المجد لله على تنازل ابنه العجيب.. نعم إنه تنازل عجيب وتواضع غريب تواضع يفوق فى عظمته كل العظمة. وها يسمو تجسد ابن الله على كل أفعال قدرته، صنع الله كل هذا الوجود المنظم ولكنه فى صنعه لم يأت أمراً مستغرباً.
بل قال فكان، وأمر فصار. أما فى عمل تجسده فقد أتى أمراً سامياً، نعم ليس اسمى وأعجب من أن نرى اله الكون منحدراً من السماء، مسكن مجده، ليحل بيننا ويصير مثلنا ويتخذ له كجسدنا، وذلك حباً بنا ورغبة فى خلاصنا.
السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه، ولكن فى بيت لحم نسمع حديثاً أكثر عجباً ونرى مشهداً يذيع مجده أعظم مما تذيعه السماء والأرض. انظر الإله قد صار انساناً، وذلك لكى يجعلنا شركاء الطبيعة الالهية.
الأنبا نيقولاس أحب السيد المسيح له المجد أن يتشبه بعبيده لكى يرفع شرفهم. صار الغنى الأنبا نيقولاس فقيراً لكى نستغنى بفقره، صار القوى ضعيفاً لكى يمنحنا قوته، نزل إلى هذه الأرض لكى يصعد بنا إلى السماء، وربط بالاقمطة لكى يجلعنا من ربط الفساد. نعم أراد الابن أن يتشبه بنا ولم يرض أن يتحد طبيعته الالهية بطبيعة الملائكة التى هى أشرف وأسمى من طبيعتنا، ولكنه أراد أن يتحدها بالطبيعة البشرية الضعيفة، وكذلك حبه الذى ساقه إلى هذا التنازل لم يمنحه لغيرنا الرحمته بل تركهم يهلكون، أما نحن فما أعجب ما صنع معنا القدير! سقطنا فسعى فى خلاصنا، وجاء يطلبنا من هذه الأرض.. أرض التعب والشقاء محتملًا معنا كل مشقة لكى يعيدنا إلى مكاننا الأول. وها قد جاء المسيح إلى العالم ليتمم الأمر، أفلا نصيح اذاً مع الملائكة قائلين: وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة. نصلى إلى الله أن يحفظ بلادنا مصروالعالم أجمع من كل سوء، فهو الذى قال: «سلامى أترك لكم سلامى أنا أعطيكم»
وكل عام وحضراتكم بخير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجد لله
إقرأ أيضاً:
الأنبا بولا يترأس احتفال يوم الخادم بالإيبارشية
ترأس نيافة الأنبا بولا شفيق، مطران إيبارشية الإسماعيلية ومدن القناة وتوابعها للأقباط الكاثوليك، احتفال يوم الخادم بالإيبارشية، وذلك بمقر المطرانية.
أقيم الاحتفال تحت إشراف وتنظيم مكتب التعليم المسيحي بالإيبارشية، بقيادة الأب أندراوس فوزي، بمشاركة عدد من الآباء الكهنة، والأخوات الراهبات، وخدام وخادمات مختلف كنائس الإيبارشيّة.
بدأ الاحتفال بصلاة القداس الإلهي، حيث ألقى صاحب النيافة عظة الذبيحة الإلهية حول "معنى الرجاء في حياة الخادم"، مستشهدًا بمثل التينة التي لا تثمر، مؤكدًا أن الرجاء الحقيقي يولّد الإثمار في الخدمة، والحياة الروحية.
وعقب ذلك، انطلقت الفعاليات المختلفة لليوم، حيث شارك الخدام في لقاء مع المخرج جون ميلاد بعنوان "اجعلني وسيلتك"، حتى يكون الخادم وسيلة إيضاح حية للمخدومين، وللمجتمع.
وفي التوقيت نفسه، نظّمت الراهبات لقاءً لأبناء الخدام من مرحلة الحضانة، وحتى الصف الثالث الابتدائي حول موضوع الرجاء، تخلّله أنشطة متنوعة
كذلك، اجتمع أبناء وبنات المرحلتين الابتدائية (الفئة العمرية الكبيرة)، والإعدادية مع السيد تامر رياض، أستاذ علم النفس والفلسفة، في لقاء بعنوان "نحن أولاد الله"، تضمن حوارًا مفتوحًا حول “ كيفية عيش الرجاء كأبناء لله”.
وعقب اللقاءات، قدّم الأب أندراوس فوزي، عرضًا لخطّة المكتب للعام المقبل، متضمنًا المناهج الجديدة، وتوصيات الخدمة تحت عنوان "همسات في أذنك".
تضمن يوم أمس أيضًا الفقرات الترفيهية، والتدريب على جهاز مسابقة اللجنة الأسقفية للتعليم المسيحي، بالكنيسة الكاثوليكية بمصر.
واختُتم اليوم توزيع دروع "الخادم المثالي" على خادم من كل رعية، وتكريم الفائزين في المسابقة اللجنة الأسقفية للتعليم المسيحي، بالإضافة إلى توزيع الجوائز على المجموعات الفائزة، وتكريم الآباء الكهنة، والراهبات، وأعضاء مكتب التعليم المسيحي الإيبارشيّ.
وفي الختام، قدم الأب المطران التهنئة لجميع الخدام والخادمات بعيدهم الخامس، مؤكدًا أن الرجاء الذي في المسيح لا يُخيب، بل هو الدافع لاستمرار الخدمة، والمحبة في كل وقت.