يمانيون../
على امتداد الجغرافيا اليمنية المتنوعة جبالا وسهولا وصحارى وسواحل، بحار، تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية، منذ دخول معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” المساندة لغزة من إسقاط الطائرة الرابعة عشر من نوع “إم كيو 9″ بصواريخ أرض جو محلية الصنع، إضافة إلى إسقاط أربع طائرات أخرى من ذات الطراز خلال سنوات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن.

وبهذا العدد الكبير من الطائرات يكون اليمن صاحب السبق في العالم الذي أسقط (إم كيو9) المتطور تكنولوجيا، ومعه يهوي التفوق الجوي الأمريكي، وسمعة هذه الطائرات غير المأهولة والتي تبلغ قيمتها 30 مليون دولار، والتي نافست بها واشنطن مختلف الدول المتقدمة، واستخدمتها في حروبها في أفغانستان والعراق ونفذت بها الاغتيالات في عدة دول.

صباح اليوم الأربعاء، أعلنت القوات المسلحة اليمنية إسقاط الطائرة، MQ_9، الثانية خلال 72 ساعة وذلك أثناءَ قيامِها بتنفيذِ مهامَّ عدائيةٍ في أجواءِ محافظةِ مأرب، بواسطة صاروخ أرض جو محلي الصنع، وتعدُّ هذه الطائرةُ هي الثانية خلال 72 ساعة، والرابعة عشْرةَ التي تمكنتْ دفاعاتُنا الجويةُ من إسقاطِها خلالَ معركةِ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدسِ إسناداً لغزة.

وكانت الدفاعاتُ الجويةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ، أسقطت السبت الماضي في 28 ديسمبر طائرةٍ أمريكيةٍ نوع MQ_9 أثناءَ قيامِها بتنفيذِ مهامَّ عدائيةٍ في أجواءِ محافظةِ البيضاء.

وبدأ مسلسل إسقاط طائرات إم كيو9” خلال معركة إسناد غزة من المياه الإقليمية، وتوزعت الطائرات المُسقطة على 5 محافظات حدودية وساحلية ومحاذية للمناطق المحتلة، وبواقع هوت 4 طائرات في سماء محافظة صعدة الحدودية (شمالا)، وكذلك في أجواء محافظة مأرب تم إسقاط 4طائرات، وطائرتين في محافظة البيضاء، وطائرة في سماء محافظة الجوف وهذه المحافظات محاذية للمناطق اليمنية المحتلة (شرقا) الخاضعة لسيطرة قوى الغزو الأمريكي السعودي الإماراتي، كما تم إسقاط طائرة واحدة في أجواء محافظة ذمار (وسط) بالقرب من المحافظات المحتلة (جنوبا)، كما تم إسقاط طائرة في سماء محافظة الحديدة الساحلية غربا، وطائرة في المياه الإقليمية التابعة للمحافظة.

يضاف هذا العدد إلى أربع طائرات (إم كيو9) أخرى اسقطتها الدفاعات الجوية في أجواء العاصمة صنعاء، ومحافظات الحديدة وذمار ومأرب.

مواصفات “إم كيو9”

وخلال العقود الأخيرة ظلت الولايات المتحدة تتفاخر بهذا النوع من الطائرات بدون طيار والتي، لديها مواصفات تكنولوجية عالية، منها نظام رادار متطور وكاميرات ومستشعرات عالية الدقة تستطيع مسح منطقة قطرها 360 درجة، وتبلغ قيمة الطائرة مع غرفة التحكم والصواريخ والأجهزة الأخرى 30 مليون دولار.

وتتنوع مهام هذه الطائرة بين المراقبة والتجسس وضرب أهداف أرضية، وتتميز بقدرتها على حمل صواريخ وقنابل موجهة بالليزر، وتمتلك نظام رادار متطور ينقل البيانات لعدد من الطائرات أو المواقع على الأرض.

ويبلغ طول الطائرة 11 مترا ويصل عرضها مع الأجنحة إلى 20 متراً، ويبلغ مدى التحليق للطائرة نحو ثلاثة آلاف كيلو متر، ويصل أقصى ارتفاع لها 45 ألف قدم، بينما تبلغ سرعتها القصوى نحو 240 كيلومتراً، ولها قدرة على العمل في الظروف الجوية القاسية، والتحليق لفترة زمنية طويلة تصل إلى 40 ساعة.

لكن مع دخول القوات المسلحة اليمنية في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس اسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في قطاع غزة، تهاوت “إم كيو 9” في سماء اليمن، وألغت الهند صفقة كانت قد عقدتها مع الولايات المتحدة لشراء هذا النوع من الطائرة.

ملخص عمليات إسقاط إم كيو9 الأمريكية:

8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

مع بدء دخول القوات المسلحة اليمنية معركة إسناد غزة عقب العدوان الصهيوني على غزة في 7 أكتوبر العام الفائت، تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية في 8 نوفمبر 2023 من إسقاط طائرة أمريكية MQ9 أثناء قيامها بأعمال عدائية ورصد وتجسس في أجواء المياه الإقليمية اليمنية، ضمن الدعم العسكري الأمريكي للكيان الإسرائيلي.

وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها أنه تم إسقاط الطائرة بالسلاح المناسب، مؤكدة حقها المشروع في الدفاع عن البلاد والتصدي لكل التهديدات المعادية.

كما أكدت أن التحركات المعادية لن تثني القوات المسلحة اليمنية عن الاستمرار في تنفيذ العمليات العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي دعماً ونصرةً لمظلومية الشعب الفلسطيني

علما أن هذه هي المرة الأولى التي يتمكن منها الجيش اليمني من إسقاط هذه الطراز من الطائرات في المياه الإقليمية وليس في البر.

19 فبراير/ شباط 2024

وفي فبراير كان صيد القوات المسلحة اليمنية الثاني، ووزع الإعلام الحربي 19 فبراير شباط 2024 مشاهد لعملية إسقاط الطائرة الأمريكية MQ-9 في محافظة الحديدة.

وأظهرت المشاهد الرصد الدقيق للطائرة الأمريكية ولحظة استهدافها بصاروخ أرض -جو محلي الصنع بشكل مباشر في سماء محافظة الحديدة، كما وثقت احتراق الطائرة بعد استهدافها وسقوطها وحطامها على الأرض.

وسبق للقوات المسلحة أن أعلنت صباح ذات اليوم تمكنها من إسقاط طائرة أمريكية من طراز( MQ9) ) بصاروخ مناسب في محافظة الحديدة، أثناء قيامها بمهام عدائية ضد اليمن لصالح الكيان الصهيوني.

26 أبريل/ نيسان 2024

وأضافت القوات المسلحة إلى رصيدها انجاز جديد، حيث تمكنت يوم 26 أبريل نيسان 2024م من إسقاط طائرة (MQ9 ) في أجواءِ محافظةِ صعدةَ، وذلكَ أثناءَ قيامِها بتنفيذِ مهامَ عدائيةٍ وقدْ تمَّ استهدافُها بصاروخٍ مناسب.

16 مايو/ أيار 2024

أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء الخميس 16 مايو أيار عن إسقاط طائرة تجسس مقاتلة أمريكية من طراز (MQ9) أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء محافظة مأرب، هي الرابعة التي تم اسقاطها منذ بدء معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسناداً لغزة.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع إنه تم إسقاط الطائرة أثناء قيامِها بأعمال عدائية في أجواء محافظة مأرب، مشيراً إلى أنه تم استهداف الطائرة بصاروخ أرض جو محلي الصنع.

21 مايو/ أيار 2024

وخلال أقل من أسبوع، أعلنت القوات المسلحة اليمنية يوم 21 مايو أيار 2024 عن إسقاط طائرة مسيرة أمريكية من طراز “إم كيو 9″ في أجواء محافظة البيضاء وسط اليمن.

وقال بيان للقوات المسلحة اليمنية: إنه انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني، وردا على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، نجحت قوات الدفاع الجوي في القوات المسلحة اليمنية في إسقاط طائرة أمريكية نوع MQ_9 (مسيرة) أثناء تنفيذها مهام عدائية في أجواء محافظة البيضاء”.

وأكد البيان أن “قواتنا مستمرة في تطوير قدراتها الدفاعية للتصدي للعدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، واستمرارا في تنفيذ عملياتها العسكرية انتصاراً للشعب الفلسطيني المظلوم حتى رفع الحصار ووقف العدوان على قطاع غزة”.

29 مايو/ أيار 2024

ولم ينته شهر مايو إلا وقد اضافت اليمن إلى رصيدها طائرة أخرى من هذا الطراز الأمريكي، حيث تمكنت الدفاعات الجوية التابعة للقوات المسلحة اليمنية الأربعاء29 مايو أيار 2024 من إسقاط طائرة خامسة من نوع MQ_9 أثناءَ تنفيذها مهاما عدائية في أجواء محافظة مأرب.

ووزع الإعلام الحربي مساء ذات اليوم مشاهد لعملية إسقاط الدفاعات الجوية للطائرة الأمريكيةMQ_9 أثناء قيامها بمهام عدائية في أجواء محافظة مأرب.

وأظهرت المشاهد عملية رصد ومتابعة الطائرة الأمريكية ولحظة إطلاق صاروخ أرض – جو محلي الصنع باتجاهها والذي أصابها بشكل مباشر ما أدى إلى سقوطها.

4 أغسطس/ آب 2024

أعلنت القوات المسلحة اليمنية يوم الأحد 4 أغسطس آب 2024 عن نجاحها في إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار من نوع MQ-9 بصاروخ أرض-جو محلي الصنع، أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء محافظة صعدة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحي سريع، أن هذه الطائرة هي السابعة من نوعها التي يتم إسقاطها منذ بداية معركة الفتح الموعود، مشيدًا ببسالة المقاتلين وصمودهم في مواجهة العدوان.

7 سبتمبر/ أيلول 2024م

ونجحتِ الدفاعاتُ الجويةُ اليمنية، بعونِ اللهِ تعالى، في 7 سبتمبر أيلول 2024م من إسقاطِ طائرةٍ أمريكيةٍ نوع MQ_9 وذلك أثناءَ قيامِها بأعمالٍ عدائيةٍ في أجواءِ محافظةِ مأرب، وهذه الطائرةُ هي الثامنةُ من هذا النوعِ والتي تنجحُ القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ في إسقاطِها خلالَ معركةِ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدس إسنادًا لغزة.

وأكدت القوات المسلحة في بيان استمرارها في تأديةِ واجباتِها الجهاديةِ انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ودفاعاً عن اليمنِ العزيزِ وإنها بعونِ الله تعالى بصددِ تعزيزِ قدراتِها الدفاعيةِ للتصدي للعدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ والردِّ عليه باستهدافِ تحركاتِه العسكريةِ المعاديةِ في منطقةِ العملياتِ البحرية.

10 سبتمبر/ أيلول 2024م

أعلنت القوات المسلحة اليمنية، الثلاثاء، إسقاط طائرة تجسس أمريكية إم كيو9 التاسعة خلال معركة الفتح الموعود أثناء قيامها بأعمال عدائية تجسسية وقتالية في أجواء صعدة.

16 سبتمبر/ أيلول 2024م

أعلنت القوات المسلحة اليمنية، الاثنين، إسقاط طائرة تجسس أمريكية نوع “إم كيو9” في أجواء محافظة ذمار وسط البلاد بصاروخ جو أرض محلي الصنع، والطائرة تعد الثالثة خلال أسبوع و العاشرة من ذات الطراز منذ دخول اليمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” إسنادا لغزة.

30 سبتمبر/ أيلول 2024م

أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن نجاح الدفاعات الجوية في إسقاط طائرة أمريكية من نوع “MQ-9” أثناء تنفيذها مهام عدائية في أجواء محافظة صعدة.

08 نوفمبر / تشرين الثاني 2024م

نجحتْ الدفاعات الجوية اليمنية من إسقاطِ طائرةٍ أمريكيةٍ نوع MQ_9 وذلك أثناءَ قيامِها بتنفيذِ مهامَ عدائيةٍ في أجواءِ محافظةِ الجوفِ فجرَ الثامن من نوفمبر2024.

28 ديسمبر/ كانون الأول 2024م

تمكنتِ الدفاعاتُ الجويةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ بعونِ اللهِ تعالى من إسقاطِ طائرةٍ أمريكيةٍ نوع MQ_9 وذلك أثناءَ قيامِها بتنفيذِ مهامَّ عدائيةٍ في أجواءِ محافظةِ البيضاء، وقد تمت عمليةُ إسقاطِ الطائرةِ بصاروخٍ أرضِ جوِّ، محليِّ الصنع.

وتعدُّ هذه الطائرةُ هي الثالثةَ عشْرةَ التي تمكنتْ دفاعاتُنا الجويةُ من إسقاطِها خلالَ معركةِ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدسِ إسناداً لغزة.

01 يناير / كانون الثاني 2024م

أسقطت الدفاعاتُ الجويةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ، الأربعاء، طائرةٍ أمريكيةٍ نوع MQ_9 وذلك أثناءَ قيامِها بتنفيذِ مهامَّ عدائيةٍ في أجواءِ محافظةِ مأرب، بواسطة صاروخ أرض جو يمني الصنع.

وتعدُّ هذه الطائرةُ هي الثانية خلال 72 ساعة، والرابعة عشْرةَ التي تمكنتْ دفاعاتُنا الجويةُ من إسقاطِها خلالَ معركةِ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدسِ إسناداً لغزة.

إسقاط 4 طائرات في سنوات العدوان على اليمن

ويعود مسلسل إسقاط طائرات التجسس المقاتلة من نوع “إم كيو 9” عام 2017، تحديدا في الأول من أكتوبر 2017 عندما أسقطت دفاعات الجو اليمنية أول طائرات هذا الطراز خلال قيامها بأعمال عدائية في أجواء العاصمة صنعاء، وبُثت مشاهد إسقاط هذه الطائرة، حينها شكل هذا الإنجاز العسكري اليمني صدمة لتحالف العدوان الأمريكي السعودي، لتنحصر بعدها عمليات هذا النوع من الطائرات في مقابل تصاعد عمليات الإسقاط في الأجواء اليمنية.

وخلال سنوات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن أيضا، وفي شهر يونيو 2019 تم إسقاط طائرة ثانية من هذا النوع في أجواء محافظة الحديدة الساحلية، وفي شهر أغسطس من ذات العام تم إسقاط طائرة ثالثة في محافظة ذمار (وسط)، وفي شهر مارس من العام 2021 تم إسقاط طائرة الدرون الأمريكية الرابعة من ذات الطراز في حافظة مأرب.

محمد الحاضري ـ المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أعلنت القوات المسلحة الیمنیة الفتح الموعود والجهاد المقدس أثناء قیامها بأعمال عدائیة بأعمال عدائیة فی أجواء معرکة الفتح الموعود إسقاط طائرة أمریکیة المیاه الإقلیمیة الدفاعات الجویة طائرة الأمریکیة محافظة الحدیدة فی سماء محافظة قیام ها بتنفیذ من إسقاط طائرة تم إسقاط طائرة إسقاط الطائرة إسقاط ها خلال مهام عدائیة من الطائرات هذه الطائرة أثناء قیام أمریکیة من طائرات فی هذا النوع فی محافظة فی القوات فی إسقاط أیار 2024 التی تم إم کیو 9 من ذات من نوع

إقرأ أيضاً:

قصة صعود استراتيجية غيرت خريطة العالم .. اليمن يُسقط أسطورة الهيمنة الصهيو-أمريكية!!

يمانيون / تقرير/ يحيى الربيعي

في تحول جيوسياسي استثنائي، باتت الجمهورية اليمنية محوراً لقصة صمود أسطورية، تتكشف فصولها في مياه البحر الأحمر وسماء الشرق الأوسط، لتعيد صياغة مفهوم القوة في القرن الحادي والعشرين. لم يعد اليمن مجرد طرف في صراع إقليمي، بل أصبح لاعباً استراتيجياً ذا تأثير عميق، يمتلك زمام المبادرة، ويرغم أعتى القوى العسكرية والاقتصادية، ممثلة بالولايات المتحدة والكيان الصهيوني، على إعادة تقييم مواقفها وتكتيكاتها، ليتحول الخوف إلى نصيبهم بعد أن كانوا يرهبون العالم.

لقد بدأت القصة، كما تُروى في كواليس الاستخبارات العالمية، بـ “قاذفات نووية وطائرة شبحية نفاثة وثلاث من أعتى حاملات الطائرات الأمريكية”. لم تكن تلك “حرباً عالمية ثالثة”، بل مواجهة “لم تصنعها واشنطن ولم ترسمها تل أبيب”. اجتمعت كل تلك القوة لـ “ردع حركة مسلحة ظهرت من أفقر بلدان العالم”، ويقصدون اليمن. لكن الطلقات الأولى من اليمن لم تكن مجرد صواريخ، بل “صفارات إنذار تدوي في قلب تل أبيب”، معلنةً بداية فصل جديد في هذه المواجهة الحاسمة. 

شريان العدو يختنق وقوة اليمن تتفوق

الضربات البحرية اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب، التي أُعلنت بوضوح وفاعلية رسائل تحذيرية في عمليات استراتيجية محكمة ألحقت خسائر اقتصادية كارثية بالكيان الصهيوني. لم يقتصر الأمر على عرقلة الملاحة، بل امتد ليلامس صلب الشرايين الاقتصادية للعدو، ليجد نفسه أمام شلل غير مسبوق.

تلك الأيام التي كانت فيها الرحلات البحرية تستغرق 8 أيام فقط بين النقاط التجارية باتت ذكرى بعيدة. فاليوم، يجد الشحن البحري نفسه مضطراً لقطع مسافات تستنزف 45 يوماً كاملة، في تحول غير مسبوق أدى إلى شل حركة التجارة وأربك سلاسل الإمداد العالمية للكيان الصهيوني بشكل غير مسبوق. ومع كل يوم إضافي في البحر، كانت التكاليف تتضخم، لتنعكس مباشرة على أسعار السلع الواردة، التي ارتفعت بأكثر من خمسة أضعاف. هذا الارتفاع الجامح بالإضافة إلى كونه أرقاماً في تقارير اقتصادية، أصبح شعوراً م يومياً يثقل كاهل المستوطنين، ويكشف عن ضعف اقتصادي داخلي لم يكن الكيان الصهيوني يتوقعه، فصار الاقتصاد الإسرائيلي يتهاوى تحت وطأة هذه الإرادة اليمنية الصلبة.

ويقف ميناء إيلات، الذي يمثل 10% من اقتصاد الكيان في قطاع السيارات. هذا الميناء، الذي كان يعتبر شرياناً حيوياً، لم يكتفِ بإعلان “إغلاق غير معلن” في البداية، بل وصل إلى إغلاق كامل، ليجد أكثر من 10000 موظف أنفسهم فجأة بلا عمل. لقد كان هذا التكتيك اليمني، الذي استهدف نقطة ضعف حيوية بدقة متناهية، بمثابة ضربة قاصمة، تركت العدو في حيرة من أمره أمام هذا الشلل التام لأحد أهم موانئه.

الخسائر لم تتوقف عند هذا الحد. فتقديرات وزارة مالية العدو، بالتعاون مع مراكز أبحاثهم، كشفت أن الخسائر المباشرة وغير المباشرة تجاوزت 4.7 مليار دولار خلال أربعة أشهر فقط. هذا الرقم المهول فاق كونه إحصائية تضاف إلى رصيد الخسارة العامة، ليمثل صرخة استغاثة حقيقية من اقتصادٍ يتهاوى تحت وطأة الإرادة اليمنية.

ومع كل تصعيد، كانت شركات التأمين البحرية ترفع سقف المخاطر. فارتفعت تكلفة التأمين البحري بنسبة 500%، وهو ما أجبر شركات شحن عالمية عملاقة مثل “ميرسك” و”MSC” على اتخاذ قرار غير مسبوق بتحويل مسار سفنها نحو رأس الرجاء الصالح. هذا القرار، الذي يكلفها تريليونات إضافية من المال والوقت، هو بمثابة اعتراف صريح بفعالية الحصار اليمني، وقدرته الفريدة على فرض معادلات جديدة في حركة التجارة العالمية، بل وفي ميزان القوى الاقتصادي.

سماء العدو تحت السيطرة

لم تقتصر قصة الحصار اليمني على خنق شرايين التجارة للكيان الصهيوني في البحر، بل امتدت لتلامس الأجواء، حيث باتت المطارات الحيوية للعدو تعيش حالة من الشلل غير المسبوق، وتكشف حجم الخسائر التي تتكبدها القوى الكبرى في مواجهة إرادة يمنية لا تلين. فبعد أن ألقت العمليات اليمنية بظلالها الثقيلة على الملاحة البحرية، تحول التركيز ليعلن عن فصل جديد من السيطرة، هذه المرة في الأجواء.

في هذا الفصل الجديد، كان مطار بن غوريون، الشريان الجوي للكيان الصهيوني، هو الهدف الأبرز. لم تكن الصواريخ اليمنية تحتاج لضربات مباشرة دائمة، بل كانت صفارات الإنذار التي أطلقتها أجهزة الاستخبارات الجوية للعدو كافية لإحداث “تعطيل غير مباشر ومتوقع” لحركة الطيران المدني. وتحولت شاشات المطار المزدحمة إلى لوحات عرض لـ أكثر من 700 رحلة جوية ملغاة منذ بدء الحظر الجوي اليمني. هذا الشلل كان له أثر فوري، حيث ألغت 27 شركة طيران أوروبية رحلاتها إلى الكيان، تاركةً خلفها أكثر من 300 ألف تذكرة طيران غير مستخدمة.

ولعل من أبرز النتائج المدوية، هبوط عدد المسافرين عبر المطار من 60 ألفاً إلى 20 ألف مسافر يومياً، مما يعني أن 70% من المطار بات في حالة شلل تام. ويمتد التأثير ليشمل قطاع السياحة الذي تعرض لضربة قاصمة، حيث هبطت الحركة السياحية في تل أبيب بنسبة 80%، مخلفةً وراءها خسائر بلغت 3.4 مليار دولار. هكذا، حول اليمن سماء العدو من ممر آمن إلى ساحة حرب اقتصادية، كاشفاً عن هشاشة دفاعاتهم الجوية وقدراتهم على استيعاب الضربات.

مرونة وذكاء تكتيكي يتجاوز الضربات

في المقابل، وعندما وجه العدو غاراته المكثفة نحو موانئ ومطارات اليمن، بدا وكأنه يضرب في الفراغ، ليكشف عن مراوغة تكتيكية يمنية مدهشة في مواجهة العدوان. ميناء الحديدة، على سبيل المثال، الذي قصف بأكثر من 70 قنبلة أحفورية و90 غارة جوية، لم يتأثر بشكل كبير بقدرته التشغيلية. لماذا؟ ببساطة، لأن الميناء كان يعمل بنسبة 10% فقط قبل الهجمات الأخيرة، حيث تعرض لتدمير كامل في عدوان التحالف السعو-اماراتي. وقد كشفت تقارير، مثل ما نشرته صحيفة واشنطن بوست، أن الضربات الأمريكية-الصهيونية لم تهدف إلا إلى تدمير “بنى تحتية تم ضربها وتحييدها تكراراً ومراراً من العدوان السعو-اماراتي”.

أما مطار صنعاء الدولي، فرغم تقدير الخسائر التي لحقت به بنحو 500 مليون دولار، وشملت صالة الركاب، مبنى التموين، أجزاء من المدرج، وحتى ست طائرات مدنية (منها ثلاث تابعة للخطوط الجوية اليمنية، بالإضافة إلى تدمير آخر طائرة مدنية كانت تمتلكها في صنعاء)، إلا أن تأثير ذلك على الحركة الجوية المدنية يكاد يكون معدوماً. فالجمهورية اليمنية تعيش تحت حصار منذ عشر سنوات، ولا يوجد في أجوائها حركة جوية تذكر إلا للمنظمات والرحلات العلاجية المحدودة إلى الأردن. هذا الصمود لم يبرز القدرة على التحمل فحسب، بل هو ذكاء تكتيكي يمني في حماية البنية التحتية الحيوية، والحفاظ على القدرة على العمليات الأساسية حتى في أقسى الظروف.

أمريكا.. من شرطي العالم إلى حارس هارب

كان الدور الأمريكي في هذه المواجهة هو الأكثر كشفاً عن التغير في موازين القوى، وكيف أن القوة العظمى باتت ترتعد أمام صمود يمني لا يلين. فبعد أن أطلق الرئيس ترامب تهديداته بـ “الجحيم”، بدأت الولايات المتحدة في 15 مارس 2025 حملة جوية مكثفة ضد أنصار الله، مستخدمة أعتى قنابلها الخارقة للتحصينات من طراز GBU-57 التي تزن 27000 رطل، وطائراتها الشبحية B-2 وF-35 وF-18، وثلاث حاملات طائرات بقطعها الحربية. لكن النتائج كانت صادمة لواشنطن نفسها:

استشهاد أكثر من 600 مدني جلهم من الأطفال والنساء، ليس لدقة الضربات، وإنما بسبب “ضعف الاستخبارات الأمريكية في تحديد الأهداف وتوجيه الضربات”. مما جعل هذا الرقم يعكس فشلاً استخباراتياً ذريعاً كلف أمريكا ثمناً باهظاً في الأرواح البريئة والسمعة الاستخباراتية وفيما تدعيه من حماية لحقوق المدنيين. خسرت أمريكا مقاتلتين من طراز F-18، وتكبدت حاملات طائراتها أضراراً جسيمة، مع خسائر تشغيلية قدرت بـ مليار دولار. هذه الأرقام، التي كشفها البنتاغون نفسه، تؤكد حجم الثمن الذي دفعته واشنطن في محاولة يائسة لردع اليمن. الأبرز كان إسقاط 23 طائرة مسيرة أمريكية من طراز MQ-9 Reaper، والتي تقدر تكلفتها الإجمالية بنحو 769 مليون دولار. هذه الأرقام تؤكد أن التقنيات اليمنية المتطورة، التي لم تكن في حسبان الأمريكيين، باتت تشكل تهديداً حقيقياً لأغلى طائراتهم المسيرة، ونسفت أسطورة تفوقها الجوي. قدرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن البنتاغون، أن إجمالي الخسائر الأمريكية في عهدي بايدن وترامب بلغ سبعة مليارات دولار. هذا الرقم المهول يؤكد حجم الاستنزاف الذي يواجهه أكبر جيش في العالم أمام قوة اليمن الصاعدة.

أمريكا تجبر على الانسحاب المهين

الولايات المتحدة، التي اعترفت بأن “الحوثيين يمتلكون سلاح دفاع جوي وصفته بالخطير”، واجهت حقيقة صدمتها في اليمن، كاشفة عن تفوق تسليحي يمني لم يكن في حسبان أحد. فبينما كان فخامة المشير مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، يعلن أنهم لم اليمن لم تخسر سوى 1% فقط من قدراتهم العسكرية.

وفي حقيقة تكشف عن براعة الهندسة الدفاعية اليمنية وتفوقها على أحدث التقنيات الغربية، جاء التأكيد الروسي، على لسان ضابط الاستخبارات ألكسندر ميخائيلوف، بأن مخازن أسلحة يمنية تقع في عمق 1000 متر تحت الجبال، وأن أقوى القنابل الأمريكية لا يمكنها اختراق سوى 60 متراً.

لكن الصدمة الأكبر كانت في إشارة ميخائيلوف إلى أن الكيان الصهيوني كان على وشك خسارة طائرة F-35 الشبحية، فخر الصناعة الأمريكية، لولا أن الطيار نجا بأعجوبة بإطلاقه بالونات حرارية. هذه الحادثة شكلت كابوساً، فضلاً عن كونها مثلت دليلاً قاطعاً على أن سلاح الدفاع الجوي اليمني أصبح يشكل قوة شديدة الخطورة على التفوق الجوي الأمريكي لاسيما وقد أصبح قادراً على اختراق أعتى الطائرات الشبحية.

وكما ذكر ميخائيلوف، “لو سقطت [الـ F-35] لسقط سعرها في الأسواق العالمية وأصبحت أمريكا أضحوكة”. هذه الحقيقة المرة هي التي دفعت أمريكا إلى “الانسحاب من حرب اليمن والتنازل عن أقرب حلفائها”، لأن اليمن بات “مستنقعاً يستنزف موارد أمريكا في الوقت الخطأ”، وهي شهادة رسمية على قوة الإرادة اليمنية وقدرتها على هزيمة قوى الهيمنة، ودفعها إلى خانة الخوف بعد أن كانت تخيف العالم.

اعتراف أمريكي.. “المعركة ضد اليمن علّمت واشنطن الكثير”

في أحدث فصول هذه المواجهة المثيرة، نقلت صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية عن القائد البحري كاميرون إنغرام، قائد المدمرة الأمريكية يو إس إس توماس هودنر، اعترافًا صريحًا بأن “المعركة ضد اليمن علّمت واشنطن الكثير”. وصف إنغرام الصراع مع القوات اليمنية في البحر الأحمر بأنه “أشبه بمعركة سكاكين داخل كشك هاتف”، في إشارة إلى ضيق الجغرافيا البحرية والفعالية غير المتوقعة للضربات اليمنية الدقيقة التي أربكت الأسطول الأمريكي وأرهقته.

وفي إقرار بفشل البحرية الأمريكية في التعامل مع التكتيكات العسكرية اليمنية، أشار إنغرام إلى أن “العمل بالقرب من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون كان صعبًا للغاية”، مضيفًا أن الجغرافيا والتهديدات المستمرة خلقت بيئة قتالية شديدة التعقيد فاقت توقعاتهم. وأوضحت الصحيفة أن البحرية الأمريكية استخدمت هذا الصراع كفرصة لاختبار منظوماتها الدفاعية، خاصة نظام “إيجيس” القتالي الذي يعتمد على الحوسبة والرادار لتتبع واعتراض التهديدات الجوية. لكن هذا الاختبار جاء بثمن باهظ، حيث تم إنفاق مفرط لصواريخ بملايين الدولارات لاعتراض طائرات مسيّرة لا تتجاوز قيمتها آلاف الدولارات، ما أدى إلى استنزاف المخزون الأمريكي من الذخائر الحرجة.

 

وأقرت الصحيفة أن المواجهة مع اليمن وضعت البحرية الأمريكية تحت ضغط غير مسبوق، حيث خاضت السفن الأمريكية اشتباكات جوية متواصلة مع مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية منذ أكتوبر 2023. هذا الضغط أثقل كاهل أطقم السفن واستنزف قدراتها اللوجستية، واضطرت بعض السفن للانسحاب لإعادة التزود بالصواريخ من موانئ بعيدة.

وهو ما تراه البحرية الأمريكية “خطرًا قاتلاً” في أي مواجهة محتملة مع قوة بحجم الصين، خاصة وأن المعركة البحرية، بحسب وصفهم، استنزفت الذخائر الحيوية، وأدت إلى مشاركة خمس حاملات طائرات في هذه العمليات التي اختبرت للمرة الأولى فعالية نظام “إيجيس” القتالي بشكل مكثف. وفي مقارنة لافتة، حذر القائد الأمريكي من أن أي مواجهة مقبلة مع الصين ستكون “أكثر تعقيدًا”، نظرًا لقدرات بكين التقنية العالية ومنظومتها الاستخباراتية المتطورة، مشيرًا إلى أن البحرية ستخوض حينها معركة “على مدى أبعد، وباستخدام صواريخ أدق، وفي بيئة أكثر تحديًا”، في اعتراف ضمني بأن ما واجهوه في اليمن كان مجرد لمحة أولى عن حروب المستقبل.

ذكاء يمني يفوق التقنية الأمريكية ويصنع التفوق

لم يقتصر الإنجاز اليمني على الميدان العسكري، بل امتد ليلامس عالم حرب المعلومات المعقد، ليثبت تفوقه في هذا المجال الدقيق والمراوغة في المواجهة. فبينما كانت الأقمار الصناعية للعدو الصهيوني والأمريكية تحلق بلا كلل لرصد تحركات القوات اليمنية ومراكز القيادة، نجحت وحدات إلكترونية يمنية، بذكاء فائق، في اختراق كاميرات مراقبة في منشآت حساسة تابعة للكيان الصهيوني في ميناء أسدود وقواعد أمريكية في جيبوتي.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. فقد تم تسريب بيانات حساسة حول تحركات بحرية أمريكية، استُخدمت من قبل القوات اليمنية ببراعة ودقة متناهية في هجماتها، مما دفع الولايات المتحدة لاتهام روسيا بالوقوف وراء هذه الاختراقات، وهو ما يكشف عن مدى التكتيكات المتطورة لليمن في حرب المعلومات وقدرته على الوصول إلى معلومات استخباراتية دقيقة، مما يعزز من قدراته على المباغتة والمراوغة في مواجهة العدو.

لقد أصبح اليمن، بما يمتلكه من إرادة صلبة، وقدرات عسكرية وتكتيكية متطورة، وتفوق تقني لافت، قصة تروى عن شعب قلب الموازين وغير المعادلات. لم تعد القوى التي اعتادت على تخويف العالم هي من تملي شروطها، بل باتت تعيش اليوم حالة من الخوف والترقب، بينما يواصل اليمن مسيرته في ترسيخ مكانته كقوة إقليمية ذات تأثير استراتيجي حاسم. هذا التحول بات مؤشر يعيد رسم خريطة القوى في المنطقة، ويحدث انهياراً تدريجياً في أسس الهيمنة القديمة التي ارتكزت على الترهيب والعدوان.

مقالات مشابهة

  • “إيتامل رادار”: طائرتا مراقبة أميركيتان نفذتا مهام استطلاع قرب طرابلس ومصراتة
  • وكالة إيرانية: إسقاط مقاتلة “F-35” إسرائيلية فوق تبريز
  • مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة “مسام” ينزع (1.317) لغمًا في الأراضي اليمنية خلال أسبوع
  • “معجزة حقيقية”.. الناجي الوحيد من كارثة الطائرة الهندية يروي تفاصيل هروبه المذهل قبل انفجارها
  • “حقائق صادمة!”.. ماذا يحدث لجسم الإنسان عند تحطم الطائرة؟
  • القوات المسلحة اليمنية تستهدف أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ “يافا” المحتلة
  • لماذا نهرب دائماً للملاجئ من صواريخ القوات المسلحة اليمنية؟!
  • قصة صعود استراتيجية غيرت خريطة العالم .. اليمن يُسقط أسطورة الهيمنة الصهيو-أمريكية!!
  • الجيش الإيراني يعلن إسقاط مقاتلة “إف 35 ” صهيونية
  • إعلام إيراني يؤكد أسر طيار إسرائيلي بعد إسقاط مقاتلة “إف-35”