إسرائيل.. وثيقة رسمية تكشف تصور تل أبيب لاتفاق محتمل مع حماس
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
نشرت هيئة البث العبرية (رسمية)، مساء الثلاثاء، فحوى ما قالت إنها وثيقة رسمية إسرائيلية تكشف تصور تل أبيب لبنود اتفاق محتمل مع حركة "حماس".
ووفق الهيئة، فإن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) وافق على الوثيقة في مايو/أيار الماضي ولم يتم الإعلان عنها.
والغرض من الاتفاق المحتمل، كما جاء في أعلى الوثيقة المكتوبة بالعبرية، هو "إطلاق سراح جميع المختطفين الإسرائيليين في غزة من مدنيين وجنود، أحياء أو أموات".
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، فيما تقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
وأضافت الوثيقة أن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين سيكون "مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، واستعادة الهدوء المستدام".
وزادت بأن تل أبيب طالبت بترحيل أكثر من 50 أسيرا فلسطينيا إلى غزة أو خارج الأراضي الفلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت نحو 154 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وحسب الوثيقة، ستنسحب إسرائيل من محور نتساريم وسط غزة، وتفكك مواقعها ومنشآتها العسكرية بالكامل، مع إيجاد آلية لمنع عودة المسلحين (المقاتلين الفلسطينيين) إلى شمال القطاع.
ومن اللافت عدم ذكر محور فيلادلفيا (جنوب) على الحدود بين غزة ومصر في الوثيقة وما إذا كانت إسرائيل ستنسحب منه أم لا.
ومنذ اليوم الأول من تنفيذ الصفقة، ستسمح إسرائيل بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، بينها الوقود، بمعدل 600 شاحنة يوميا، وفق الوثيقة.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
وضمن المرحلة الأولى "الإنسانية" من الصفقة، وفق الوثيقة، ستطلق حماس سراح الأسيرات أولا، بواقع 3 أسيرات "مدنيات" في اليوم الأول و4 في اليوم السابع.
وبعدها، ستطلق سراح 3 أسرى إسرائيليين أسبوعيا، مع إعطاء الأولوية للنساء المتبقيات (مدنيات ومجندات)، وأخيرا إعادة جثث الأسرى المتبقين، حسب الوثيقة.
وقالت هيئة البث إن إسرائيل، وبناء على توصية فريق التفاوض، تطالب بقائمة تضم أسماء أسراها الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى.
ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن تبدأ، مع انطلاق المرحلة الأولى من الصفقة، إعادة تأهيل البنية التحتية (التي دمرتها إسرائيل) وإزالة الركام وإدخال ما لا يقل عن 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة، وفق الهيئة.
أما بالنسبة للمرحلة الثانية، فقالت هيئة البث إنه تمت صياتها بشكل مقتضب جدا في الوثيقة، عبر "فقرة واحدة، ولا تتضمن عبارة وقف الحرب، بل وقف دائم للعمليات العسكرية وأي نشاط عدائي، ودخول الهدوء حيز التنفيذ".
وعلى مدار أكثر من عام، تؤكد حماس استعدادها لإبرام اتفاق، بل أعلنت موافقتها في مايو/ أيار 2024 على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن.
غير أن نتنياهو تراجع عن المقترح، بطرح شروط جديدة أبرزها استمرار الإبادة الجماعية وعدم سحب الجيش من غزة، بينما تتمسك حماس بوقف تام للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي.
ونقلت هيئة البث عن مصادر مطلعة على المفاوضات لم تسمها إن "الفجوة لا تزال كبيرة بين الوثيقة، التي تم تحويلها رسميا إلى الوسطاء (مصر وقطر) وحماس، وبين ما تتم مناقشته في قطر".
وحتى الساعة 20:15 "ت.غ" لم تعقب "حماس" ولا مصر وقطر على تقرير هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: هیئة البث تل أبیب
إقرأ أيضاً:
هيئة الأسرى: انتهاكات صحية ومعيشية خطيرة في سجن" عوفر"
رام الله - صفا أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن سجن "عوفر" يشهد تدهورًا خطيرًا في الأوضاع الصحية والمعيشية للأسرى. وأشارت الهيئة في بيان يوم الثلاثاء، إلى تنوع الانتهاكات بين الإهمال الطبي، وسوء المعاملة، والاقتحامات المتكررة للأقسام، وتشمل هذه الممارسات الأسرى البالغين إضافة إلى شبل واحد ضمن الحالات التي تم توثيقها. وذكرت محامية الهيئة أن الأسير الشبل نزار خالد عاصي (17 عامًا) من بلدة بيت لقيا برام الله، اعتُقل بتاريخ 7/4/2025 بعد إصابته برصاصتين في الرأس خلال مواجهات في بلدته، حيث منع الجنود طاقم الإسعاف الفلسطيني من تقديم العلاج له. نُقل لاحقًا إلى المستشفى ثم إلى سجن عوفر، وما يزال موقوفاً منذ ثمانية أشهر دون صدور حكم بحقه. ويعاني عاصي من فقدان شبه كامل للسمع، ويحتاج إلى سماعات طبية؛ إلا أن إحدى السماعات معطلة وترفض إدارة السجن إصلاحها أو استبدالها، بينما تزوده فقط ببطاريات للسماعة الأخرى. وذكرت المحامية أن عاصي أُصيب بمرض "السكابيوس" المنتشر في قسم (25)، دون حجر المصابين أو توفير علاج مناسب، بعد توقف الإدارة عن تزويدهم بالمراهم الطبية. وأكد عاصي أن الأشبال يتعرضون للمعاملة نفسها التي يواجهها الأسرى البالغون من اعتداءات واقتحامات وسوء طعام ورداءته وقلة كمياته. وفي السياق، يعاني الأسير عمرو محمد سياعرة من التهابات في الكلى والمسالك البولية، إضافة إلى التهابات الجيوب الأنفية، ما يسبب له آلامًا حادة وصداعًا دائمًا دون تلقي العلاج رغم مطالبه المتكررة. وقد فقد كثيرًا من وزنه منذ اعتقاله بتاريخ 10/6/2025. وأشارت هيئة الأسرى إلى اقتحامات شبه يومية للأقسام، موضحة أن قوة خاصة داهمت قبل أسبوعين قسم 12 وفتشته بالكامل، وصادرت ممتلكات الأسرى وفرضت عليهم عقوبات جماعية، وأصابت عدداً منهم بالرصاص المطاطي. كما يشتكي الأسير محمد نعيم بدر (24 عاماً) من بلدة بيت دقّو/القدس، المعتقل منذ 25/06/2024، من آلام شديدة في الأسنان تمنعه من النوم، دون حصوله على العلاج اللازم. وقد فقد أكثر من 40 كيلوغراماً من وزنه خلال فترة اعتقاله.