تحذيرات من مخاطر تهدد حياة الطبيب حسام أبو صفية في سجون الاحتلال
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
حمّل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة مدير مستشفى "كمال عدوان" الطبيب "حسام أبو صفية"، في ظل المعلومات المقلقة التي تكشّفت مؤخرًا حول تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة والاختفاء القسري منذ اعتقاله.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي اليوم الجمعة أرسل نسخة منه لـ "عربي21": إنّه تلقّى معلومات عن تدهور الحالة الصحية للطبيب "أبو صفية" جراء تعرّضه للتعذيب عند اعتقاله تعسفا وخلال احتجازه في معسكر "سدي تيمان" جنوبي إسرائيل، محذرًا من خطر قتله على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، على غرار جرائم القتل العمد والقتل تحت التعذيب التي تعرّض لها أطباء وطواقم طبية أخرى اعتُقلوا من قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنه تلقّى شهادات تؤكد اعتداء أفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالضرب على الطبيب "أبو صفية" فور خروجه من المستشفى يوم الجمعة 27 ديسمبر/ كانون أول 2024، ومن ثم استهدافه بقنابل الصوت بشكل مباشر أثناء محاولته إخلاء المستشفى بناءً على أوامر الجيش الإسرائيلي.
ووفقًا للشهادات التي تلقّاها فريق المرصد الأورومتوسطي، اقتاد جيش الاحتلال الإسرائيلي الطبيب "أبو صفية" إلى مقر التحقيق الميداني في منطقة الفاخورة في مخيم جباليا، حيث أُجبر على خلع ملابسه وتعرّض للضرب المبرح، بما في ذلك جلده باستخدام سلك غليظ يُستخدم لتمديد الكهرباء في الشوارع. كما تعمّد الجنود إهانته أمام المعتقلين الآخرين، بمن فيهم زملاؤه من طاقم المستشفى. وبعدها، تم اقتياده إلى جهة مجهولة قبل نقله إلى معسكر 'سدي تيمان' التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب المعلومات التي تلقّاها المرصد الأورومتوسطي من معتقلين أُفرج عنهم حديثًا من معسكر 'سدي تيمان'، تعرّض الطبيب "أبو صفية" لممارسات تعذيب شديدة تسبّبت في تدهور حالته الصحية، رغم إصابته قبل اعتقاله نتيجة القصف الإسرائيلي على المستشفى الذي استمرّ في العمل فيه حتى اللحظة الأخيرة قبل اقتحامه وإحراقه من القوات الإسرائيلية.
ونبّه المرصد الأورومتوسطي إلى سلوك جيش الاحتلال الإسرائيلي واستمراره في تضليل الرأي العام بشأن اعتقال وتعذيب الطبيب "أبو صفية"، إذ نشرت وسائل إعلام مقرّبة من الجيش الإسرائيلي فيديو دعائي مضلل يصوّر فيه معاملته على نحو إنساني عقب اعتقاله، في حين كان قد تعرّض للتعذيب والإهانة فور انتهاء التصوير.
وحذّر المرصد الأورومتوسطي من التداعيات الخطيرة لإنكار إسرائيل اعتقال الطبيب "أبو صفية"، معتبرًا ذلك مؤشرًا مقلقًا على مصيره وظروف اعتقاله، ما يفاقم المخاوف من تعرضه لتعذيب وحشي أو حتى القتل العمد.
وذكر أنّ منظمة 'أطباء من أجل حقوق الإنسان- إسرائيل' (PHRI)، تقدّمت بطلب للسلطات الإسرائيلية نيابة عن عائلة الطبيب "أبو صفية" للحصول على معلومات لتسهيل زيارة محاميه في 2 يناير/ كانون ثان الجاري، لكنّ السلطات ردّت أنّها لا تمتلك سجلاً لاعتقال الطبيب "أبو صفية"، وقالت: "بعد مراجعة استفساركم، نود إعلامكم أنه لم يتم العثور على أي مؤشر للاعتقال أو الاحتجاز للفرد المعني".
وأعرب المرصد الأورومتوسطي عن خشيته من إقدام السلطات الإسرائيلية على قتل الطبيب "أبو صفية" خلال اعتقاله، كما فعلت مع رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء الطبيب "عدنان البرش"، الذي قتلته تحت التعذيب في معتقل عوفر في 19 أبريل/نيسان 2024، بعد اعتقاله مع مجموعة من زملائه في مستشفى العودة شمالي قطاع غزة في ديسمبر/كانون أول 2023.
كما قُتل الطبيب "إياد الرنتيسي"، رئيس قسم الولادة في مستشفى "كمال عدوان"، بسبب التعذيب في مركز تحقيق تابع لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) في مدينة عسقلان بعد أسبوع من اعتقاله في نوفمبر/تشرين ثان 2023، وأخفت حينها السلطات الإسرائيلية مقتله لأكثر من سبعة أشهر.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أنّ العشرات من الأطباء وأفراد الطواقم الطبية ما يزالون يخضعون للاعتقال التعسفي والاختفاء القسري في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية، ويتعرضون للتعذيب القاسي والحجز الانفرادي، وفق شهادات معتقلين سابقين.
ولفت إلى أنّه يجب فهم اعتقال الطبيب "حسام أبو صفية" في سياق جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ نحو 15 شهرًا، إذ تُعدّ جريمة اعتقاله وتعذيبه وربما قتله، جزءًا من استراتيجية واسعة تهدف إلى تدمير الشعب الفلسطيني في القطاع سواء على المستوى الجسدي أو النفسي وتحطيم معنوياتهم وإرادتهم.
وبيّن أنّ الأمر لا يقتصر على التدمير المتعمد والمنهجي للقطاع الصحي وتعطيل عمل الكوادر الطبية، وخاصة شمالي قطاع غزة، بل أيضًا الهجوم على الدور الرمزي والإنساني الذي جسّده الطبيب "أبو صفية" وتدميره، إذ على الرغم من الجرائم الخطيرة التي ارتُكبت ضد مستشفى "كمال عدوان" وطاقمه ومرضاه، خاصةً في الشهرين الماضيين، إلا أنّه ظل ثابتًا في التزامه بتقديم الرعاية الطبية الأساسية، ومخلصًا لواجباته الطبية.
ودعا المرصد الأورومتوسطي جميع الدول والكيانات الدولية والأممية المعنية إلى اتخاذ التدابير الفورية والفعّالة لضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عن الطبيب "حسام أبو صفية"، والتأكد من احترام حقوقه الأساسية في الحياة والسلامة الجسدية والكرامة، وحمايته من أي شكل من أشكال التعذيب أو المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
وطالب المرصد الأورومتوسطي بمنح المنظمات الدولية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان حق الوصول الكامل لزيارة الطبيب "أبو صفية"، ومراقبة حالته الصحية، وتقديم العلاج اللازم له، وضمان عدم تعرضه لأي انتهاكات لحقوقه الإنسانية أثناء مدة احتجازه إلى حين الإفراج عنه.
وجدّد المرصد الأورومتوسطي دعوته للأمم المتحدة لإرسال بعثة تحقيق دولية للتحرّي عن الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي يتعرّض لها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية، والإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين منهم تعسفًا، والسماح للمنظمات الدولية والمحلية المختصة بزيارتهم، وتمكينهم من تعيين المحامين.
وعبّر المرصد الأورومتوسطي عن أسفه لاستمرار المقررة الخاصة المعنية بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، السيدة " أليس جيل إدواردز"، بتجاهل هذه الفظاعات، وانحيازها وتقصيرها المتعمد في أداء مهامها المنوطة بها، وعدم التعامل بموضوعية وفعالية بشأن ما يتعرض له الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون من جرائم خطيرة.
وشدّد على أنّ انحيازها وفشلها في أداء عملها يُوجب إقالتها وتعيين مقرر خاص جديد يتمتع بالنزاهة والحيادية، ويلتزم التزاما راسخًا بالمبادئ الإنسانية العالمية، دون أي تمييز على أساس العرق أو الجنسية أو الدين أو أي وضع آخر، سواء للمعتدين أو الضحايا.
وحثّ المرصد الأورومتوسطي المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفًا، والفريق العامل في حالات الاحتجاز التعسفي، والفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي على إجراء التحقيقات الفورية والشاملة في الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، والتواصل مع ضحايا هذه الجرائم وذويهم، ورفع التقارير بشأنها للجهات المعنية كافة، تمهيدًا لعمل لجان التحقيق وتقصّي الحقائق والمحاكم الدولية في النظر والتحقيق وإجراء المحاكمات بشأن الجرائم الإسرائيلية ومساءلة المسؤولين عنها، وتعويض الضحايا وفقا لقواعد القانون الدولي.
وجدّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان دعوته جميع الدول والكيانات ذات العلاقة لتنفيذ التزاماتها القانونية الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وفرض حظر أسلحة شامل على إسرائيل، ومساءلتها ومعاقبتها على جرائمها كافة، واتخاذ جميع التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك، ومنع تهجيرهم قسرًا وضمان عودتهم إلى مناطق سكناهم، والإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين كافة الذين تم اعتقالهم تعسفًا، وإدخال كل أشكال المساعدات الإنسانية الغذائية وغير الغذائية، وبخاصة المنقذة للحياة، على وجه السرعة ودون عوائق وبما يلبي احتياجات سكان قطاع غزة كافة، وخصوصًا في مناطق الشمال، وضمان انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كامل قطاع غزة.
يذكر أن حسام أبو صفية هو طبيب فلسطيني بارز، يشغل منصب مدير مستشفى الشهيد كمال عدوان في قطاع غزة.
في أواخر ديسمبر 2024، اعتقلته القوات الإسرائيلية أثناء اقتحامها لمستشفى كمال عدوان، حيث اقتادته مع عدد من أفراد الطواقم الطبية إلى التحقيق. أثار اعتقاله ردود فعل واسعة، حيث نظمت وقفات تضامنية في أماكن مختلفة، من بينها سيدني بأستراليا، للمطالبة بالإفراج عنه.
إقرأ أيضا: بعد نفي الاحتلال اعتقاله.. تحذيرات من الخطر على حياة "أبو صفية"
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الطبيب اعتقاله الاحتلال المخاوف الفلسطيني احتلال فلسطين اعتقال طبيب مخاوف المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی المرصد الأورومتوسطی حسام أبو صفیة فی قطاع غزة کمال عدوان
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يحاصر الرُضّع.. منع إدخال الحليب يهدد حياة آلاف الأطفال بغزة
غزة- تحتضن "أم يحيى" القيشاوي أحد رضيعيها بيد، وتضع اليد الأخرى على حضانة يرقد بها رضيعها الثاني في "مستشفى شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح (وسط القطاع) وتوزع نظرات الحب والاهتمام بين توأمها من عينين غائرتين، وقلبها يخفق بقوة قلقا عليهما، نتيجة تدهور حالتهما الصحية بسبب سوء التغذية.
وينتاب الأم (38 عاما) قلق شديد على توأمها "ماجد" و"منير" اللذين أنجبتهما مبكرا قبل بضعة أيام، وقرر الأطباء وضعهما في الحضانة، لنقص وزنهما ومعاناتهما من سوء التغذية.
وتزيد تحذيرات وزارة الصحة الفلسطينية من قلق هذه الأم، حيث لا يتوفر الحليب العادي ولا العلاجي في مستشفيات القطاع، جراء منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال أي شحنة حليب منذ نحو 4 أشهر.
ولادة خطرةلسنوات طويلة ظلت والدة الرضيعين تعاني من مشكلات في الإنجاب، حتى رزقت بطفلها البكر يحيى قبل 3 أعوام، لتكتشف خلال الحرب كما تقول للجزيرة نت حملها بهذا التوأم "كدت أطير فرحا، غير أن تجربة الحمل في ظل ظروف الحصار والمجاعة سرقت مني فرحتي، كانت تجربة صعبة وقاسية للغاية".
ولم تكمل أم يحيى شهرها الثامن في الحمل، حيث خضعت لعملية ولادة قيصرية اضطرارية بسبب معاناتها من سوء التغذية الحاد، ووضعت توأمها بوزن لا يتجاوز كيلو ونصف الكيلوغرام لكل منهما، واستدعى ذلك إدخالهما قسم الحضانة.
وفي اليوم الخامس تحسّنت الحالة الصحية لأحد الرضيعين، بينما بقي الآخر في الحضانة، وتقول أم يحيى "أشعر أن قلبي قد شق لنصفين من القلق على كليهما، ولا أعرف كيف سأتدبر أمري مع الحليب".
وتعاني الأم نفسها من سوء التغذية، وتقول إنها لا تستطيع إرضاع توأمها طبيعيا، وفي الوقت ذاته لا يتوفر الحليب في الصيدليات، وحال توفره في بعضها فإن أسعاره مرتفعة جدا ولا تقوى عليها.
وتقيم أم يحيى وأسرتها في مدينة دير البلح منذ نزوحها الجبري من منزلها في حي الشجاعية (شرقي مدينة غزة) عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتقول "الحرب أثَّرت على الجميع، وأوضاعنا الاقتصادية صعبة، ولا يمكننا توفير عبوتيْ حليب أسبوعيا لتوأمي".
إعلانوغير بعيد من قسم الحضانة في مستشفى شهداء الأقصى، كانت أسماء أبو جمعة تقف بجانب رضيعها يوسف الذي وضعته قبل أيام، واستدعت حالته الصحية ونقص وزنه إدخاله للحضانة أيضا.
وتركت فترة الحمل الصعبة التي مرت بها أم يوسف (38 عاما) أثرها على مولودها، بالرغم من أنها أرضعته طبيعيا بداية، لكنها لم تستطع مواصلة ذلك، لأنها تعاني هي الأخرى من المجاعة ولا تتوفر في القطاع أصناف البيض واللحوم والدجاج والفواكه التي تساعد المرضعة على إدرار الحليب، وفي الوقت نفسه لا يتوفر الحليب الصناعي في المستشفيات والصيدليات.
وخاضت أم يوسف -كما تقول للجزيرة نت- تجربة الحمل والولادة 12 مرة قبل تجربتها الأخيرة خلال الحرب، التي تعتبرها الأقسى، نفسيا وجسديا، حيث الخوف والجوع، وعانت خلالها من انخفاض في نسبة الدم.
وتقطن السيدة الفلسطينية وأسرتها في بلدة الزوايدة وسط القطاع، وساءت أحوالهم المعيشية خلال الشهور الماضية، لعدم انتظام عمل تكية خيرية هي مصدرهم الرئيسي للتزود بالطعام.
ونتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد منذ 2 مارس/آذار الماضي، وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، خرجت أغلب تكايا الطعام الخيرية عن الخدمة، وتفشت المجاعة على نطاق واسع وفتكت بأكثر من مليونين فلسطيني في القطاع.
وتقول أم يوسف إن الوضع الاقتصادي لأسرتها لا يسمح بشراء الخضار الشحيح أصلا في الأسواق ويباع بأسعار خيالية، وتشعر بقلق شديد على رضيعها وأشقائه الآخرين "وكلهم أطفال يعانون الجوع وسوء التغذية".
كارثة محققةوقد حذَّرت مستشفيات في قطاع غزة من كارثة صحية وشيكة تهدد حياة آلاف الأطفال الخُدّج (المواليد الجدد) والرُضّع في أقسام الحضانة، نتيجة نفاد الحليب العادي والعلاجي بأنواعه المختلفة.
ويقول رئيس مستشفى الأطفال والولادة في "مجمع ناصر الطبي" الدكتور أحمد الفرا -للجزيرة نت- إن المستشفيات الحكومية والمؤسسات الصحية الأهلية والدولية تعاني من انعدام كامل في حليب الأطفال، سواء العادي أو العلاجي، جراء منع الاحتلال دخوله للقطاع منذ 4 أشهر.
وأوضح الفرا أن الحليب المخصص لمراحل نمو الطفل المختلفة بات مفقودا تماما من القطاع الصحي، مما ينذر بمخاطر حقيقية قد تفتك بأرواح آلاف الأطفال، ما لم تهب المؤسسات والهيئات الدولية المختصة للضغط على إسرائيل لفتح المعابر وإدخال الحليب بسرعة وفي غضون ساعات قليلة.
وتزداد هذه المخاطر المحدقة بالمواليد الخدج والرضع مع معاناة الأمهات من سوء التغذية، وعدم قدرتهن على الرضاعة الطبيعية، بحسب تأكيد الدكتور الفرا.
ويستقبل "مبنى التحرير" المخصص للأطفال في مجمع ناصر الطبي، الحكومي الأكبر والوحيد في مدينة خان يونس (جنوب القطاع) نحو 10 حالات يوميا لأطفال يعانون سوء التغذية الحاد.
ويقول الفرا "لا نستطيع استيعاب جميع الحالات اليومية بسبب الاكتظاظ الشديد في الأقسام وقلة الإمكانيات لمنع الاحتلال الحليب والامدادات الطبية والغذائية".
إعلانوتشير بيانات فلسطينية رسمية إلى أن عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية في أوساط الأطفال بمراحلهم العمرية المختلفة بلغ 60 حالة حتى الآن.
ووفقا للطبيب الفرا، فإن النقص في التغذية لدى الطفل في سنواته الثلاث الأولى لا يؤدي فقط إلى الوفاة أو الأمراض، بل يترك آثارا دائمة على النمو العقلي والنفسي، قد تلازمه لبقية حياته أو لسنوات طويلة.
"إبادة صامتة"والخميس الماضي، أطلق "مستشفى الرنتيسي" بمدينة غزة نداء عاجلا للتدخل من أجل وقف الكارثة التي تهدد حياة مئات الأطفال جراء الانقطاع التام للحليب. وقال إنه لا يملك حاليا أي علبة حليب واحدة، رغم استقباله يوميا عشرات الأطفال الذين يواجهون سوء التغذية وضعف الامتصاص.
ويقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي الدكتور إسماعيل الثوابتة للجزيرة نت إن "الأطفال يشكلون النسبة الأكبر من الضحايا المحتملين في المرحلة القادمة، نظرا لهشاشة أجسادهم وعدم قدرتهم على الصمود أمام هذا الحصار الغذائي الخانق، مما يضع جريمة الحصار وإغلاق المعابر في مصاف جرائم الإبادة الجماعية".
وأضاف المسؤول الحكومي أن "الأطفال يُتركون وحدهم في مواجهة آلة الموت البطيء، بلا غذاء، ولا دواء، ولا ماء نظيف، ولا حتى حليب الرضع" متهما إسرائيل بارتكاب ما سماها "جريمة إبادة صامتة بحق أطفال غزة باستخدام سلاح التجويع ومنع الحليب".