في جو ملأته السعادة وفاحت خلاله روائح الأصالة الممتزجة مع الحداثة، تتواصل فعاليات مهرجان «ليالي مسقط» الذي تنظمه بلدية مسقط بسلطنة عمان، في نسخته الـ «27» والذي يمثل إضافة وركيزة أساسية من الركائز الاقتصادية والسياحية والترفـيهية والاجتماعية، كما يعد فرصة للعائلات والشباب للاستمتاع بما يحويه من فعاليات في مواقع مختلفة بمحافظة مسقط هذا العام.

ويعد المهرجان الذي ينعقد سنويا مناسبة سنوية يبذل عليها الكثير من الجهد من قبل المنظمين والفرق المشاركة من الداخل والخارج، كما يعد «ليالي مسقط» موردًا اقتصاديًا مهمًا قبل كل شيء، وهذا المورد ينتظره العديد من المهتمين باستغلاله في تقديم الخدمات المتنوعة من أغذية وترفـيه ومسابقات رياضية وفعاليات ذات عائد مالي.

وتشارك في فعاليات المهرجان الذي يستمر حتى 21 يناير الجاري أكثر من 700 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، وعدد من الأسر المنتجة، التي تقوم بعرض منتجاتها وخدماتها أمام الزوار، الأمر الذي يُعد بمثابة فرصة كبيرة لهذه الفئات للاستفادة وترويج لمنتجاتها وخدماتها.

وأجرت وكالة أنباء الشرق الأوسط جولة بمتنزه "القرم الطبيعي" وهو أحد الأماكن التي تستضيف فعاليات المهرجان، حيث تصطف الأجنحة المختلفة مقدمة مظهرا حضاريا لدولة اتسمت بالتسامح والعراقة والأصالة.

ويتضمن موقع متنزه القرم الطبيعي عددا من الفعاليات، وهي "مهرجان الزهور" الذي يعتبر من الفعاليات العالمية النوعية المخصصة للاحتفاء بالجمال الطبيعي والبيئات المتنوعة، عبر استعراض تشكيلة واسعة جدًا من الزهور والنباتات المزهرة من حول العالم، بمصاحبة أضواء خاصة تبرز مواطن الجمال للمعروضات.

كما يضم المهرجان أنشطة خاصة تتعلق بتنسيق الزهور والحدائق المنزلية والحفلات الخاصة والمناسبات الرسمية، ويوفر المهرجان معلومات شاملة عن مختلف أنواع الزهور وطرق الاعتناء بها، الأمر الذي يضيف بُعدًا تعليميًا لمهرجان الجمال الطبيعي، ويتميز هذا المهرجان بمشاركة واسعة من قبل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في مجالات تنسيق الزهور وتنظيم الحفلات وغيرها.

كما يتضمن الموقع "مهرجان الطعام"، الذي يعد فعالية خاصة ومميزة لعشاق الأطباق العالمية المتنوعة، حيث تتضمن الفعالية مسابقة بين أشهر المطاعم والطهاة المشاركين، إلى جانب فعاليات تعليمية حول فن الطهي الاحترافي على المسرح التفاعلي، بمشاركة واسعة من رواد الأعمال أصحاب المطاعم المحلية.

وتتضمن الفعاليات أيضًا "القرية العالمية"، وهي مساحة مخصصة لعدد من الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في المهرجان لاستعراض إرثها الحضاري والثقافي، وعاداتها وتقاليدها العريقة، إلى جانب منتجاتها التقليدية والاستهلاكية، وأطباقها الشهيرة والتراثية.

وفي لوحة جمالية عكست الإبداع العماني الممتزج بالحداثة، أضاءت سماء متنزه القرم الطبيعي بعروض الدرون التي عرضت مجموعة متنوعة من التشكيلات الفنية المبهرة، ومن ضمن الفعاليات أيضًا "عروض الليزر والإضاءة" التي أضافت أجواء فريدة للمكان.

وعطفا على ما سبق، فإن المهرجان يعد وجها من أوجه التواصل الاجتماعي، التي تنطلق من أهداف اجتماعية وسياحية، إذ تعتمد على إمكانات نقل القيم الاجتماعية والثقافية ضمن مفاهيم تلك الأنماط التي تقدمها، فالمهرجان وسيط فاعل لتعليم الأجيال الناشئة والشابة، وتقديم التراث الحضاري والممارسات الحديثة في صور وأشكال جديدة، قادرة على إحداث تفاعلات خارج أنماط الممارسات المعهودة.

ويقدم المهرجان شكلا من أشكال العلاقات القائمة على المشاركة المجتمعية، وتعزيز تبادل الموارد وفتح فرص الأعمال، إضافة إلى دوره في تقديم مجالات الإبداع والابتكار، حيث ينهض بأنماط الثقافة بشتى أنواعها خاصة على مستوى الفنون البصرية (الإنشاد، والغناء، والمسرح، وغيرها)، وإبراز العادات والتقاليد وأنماط التراث المتنوعة، حيث يوفر المهرجان تجارب ابتكارية وإبداعية قائمة على الاستفادة من الثورة التقنية سواء على مستوى التسويق والترويج أو على مستوى الفعاليات والبرامج التي تقدمها، مما يفتح آفاقا جديدة للشباب للتفاعل والمشاركة والإفادة من التجارب المختلفة.

ولعل ما يقدمه مهرجان (ليالي مسقط 2024) خلال هذه الأيام منذ افتتاحه في الثالث والعشرين من ديسمبر الماضي، من أشكال التواصل والتفاعل المجتمعي، وما يعكسه من تأثيرات تنموية على الفرد والمجتمع، يأتي ضمن تلك العوائد الاجتماعية والاقتصادية والسياحية التي تظهر في توافد الزوار وتفاعلهم مع هذا الحدث الاجتماعي المهم، حيث يقدِّم حالة ثقافية مجتمعية ذات قيمة مضافة، تحفِّز منصاته على التواصل المجتمعي بين الأفراد، وتدعم القضايا المجتمعية والتوعية بأهمية التكافل وتحقيق أهداف المسؤولية الاجتماعية.

اقرأ أيضاًتحت شعار «السينما للإنسانية».. أكتوبر المقبل انطلاق الدورة الخامسة من المهرجان المصري الأمريكي

وزارة الثقافة تعلن موعد انطلاق الدورة الثالثة لمهرجان الغردقة لسينما الشباب

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مهرجان فعاليات ترفيهية مهرجان مسقط ليالي مسقط مهرجان ليالي مسقط فعاليات اجتماعية مهرجان مسقط 2025 فعاليات سياحية من الفعالیات لیالی مسقط

إقرأ أيضاً:

إسدال الستار على فعاليات الدوحة المسرحي وتكريم الفائزين بجوائز المهرجان

 

كرم سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة الفائزين في الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان الدوحة المسرحي الذي نظمته وزارة الثقافة ممثلة في مركز شؤون المسرح بالتعاون مع مركز قطر للفعاليات، على مسرح يوفينيو.

وخلال الحفل تم تكريم الفنان الراحل الأستاذ موسى زينل، والمخرج المصري الراحل عبدالمنعم عيسى، بالإضافة إلى المخرج فهد الباكر. وتم تكريم المرشحين من الفرق الأهلية وهم الفنان يوسف أحمد "الوطن"، والفنان سعد بورشيد "قطر" والفنان أحمد المفتاح "الدوحة". إضافة إلى تكريم لجنة التحكيم برئاسة الدكتورة هدى النعيمي.

وخلال أيام وليالي مهرجان الدوحة المسرحي 37، التي تقام عروضه على خشبة مسرح يوفينيو، تم تقديم العديد من العروض المسرحية المشاركة في مسابقة المهرجان، منها مسرحية "الغريب" إخراج عبدالله الملا، والنص لتميم بورشيد، وقد حضر المسرحية جمهور غفير تفاعل مع أحداثها وصفق بحرارة للقائمين عليها. 


وفي الندوة التطبيقية التي تلت العرض أشاد الفنان جمال سليمان بجهود الشباب في إنجاز هذه المسرحية ووجه بعض الملاحظات التقنية حول الإضاءة. من جهته تمنى الفنان فهد الباكر للفنانين الشباب مزيدًا من التطور والنجاح، لكنه انتقد سرعة تغير المشاهد في  العرض وتشابه لغة جميع الشخصيات على اختلاف موقعها الاجتماعي.
 
وبحضور جماهيري غفير، تم تقديم عرض "الربان" الذي كتب نصّه الدكتور خالد الجابر وأخرجه الفنان علي ميرزا محمود، وتدور وقائعه داخل سفينة يتنافس على قيادتها مجموعة من الأشخاص من ذوي الاتجاهات السياسية والفكرية المختلفة. في الندوة التطبيقية التي تلت العرض، وبعد الإشادة بجهود الممثلين والمخرج، تطرق الدكتور أيمن الشيوي إلى المؤثرات البصرية والإضاءة في حين تحدث الدكتور أحمد عبد الملك عن الديكور وأداء الممثلين ومطابقته للواقع. 

جدير بالذكر أن فعاليات المهرجان قد شهدت حدثًا مهمًا مع الندوة الفكرية التي أقيمت في مسرح يوفينيو، وتطرقت إلى موضوع راهن عكسه عنوان الندوة وهو "المسرح في ظل الذكاء الاصطناعي وصراعه مع الإبداع الإنساني". تحدث في الندوة كل من الدكتور سامح مهران والأستاذ سعود عبدالله الكواري. 

كما شهدت أيام مهرجان الدوحة المسرحي 37، تقديم عرض "مطلوب مهرجين" الذي أخرجه الفنان فالح فايز مستندًا على نص الكاتبة الكويتية تغريد الداود. يتحدث العرض عن مجموعة من المسرحيين هاموا على وجوههم بعد أن فقدوا مقرهم وما عادت لديهم القدرة على متابعة العمل في المسرح. ثم يلتقون بمدير سيرك يعرض عليهم العمل معه لكنه يحولهم إلى مهرجين مبتذلين. تنتصر كرامة الممثلين في النهاية ويقررون التمسك بعملهم الأصلي كمسرحيين. تفاعل الجمهور بحرارة مع العرض الذي عكس جو السيرك بما فيه من ألوان مبهجة وحركات راقصة استعراضية.  
في الندوة التطبيقية التي تلت العرض، أشاد الدكتور رامي أبو شهاب بالإخراج المتقن والحيوي وتطرق إلى ذكاء المخرج الذي استطاع منع إسقاط الحدث على واقع المسرح العربي من خلال مرجعية الديكور العامة التي لا توحي بأي جو محلي.  

في حين تم تقديم العرض المسرحي "بهلول" من إخراج جاسم الأنصاري وكتب نصّها المؤلفان طالب الدوس وسعود التميمي، تتحدث المسرحية عن مهرج الملك الذي يخضع مع ابنه لمؤامرة ظالمة تودي بهما معًا إلى السجن مع خيار هو أن يقوم أحدهما بقتل الآخر.
في الندوة التطبيقية التي تلت العرض، أشاد الدكتور فرج الفزاري بالإخراج الذي وجده متكاملًا وبأداء الممثلين المبدعين الذين ساهموا بنجاح العرض. كما أشار إلى مرجعية شخصية بهلول في الأساطير والقصص الشعبية.

مقالات مشابهة

  • إسدال الستار على فعاليات الدوحة المسرحي وتكريم الفائزين بجوائز المهرجان
  • بعد غد .. انطلاق مهرجان عرضة الخيل والهجن ببدية
  • الموصل تختتم فعاليات مهرجان تأثير بمشاركة عربية لصنّاع المحتوى
  • فتح باب الاشتراك في الدورة الثانية لمهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدًا
  • مسرح 23 يوليو يستضيف «جلجامش» ضمن فعاليات المهرجان الإقليمي للمسرح
  • تكريم شيري عادل فى مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية |صور
  • عشرات الفنانين ينسحبون من مهرجان سونار 2025 رفضا لتمويل الاحتلال
  • إنطلاق فعاليات مهرجان الجميد والسمن التاسع في حدائق الحسين
  • تواصل فعاليات مهرجان سباق دلما التاريخي
  • انطلاق مهرجان الجميد والسمن التاسع في حدائق الحسين