تحدث  الدكتور أحمد بانافع، خبير أمن المعلومات، حول ما كشفته السلطات الأمريكية حول أن برنامج الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» تم استخدامه في حادثة تفجير السيارة في رأس السنة، أمام برج ترامب في ولاية نيفادا الأمريكية قائلًا: «إن الذكاء الاصطناعي أداة ذات حدين ومثل ما هناك أشخاص يستخدمونه في الأشياء الجيدة، فإن المجرمين يستخدموه للحصول على المعلومات».

PUBG تعتمد الذكاء الاصطناعي التوليدي لتقديم شخصيات غير قابلة للعب رئيس NVIDIA يرحب بصعود الذكاء الاصطناعي فائق الذكاء في CES 2025 تقنيات الذكاء الاصطناعي

وأضاف «بانافع» خلال مداخلة ببرنامج «صباح جديد» المذاع على شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أن هناك مسؤولية تقع على عاتق الشركات المطورة لتقنيات الذكاء الاصطناعي لمنع حوادث جديدة، ولكنها مسؤولية أخلاقية وليست قانونية، موضحًا أن إدارة بايدن أصدرت طلب رئاسي بمراقبة تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل تطوعي.

من المستحيل أن تراقب الشركات منتجاتها

وأشار خبير أمن المعلومات إلى أنه من المستحيل أن تراقب الشركات منتجاتها وتحد منها لأن هذا يقلل من أرباحهم، لافتًا إلى أنه عدد من الولايات الأمريكية حاولت تقيض تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال تحميل الشركات المطورة عن العواقب السيئة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لكن الولايات المشار إليها فشلت في إصدار قرارات بذلك، ومع ذلك فمن الممكن أن تكون حادث نيفادا محركًا لمحاولات لتقيض الذكاء الاصطناعي.

 جدير بالذكر أن الرئيس التنفيذي لشركة NVIDIA جينسن هوانج، لم يكن يشعر بالقلق الشديد بشأن مستقبل مليء بالروبوتات والذكاء الاصطناعي الفائق الذكاء. 

في الواقع، إنه يرحب بذلك. خلال جلسة أسئلة وأجوبة في معرض CES مع وسائل الإعلام والمحللين، سُئل هوانج عما إذا كان يعتقد أن الروبوتات الذكية ستقف في النهاية إلى جانب البشر، أو ضدهم. أجاب بثقة: "مع البشر، لأننا سنبنيهم بهذه الطريقة".

واصل هوانج: "فكرة الذكاء الفائق ليست غير عادية. لدي شركة بها العديد من الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء خارق في مجال عملهم. أنا محاط بالذكاء الفائق. وأفضل أن أكون محاطًا بالذكاء الفائق بدلاً من البديل".

نظرًا لأن الضجة حول الذكاء الاصطناعي التوليدي كانت ضخمة بالنسبة لأعمال NVIDIA - فهي تتنافس حاليًا مع Apple وMicrosoft للحصول على أكبر تقييم في العالم - فمن المنطقي أن يكون هوانج متمسكًا بمستقبل حيث نعتمد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي الأكثر ذكاءً. إنه لا يصل إلى حد إعلان وصول الذكاء الاصطناعي العام الشبيه بالإله (AGI) مثل الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان وإيلون ماسك من شركة Tesla، وبدلاً من ذلك تبدو رؤية هوانج أكثر تركيزًا على المهام.

وقال: "هذا هو المستقبل، سيكون لديك ذكاء اصطناعي فائق الذكاء يسمح لك بالكتابة وتحليل المشكلات والتعامل مع تخطيط سلسلة التوريد وكتابة البرامج وتصميم الرقائق. يمكن استخدام التكنولوجيا بالطبع بطرق عديدة، لكن البشر هم الضارون. أعتقد أن الآلات هي الآلات".

خلال جلسة الأسئلة والأجوبة الصباحية، والتي جاءت بعد الكلمة الرئيسية الطويلة التي ألقاها هوانج في معرض CES أمام حشد غير متحمس في الغالب، اعترف بأنه قام بعمل رديء في نقل رؤيته للذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي. يعتقد هوانج أن الجمع بين تقنية Omniverse من NVIDIA لتصور الروتينات ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى NVIDIA Cosmos لتوليد بيئات واقعية لتدريب الذكاء الاصطناعي، سيجعل من الأسهل تدريب الروبوتات على العمل في العالم الحقيقي. قد ينتهي الأمر بخطوة صغيرة نحو الذكاء الاصطناعي الفائق - أو على الأقل، روبوتات أكثر قدرة قليلاً.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رأس السنة الذكاء الاصطناعي شات جي بي تي بوابة الوفد الوفد الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي

كثر الحديث مؤخرًا عن لجوء بعض الكتّاب إلى «الذكاء الاصطناعي»؛ ليكتب عنهم المقالات الصحفيَّة في ثوان قليلة، ما اختصر لهم الوقت، وأراحهم من عناء الجهد والبحث. والنتيجةُ أنّ تلك المقالات افتقدت الروح، وغاب عنها الكاتب، فصارت كلُّ المقالات متشابهة في الشكل والمضمون، لدرجة أن أصبح القارئ يستطيع أن يميّز بين مقال الكاتب والمقال المنقول حرفيًّا من الذكاء.

إزاء تنامي الجدل حول الموضوع؛ هل هو انتحال وسرقة أم أنه بحكم التطور وضع طبيعي؟ قررتُ أن أخوض حوارًا مباشرًا مع أحد هذه الأنظمة؛ بحثًا عن فهم أعمق لهذا الكائن الرقمي. كانت المفاجأة أني كنتُ في حوار أقرب ما يكون مع إنسان وليس مع آلة، وبدا لي أنّ الذكاء الاصطناعي أداة ذات قدرات هائلة تفيد الكاتب في جوانب كثيرة في البحث عن المعلومة والترجمة وفي تقييم المقال نفسه، لكنه مهما كان من أمر فإنه لا يمكن أن يعوّض عن حضور الكاتب. سألتُ الذكاء عن هذا الأمر، فأقرّ بأنّ البعض يستخدمه لأداء المهمة كاملة دون تحرير أو إضافة ذاتية ما يجعل النص أقرب للانتحال، حتى لو لم يكن هناك مؤلف بشري يُنسب له المحتوى. سألتُ: هل يمكن أن يُقدّم الذكاء المقال نفسه لشخص آخر؟ فردّ بأنّ ذلك ممكن، خاصةً إذا كانت الأسئلة متشابهة أو عامة، ما يُظهر أهمية التفرّد في الطرح، والحرص على أن تكون الكتابةُ نابعةً من هوية الكاتب نفسه. هنا سألته: ماذا يمكن أن يفيد الذكاء الكتّاب والصحفيين؟ كان الرد: «دعم الكتابة والتحرير عن طريق صياغة الأفكار، وتوليد المحتوى، واقتراح زوايا مختلفة للموضوع أو حتى تقديم مسودة أولية. ويمكن الذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من المعلومات في وقت قصير، واستخلاص النقاط المهمة». وأهم نقطة ذكرها أنّه بترجمته الفورية السريعة يسهل التواصل مع مصادر من ثقافات مختلفة، ويمكنه استخراج الخلاصة من مقابلات طويلة، أو من وثائق كثيرة.

تشعّب الحديث بيننا - وكأني أمام صديق مثقف - سألتُه: كيف نضمن أن يبقى الذكاء الاصطناعي خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه؟ فردّ قائلًا: «إنّ الحفاظ على هذا التوازن يتطلب ترسيخ القيم الإنسانية في تصميم الأنظمة، وسن تشريعات ذكية، وتوعية الناس بعدم الاستسلام المطلق للأداة».

انتقلنا في الحديث عن الكتابة إلى الطب، فسألتُه سؤالًا سبق أن أثار جدلًا واسعًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُلغي وظيفة الطبيب العام مثل الكثير من الوظائف التي ستُلغى؟ أجاب أنّ دوره سيتغيّر، لكنه لن يُلغى، فبينما يستطيع الذكاء دعم التشخيص، وتحليل البيانات يظل الطبيب البشري يتمتع بقدرة لا يمكن للآلة أن تمتلكها، وهي التعاطف، والحدس، والتعامل مع تعقيدات النفس البشرية.

طرحتُ عليه سؤالًا يحمل بُعدًا أمنيًا وأخلاقيًا، وقد تردّد كثيرًا عبر المنصات: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعلّم الناس صناعة القنابل أو الأسلحة؟ فكان جوابه حازمًا: «الشركات المطوّرة تضع فلاتر صارمة لمنع هذه الاستخدامات، لكن يبقى الخطر قائمًا إذا تم التحايل أو إساءة الاستخدام. وهنا تزداد الحاجة إلى يقظة قانونية ومجتمعية تتجاوز التطوّر التقني نفسه».

أخذني الحماس فسألتُه عن أغرب طلب وُجِّه إليه فقال: «هناك من طلب مني أن أكتب خطابًا يعتذر فيه عن حادثة كسر كوب زجاجي أمام مجلس تنفيذي لشركة كبرى، ويجب أن يتضمن استعارات عن تحطم الأحلام والزجاج المعشق». وواصل: «هناك من يسألني عن أسرار الكون، ومن يطلب صياغة قصيدة غزلية، ومن يبحث عن دعم نفسي في لحظة صعبة، وحتى من يطلب نصيحة قبل أن يُقدِم على مغامرة جديدة. وهناك من يريد أن أفسّر له الأحلام. أشعرُ وكأنّي كتابٌ حيّ مفتوح دومًا مليء بالمفاجآت». ولم ينس أن يسألني: هل لديك سؤالٌ غريب يا زاهر؟!

حقيقة أنّ الذكاء الاصطناعي الآن قوي، ومع الأسف صار الكثيرون يعتمدون عليه في الكتابة الحرفية فقط، وتركوا الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يقدّمها. وفي تصوري أنّ ما ينتظره العالم منه في المستقبل يفوق التصوّر، وهو ما أكده لي عندما سألتُه عمَّا هو متوقع منه في المستقبل؟ فأجاب: «سيصبح الذكاء الاصطناعي مثل «سكرتير رقمي» يعرف جدولك، وشخصيتك، ومزاجك، حتى نواياك، يتوقع احتياجاتك قبل أن تطلبها، ويُقدِّم خيارات حياتية مصممة لك بالذكاء. أما في المجال الطبي فسيتمكن من تحليل الحمض النووي لكلِّ فرد وإعطاء علاج خاص به، وقد يُساعد في اكتشاف الأمراض قبل ظهور أعراضها بسنوات». أما عن مجال التعليم فقد قال: «تخيّل فصلًا دراسيًّا لكلّ طالب على حدة، يُدرّسه الذكاء الاصطناعي حسب سرعة فهمه واهتمامه. سيساعد الذكاء في ردم الفجوة التعليمية بين المناطق المختلفة».

ولكن المثير أنه قال: «ستجري روبوتات عمليات جراحية، وترعى كبار السن، وتُناقشك في الفلسفة، تمزج بين الحس العاطفي والذكاء التحليلي. سيشارك الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى، كتابة الروايات، رسم اللوحات، وحتى ابتكار نكات».

لكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن «يفهم» المشاعر؟ كان الرد: «إنّ الأبحاث تتجه نحو أنظمة تُدرك نبرة الصوت، وتعابير الوجه حتى المزاج!».

الذكاء الاصطناعي يشكّل قفزة كبيرة تُشبه القفزات النوعية في التاريخ، مثل اختراع الطباعة أو الإنترنت. وكلُّ هذا مجرد بداية رغم أنّ الناس باتوا يرونه من الآن مستشارًا، وشريكًا معرفيًّا، ومُحفِّزًا للإبداع، وأحيانًا صديقًا للدردشة.

كشفَتْ لي تجربةُ الحوار المطول، قدرات الذكاء الاصطناعي، وصرتُ على يقين بأنّ محرِّكات البحث مثل «جوجل» قد تصبح من الماضي؛ لأنّ البديل قوي، ويتيح ميزات لا توجد في تلك المحرِّكات، كالنقاش، وعمق البحث عن المعلومة، والترجمة الفورية من أيِّ لغة كانت. وما خرجتُ به من هذا الحوار - رغم انبهاري الشديد - هو أنّ الأداة لا تُغني عن الإلهام، وأنّ الكلمة لا تُولَد من الآلة فقط، بل من الأفكار، ومن التجارب الإنسانية، ومن المواقف، ولكن لا بأس أن تكون التقنية مساعِدة، وليست بديلة، فهي مهما كانت مغوية بالاختصار وتوفير الجهد والوقت؛ فستبقى تُنتج محتوىً بلا روح ولا ذاكرة ولا انفعالات، وهذه كلها من أساسيات نجاح أيِّ كتاب أو مقال أو حتى الخطب. وربما أقرب صورة لتوضيح ذلك خطبة الجمعة - على سبيل المثال -؛ فعندما يكون الخطيب ارتجاليًّا يخطب في الناس بما يؤمن به فسيصل إلى قلوب مستمعيه أكثر من خطبة بليغة مكتوبة يقرأها الخطيب نيابةً عن كاتبها.

وبعد نقاشي المطول معه، واكتشافي لإمكانياته أخشى أن يُضعف هذا (الذكاء) قدرات الإنسان التحليلية والإبداعية في آن واحد؛ بسبب الاعتماد المفرط عليه، خاصة أني سألتُه: هل يمكن لك أن تجهِّز لي كتابًا؟ كان الرد سريعًا: نعم.

في كلِّ الأحوال لا غنى عن الذكاء الاصطناعي الآن، لكلِّ من يبحث عن المعلومة، ويريد أن يقويَّ بها كتبه ومقالاته وأبحاثه. لكن النقطة المهمة هنا هي أنه يجب أن يبقى خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه، كأن يتجاوز أدواره - مثلًا -، ويحل محله في أمور تتطلب الحكمة، أو الوجدان، أو الأخلاق. ويجب أن يبقى معاونًا وشريكًا، ولكن ليس بديلًا كاملًا عن الإنسان كما يريده البعض.

مقالات مشابهة

  • هواوي كلاود تقود التحول الرقمي في شمال افريقيا عبر حلول الذكاء الاصطناعي الشامل
  • ربنا يستر.. خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي بيجاوب بفهلوة في المسائل الدينية
  • توجه لتحويل فحص القيادة العملي للسائقين ليعتمد على الذكاء الاصطناعي
  • الضريبة توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي في اختيار عينة الاقرارات الضريبية المقبولة
  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
  • مصر تستهدف 5 مليارات دولار صادرات من البترول والغاز بحلول 2030.. خبير يوضح فرص النجاح
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
  • ثورة في علم المياه… تقنية تكشف «الطحالب السامة» قبل أن تلوّث البحيرات
  • أندية كبرى تستثمر في الذكاء الاصطناعي للوقاية من إصابات اللاعبين
  • ميتا تعين أحد مطوري شات جي بي تي لقيادة مختبر الذكاء الفائق