وأنشطته الخيرية بعد خروجه من البيت الأبيض، وأنه كان رجلاً منضبطاً تحلى بالنزاهة والقيم الراسخة والتصميم، وأن أمريكا بحاجة إلى مزيد من الرؤساء أمثاله.

 حاز كارتر جائزة نوبل للسلام، عن مساهمته فى اتفاقية كامب ديفيد، التى مهدت الطريق للسلام بين إسرائيل ومصر، ولالتزامه بحقوق الإنسان وعمله فى مكافحة الأمراض الاستوائية وتعزيز الديمقراطية فى كل مكان.

كان لكارتر الفضل الكبير فى تغيير طابع الحرب الباردة، إذ مهد الطريق لانهيار الاتحاد السوفياتى فى نهاية المطاف، وفعل ذلك بمزيج من القوة الناعمة والصلبة فى آن واحد.

نعاه مستشاره السابق للأمن القومى توماس دونيلون فى مقال بمجلة «فورين أفيرز»، وقال فيه: إن كارتر حقق توازناً دقيقاً للحفاظ على السلام بين الصين وتايوان، ووضع الأساس لمرحلة حاسمة من منافسة الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفياتى، وقد أثبتت هذه اللبنات صمودها، حيث يواصل صناع السياسة اليوم الوقوف على الأساس الذى بناه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي السابق کامب دیفید

إقرأ أيضاً:

أحمد موسى: رسائل الرئيس السيسي الأقوى والأهم في القمة العربية

علق الإعلامي أحمد موسى،  على أعمال القمة العربية في بغداد ومشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بها .

الرئيس السيسي يشارك في القمة العربية ببغداد.. تعليق أحمد موسىقبل إلقاء كلمته.. أمير قطر ينسحب من القمة العربيةالعراق: فلسطين تصدرت جدول أعمال القمة العربية باعتبارها القضية المركزيةالقمة العربية تطالب بزيادة الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف الحرب في غزة

وقال الإعلامي أحمد موسى في برنامجه " على مسئوليتي " المذاع على قناة " صدى البلد"، :"  رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي الأقوى والاهم في القمة العربية ".

وتابع  :" إسرائيل ممكن تعمل تطبيع مع كل الدول  العربية لكن السلام العادل يتحقق بإقامة دولة فلسطينية ".

وأكمل  موسى :" الرئيس السيسي يؤكد ان السلام مشروط بقيام دولة فلسطينية مستقلة ".

ولفت الإعلامي أحمد موسى :"  الرئيس السيسي أكد أن أي اتفاقية تطبيع لن تؤدي لتحقيق السلام ". 
 

طباعة شارك موسى أحمد موسى اخبار التوك شو القمة العربية مصر

مقالات مشابهة

  • خبير: كلمة الرئيس السيسي في قمة بغداد «جابت الخلاصة»
  • تحقيق السلام العادل.. تعليق قوي من أحمد موسى على كلمة الرئيس السيسي
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي طالب ترامب ببذل الجهود لوقف حرب غزة
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي تحدث بلغة السلام والقوة في القمة العربية
  • أحمد موسى: رسائل الرئيس السيسي الأقوى والأهم في القمة العربية
  • كلمة الرئيس السيسي أمام القمة العربية.. صفعة مدوّية على وجه المطبّعين
  • الرئيس المصري يطالب ترامب بـ "وساطة" تُوقف حرب غزة
  • الرئيس الفلسطيني يدعو لتبني خطة عربية لإنهاء الحرب في غزة
  • ديفيد هيرست : “إسرائيل” ماضية نحو خسائرها
  • ديفيد هيرست: إسرائيل خسرت الحرب في غزة وهي لا تعلم ذلك بعد