لبنان ٢٤:
2025-06-01@13:22:18 GMT

السباق الرئاسي: الكل ينتظر الكلمة

تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT

كتبت سابين عويس في" النهار": لا مؤشرات حتى الآن لإمكان تصاعد الدخان الأبيض من ساحة النجمة كما وعد رئيس المجلس، بفعل استمرار الغموض المسيطر على صورة الرئيس العتيد.
التوافق الذي عكسته اللجنة الخماسية على دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون معطوفاً على دعم داخلي عبر عنه وليد جنبلاط وسامي الجميل إضافة إلى مجموعة كبيرة من نواب المعارضة والتغييريين  والمستقلين، فضلاً عن إعلان "حزب الله" عبر المسؤول عن وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا أن لا فيتو على الرجل، كل هذه العوامل التي تزكي الترشيح لا تزال تصطدم برفض واضح من بري مقابل تحفظ سمير جعجع والمفارقة أنه قلما التقى الرجلان على موقف واحد كما هي الحال بالنسبة إلى رفض ترشيح عون، وإن يكن لكل منهما أسبابه وحساباته.


كان لافتاً تناقل معلومات عن أن بري أبلغ موقفه إلى الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان الذي تعمد تسمية عون بالاسم على نحو يحرج رئيس المجلس الذي ترى مصادر سياسية أنه تعمد بدوره رفض هذا الترشيح متسلحاً بمبرر أن قائد الجيش يحتاج إلى تعديل دستوري يتطلب غالبية الثلثين. وكل الأجواء الصادرة عن زوار عين التينة تشي بأن لبري أكثر من سبب وراء رفضة عون، أولها أنه لا يحبذ العمل مع قادة عسكريين، كما أنه منزعج من وجود مستشارين في حلقة عون ممن هم على خلاف مع بري ومن الخارجين من حركة "أمل". ويذهب البعض إلى القول إن رئيس المجلس برفضه هذا، كان ينتظر أن يسمع ما لدى الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، وما إذا كان الموقف الأميركي داعما فعلاً لقائد الجيش إلى درجة خوض معركته، ما يعطيه أفضلية في رفع سقف مطالبه للموافقة على انتخابه.
في المقابل، تتحفظ أوساط قريبة من بري عن الأسباب المشار إليها، رافضة إعطاء جواب صريح عما إذا كان بن فرحان سمى فعلاً عون أو لمح إليه، علماً أن النتيجة واحدة تسمية أو تلميحاً، وجواب بري يبقى نفسه. وتستغرب الأوساط تحميل بري مسؤولية إسقاط ترشيح عون داعية إلى العودة بالذاكرة إلى التمديدين له في قيادة الجيش واللذين قادهما بري بنفسه مستنداً إلى أهمية موقعة على رأس المؤسسة العسكرية والدعم الدولي الذي يحظى به الجيش على نحو يساعده على توفير حاجاته التمويلية لتجهيزه فضلاً عن دور عون في تطبيق اتفاق وقف النار.
أما بالنسبة إلى ما سمعه من هوكشتاين وما أعاد الرجل تكراره أمام من التقاهم، فإن الدعم الأميركي ليس محصوراً بعون وحده. وقال الموفد الأميركي أمس أمام النواب الذين التقاهم إن عون أحد الخيارات وليس الوحيد ما يوحي بأن الخيارات لا تزال مفتوحة وأن المرشحين لا يزالون ينتظرون في الصف كلمة سر لم تأت بعد.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حين ترتجف “تل أبيب” من وقع الكلمة.. المصطلحات سلاح والأسماء جبهة مقاومة

 

في زمن يتزاحم فيه الزيف لتشويه الحقائق وتزييف الوعي، تصبح الكلمة المبدئية والمصطلح الصادق طلقات وعي تصيب قلب العدو وتفكك أركان روايته المصطنعة.. من هذا المنطلق، تتجلى أهمية ما أكّده قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته بتاريخ 26 شوال 1446هـ، عندما عرّى توتر الكيان الصهيوني من مجرد تسمية الطائرة اليمنية المسيّرة بـ”يافا”، ووصف المدينة، كما سائر المدن الفلسطينية، بأنها “محتلة”.

ليس هذا الانزعاج تفصيلًا ثانويًا؛ بل هو نافذة كاشفة على طبيعة الصراع، فالمعركة ليست محصورة في ميادين القتال أو الأجواء، بل امتدت إلى الميدان الأخطر: ميدان المصطلحات.. الكلمات لم تعد مجرد أدوات وصف، بل باتت خنادق مقاومة.. وعندما نُطلق على الأمور مسمياتها الحقيقية، نزعزع ركائز شرعية العدو المزعومة، ونفضح زيفه أمام العالم.. نحن لا نصف واقعًا فحسب، بل نمارس فعل المقاومة بالنطق.

العدو الصهيوني، منذ أن زرع كيانه على أرض فلسطين، وهو يشن حربًا نفسية ومعرفية ممنهجة: تحويل فلسطين إلى “إسرائيل”، والمسجد الأقصى إلى “جبل الهيكل”، والاحتلال إلى “دولة ذات سيادة”، ويافا إلى “تل أبيب”.. لكن حين تعود الأسماء إلى حقيقتها، يعود التاريخ إلى مساره، وتُستعاد الجغرافيا من بين أنياب التحريف.

“يافا المحتلة” ليست مجرد تركيب لغوي، بل هي قنبلة وعي. هي جرس إنذار بأن ذاكرة الأمة لم تُمحَ، وأن حقوقها لم تُفرَّط.. تسمية الطائرات المسيّرة بأسماء المدن الفلسطينية المحتلة ليس إجراءً شكليًا، بل عمل مقاوم محض، يبعث برسالة سياسية وعقائدية: هذه الأرض لنا، اسمًا ورسمًا، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

وعليه، فإن من أوجب واجبات الإعلام المقاوم، والخطاب العربي والإسلامي عمومًا، أن يلتزم الصدق في المصطلح، والصلابة في التوصيف.. لا مكان للغة التطبيع، ولا حيز لتزوير الجغرافيا.. فالكلمة المقاومة ترهب العدو أكثر من السلاح أحيانًا، ومسيّرة “يافا” خير شاهد على ذلك.

نحن في قلب معركة تحرر شاملة، أحد أعمدتها هو ميدان الوعي.. والمصطلح فيه ليس ترفًا بل ذخيرة، ليس تزيينًا بل سلاحًا.. وكل من يحمل وعيًا، يحمل مسؤولية استخدام المصطلح كمن يقبض على الزناد.

مقالات مشابهة

  • «آلام اليد» تبعد سترول عن السباق الإسباني للفورمولا 1
  • قيادي في “حماس” يكشف تفاصيل مثيرة “لؤ” التهدئة في غزة
  • حين ترتجف “تل أبيب” من وقع الكلمة.. المصطلحات سلاح والأسماء جبهة مقاومة
  • الانتهاكات في اليمن.. إرث ينتظر العدالة
  • وولف: عودة «الفورمولا-1» إلى ألمانيا «غير واقعية»
  • المفتي حجازي: البلديات أمام تحديات كبيرة ونحن مع جمع الكلمة
  • بعد الإفراج عنه.. أول تصريحات للمرشح الرئاسي المفرج عنه أحمد الطنطاوي
  • حماس: المقترح الأميركي الذي وافق عليه الاحتلال لا يستجيب لمطالبنا
  • شيخ الأزهر لـ وفد الإعلاميين العرب: الكلمة أمانة ودوركم مهمٌّ في رفع الوعي بالتحديات
  • دينز بطل «المرحلة 18» من سباق «جيرو دي إيطاليا»