يمانيون:
2025-06-04@21:34:26 GMT

السلطة الفلسطينية: بين وهم السلام وواقع النزيف

تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT

السلطة الفلسطينية: بين وهم السلام وواقع النزيف

ماجد الكحلاني
منذ عقود، يعيش الشعب الفلسطيني تحت وطأة احتلال يستبيح الأرض ويستهدف الحياة، بينما السلطة الفلسطينية تبدو تائهة بين شعارات السلام وواقع الاحتلال الذي يزداد تغوّلاً. في مشهد يومي تكرّسه العدوانية الإسرائيلية، يُقتل الأطفال، وتُهدم المنازل، ويُطرد السكان من أراضيهم، بينما تكتفي السلطة بالتنديد ومتابعة المشهد بصمتٍ مريب.

منذ السابع من أكتوبر 2023، حتى اليوم الأحد ٥ يناير ارتفعت حصيلة العدوان الصهيوأمريكي على قطاع غزة إلى 45,805 شهداء و109,064 إصابة، معظمهم من النساء والأطفال. هذه الأرقام لا تمثل مجرد إحصائيات، بل مأساة إنسانية تُكتب بدماء الأبرياء وآلام المهجّرين. إنها جرح مفتوح يُذكر العالم بفداحة الظلم الذي يتعرض له هذا الشعب.

رغم القصف الوحشي والدمار الشامل، تبقى غزة عنواناً للصمود والتحدي، وبين انقاضها، تجد أطفالاً يلعبون وأمهات يحملن أحزانهن بصبر، وكأنهن يُعلنّ للعالم أن الحياة أقوى من الموت.. غزة ليست مجرد مكان؛ إنها ملحمة إنسانية لطائر جريح يحلّق رغم كسر جناحيه، وتذكير دائم بأن الحق لا يُدفن، وأن إرادة الشعوب لا تُهزم مهما كانت آلة الحرب.

على الجانب الآخر، الضفة الغربية تواجه استعماراً مختلفاً لكنه لا يقل شراسة. الاستيطان يتمدد كخنجر في خاصرة الأرض الفلسطينية، يُحوّل القرى إلى جزر معزولة في بحر من المستوطنات. فيما السلطة الفلسطينية في هذا المشهد تبدو كرُبّان سفينة تائهة، عاجزة عن قيادة شعبها نحو بر الأمان، بينما الأمواج تغرق كل أمل في التحرر. وبدلًا من التصدي لهذه الهجمة الاستيطانية، تلاحق السلطة الأصوات الحرة وتُضيّق الخناق على كل من يقف في وجه الاحتلال.

منذ توقيع اتفاق أوسلو، كانت المفاوضات أشبه بمتاهة، يدور فيها الطرف الفلسطيني دون وجهة واضحة.. الاحتلال استخدمها كستار لمزيد من التوسع وقضم الأراضي، بينما بقيت السلطة تراهن على سراب لا يتحقق.. اليوم، تبدو هذه المفاوضات كطاحونة هواء تدور بلا جدوى، تصرف النظر عن الحقائق على الأرض، وتُبقي الفلسطينيين في دائرة الإحباط واليأس.

ورغم هذا الواقع القاتم، يبقى الشعب الفلسطيني هو محور القصة، وهو من يدفع الثمن الأكبر. في غزة، يكافحون للبقاء وسط آلة حرب لا ترحم، وفي الضفة، يُطاردون من أجهزة أمنية يُفترض بها أن تحميهم. لكن الشعب الفلسطيني يشبه شجرة الزيتون، تتشبث بجذورها في الأرض رغم كل محاولات الاقتلاع.

في ختام هذا المشهد الذي يروي مأساة شعب، يتجلى الأمل كضوءٍ ينبعث من قلب الظلام. فمن بين الركام، تُولد أحلام التحرر، ومن وسط الألم، تُزهر إرادة لا تُقهر. القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع سياسي، بل اختبار للإنسانية ولقدرة العالم على إنصاف من هُضمت حقوقهم.

اليوم، تحتاج فلسطين إلى خطوات جادة تعيد الحقوق لأصحابها، وتُحيي الأمل في نفوس شعب لا يزال يرفع راية الحرية رغم كل العواصف.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

في 16 دقيقة.. العربة الصحية تنقذ حاجاً اوغندياً من النزيف

البلاد ــ مكة المكرمة
أسهمت وحدة علاج السكتة الدماغية المتنقلة بالحرم المكي، التابعة لمستشفى الملك فيصل التخصصي، في إنقاذ حاجٍ أوغندي تعرّض لنزيف دماغي حاد أثناء تواجده في المسجد الحرام، وذلك بعد فقدانه الوعي نتيجة النزيف، حيث جرى تشخيص الحالة ميدانيًا وبدء العلاج الفوري، ثم نُقل الحاج إلى مستشفى الملك عبدالعزيز، عضو تجمع مكة المكرمة الصحي، لاستكمال الرعاية الطبية اللازمة.
وجاء ذلك ضمن منظومة صحية متكاملة؛ تهدف لتعزيز جودة الخدمات الصحية وتسهيل الحصول عليها بأعلى كفاءة، وذلك انسجامًا مع مستهدفات برنامج “تحوّل القطاع الصحي”، وبرنامج “خدمة ضيوف الرحمن”، ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى توفير رعاية صحية متقدمة، وتمكين الحجاج من أداء مناسكهم بأمان صحي.
وتُعدُّ العربة الوحيدة من نوعها في الشرق الأوسط، حيث تضم فريقًا طبيًا متكاملًا يشمل طبيب أعصاب وقلبية، وأخصائي علاج تنفسي، وأخصائي تمريض طوارئ، وفني أشعة، ومسعف، إضافة إلى جهاز تصوير مقطعي، بما يعزز كفاءة التشخيص والعلاج.
و تلقّى الحاج الأوغندي العلاج خلال 16 دقيقة فقط، أي ما يعادل سدس الزمن المعتمد عالميًا (60 دقيقة)، مع الإشارة إلى تحسن حالته، وجارٍ استكمال تأهيله الطبي لأداء مناسكه.
وتواصل المنظومة الصحية تقديم خدماتها الصحية والوقائية المتكاملة لضيوف الرحمن، عبر فرق ميدانية مجهزة وكوادر مؤهلة، مع تكثيف التوعية لتعزيز السلوكيات الوقائية، بما يُسهم في الحفاظ على صحتهم، وتمكينهم من أداء المناسك بيسر وطمأنينة.
عربة بطاقم طبي متكامل في الحرم المكي

مقالات مشابهة

  • رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: نتنياهو يطيل أمد الحرب لضمان بقائه السياسي
  • الوحشية الإسرائيلية.. سمير فرج: الشعب الفلسطيني يتحمل ما لا يتحمله بشر في العالم
  • فعالية تضامنية في جنيف مع الشعب الفلسطيني
  • المجموعة العربية المشاركة بمؤتمر العمل الدولي تنظم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بجنيف
  • الرئيس الإيراني: علينا أن نعمل جميعا ليسود السلام الأرض لا الصراع والحروب
  • الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني تُدين مجزرة الاحتلال في نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية
  • الرئيس السيسي: إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم
  • “الأحرار الفلسطينية”: أمن السلطة سيفاً مسلطاً على رقاب شعبنا ومقاومته
  • «رئيس الوزراء الفلسطيني» يجدد دعوته إلى لوكسمبورج للاعتراف بدولة فلسطين
  • في 16 دقيقة.. العربة الصحية تنقذ حاجاً اوغندياً من النزيف