لجريدة عمان:
2025-12-13@09:15:08 GMT

مبررات العنف منافذ الإرهاب

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

عام مضى بما تضمن من أفراح وأتراح، بكل ما حمل من تصادمات وحروب، بما أخذ من أحلام تحققت وأخرى تساقطت، بندبات الفقد في أرواح الأحياء ومخابئ الذكرى والحنين في قلوب الأحبة، عام آخر يجيء محملا بأمنيات جديدة وأحلام ورؤى أغلبها يتعلق بالسلام مطلبا عاما لم يعد سهل المنال، السلام الداخلي والمحلي والعالمي، وما ذاك إلا لانتشار العنف وتفشي العداء مهما اختلفت المسوغات وتبدلت الأسباب وتفاوتت القوى، ليس ذلك بغريب إن استشعرنا حاجة الإنسان الماسة لتلك المساحات من السلام سعيا لراحة يطلبها الجسد لتهنأ بها الروح، وحين يجنح إنسان عن السلام المأمول ابتغاء العنف والقسوة والتصادم فذاك شذوذ عن قاعدة المنطق وبعد عمّا تألفه الطبيعة البشرية في نبذها عبثية العنف وتعوّد الأذى، مع وداع عام مضى استقبالا لعام مقبل يخطط كثير من الناس لجعل هذه النقلة بوابة لمرحلة جديدة من الفرح والطموح، من الاستقرار والهدوء، الإنجاز والتحقق كما يخطط بعضهم لعنف لا يخطر على عقل، حين يختار هؤلاء هذه النقلة الزمنية تحديدا لمشاهد دموية لا تنسى بما تتضمن من إزهاق أرواح، وصدمة أسر، ورعب مجتمعات أرادت واقعا آمنا بعيدا عن كل التصادمات فباغتتها خطط شريرة قررت جعلها ميدانا لحروب غير معلنة سواء مع الذات أو مع الآخرين، أو حتى ميدانا لتصفيات وحسابات نفعية لم تر في البشر أي صفة تستحق البقاء، ولا في المكان ما يستدعي الانتماء والأمان.

تحاول هذه المقالة الوقوف على حوادث العنف والإرهاب المسجلة في كثير من مدن العالم ليلة رأس السنة الميلادية، لماذا يميل مرتكبو أعمال العنف دائما إلى مباغتة أوقات الفرح والاحتفاء والتعبد، سواء كانت أوقاتا شخصية أو جماعية؟ أي متعة يجد هؤلاء في مزج الفرح بالحزن، والاحتفاء بالوداع، واللقاء بالصدمة؟ ومتى نتخلص من تمييز الغرب بين حوادث العنف في منحها مسميات سياسية تتوافق وأجندات الحكومات السياسية حين تتشابه حادثتا عنف فنجد صفة الأولى إرهابا بينما الثانية اكتئابا؟

الحديث هنا عمّا أورده مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي حول سائق سيارة تيسلا «سايبرتراك» انتحر قبل انفجار مركبته واحتراقها بالكامل خارج فندق ترامب بمدينة لاس فيجاس يوم رأس السنة، حيث وصف بأنه كان يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، مشددين على أن لا صلة للحادث الذي أدى إلى جرح سبعة أشخاص بـ«الإرهاب»، وأطلق ماثيو ليفلسبيرغر (37 عاما)، العنصر في القوات الخاصة الأمريكية، النار على نفسه بينما كان داخل الشاحنة المستأجرة من طراز «سايبرتراك» التي تنتجها شركة تسلا، محملة بحاويات وقود صغيرة ومفرقعات، ما لبثت أن انفجرت والتهمت نيرانها المركبة، ليسفر الانفجار عن جرح سبعة أشخاص، ثم حادثة الدهس التي وقعت في مدينة نيو أورلينز في الأول من يناير كذلك، حين قام جندي سابق في الجيش الأمريكي مناصر لتنظيم «داعش»، بدهس حشد من الناس يحيون بداية السنة الجديدة، ما أسفر عن مقتل 14 شخصا على الأقل، قبل أن ترديه الشرطة قتيلا، وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» إن منفذ الهجوم المدعو شمس الدين جبار، قد تصرف بمفرده بعد أن ألهمه تنظيم «داعش».

ورغم إعلان ناطق عسكري عن وزارة الدفاع الأمريكية أن جبار عمل في الجيش كمتخصص في الموارد البشرية وفي تكنولوجيا المعلومات بين عامَي 2007 و2015، ثم في قوات الاحتياط حتى 2020. وعمل في أفغانستان من فبراير 2009 حتى يناير 2010، مضيفا إنه كان يحمل رتبة رقيب أول في نهاية خدمته بشكل نظامي بعد منحه ميدالية «الحرب العالمية على الإرهاب» لخدمته في أفغانستان! بعد نهاية خدمته العسكرية، عمل جبار في مجال العقارات في هيوستن، ومؤخرا كـ«متخصّص كبير في الحلول» مع شركة الاستشارات ديلويت، حيث كان يكسب حوالي 125 ألف دولار سنويا.

رغم تشابه القرائن بين الحادثتين صنفت حادثة ماثيو ليفلسبيرغر باضطراب ما بعد الصدمة، وحادثة شمس الدين جبار بالعمل الإرهابي المتصل بتنظيم داعش، بعد تجاوز التعجب عن التمييز الدائم في حال كان الفاعل مسلما أو عربيا لا بد من الوقوف على دوافع هذه الجرائم الحقيقية إن ما وضعنا بعين الاعتبار أن مرتكبي هذه الجرائم اللاإنسانية ليسوا من الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم، وليسوا من أصحاب السجلات الجنائية المتمرسين في الإجرام، بل عسكريون أدركوا قيمة التضحيات لأجل الوطن ولأجل الإنسانية، فما الذي ضلل أفكارهم وحاد باعتدالهم إلى العنف والتطرف؟ لا بد من وقفة على الشحن النفسي والصراعات الفكرية، التي قد تحطم معتقدات الأمس الراسخة على صخرة الواقع الإجرامي للأنظمة السياسية الكبرى، واستغلال طاقات البشر لتنفيذ أجندات اقتصادية سياسية لا تعير إنسانية المرء عناية أو اهتماما، سواء كان عسكريا أو مدنيا حين يتكشّف للمرء أنه محض قطعة شطرنج على طاولة المتنافسين والندماء.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

نيامي.. التحالف الإسلامي يختتم برنامج محاربة تمويل الإرهاب

اختتم التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الجمعة، في العاصمة النيجرية نيامي، أعمال البرنامج المتقدم لتدريب المدربين في مجال محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، الذي نُفّذ ضمن خدماته الاستشارية الهادفة إلى دعم الدول الأعضاء وبناء قدراتها المؤسسية في مواجهة الجرائم المالية المرتبطة بالإرهاب.
وشهد البرنامج، الذي استمر على مدى خمسة أيام، مشاركة (25) متدربًا من المختصين في القطاعات المالية والأمنية والرقابية والعسكرية، حيث قُدِّم لهم محتوى تدريبي واستشاري متقدم يجمع بين الجوانب النظرية والتطبيقية، بما يعزز جاهزيتهم المهنية وقدرتهم على نقل المعرفة وتوطين الخبرات داخل مؤسساتهم الوطنية.
أخبار متعلقة 11 دولة.. "التحالف الإسلامي" يطلق برنامج الاستخبارات التكتيكيةالتحالف الإسلامي يختتم برنامج محاربة الإرهاب في كينياانطلاق أعمال القمة الخليجية الـ 46 في البحرين .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } التحالف الإسلامي يختتم البرنامج المتقدم في محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال - واسمحاربة تمويل الإرهابوتضمن البرنامج حقيبة تدريبية متخصصة في محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، إلى جانب مسار متكامل لتأهيل وتدريب المدربين، ركّز على تطوير مهارات التصميم والتنفيذ والتقييم للبرامج التدريبية، ورفع كفاءة المشاركين في إدارة العملية التدريبية وبناء الأثر المستدام.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } التحالف الإسلامي يختتم البرنامج المتقدم في محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال - واس
واشتمل المحتوى العلمي على محاور نوعية، من أبرزها: الأطر القانونية والتشريعية الدولية، وأساليب تمويل الإرهاب الحديثة، وآليات غسل الأموال، وتقنيات التحليل والكشف المالي المتقدم، إضافة إلى تتبع التدفقات المالية المشبوهة، وتعزيز التعاون المؤسسي بين الجهات المالية والرقابية والأمنية، وفقًا لتوصيات مجموعة العمل المالي (FATF).
ويأتي اختتام هذا البرنامج في إطار جهود التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الرامية إلى دعم الدول الأعضاء في تعزيز منظوماتها الوطنية لمحاربة الجرائم المالية، وحماية أنظمتها المالية من الاستغلال في تمويل الإرهاب، بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.

مقالات مشابهة

  • أسعار اللحوم الطازجة والمجمدة في منافذ وزارة التموين
  • نيامي.. التحالف الإسلامي يختتم برنامج محاربة تمويل الإرهاب
  • افتتاح منافذ لهيئة الكتاب بجميع قصور الثقافة في المحافظات (تفاصيل)
  • بروتوكول تعاون بين هيئة الكتاب وقصور الثقافة لتوسيع منافذ بيع الإصدارات بالمحافظات
  • تعاون بين هيئة الكتاب وقصور الثقافة لتوسيع منافذ بيع الإصدارات بالمحافظات
  • كوت ديفوار تطالب واشنطن بنشر طائرات تجسس للقضاء على الإرهاب
  • توقف حركة الطيران في مطار سيئون وغموض مبررات الإيقاف
  • لوموند: إسرائيل تفرض نظاما غير مسبوق من الإرهاب في الضفة الغربية
  • السوداني: واهم من يتخيل أن تدينس أرض العراق يمكن أن يمر بلا عقاب
  • الجريدة الرسمية تنشر قرار إدراج متهم بصورة نهائية على قوائم الإرهاب