هل هزم الفكر التكنولوجي المعولم..الايدلوجيا العقائدية المتأسلمة في منطقتنا..؟.
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
هل هزم #الفكر_التكنولوجي المعولم.. #الايدلوجيا_العقائدية المتأسلمة في منطقتنا..؟.
ا.د #حسين_محادين*
(1)
علميا وفكريا ؛ قبل تسعينيات القرن الماضي وتحديدا في ظل الحرب الباردة ذات القطبين حينها بين كل من ؛ قطب الاتحاد السوفيتي وحلفائه من أصحاب الايدلوجية الماركسية “الصراعية”
والقطب الغربي الراسمالي اي”الوظيفي” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لاسيما اسرائيل التوسعية في منطقتنا.
اقول؛ كان هناك نظام دولي يُسمى
ب “العالمية ” والذي كان يمنح نسبيا جُل دول العالم الجريئة فكريا مساحات مقبولة من الحرية والحركة لاقامة علاقات ثنائية مصلحية فيما بينها مع اي من القطبين او حلفائهما من الدول مثلا، الامر الذي تجلى حينها بامكانية الانتقال في العلاقات بين الدول ولو بالتدرج من المعسكر الغربي الراسمالي الربحي والمنحاز بالمطلق لاسرائيل؛ نحو المعسكر الاشتراكي وحلفائه حينها، كما فعل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر -كمثال – بخصوص اشهار رغبته في شراء الاسلحة الروسية وبالضد من امريكا لمحاربة المحتل الإسرائيلي كرأس حربة للغرب في فلسطين وما يعرف حاليا في إقليم الشرق الاوسط ، حيث تجلى ذلك بتحالفه الاكبر مع الروس لاحقا لبناء السد العالي وبالتالي قيام العدوان الثلاثي على مصر وغير ذلك من العلاقات الاقتصادية مع الروس .
اما بُعيد تسعينيات القرن الفارط، وتحديدا بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي صاحب الايدلوجية الماركسية”الصراعية” الداعمة للمقاومة الفلسطينة وحركات التحرر في الدول النامية عموما.
أقول ؛ بُعيد تسعينيات القرن الماضي تسيّد وتوسع النظام الراسمالي الذي تعولم نتيجة لكل من:-
أ- تطويره لعلومه وأذرعه الفكرية والشركات المتعددة الجنسيات الاقتصادية وذات الربحية الجشعة بغض النظر عن شرعية الوسيلة لجنيه الارباح الهائلة واحتكاره للموارد الطبيعية والبشرية لصالحه.
ب- تطويره وتصديره للتكنولوجيا الغربية “الوظيفية” وبلغته الانجليزية التي حملها على الادوات والوسائط التكنولوجية المُصدرة للكون والتي اصبحت بالنتيجة اللغة الانجليزية الاولى عولميا.
لقد نجح هذا النظام بأن يقود ويطور نهجه وعناوينه وصولا الى سيادته للقطب الواحد تحت مظلة كونية في “الارض والفضاء” وهي ما يُعرف بالعولمة اللادينية والاي هي فكرا ودول وشرعية دولية وظيفية واتباع بالضد من أي ايدلوجية صراعية عقدية سواء اكانت دينية ام وضعية اي من وضع البشر لانها تؤمن جميعا بالحريات الفردية وحرية السوق ومراكمة الارباح اولا واخيرا ترجمة فكرية وميدانية للقاعدة الشهيرة لديهم “دعه يعمل دعه يمُر”. .
(2)
ترجمة لما سبق؛ لاحظنا كيف تمكنت دول الغرب المعولمة واعوانها لا سيما اسرائيل من تدمير كل بؤر الصراع مع المحتل الإسرائيلي خصوصا والاي ليست مع سيادة القطب الواحد للكون والمدعومة نسبيا من روسيا،ايران،الصين، او كوريا اي البلدان المؤدلجة”الشمولية” وذات الرؤى الصراعية والساعية لإمتلاك العلم النووي والعسكري باعتباره مهددا لاسرائيل التوسعية و المحتلة لفلسطين ضمنا -بعيدا عن التفاصيل حبا او كرها لهم – سواءً في العراق قبلا، أو ليبيا وسوريا، وحزب الله/ ايران في لبنان، والثوار الصامدين في غزة ، وحاليا الحوثيين في اليمن.
( 3)
اخيرا..
استنادا الى اطروحات علم اجتماع السياسة ومن خلال ملاحظاتي بالمعايشة لما يجري في الاقليم؛ يمكنني الاستنتاج علميا وعمليا -بعيدا عن التخوين او العواطف-أن ما نعيشه هذه الايام من هزائم
ووقائع موجعة ومتوالدة في اقليم الشرق الاوسط الذي -استُبدل عن مفهوم الوطن العربي المسلم التاريخي” فأتسع بقصدية هادفة ايضا؛ كي يشمل تركيا الفاعلة للآن في سوريا والتي كانت ايران”الايدلوجية/تصدير الثورة” محتلة لها قبل شهر ونصف، وهي نفسها ايران”النووية” التي تموضعت بعد ذبول وهزيمة حزب الله عسكريا وبمساعدة تكنولوجيا( البيجر) وتفجيراته عن بُعد ، فأيران”المسلمة الان داخل حدودها الجغرافية اذا ما استثنيا مؤقتا تدخلاتها المستمرة في العراق لآن رغم “سقوط مفهوم دول المقاومة/الممانِعة لدى ايران وغيرها عموما، الاواقع الذي دفعها وبالاكراه العولمي كي تتخلى عن حلفائها”الصراعيين” في لبنان وغزة والحوثيين في اليمن . ولعل الاهم التخلي عن تحرير فلسطين من اسرائيل والشيطان الامريكي الاكبر الذي يحميها كونه رأس الحربة الاقوى للعولمة في الاقليم،
وبالتالي الذي جرى بالتدرج وما يجري تباعا للآن من تغييرات خارجية توافقية عميقة بهدف اعادة تشكيل دول وموارد الاقليم ليواكب ويتكيف مع الرؤية العولمية بقيادة امريكا واسرائيل بالمطلق ، وما الصمت الروسي والايراني والصيني عما جرى ويجري الا دليلا مضافا على ذهب اليه هذا الرصد والتحليل في هذه العجالة المكثفة؛ ان هذه التغييرات والتوافقات مع دول كبرى اعضاء في مجلس الامن والاسرائيليين بالطبع انما يمثل-قبلنا ام لا- نجاحات متسارعة لصالح منظومة العولمة ومريدها كنهج مسيطر، فكرا واقتصادات غنية في اقليم الشرق الاوسط ودوله ؛ سواء ما جرى او ما هو جارِ في سوريا، لبنان، والعراق مرشحة له ايضا -كما تشير وسائل اعلام مؤثرة في العالم ـ وليس بعيدا عن واليمن وغزة،
وما تساؤل الرئيس الامريكي ترامب، المُغرض فكريا وتكنولوجيا وغير البريء مطلقا نحو العرب والمسلمين كأصحاب عقيدتين دينيتين “المسيحية والمسلمه” عندما قال جهارا ما معناه”لماذا اموال الحج حِكرا على الاشقاء في المملكة العربية السعودية..؟”.د وما دلالات ومآلات هذا التصريح عولميا، وهذا ليس غريبا عن رؤيته الفكرية وسطوته الاعلامية عبر وسائط التكنولوجيا معا، وهو الذي سبق أن منح رسميا مدينة القدس عاصمة لليهود المتصهيين، هذه القدس التي وصفها جلالة الملك عبدالله الثاني انها مفتاح الحرب والسلام في العالم.وهو الذي يرى ايضا بأن حدود ومساحة اسرائيل المحتلة صغيرة عليها.
باختصار كثيف يمكنني التنبيه، بان الذي يجري ومرشح للحدوث مستقبلا هو انتصار لتوسعية العولمية مقابل انحسار الكثافة والتأثيرات الدينية عموما في مسيرة الصراع الكوني على الارض و في السماء، تماشيا مع فلسفة العولمة وتشكيل الانسان الكوني الذي لا يؤمن ولا يتعامل ويزيد الانتاج الراسمالي في المحصلة الا عبر التكنولوجيا المتطورة ، اي مع العلم وتوظيفاته المحدثة فقط، وليس للمعتقدات اي دور في نجاحاته وان بقيت الاديان علاقة ايمانية بين الفرد ومعتقده دون ان يكون لها تأثير على مهاراته الانتاجية كمعيار وحيد لاستمرار تطوره ..فهل نحن مدركون..؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
محافظ الدقهلية: المتابعة الميدانية اليومية ركيزة أساسية لتحسين أداء المركز التكنولوجي بالمنصورة
تفقد اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، المركز التكنولوجي بالوحدة المحلية لمركز ومدينة المنصورة، بحضور المحاسب محمد عبد الباقي رئيس المدينة، وذلك في إطار حرص المحافظ المستمر على متابعة الخدمات المقدمة للمواطنين، والتأكد من جودة الأداء وسرعة إنجاز الطلبات خاصة في ملفات التصالح وغيرها من ملفات العمل، التي يتعامل معها المركز فيما يخص مطالب واحتياجات المواطنين.
وتابع المحافظ انتظام العمل داخل المركز، واستمع لآراء عدد من المواطنين حول مستوى الخدمة المقدمة، موجها بضرورة الاستجابة السريعة لاحتياجات المواطنين وتيسير الإجراءات الإدارية دون إخلال بالقانون، كما شدد على ضرورة الحفاظ على تنظيم عملية الدخول لأداء الخدمة وفق أولوية الحضور.
وأكد اللواء طارق مرزوق أن تقديم خدمة لائقة ومتكاملة للمواطنين يأتي على رأس أولويات العمل التنفيذي بالمحافظة، مشددًا على أن المتابعة الميدانية اليومية تُعد ركيزة أساسية لتحسين الأداء وضمان تقديم الخدمة في إطار من الشفافية والسرعة، كما أشار إلى أهمية تعزيز التعاون بين مختلف الإدارات واللجان الفنية المختصة بالمراكز التكنولوجية، من أجل الانتهاء من ملفات التصالح بشكل منضبط، وتقديم ردود واضحة للمواطنين بشأن طلباتهم.
واختتم المحافظ جولته بالتأكيد على ضرورة استمرار المتابعة الدقيقة من قبل قيادات المركز التكنولوجي، وتقديم تقارير منتظمة عن مستوى الأداء وموقف الملفات المختلفة، بما يضمن تقديم أفضل خدمة لأهالي مركز ومدينة المنصورة.