هل تفتح مبادرة الحوار مع أوجلان باب الحل للقضية الكردية بتركيا؟
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
أنقرة- عاد ملف حزب العمال الكردستاني إلى الواجهة في تركيا مدفوعا بتطورات سياسية لافتة، أبرزها زيارة وفد من حزب "المساواة الشعبية والديمقراطية" (ديم) إلى الزعيم الكردي عبد الله أوجلان في سجنه بجزيرة إيمرالي، في 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي تعد الأولى منذ 10 سنوات.
وضم الوفد النائبين سري ثريا أوندر وبروين بولدان، اللذين ناقشا مع أوجلان مستجدات الوضع السياسي، ونقلا عنه رؤيته للمرحلة المقبلة، وعقد الوفد -عقب الزيارة- اجتماعات مع رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش وزعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، بمشاركة السياسي الكردي المخضرم أحمد ترك، ووصف النائب أوندر النقاشات بالإيجابية، مؤكدا أنها تضمنت مقترحات جديدة بروح متفائلة.
وتأتي هذه التطورات بعد مبادرة أطلقها بهتشلي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما صافح نواب حزب "ديم" في البرلمان التركي، في خطوة مثّلت تحولا في نهج الحزب القومي، وأعقب ذلك دعوته لأوجلان لحل حزب العمال الكردستاني وترك السلاح مقابل الاستفادة من "حق الأمل".
ونقل وفد "ديم" عن أوجلان دعمه للنموذج الجديد الذي طرحه أردوغان وبهتشلي، مشددا على ضرورة تعزيز الأخوّة التركية الكردية كمسؤولية تاريخية.
إعلانكما دعا إلى دور محوري للبرلمان في دعم الحلول السياسية، وربط أوجلان هذه المبادرة بالتطورات الإقليمية في غزة وسوريا، معتبرا أن إنهاء التدخلات الخارجية ضروري لمعالجة الأزمة الكردية.
أعلن وفد حزب "المساواة الشعبية والديمقراطية" أنه بصدد زيارة جميع الأحزاب التركية للتباحث حول العملية السياسية الجديدة وأخذ مقترحاتهم بعين الاعتبار، وفي إطار هذه الجهود، زار الوفد اليوم الاثنين قيادات حزب "العدالة والتنمية" في البرلمان التركي، كما التقى رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، وذلك لمناقشة تطورات العملية السياسية.
وتشهد العملية السياسية الجارية تباينًا واضحًا في مواقف الأحزاب التركية تجاه المبادرة المتعلقة بحل القضية الكردية، ففي حين يدعم حزب "العدالة والتنمية" وحليفه حزب "الحركة القومية" الجهود الرامية لإشراك عبد الله أوجلان في إيجاد حل شامل للقضية، تتفاوت مواقف أحزاب المعارضة الأخرى بين الحذر والانتقاد الحاد.
من جانبه، أكد زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، أن حزبه سيدعم العملية بشرط تنفيذها بشفافية، وعدم استبعاد أي فاعل سياسي، وقال "الإجماع الاجتماعي مهم جدا، وكل خطوة يجب أن تُراعي مشاعر أسر الشهداء والمحاربين القدامى".
وفي السياق، توقع رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو أن تتضمن العملية وضع عبد الله أوجلان قيد الإقامة الجبرية بدلا من بقائه في سجن "إيمرالي" إذا نجحت الجهود الحالية، وأكد أن "الحق في الأمل" مفهوم قانوني يجب معالجته بخطة إستراتيجية لإغلاق هذا الملف.
في المقابل، شنّ رئيس حزب النصر أوميت أوزداغ، هجومًا حادًّا على تحالف الشعب، الذي يضم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، واصفًا إياه بـ"تحالف العار"، وأشار إلى أن الحكومة تلجأ الآن إلى وساطة عبد الله أوجلان، الذي وصفه بأنه "مجرم تسبب في مقتل أكثر من 40 ألف شخص".
إعلانبدوره، عبّر رئيس حزب الجيد مساوات درويش أوغلو، عن استيائه من الاجتماعات الجارية، مشيرًا إلى أنه لا يعلم طبيعة "النموذج" الذي يتحدث عنه عبد الله أوجلان.
وأضاف "الدولة التركية لا ينبغي أن تنتظر أي أمل من إرهابي مثل أوجلان، هذا أمر مخجل في رأيي"، كما أوضح أنه سيدرس وثائق اللقاءات إن أمكن، قبل إصدار تقييم نهائي.
وفي معرض تعليقه على ما إذا كانت العملية الجديدة تمتلك فرصًا حقيقية للنجاح، قال الباحث في الشأن التركي علي أسمر، في حديث للجزيرة نت، إن التاريخ يظهر أن كل محاولة سياسية لحل القضية الكردية في تركيا تواجه تصعيدًا من حزب العمال الكردستاني، ما يجعل فرص النجاح مرتبطة بشكل كبير بالقدرة على احتواء هذه التهديدات وإدارة المرحلة بحكمة.
وأشار إلى أمثلة تاريخية تؤكد هذا التصعيد، موضحًا أنه في عام 1993 تزامن عفو رئاسي مع كمين أودى بحياة 33 جنديًّا، وفي عام 2009 قُتل 7 جنود خلال "مبادرة الانفتاح الديمقراطي"، بينما شهد عام 2011 هجومًا في ديار بكر أسفر عن مقتل 13 جنديًّا عقب إعلان "مجلس السلام".
وأشار إلى أن التصعيد تكرر العام الماضي 2024 بهجوم استهدف مقر شركة "توساش" في أنقرة، بعد يوم من دعوة دولت بهتشلي لإنهاء الإرهاب، مما يبرز تحديات مستمرة تواجه نجاح العملية الحالية.
ويرى أسمر أن نجاح المبادرة أو فشلها يعتمد بشكل كبير على القوى الغربية التي تدعم حزب العمال الكردستاني، وقال "لا يمكن أن يستمر هذا التنظيم دون دعم مالي ولوجستي وعسكري من الخارج".
وأضاف أن تركيا تسعى إلى إنهاء القضية عبر "مسار سياسي يشمل تخفيف الحكم على عبد الله أوجلان، وإلقاء السلاح من قبل المقاتلين، وتسوية أوضاعهم القانونية وفق القوانين التركية، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تشكيل أحزاب كردية جديدة تشارك في العملية السياسية في تركيا مستقبلا".
إعلانوأكد أسمر أن قبول عبد الله أوجلان بالمبادرة ورفضها من قبل قيادات حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل سيكون تطورا إيجابيا بالنسبة لتركيا، لأنه سيؤدي إلى انقسام داخلي في صفوف الحزب، وسيمكن تركيا من اعتبار المقاتلين الرافضين للمبادرة "عُصاة"، ليس فقط ضد الدولة التركية، بل أيضا ضد رمزهم أوجلان، مما سيمنح أنقرة شرعية دولية لتكثيف عملياتها العسكرية ضدهم.
وأضاف "أما إذا قبل كل من أوجلان والمقاتلين هذه المبادرة، فستحقق تركيا نجاحًا كبيرًا في بداية قرنها الجديد، وهو ما سينعكس على شمال شرقي سوريا، وسيزيد من احتمالات فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة".
وأشار أسمر إلى أن العائق الحقيقي يكمن في الدعم الغربي لحزب العمال الكردستاني، وقال "هذا الحزب لا يمكن أن يستمر إذا انقطع عنه الدعم المالي واللوجستي والعسكري، تركيا مارست ضغوطًا على بعض الدول الأوروبية -مثل السويد- لوقف هذا الدعم، لكن فرنسا تبقى أكبر داعميه في المرحلة الحالية".
واختتم حديثه بالقول إن "أنقرة ستسعى في الفترة المقبلة إلى الضغط على باريس لوقف هذا الدعم غير المبرر"، مشيرا إلى أن إنهاءه سيكون مفتاحا لتحقيق نجاح العملية السياسية الجارية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المساواة الشعبیة والدیمقراطیة حزب العمال الکردستانی العدالة والتنمیة العملیة السیاسیة عبد الله أوجلان رئیس حزب نجاح ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
مدبولي: الإقبال على العملية الانتخابية حجر أساس لتعزيز المسار الديمقراطي
كتب- محمد أبو بكر:
وجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، دعوة مباشرة إلى جميع المواطنين للمشاركة الجادة والفعالة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مؤكدًا أن الإسهام الشعبي في العملية الانتخابية يُعد حجر الأساس في تعزيز المسار الديمقراطي وترسيخ دعائم الدولة المدنية الحديثة.
وشدد "مدبولي"، خلال مؤتمر صحفي عقده مدبولي، اليوم الأربعاء، عقب انتهاء الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، على أهمية الحضور الواسع في صناديق الاقتراع، مشيرًا إلى أن الدولة حريصة على تهيئة المناخ العام وضمان توفير كل ما يلزم لإجراء الانتخابات في بيئة آمنة ومنضبطة.
وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لتنظيم العملية الانتخابية، من تجهيز المقار الانتخابية وتوفير الدعم اللوجستي والأمني، إلى ضمان تيسير وصول المواطنين إلى لجانهم الانتخابية دون معوقات، لافتًا إلى أن مؤسسات الدولة تعمل بتناغم كامل لإنجاح هذا الحدث الوطني.
وأوضح مدبولي أن مجلسي النواب والشيوخ يمثلان ركيزة أساسية في دعم البنية التشريعية للدولة، مشيرًا إلى الدور المحوري الذي يقوم به مجلس الشيوخ في دراسة السياسات العامة وتقديم رؤى استراتيجية داعمة لخطط الحكومة، بما يسهم في تبني خطوات إصلاحية مدروسة ومتكاملة.
وأكد على أن أعضاء مجلس الشيوخ يتمتعون بخبرات كبيرة ورؤى متعمقة تعزز من جهود الدولة نحو بناء مستقبل أكثر استقرارًا وتنمية، معربًا عن ثقته في وعي المواطنين وحسهم الوطني في المشاركة الفعالة في صناعة القرار.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور مصطفى مدبولي الإقبال على العملية الانتخابية مدبولي خلال مؤتمر صحفي تجهيز المقار الانتخابيةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
أخبار
المزيدالثانوية العامة
المزيدإعلان
مدبولي: الإقبال على العملية الانتخابية حجر أساس لتعزيز المسار الديمقراطي
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
37 26 الرطوبة: 25% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك