كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن أهم 19 حدثا وظاهرة فلكية خلال شهر يناير الحالي من أبرزها ظهور شهب "الرباعيات "و "قمر الذئب "، ورؤية كوكبي "الزهرة" و "المريخ "، الى جانب اقترانات للكواكب والنجوم.


وقال تادرس، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، إن اولى تلك الظواهر ستبدأ بعد غد الجمعة وفيها يتراءى القمر مقترنا مع كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية ) بعد غروب الشمس مباشرة ، حيث نراهما متجاورين في السماء ، وسيظلان مرئيان إلى أن يبدأ المشهد في الغروب في الساعة 8:40 مساء تقريبا .


واضاف أنه في ليلة بعد غد الجمعة وحتى فجر السبت ستزين زخة شهب "الرباعيات" السماء ،وهي من زخات الشهب المتوسطة حيث يصل عدد الشهب فيها إلى40 شهابا في الساعة عند الذروة في الظروف القياسية للرؤية وهي ظلمة السماء (عدم وجود القمر) وصفاء الجو.


وأوضح أن تدفق الشهب يستمر سنويا في الفترة من 1 إلى 5 يناير ويبلغ ذروته هذا العام في ليلة الثالث وصباح الرابع من يناير، مؤكدا أن أفضل وقت لرؤية زخات الشهب عموما يكون بعد منتصف الليل بعيدا عن اضواء المدينة ، بشرط صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء.


ونوه الدكتور أشرف تادرس الى أنه في يوم 4 يناير سيتراءى القمر مقترنا مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية ) حيث سيكونان متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل وسيظلان مرئيان حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـ 9:45 مساء تقريبا .


وذكر انه في 7 يناير سيتراءى القمر في طور التربيع الأول حيث يضيء نصف قرصه فقط في منتصف السماء وقت غروب الشمس تقريبا ، وتبلغ نسبة لمعانه 50% ، علما بأن الجزء المضيء من القمر يشير دائما إلى اتجاه الشمس حتى لو كانت الشمس تحت الأفق (اتجاه الغرب في حالة التربيع الأول) .


واضاف أنه عقب ذلك سيتحرك القمر في السماء بمرور الساعات نحو الغرب إلى أن يبدأ بالغروب عند منتصف الليل تقريبا .


ولفت استاذ الفلك الى انه في 8 يناير سيكون القمر في هذا اليوم في منطقة الحضيض في مداره حول الأرض وهي المنطقة القريبة نسبيا إلى الأرض حيث تبلغ المسافة بينهما حوالي 370,000 كم .


وأوضح أن منطقة الحضيض متغيرة من شهر لآخر ولا يُعتبر القمر سوبر أو عملاق إلا إذا كانت مسافته من الأرض أثناء الحضيض أقل من 360,000 كم ، مشيرا الى تزايد ظاهرة المد والجزر عموما أثناء وجود القمر في الحضيض .


ونوه أستاذ الفلك الى انه في 9 يناير سيتراءى القمر مقترنا مع الحشد النجمي بلايدس (الثريا أو الأخوات السبع) في برج الثور، حيث نراهما متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، وسيظلان مرئيان بالسماء حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـ 3:10 صباحا تقريبا .


وأوضح أن الثريا هو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، والذي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، ويتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك سُمى بالأخوات السبع .


وقال الدكتور اشرف تادرس إنه في يوم 10 يناير سيصل كوكب الزهرة إلى أقصى استطالة له تبلغ 47.2 درجة من الشمس ، وهو أفضل وقت لمشاهدة كوكب الزهرة وتصويره لأنه سيكون في أعلى نقطة له فوق الأفق الغربي في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ، لذلك تكون فترة بقائه في السماء هي الأطول حيث يغرب في الـ 8:50 مساء تقريبا .


واضاف ان الإستطالة هي الزاوية الظاهرية بين الشمس وأحد الكواكب الداخلية (عطارد أو الزهرة) عندما تقاس من الأرض ، وتبلغ استطالة كوكب الزهرة أكبر من استطالة كوكب عطارد ، لذلك يُرى كوكب الزهرة دائما بطريقة أسهل ولفترة أطول من كوكب عطارد .


واشار الى أنه في 13 يناير سيتراءى القمر في ذلك اليوم في الأفق الشرقي بعد غروب الشمس مباشرة مقترنا مع كوكب المريخ ( الكوكب الأحمر) والنجم بولوكس (ألمع نجم في برج الجوزاء = التوأم) في اقتران ثلاثي رائع في برج الجوزاء (التوأم) حيث نراهم بالقرب من بعضهما البعض في السماء طوال الليل إلى أن يختفي المشهد صباح اليوم التالي في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس .


ولفت أستاذ الفلك الى انه إكتمال القمر (بدر شهر رجب) في 14 يناير، إذ يكتمل قرص القمر ويصبح بدرا كامل الاستدارة في ذلك اليوم حيث يكون القمر في حالة تقابل مع الشمس ، فيشرق بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي ، وتكون نسبة لمعانه 100% .


واوضح أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر ، لذلك يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا في الفترة من 13 إلى 16 يناير..مشيرا الى أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية باسم (وولف مون أو قمر الذئب) لأن في هذا الوقت من العام تجتمع الذئاب الجائعة وتعوي خارج البيوت ، كما يُعرف أيضا باسم القمر القديم أو بدر ما بعد عيد الميلاد (الكريسماس) .


وأكد أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة .


وقال أستاذ الفلك إنه في ذات اليوم 14 يناير سيشرق القمر البدر في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة ويكون مقترنا مع الحشد النجمي خلية النحل في برج السرطان . واوضح أنه لصعوبة رؤية الحشد النجمي خلية النحل بالعين المجردة ننصح بإستخدام تلسكوب صغير حيث نراهما متجاورين في السماء طوال الليل إلى أن يغربا مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي .


وأضاف أن الحشد النجمي خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة وهو يظهر كسحابة مجسمة في كوكبة السرطان كما رآها عالم الفلك "جاليليو" لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609 وتمكن من رؤية 40 نجما فقط .


ونوه الدكتور أشرف تادرس الى أنه في 16 يناير سيكون كوكب المريخ ( الكوكب الأحمر ) في حالة تقابل مع الشمس في ذلك اليوم أي عندما تغرب الشمس في جهة الغرب يكون المريخ قد أشرق بالفعل جهة الشرق ، ويظل مرئيا في السماء طوال الليل ، ويغرب عندما تلوح الشمس بالشروق صباح اليوم التالي ،مؤكدا أن هذا اليوم هو أفضل وقت لرؤية كوكب المريخ بالعين المجردة وتصويره خلال العام .


واشار أستاذ الفلك الى أنه في 16 يناير يشرق القمر في هذا اليوم في الـساعة 8:00 مساء تقريبا مقترنا مع النجم ريجولس أو قلب الأسد ، وهو ألمع نجم في برج الأسد ويعتبر من النجوم اللامعة في سماء الليل عموما وتبلغ كتلته 3.5 ضعف كتلة الشمس ويبعد عن الأرض حوالي 79 سنة ضوئية .


واضاف أنه يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة في السماء طوال الليل إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس .


وقال الدكتور اشرف تادرس إنه في الفترة من 16- 20 يناير سيقترب الكوكبان الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية ) وكوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية ) من بعضهما البعض ويكون اقترانهما الفعلي يوم 18 يناير وسيكونا أكثر قربا في ذلك اليوم ويترائى هذا المشهد بعد غروب الشمس مباشرة حتى يبدأ بالغروب بحلول الـ 8:45 مساء تقريبا .


وذكر أستاذ الفلك أنه في 21 يناير سيشرق القمر في الدقائق الأخيرة من يوم 20 يناير والدقائق الأولى من يوم 21 يناير مقترنا مع النجم سبيكا السماك الأعزل أو السنبلة (ألمع نجوم برج العذراء) ،و يمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة ويظل مرئيا في السماء إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس . 


وذكر أن نجم سبيكا (السنبلة) هو نجم متغير يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس ، وكتلته 11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس ، ولمعانه 13.5 مرة مثل لمعان الشمس ، ويبعد عن الأرض بنحو 260 سنة ضوئية .


ونوه الى أنه في 21 يناير سيكون القمر في هذا اليوم في منطقة الأوج في مداره حول الأرض وهي المنطقة البعيدة نسبيا عن الأرض حيث تبلغ المسافة بينهما حوالي 403,000 كم علما بأن منطقة الأوج متغيرة من شهر لأخر ، موضحا أن ظاهرة المد والجزر تقل قليلا أثناء وجود القمر في الأوج .


ولفت الى أنه في ذات اليوم 21 يناير سيشرق القمر في ذلك اليوم بعد منتصف الليل في طور التربيع الثاني حيث يضيئ نصف قرصه فقط ، وتبلغ نسبة لمعانه 50% ، علما بأن الجزء المضيئ من القمر يشير دائما إلى إتجاه الشمس حتى لو كانت الشمس تحت الأفق (اتجاه الشرق في حالة التربيع الثاني) ومن ثم يصبح القمر في وسط السماء تقريبا عند شروق الشمس ، ثم يستمر في التحرك نحو الغرب إلى أن يبدأ بالغروب الفعلي عند الظهر ، أي عندما تكون الشمس في منتصف النهار تقريبا .


وقال أستاذ الفلك إنه في 23 يناير سيترائى كوكب المريخ بالقرب من النجم بولوكس (ألمع نجم في برج الجوزاء = التوأم) في الأفق الشرقي بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل في النصف الثاني من شهر يناير ، إلا انهما يقترنان في 23 يناير حيث سيكونا أقرب ما يمكن لبعضهما البعض في ذلك اليوم ويظل هذا المشهد بالسماء طوال الليل حتى يبدأ في الغروب قرب شروق الشمس ، ثم يختفي المشهد تماما في شدة ضوء الشفق الصباحي. 


واشار الدكتور أشرف تادرس الى أنه في 25 يناير سيشرق القمر في الساعة 3:30 صباحا تقريبا في ذلك اليوم مقترنا مع النجم (قلب العقرب) ألمع نجم في برج العقرب ، وهو نجم أحمر عملاق يفوق كتلة الشمس بـ 10 أضعاف ، ويبعد عن الأرض بحوالي 600 سنة ضوئية ويظل هذا الاقتران مرئيا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس .


ولفت أستاذ الفلك الى أن آخر الظواهر الفلكية لشهر يناير ستكون يوم 29 يناير حيث يظهر القمر الجديد (محاق شهر شعبان) ،موضحا أنه عندما يقترن أي جرم سماوي مع الشمس لا يمكن رؤيته أبدا بسبب قوة إضاءة الشمس ، ولذلك لا يمكننا رؤية القمر أثناء اقترانه بالشمس وعلى هذا الأساس لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد ، حيث يقترن القمر مع الشمس في ذلك اليوم فيشرق معها ويغرب معها فلا يترائى لنا أبدا وإلى أن يخرج القمر من حالة الاقتران مع الشمس حينئذ يولد القمر الجديد .


واضاف أن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة تعتمد أساسا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء أثناء الشفق المسائي بعد غروب الشمس مباشرة ، كما تعتمد رؤيته أيضا على صفاء السماء وخلوها من السحب والغبار . وأكد الدكتور اشرف تادرس أن أيام المحاق تعد أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة بالنسبة للفلكيين لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة ، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الفلكية المطلوبة .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المعهد القومي للبحوث الفلكية غروب الشمس شهب الرباعيات قمر الذئب المزيد المجموعة الشمسیة أستاذ الفلک الى بالعین المجردة الحشد النجمی فی ذلک الیوم القمر فی هذا کوکب المریخ کوکب الزهرة مساء تقریبا یکون القمر الى أنه فی سنة ضوئیة هذا الیوم فی الغروب المشهد فی واضاف أن من الأرض حتى یبدأ الیوم فی أفضل وقت مع الشمس الشمس فی عن الأرض فی حالة الى أن إنه فی

إقرأ أيضاً:

تصعيد بوقت خاطئ.. هل يُعيد مقتل 6 مصريين على يد الشرطة مشهد يناير؟

 شهد الشارع المصري مؤخرا بعض الأحداث الأمنية التي تتشابه إلى حد كبير مع إرهاصات ما قبل ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، التي مهدت لها واقعة مقتل الشاب المصري خالد سعيد في 6 حزيران/ يونيو 2010، على يد قوات الشرطة.

وفي وقائع مماثلة؛ تتوالى وفيات مواطنين موقوفين على ذمة قضايا جنائية وسياسية في مراكز وأقسام الشرطة المصرية، حي توفي 6 مصريين هذا الأسبوع بما نسبت إلى عنف الشرطة، ما رأى فيه مراقبون تصعيدا أمنيا خطيرا في الوقت الخاطئ وقد يؤدي لانفجار شعبي.
 
قتيل في بلقاس وآخر في الصف

وصدمت مدينة بلقاس بواقعة مقتل الشاب أيمن صبري (21 عاما) تحت التعذيب -وفق رواية الأهالي- بمركز شرطة المدينة بمحافظة الدقهلية السبت الماضي، وعاشت مدينة "الصف" واقعة مماثلة في مركز شرطة المدينة بمقتل الشاب كريم محمد عبده بدر (26 عاما)، الأحد الماضي، ليخرج أهالي بلقاس في تظاهرة غاضبة.

 


 
احتجاز "المعصرة" وقتيلي "بولاق الدكرور"

واقعتا "بلقاس" و"الصف"، سبقتهما واقعة قسم شرطة "المعصرة"، الجمعة الماضية، باحتجاز شابين مصريين لضباط وأفراد الأمن الوطني بالقسم، وهو ما تبعته تأكيدات حقوقية بمقتل الشابين على يد قوات الأمن بعدها بأيام.



وعلى طريقة اقتحام ثوار 25 يناير 2011، مقرات الأمن الوطني، تمكن الشابان محسن محمد مصطفى، وأحمد عبدالوهاب، الجمعة الماضية، من اقتحام قسم شرطة المعصرة وقاما باحتجاز ضباط وأفراد الأمن الوطني 5 ساعات، مطالبين بفتح معبر رفح البري.


 
واقعة المعصرة، أحدثت ردود فعل هائلة في الشارع المصري ورأي فيها مراقبون أنها أسقطت هيبة أهم قطاع في الداخلية، وأكدت أن مستوى الاحتقان في الشارع على خلفية ما يحدث في غزة قد بلغ ذروته؛ وأن ردود الأفعال المصرية لم تعد قابلة للتنبؤ.

وفي 20 تموز/ يوليو الجاري، أعلنت قوات الأمن المصرية عن مقتل المصريين أحمد محمد عبدالرازق، وإيهاب عبداللطيف محمد، في شقة بمنطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة غرب القاهرة، يوم 7 تموز/ يوليو الجاري، موجهة لهما اتهامات بالشروع في تشكل خلية إرهابية، لتوثق منظمات حقوقية وقائع تهدم رواية الشرطة حول الواقعة.



 الوقائع الأربعة السابقة، أصدرت وزارة الداخلية بشأنها بيانات تؤكد عدم ضلوع ضباطها وأفرادها في ارتكاب تلك الجرائم، مؤكدة أن الوفيات في الواقعة الأولى والثانية "لا تحمل شبهة جنائية"، وهو ما يتنافى مع شهادات شهود وثقتها منظمات حقوقية.

غضب في بلقاس على طريقة يناير

ومساء الأحد الماضي، خرج غاضبون مصريون للشوارع في مدينة بلقاس احتجاجا على قتل الشاب أيمن صبري داخل قسم الشرطة، هتفوا مطالبين برحيل السيسي، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة، التي رد بإطلاق النار لتفريق المتظاهرين.

 ذلك المشهد نقلته مقاطع صورها مواطنون، وأكد متابعون أنها تتشابه مع أحداث ثورة 25 يناير 2011، ومع أحداث الغضب بمواجهة الانقلاب العسكري 3 تموز/ يوليو 2013، وفي تظاهرات 20 أيلول/ سبتمبر 2019، و2020، المطالبة برحيل السيسي.

  ???? احتجاجات أمام محكمة بلقاس بعد وفاة الشاب أيمن صبري تحت التعذيب داخل مركز شرطة #بلقاس بمحافظة الدقهلية ومناوشات مع قوات الأمن في محيط المحكمة. pic.twitter.com/qTS5sMU9OU — Ali Bakry (@_AliBakry) July 27, 2025

حملات اعتقال وأحكام قاسية وتحريض إعلامي

في السياق، تتوالى حملات اعتقال طالت معتقلين سابقين ممن جرى إخلاء سبيلهم سابقا، في حملات مكبرة ومتتابعة منذ الجمعة الماضية، وسط تحذيرات حقوقية من تبعات تلك الحملة على المعارضين والمدونين.

في ذات الإطار، تواصل السلطات القضائية أحكامها بحق المعتقلين السياسيين، إذ قضت محكمة "جنايات أمن الدولة" (طوارئ)، الاثنين، من مجمع محاكم بدر، بالسجن المشدد 5 سنوات على أحمد أبوالفتوح، نجل المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب "مصر القوية" والمعتقل منذ 2018، الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.

وأصدرت محكمة جنايات القاهرة، من ذات مجمع المحاكم في بدر، أحكاما مشددة بالسجن بحق 30 معتقلا مصريا، بينهم أطفال، بالقضية المعروفة إعلاميا باسم "خلية الجوكر"، والذين جرى اعتقالهم على خلفية تظاهرات دعا لها المعارض المقيم بالخارج محمد علي.

 وتحقق نيابة أمن الدولة العليا مع الناشط السياسي، أحمد دومة، في قضية جديدة، وفقا لما أعلنه دومة، عبر "فيسبوك".

وإلى جانب التصعيد الأمني والقضائي، صعدت الأذرع الإعلامية للنظام المصري من لهجتها، إذ طالب المذيع أحمد موسى السبت الماضي، السلطات باستخدام "القوة الغاشمة"، و"تنفيذ أحكام الإعدام"، بحق مئات من المعتقلين الصادرة بحقهم منذ العام 2013، وأغلبهم من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين.

 مطالبات بالتهدئة

قراءات كثيرة من سياسيين تؤكد أن التعامل الأمني الغليظ من النظام المصري على مدار 12 عاما وانغلاق السبل أمام الشباب قد تدفع لثروة غضب عارم.

وتطالب شخصيات مصرية بتهدئة الأوضاع، وحل أزمة المعتقلين، وتخفيف القبضة الأمنية، ومطالبة النظام بمراجعة سياساته الأمنية، ووقف التعامل العنيف والأسلوب القمعي، وفتح الباب لاندماج الشباب المعتقل سابقا في المجتمع.



 والأسبوع الجاري، وقع عشرات السياسيين والنشطاء والصحفيين والحقوقيين المصريين على بيان يدعو لإخلاء سبيل المعتقلين المصريين في سجون السيسي، في خطوة قد تكون هي الأولى التي تجمع هذا العدد والنوعية من أسماء لشخصيات وازنة ولها ثقل سياسي وعلمي.

بفعل أزمتي غزة والغلاء

وأكد مصريون في حديثهم لـ"عربي21"، على تنامي حالة الغضب، بفعل أزمات الاقتصاد والغلاء والفقر وانتشار الجريمة من السرقة إلى تجارة المخدرات وأعمال البلطجة في الشارع المصري، إلى جانب ضغوط الفشل الحكومي والإداري في الكثير من الملفات.

ويشير البعض إلى أزمة انقطاع الكهرباء والمياه والإنترنت والاتصالات التي ضرب محافظة الجيزة على مدار الأيام الماضية، نتيجة عطل في محطة كهرباء "جزيرة الذهب"، وإلى واقعة سيدة مصرية طالبت محافظ القاهرة بكيلو من اللحوم، ملمحين إلى أنها تؤكد حجم أزمة النسبة الغالبة من المصريين.


 
وذهب البعض، حد التأكيد على أن حالة الغضب في الشارع المصري، من تعامل النظام المصري مع أزمة تجويع وحصار شعب غزة على الحدود الشمالية الشرقية لمصر، قد تقود إلى ردود فعل أشد غضبا، مشيرين إلى أنها سبب واقعة "قسم المعصرة"، ووقائع غلق السفارات المصرية في الخارج.

غليان قادم والنداء الأخير

وتحت عنوان "نصيحة مخلصة"، تحدث رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" الحكومية الأسبق عبدالعظيم حماد، عن وقائع: "المعصرة، وبلقاس والجيزة، وكفر السنابسة، وحريق سنترال رمسيس، وقانون إيجارات وإخلاء المساكن القديمة، واستفزازات الساحل الشرير، وحكومة العلمين، مقابل عجوز تتمنى أكل اللحمة، والمداهمات الأمنية، وغزة، والانتخابات البرلمانية".

 وقال حماد، عبر "فيسبوك": "الغليان يبدأ بفقاعة هنا، وثانية هناك، وثالثة بينهما، ثم رابعة، وخامسة، وفجأة يهدر سطح الوعاء كله"، مؤكدا أنه "لابد من إطفاء اللهب وفتح الغطاء وإلا فاض الطوفان الحارق"، موضحا أنه قال مثل ذلك لمن يعنيهم الأمر علمي 2009 و2010، ولم يهتموا.

 وتحت عنوان: النداء الأخير، تساءل نائب رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية إسلام الغمري: "هل تقترب مصر من ساعة الإفاقة أم الانفجار؟"، قائلا: "ما تشهده مصر اليوم ليس أزمة اقتصادية فقط، ولا اضطرابا سياسيا عابرا، بل تراكم ممتد لأخطاء منهجية أنتجت حالة وطنية مشحونة، بلغ فيها الاحتقان حدودا خطرة".

وأكد عبر "فيسبوك"، أن "أعراض الانفجار أصبحت مرئية للجميع، من مراكز الأبحاث إلى المقاهي، من أجهزة الأمن إلى العواصم الأجنبية".

وفي تقديرهم لنتائج التصعيد الأمني والقضائي والإعلامي بحق المصريين من قتل واعتقال وأحكام قاسية، وتأثيره على وضع الشارع المصري الغاضب، من سياسيات النظام المصري الأمنية والاقتصادية والداخلية والخارجية، تحدث سياسيون مصريون لـ"عربي21".

"غباء متكرر"

وعن تلك الحالة من تعنت النظام تجاه المصريين، قال السياسي المصري والقيادي السابق بحزب "الاستقلال" عادل الشريف، إن "غباء مبارك، وشرطته يتكرر وبشكل أوسع، وكأنهم لم يروا سيناريو 25 يناير 2011".

 الخبير في الشؤون العسكرية والعميد السابق بالجيش المصري، أضاف لـ"عربي21"، أنه "الجزاء الوفاق الذي يحمل انتقاما من كل من خذل وخان وأفسد يدق على أبواب مصر وسائر المنطقة بقوة".

ولفت إلى "أن كلمات الشاب أحمد الشريف، صاحب واقعة قسم شرطة المعصرة، هي أيقونة الربيع القادم"، متوقعا أن "يستمر القمع في مصر أكثر وتحتقن الصدور الغاضبة أكثر".

"مهتز ومرعوب"

ورغم إجراءات القمع، قال عضو اتحاد القوى الوطنية المصرية الدكتور حسام فوزي جبر، إن "النظام مهتز ومرعوب، وأكثر ما يوضح ذلك هو استنجاد السيسي، أمس، بترامب لكي يظهر للناس أنه لم يُقصر، وأن الموضوع الخاص بفتح معبر رفح ليس بيده، وإنما بيد ترامب".

رئيس لجنة "فُض المنازعات" بسيناء سابقا، أكد لـ"عربي21"، أن "هذا كذب وتضليل، ولكن يظهر جبنهم وخوفهم في زلات ألسنتهم وتحركاتهم واستنجادهم بدول الاحتلال".

وحول حجم التشابه بين المشهد الحالي ومشهد ما قبل ثورة 25 يناير، من قتل واعتقال وانتخابات مزورة وتعالي النظام، ومدى إمكانية تكرارها، يرى فوزي، أن "إمكانية تكرارها بنفس الشكل صعب".

لكنه يعتقد أن "حالة الاحتقان والانفجار واردة، والآن أصبحت واضحة أكثر من ذي قبل؛ فلو لم يتدخل الجيش بعزل السيسي واستبداله بغيره، فإن كل السيناريوهات مطروحة وبقوة".

ويلفت معارضون إلى أن رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، يستشعر هذا الخطر، خاصة بعد كلمته موضحين أنه في المقابل يتخذ إجراءات قمعية ويغير في قيادات وزارة الداخلية، ملمحين إلى عزل مساعد الوزير لقطاع الأمن الوطني اللواء عادل جعفر، بعد واقعة الأمن الوطني في قسم المعصرة.

والاثنين، ظهر السيسي، في كلمة مسجلة تحدث فيها لأول مرة وبشكل خاص عن أزمة تجويع أهل غزة، موجها حديثه للمصريين، قائلا إن "دورنا دور محترم وشريف وواضح ويقوم على دعم وقف الحرب وإدخال المساعدات"، ما قرأ فيه البعض محاولة لتخفيف حدة الغضب الشعبي.

مقالات مشابهة

  • عاجل: الجمعية الفلكية لـ"اليوم": زلزال روسيا العنيف يفضح مزاعم "الاصطفاف الكوكبي"
  • تصعيد بوقت خاطئ.. هل يُعيد مقتل 6 مصريين على يد الشرطة مشهد يناير؟
  • تعلن نيابة ومحكمة الزهرة الإبتدائية للمتهم سليمان هادي الحضور الى المحكمة
  • ضبط أسعار صرف العملات الأجنبية في البنك الأهلي اليوم الأربعاء 22 يناير
  • غرفة الجيزة التجارية: تراجع أسعار الأرز والسكر والدقيق مقارنة بـ يناير 2025
  • الحرارة الشديدة مستمرة.. 3 ظواهر جوية تضرب مصر غدًا
  • اليوم.. أولى جلسات محاكمة اليوتيوبر أكرم سلام بتهمة استعراض القوة وترويع أردنية
  • اليوم.. أولى جلسات محاكمة عاطل بتهمة قتل شاب بالقاهرة
  • فلكية جدة: اقتران هلال القمر بالمريخ يزين سماء الوطن العربي الليلة
  • انكسار الموجة الحارة في هذا الموعد .. وتحذير من ظواهر مناخية جديدة