من الأكثر تضرراً من توقف تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
بينما لم تحدث الضجة المنتظرة من أوروبا بشأن حدوث أزمة طاقة، كما توقع البعض فور توقف نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا، إلى القارة العجوز، فإن القرار الأوكراني أثار التساؤلات بشأن مدى انعكاس هذا الإجراء على الأطراف المرتبطة به، ومدى إسهامه في احتمالية حدوث أزمة بالفعل.
أوقفت أوكرانيا تدفق الغاز الروسي إلى العديد من الدول الأوروبية في يوم رأس السنة الجديدة، مما أنهى هيمنة موسكو التي استمرت لعقود على أسواق الطاقة في أوروبا.
أكدت شركة الطاقة العملاقة المملوكة للدولة الروسية "غازبروم Gazprom" توقف صادرات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا في حوالي الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي (الخامسة صباحاً بتوقيت لندن) يوم الأربعاء.
تمثل هذه الخطوة المتوقعة على نطاق واسع نهاية اتفاقية عبور مدتها خمس سنوات بين روسيا وأوكرانيا، حيث لا يرغب أي من الجانبين في التوصل إلى صفقة جديدة وسط الحرب المستمرة بين الطرفين منذ فبراير/ شباط 2022، بحسب شبكة CNBC.
خسائر أوكرانيا وروسيا
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الشهر الماضي، إن كييف ليست مستعدة لتمديد اتفاق عبور الغاز الروسي، مضيفاً: "لن نعطي إمكانية كسب مليارات إضافية على دمائنا".
تقول روسيا، التي تنقل الغاز إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب الأوكرانية منذ العام 1991، إن دول الاتحاد الأوروبي ستعاني أكثر من غيرها من تحول العرض. لا يزال بإمكان موسكو إرسال الغاز عبر خط أنابيب "ترك ستريم"، الذي يربط روسيا بالمجر وصربيا وتركيا.
وفقاً لرويترز، ستخسر أوكرانيا ما يصل إلى مليار دولار سنوياً في رسوم العبور من روسيا بسبب التوقف، في حين تستعد شركة Gazprom لخسارة ما يقرب من خمسة مليارات دولار من مبيعات الغاز.
الدول الأكثر عرضة لخطر نقص الطاقة
قالت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، إنها كانت تعمل مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الأكثر تضرراً من انتهاء الاتفاقية بين روسيا وأوكرانيا لضمان استعداد التكتل المكون من 27 دولة لمثل هذا السيناريو.
تعد سلوفاكيا والنمسا ومولدوفا من بين الدول الأكثر عرضة للخطر بسبب توقف ضخ الغاز الروسي. كانت هذه الدول الأوروبية الأكثر اعتماداً على أحجام عبور الغاز الروسي في العام 2023، وفقاً لشركة Rystad Energy، حيث استوردت سلوفاكيا ما يقرب من 3.2 مليار متر مكعب في ذلك العام، وحصلت النمسا على 5.7 مليار متر مكعب، وحصلت مولدوفا على ملياري متر مكعب.
أصرت النمسا على أنها مستعدة جيداً للتوقف، لكن دولاً أخرى كانت أكثر قلقاً.
تحذير سلوفاكي
حذر رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيكو، من أن إنهاء أوكرانيا لاتفاقية عبور الغاز من شأنه أن يخلف "تأثيراً كبيراً" على الاتحاد الأوروبي، دون الإضرار بروسيا. كما هدد فيكو بقطع إمدادات الكهرباء عن أوكرانيا المجاورة.
كان رئيس الوزراء، الذي انتقد بشدة دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا في الحرب الدائرة، أجرى زيارة مفاجئة إلى موسكو لعقد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل فترة وجيزة من عيد الميلاد.
اقرأ أيضاً: وسط نزاع على نقل الغاز.. سلوفاكيا ترفض اتهامات أوكرانيا بفتح "جبهة طاقة" ضد كييف
حالة طوارئ في مولدوفا
أعلنت مولدوفا، التي ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، حالة الطوارئ لمدة 60 يوماً الشهر الماضي بسبب مخاوف تتعلق بأمن الطاقة.
صوّت 56 نائباً في برلمان مولدوفا، الذي يتألف من 101 مقعد، لصالح حالة الطوارئ على مستوى البلاد، والتي قالت الحكومة في ذلك الوقت إنها ستسمح للبلاد بتطبيق سلسلة من التدابير لمنع وتخفيف خطر نقص موارد الطاقة.
أوكرانيا: "حدث تاريخي"
وصف وزير الطاقة الأوكراني، هيرمان جالوشينكو، وقف تدفقات الغاز الروسي عبر أوكرانيا بأنه "حدث تاريخي".
وقال جالوشينكو، عبر تيليغرام في الأول من يناير/ كانون الثاني: "روسيا تخسر الأسواق، وستتكبد خسائر مالية".
وأضاف: "قررت أوروبا بالفعل التخلي عن الغاز الروسي. وتتماشى المبادرة الأوروبية Repower EU تماماً مع ما فعلته أوكرانيا اليوم".
في سياق منفصل، أشاد وزير الخارجية البولندي، راديك سيكورسكي، بالتطور باعتباره انتصاراً سياسياً، متهماً الرئيس الروسي بمحاولة "ابتزاز أوروبا الشرقية بالتهديد بقطع إمدادات الغاز".
وتظهر أحدث البيانات التي جمعتها مجموعة الصناعة "Gas Infrastructure Europe" أن مرافق تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي ممتلئة بنحو 73%. وفي ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا وأكبر مستهلك للغاز، تبلغ المخزونات حالياً ما يقرب من 80%.
وقال محلل الغاز والغاز الطبيعي المسال في Rystad Energy، كريستوف هالسر، في مذكرة بحثية: "بدون أذربيجان أو طرف ثالث آخر ينقل الغاز بعد صفقة مبادلة مع روسيا، سيحتاج الاتحاد الأوروبي إلى حوالي 7.2 [مليار متر مكعب] من الغاز من سوق الغاز الطبيعي المسال".
وأضاف: "يمكن للمحطات في بولندا وألمانيا وليتوانيا وإيطاليا أن تنقل هذه الكميات إلى الدول الأكثر تضرراً، مثل سلوفاكيا والنمسا".
استبعاد تأثير توقف ضخ الغاز على أوروبا
قال رئيس فريق الطاقة والمناخ والموارد في مجموعة Eurasia، هينينج غلويستين، إن قرار أوكرانيا بوقف تدفق الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي ليس مفاجئاً نظراً لأن كييف وموسكو قالتا منذ فترة طويلة إنهما لن تكونا على استعداد لتجديد الصفقة في ظل ظروف الحرب الحالية.
وأضاف غلويستين، عبر مذكرة، أن انتهاء عقد نقل الغاز الروسي لا يهدد أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي خلال فصل الشتاء، مستشهداً بالخطوات التي اتخذها مستوردو الاتحاد الأوروبي للاستعداد لانخفاض المعروض، والطقس الشتوي المعتدل الذي شهدته معظم أنحاء أوروبا.
وذكر غلويستين أن تحركات أسعار الغاز خلال الأشهر المقبلة من المرجح أن تعتمد على التطورات السياسية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا وظروف الطقس الشتوي المتبقية.
وقال: "على الصعيد السياسي، هناك محادثات جارية بين بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي (على سبيل المثال سلوفاكيا، حيث يدخل العديد من خطوط الأنابيب الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي)، وروسيا، وأوكرانيا للتوصل إلى حل وسط قد يسمح باستئناف الإمدادات. ومع ذلك، لم يكن هناك أي تقدم خلال المفاوضات مع بداية العام الجديد".
وأضاف غلويستين: "على صعيد الطقس، فإن التوقعات حالياً تشير إلى درجات حرارة أعلى من المتوسط في أوروبا خلال بقية فصل الشتاء، مما يعني أن تأثير التخفيضات سيكون محدوداً".
ووفقاً لبورصة إنتركونتيننتال في نيويورك، ارتفع سعر الغاز بمركز TTF الهولندي، وهو معيار أوروبي لتجارة الغاز الطبيعي، بنسبة 1.2% إلى 49.49 يورو (50.78 دولاراً) لكل ميغاواط في الساعة يوم الخميس الماضي.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار فی الاتحاد الأوروبی الغاز الروسی عبر أوکرانیا متر مکعب
إقرأ أيضاً:
مجلس إدارة «XRG» يعتمد خطة خمسية لتسريع نموها العالمي
أبوظبي (الاتحاد)
اعتمد مجلس إدارة «XRG»، الشركة الدولية الرائدة للاستثمار النوعي في قطاع الطاقة التي أطلقتها «أدنوك» في نوفمبر 2024، خطة الشركة الخمسية للفترة من 2025 إلى 2030 وتؤكد هذه الخطوة التزام الشركة بتسريع النمو وخلق وتعزيز القيمة على المدى الطويل.
وخلال الأشهر الستة الأولى منذ إطلاقها، تمكنت «XRG» من ترسيخ مكانتها كمستثمر دولي في مشروعات الطاقة النوعية، حيث بلغت قيمتها المؤسسية أكثر من 290 مليار درهم «80 مليار دولار».
واعتمد المجلس خطة الشركة لتوسيع أعمال منصاتها العالمية الثلاث التي تشمل الغاز، والكيماويات، وحلول الطاقة.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ «أدنوك» ومجموعة شركاتها، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة «XRG».. «بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، رسخت دولة الإمارات مكانتها كمركز عالمي للتكنولوجيا المتقدمة، بالتزامن مع دخول العالم مرحلة جديدة ترسم ملامحها أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية الرقمية، والنمو الصناعي، وهو ما يتطلب تحقيق نقلة نوعية في أنظمة الطاقة من حيث التطور التقني والحجم».
وأضاف «تستثمر "XRG" في أنظمة الطاقة المستقبلية وفق منهجية متكاملة ومرنة وأكثر قدرة على تلبية الطلب العالمي المتزايد وبعد موافقة مجلس الإدارة على الخطة الخمسية، تعمل "XRG"على توسيع نطاق منصاتها في مجالات الغاز والكيماويات وحلول الطاقة لخلق وتعزيز القيمة على المدى البعيد وضمان استمرار مساهمة الطاقة في دفع عجلة النمو والتنمية المستدامة».
ووجَّه مجلس الإدارة «XRG» بتعزيز نمو أعمالها الدولية المتكاملة لتصبح ضمن أكبر خمس شركات عالمية في مجالَي الغاز والغاز الطبيعي المسال، والوصول إلى سعة إنتاجية تتراوح بين 20 إلى 25 مليون طن سنوياً بحلول 2035.
وأعرب المجلس عن دعمه لدراسة فرص الاندماج والاستحواذ في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج في قطاع الغاز والتوسّع في استثمارات الغاز الطبيعي المسال لتعزيز حضور الشركة في سوق الغاز بأميركا الشمالية.وتأتي هذه الخطوة بعد عمليات الاستحواذ والشراكات الأخيرة التي نفذتها الشركة، بما في ذلك مشروع «ريو غراندي» للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة الأميركية، وامتياز «المنطقة 4» الواقعة ضمن حوض «روفوما» العملاق للغاز في موزمبيق، وشركة «أركيوس للطاقة»، وحقل غاز «أبشيرون» في أذربيجان، و«المنطقة 1» البحرية في تركمانستان، مما يمكّن الشركة من المساهمة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على حلول الطاقة المرنة ومنخفضة الكربون. كما أقرّ المجلس هدف «XRG» الطموح بتأسيس منصة دولية للكيماويات، لتصبح ضمن أكبر ثلاث شركات عالمية في هذا المجال الحيوي.
وبعد الحصول على الموافقات التنظيمية المطلوبة، من المتوقع أن يسهم التأسيس المقترح لـ «مجموعة بروج الدولية» والاستحواذ المقترح على شركة «كوفيسترو» في بناء محفظة أعمال رائدة لـ «XRG» في مجالات البولي أوليفينات، والمواد عالية الأداء، والقطاعات التخصصية المستقبلية.
وفي ضوء النمو الكبير في الطلب على الطاقة المرتبط بالذكاء الاصطناعي، خاصةً في الولايات المتحدة، وجَّه مجلس إدارة «XRG»، بتوسيع نطاق استثمارات الشركة عبر منصتها لحلول الطاقة على امتداد سلسلة القيمة للقطاع، بالتزامن مع الاستمرار في تطوير الفرص النوعية في مجالَي التقاط الكربون وتخزينه، والوقود منخفض الكربون مثل الوقود الحيوي والهيدروجين منخفض الكربون، بما يساهم في تحقيق عوائد استثمارية جذابة.
وستبدأ «XRG» في تنفيذ خطة العمل 2025-2030 بشكل فوري، مع استمرار تركيزها على التخصيص الفعّال لرأس المال، وتعزيز تكامل عمليات الشركة، وتوسيع نطاق سلسلة القيمة للمساهمة في دعم النمو الصناعي العالمي ومواكبة التطورات الرقمية الجارية.