الصحة الأردنية تكشف حصيلة الإصابات بالفيروس الرئوي البشري في 2024
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
الأردن – كشف مدير إدارة الأوبئة في وزارة الصحة الأردنية أيمن مقابلة عن تسجيل 42 إصابة بالفيروس الرئوي البشري (فيروس الصين الجديد) في المملكة عام 2024.
وقال مقابلة في تصريح لموقع “خبرني” إن الأعراض الناتجة عن الفيروس الصيني (الفيروس الرئوي البشري) تشبه إلى حد كبير الأعراض المعتادة للإنفلونزا العادية، إلا أن هناك أمرين يميزانه عن الإنفلونزا هما: الفحوصات المخبرية التي تؤكد الإصابة، وأن أعراض الفيروس الصيني عادة ما تكون أخف وطأة من أعراض الإنفلونزا العادية.
وأوضح أن الفيروس يصيب الأطفال بشكل رئيسي في سن السنتين فما دون وكذلك كبار السن الذين يعانون من ضعف في المناعة.
وفيما يتعلق بالإصابات في المملكة، أشار إلى أنه تم تسجيل 42 حالة من هذا الفيروس العام الماضي، ولم يتم تسجيل أي حالات وفاة بسببه.
وأشار إلى أن هذا الفيروس يصنف على أنه “قليل الخطورة” مقارنة بالأمراض التنفسية الأخرى مثل فيروس كورونا.
وعن تاريخ الفيروس، قال مدير إدارة الأوبئة إن “الفيروس الصيني ليس جديدا كما هو الحال مع فيروس كورونا، بل إنه موجود منذ عام 2001 وتم اكتشافه لأول مرة في هولندا”.
وفيما يتعلق بالإجراءات الوقائية اللازمة، أكد أنه لا توجد إجراءات احترازية خاصة لهذا الفيروس، بل إجراءات عامة ومتعارف عليها مع الأمراض التنفسية العادية مثل غسل اليدين جيدا وتغطية الوجه عند العطس، وعدم المصافحة بالتقبيل، مشيرا إلى أن هذه التدابير هي ذاتها التي يتم اتخاذها في معظم الأوقات للحفاظ على الصحة العامة.
وتشهد الصين مؤخرا ارتفاعا كبير في حالات الإصابة بفيروس HMPV (فيروس الصين الجديد) “فيروس الالتهاب الرئوي البشري” ما أدى إلى اكتظاظ المستشفيات واتخاذ تدابير طارئة، وسط مخاوف عالمية من تكرار سيناريو “كوفيد 19”.
لكن الفرق الأكثر أهمية بين “Covid-19″ و”HMPV” هو أن الأخير معروف منذ ما يقرب من 25 عاما، وهو بالفعل منتشر في العالم، فهو مرض موسمي يحدث عادة في الشتاء وأوائل الربيع، وتتراوح فترة حضانة الجسم له من 3 إلى 6 أيام.
كما أنه في الواقع لا يأتي من الصين على الإطلاق، حيث تم اكتشافه وإثباته لأول مرة في أوروبا عام 2001. وهو فيروس يصيب الجهاز التنفسي ويعتبر السبب الثاني الأكثر شيوعا لالتهاب الشعب الهوائية لدى الأطفال.
المصدر: “خبرني”+”RT”
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الرئوی البشری فیروس الصین
إقرأ أيضاً:
حينَ تَسْتَبْدِلُ سُنَنُ التَّدافُعِ البشري ما عَجَزَتْ عَنْهُ الفَتاوى.
إن السنن الكونية، ومن بينها سنّة التدافع الإنساني، يصعب التنبؤ بها بدقة قبل وقوعها، كما يصعب رصد مشاهدها وتحليلها بدقة أثناء حدوثها، وغالبًا ما تُقرأ هذه السنن بعد أن تنقضي أحداثها وتمر عواصفها، سواء تم ذلك من خلال قراءة سياسية أو تحليل سُنني. ويرجع ذلك إلى كونها أحداثًا متسارعة ومركّبة، تستهدف في العادة إما معادلة سياسية، أو نمطًا اجتماعيًا، أو كيانًا حضاريًا، فكل مشهد يُقرأ سرعان ما يعقبه مشهد آخر أشد منه وأشمل، يغيّر كل ما قرأه القارئون؛ وفهمه المحللون والمراقبون، وافتى به المفتون، بل قد يكون هؤلاء وغيرهم من بعض المجتهدين في تحليل هذه السنن، من ضمن من تستهدفهم تلك السنن نفسها، وهم لا يعلمون.
وقد تستهدف هذه السنن أيضا حقبةً تاريخيةً كاملةً بكل قوامها الاستراتيجي، وإن تم ذلك على مراحل، في سياق دورة تاريخية كبرى من الحروب والصراعات والتحولات الكبرى، وحتى موجات الموت الفردي و الجماعي المتكاثر على مستوى البشرية .
أعتقد أننا اليوم نقف على أعتاب غروب حقبة تاريخية بكل ما تحمله من رجال وأفكار، ونظم وصيغ، وثقافات ومزاج عام، وطابع زمني خاص – ما نراه اليوم من أحداث قد يتطور، ويُدخلنا في دورة تدافع أشمل وأعمق – إنه مسار تحوّل كلي يشمل الوعي والواقع معًا.
الراحلون سيمضون إلى مصائرهم، أما من كُتب له البقاء، فعليه أن يتهيأ لاستحقاقات عهد جديد، بعقل مختلف، ومزاج مغاير، ومنظومة فكرية متجددة لا تشبه ما سبق، كل ذلك ، ضمن السنّة الكبرى في “الاستبدال” التي تعقب سنّة التدافع، ومن يعجز عن استيعاب هذا التحوّل، سيموت في كل يوم ألف مرة، حتى وإن بقي على قيد الحياة.
ومع أن قراءة سنن التدافع بوعي دقيق لحظة وقوعها أمر بالغ الصعوبة، بل إن الوعي بها غالبًا ما يأتي بعد فوات الأوان، إلا أن المؤمن يستطيع أن يقرأها بروحه وضميره، ولو كان من عامة الناس، وبإمكانه ان يشعر بها قبل وقوعها، لا عن طريق التوقع أو التحليل، ولكن بصفاء القلب ويقظة الوجدان، حين يتحرر من أسباب الغفلة.
وقد يقرأها كذلك أصحاب العقول والذهنيات المتقدة من غير المؤمنين، لكن من خلال إسقاطات مادية وتحليلات ذهنية، ويصيبون في كثير من الأحيان.
في كل الأحوال، فإن حالة الارتباك التي نراها اليوم في محاولات تفسير ما يجري، تحت عناوين الموازنات الفقهية، أو المحددات السياسية، وما يصاحبها من أخذ ورد، وتضاد في الرؤى، وتناقض في المواقف، وتسطيح للحرف والمعنى ،وتنمر في التعامل، وتحول الفقيه الى محلل سياسي ، والمحلل السياسي الى فقيه متعمق، لا أظنها حالة صحية، ولا أراها مرشّحة لصناعة التحوّل أو رسم ملامحه أو استثمار مخرجاته، بل لعلها من الحالات التي ستطالها سنن التغيير، لتكون هي ذاتها من بين ضحاياها، لا من بين صانعيها.
المقال نقلاً عن صفحة الكاتب على فيسبوك