في اكتشاف فريد من نوعه اكتشف علماء الجيولوجيا خريطة هيدروغرافية ثلاثية الأبعاد، استخدمها البشر في عصور ما قبل التاريخ للصيد، والتعليم، والكشف عن أماكن المياه.

كتب فريق البحث في ورقته المنشورة: "إن دقة رسم هذه الشبكة الهيدروغرافية تكشف عن قدرة ملحوظة على التفكير المجرد لدى أولئك الذين رسموها ولدى أولئك الذين كانت مخصصة لهم".

الكهف الذي ينتمي إليه هذا الاكتشاف الرائع يسمى (سيغوغنول 3)، وهو جزء من مجمع مشهور من الهياكل الحجرية الرملية في فرنسا والذي يضم أكثر من 2000 نقش من العصر الحجري.

تتميز منطقة (سيغوغنول 3) بأنها تعود إلى نهاية العصر الحجري، عندما بدأت المستوطنات البشرية في الظهور لأول مرة.

وعثر علماء الآثار على حصانين محفورين على الجدار المنحدر لمنطقة (سيغوغنول 3)، محفورين في الحجر الرملي على جانبي مثلث.

ويصف العلماء كيف تتسرب المياه إلى الكهف عبر الشقوق عندما تمطر، وتجري عبر الأرضية حيث يتم احتجازها في المنخفضات، إن أكبر هذه الأحواض وأكثرها ارتفاعًا تظهر عليها علامات التوسعة والتعميق بفعل الأيدي البشرية، وهي تعمل كبرج مائي، حيث تغذي مياه الأمطار إلى داخل الكهف.

وفي اتجاه مجرى النهر، تنقسم المياه، حيث يمر أحد الذراعين عبر الحوض الظاهري ويملأ الذراع الآخر قنوات الخريطة المصورة. وجميع "التلال" في المشهد المصغر مستديرة تمامًا وبعضها محاط بأخاديد عميقة.

وبحسب العلماء، فإن المسارات المتعرجة لهذه الأخاديد تشبه الأنهار، ومع تقاربها في اتجاه مجرى النهر، تصبح الشبكات تشبه دلتا الأنهار والأراضي الرطبة. كل هذه الميزات، إلى جانب حقيقة عدم وجود أشكال أو أنماط متكررة، تجعل العلماء يعتقدون أن هذه خريطة مصورة ثلاثية الأبعاد للأرض المحلية.

قد يمثل التراس في الرواق العلوي للكهف هضبة الوادي المحيط، وقد تمثل الأخاديد التي تمر عبر الوسط نهر إيكول وروافده المختلفة. قد تكون بعض الأحواض عبارة عن برك، في حين قد تمثل الأخاديد الأفقية التي شوهدت في بعض المناطق وديانًا أو أخاديد في الوادي. تتوافق القطع المسطحة من الحجر الرملي مع موقع سفوح التلال المحلية، وتقع بعض النتوءات في الموضع الصحيح لتمثيل التلال المعزولة.

يقول العلماء: "بدلاً من التمثيل الجغرافي أو خريطة المناظر الطبيعية القريبة، يبدو أن أرضية المعرض المنقوشة في (سيغوغنول 3) تمثل العلاقات المكانية لسمات المناظر الطبيعية ويمكن اعتبارها صورة مصغرة للسمات الطبيعية وعلاقاتها بالمناظر الطبيعية المجاورة".

وبحسب المقالة المنشورة في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإنه إذا كانت هذه حقًا خريطة مصورة للتضاريس المحلية، فإن البشر في عصور ما قبل التاريخ ربما استخدموها للصيد، أو التعليم، أو سرد القصص، أو للطقوس المتعلقة بالمياه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: علماء الجيولوجيا فرنسا العصر الحجري الأخاديد

إقرأ أيضاً:

بعد توقف دام 27 عاما بنين تحيي أحد أقدم حقولها النفطية

بعد غياب دام نحو 3 عقود تعود بنين إلى المشهد النفطي في غرب أفريقيا مستأنفة عمليات الحفر في أحد أقدم حقولها البحرية.

وشرعت شركة "أكراك بتروليوم" -ومقرها سنغافورة- في إعادة تشغيل حقل سيمي البحري قبالة سواحل بنين، في خطوة تعكس تحولا تدريجيا في سياسة الطاقة الوطنية، وتفتح الباب أمام استثمارات جديدة في قطاع ظل مهمشا لعقود.

حقل منسي يعود لدائرة الضوء

اكتُشف حقل سيمي عام 1969، وظل نشطا حتى عام 1998 حين توقفت العمليات فيه بسبب انخفاض أسعار النفط وارتفاع نسبة المياه المصاحبة للإنتاج، وخلال فترة نشاطه أنتج الحقل نحو 22 مليون برميل، قبل أن يدخل في حالة من الجمود استمرت قرابة 3 عقود.

وتأتي هذه العودة في وقت تشهد فيه المنطقة اهتماما متزايدا بإعادة تأهيل الحقول القديمة، وسط تقلبات في سوق الطاقة العالمي وتنامي دور الشركات الآسيوية في الاستثمار بالأصول النفطية التقليدية.

على أعتاب تحول نفطي

وتُعد بنين من الدول غير المنتجة للنفط منذ نهاية التسعينيات، وتعتمد بشكل شبه كامل على واردات المنتجات البترولية لتلبية احتياجاتها المحلية.

ومع استئناف الحفر في حقل سيمي تأمل الحكومة أن يشكل المشروع نقطة تحول نحو تحقيق قدر من الاكتفاء الذاتي وتنويع مصادر الدخل وجذب استثمارات في قطاع المصب النفطي.

ولا تقتصر أهمية المشروع على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد إلى تعزيز موقع بنين داخل تجمعات إقليمية، مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، خاصة في ظل تنامي مشاريع التعاون الطاقي والبنية التحتية العابرة للحدود.

مقالات مشابهة

  • حقيقة حدوث عطل بـ فيسبوك وإنستجرام.. تفاصيل
  • اكتشاف 6 أنواع فريدة من الفراشات الزجاجية التي حيرت العلماء
  • موجة الحر تجتاح بفرنسا.. تحذيرات من حرائق الغابات وتدهور حاد في جودة الهواء
  • تحطم نيزك في الولايات المتحدة أقدم من الأرض ب 20 مليون سنة
  • بعد توقف دام 27 عاما بنين تحيي أحد أقدم حقولها النفطية
  • الإعلام الإسباني يتغنى بمستوى العين بعد «ثلاثية غرناطة»
  • مونيكا وليم تكتب: القرار الإسرائيلي نحو إعادة احتلال غزة.. الأبعاد العسكرية والإستراتيجية
  • هل سنعود للحياة الطبيعية بعد الطوفان؟
  • تفاصيل توسعة أقدم طريق في محافظة الإسكندرية .. صور
  • هل كوننا مجرد غشاء يطفو على أطراف واقع أغرب بكثير؟