لجريدة عمان:
2025-12-12@22:54:00 GMT

ربان ماهر ببصيرة نافذة

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

قُدر لي في العام ٢٠٢٠م أن أحضر العديد من الاجتماعات التي خُصصت حينها للنظر في الوضع الاقتصادي المتأزم للبلاد الذي كان يُعاني الأمرّين نتيجة تفشي جائحة فيروس كورونا وما تسببت به من ركود عميق وانخفاض في معدلات النمو العالمي وارتفاع معدلات البطالة.

كانت الصورة بالغة القتامة نظرًا لمحدودية الحلول القادرة على حمل البلاد على تخطي تلك المرحلة الحرجة مما جعل من خيار فرض إجراءات عاجلة واتخاذ قرارات ربما " مؤلمة " ضرورة لا مفر منها.

وفي خضم تلك العاصفة حيث السفينة أحوج ما تكون فيه إلى ربان ماهر يملك البصيرة النافذة والحكمة وشجاعة اتخاذ القرار.. في يوم الحادي عشر من يناير من العام ٢٠٢٠ م بدأت غيوم الأزمة تتبدد وتُشرق شمس نهضة عُمان المتجددة بتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم والذي أعلن منذ اليوم الأول عن انطلاق خطة الإنقاذ وبدء مرحلة التصحيح والبناء فأعاد السفينة إلى مسارها عبر رؤى وخطط محددة الأهداف تُغلِّبُ مصلحة الوطن والمواطن.

خلال فترة وجيزة من ذلك الحدث الاستثنائي في تاريخ سلطنة عُمان تم إقرار الكثير من الإجراءات أبرزها إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة تبعتها إجراءات أُخرى تمثلت في إطلاق برامج التنمية المختلفة والشروع في تحقيق "رؤية ٢٠٤٠م" بمحاورها الأربعة "مجتمع إنسانه مبدع" و" اقتصاد بيئته تنافسيه" و"بيئة مواردها مستدامة" و"دولة أجهزتها مسؤولة " ثم تم وضع النظام الأساسي للدولة الذي رسم تصورًا واضحًا للمستقبل وملامح المرحلة القادمة.

وقد عملت الحكومة جادة على تطوير وتحديث منظومة التشريعات والقوانين ودعمت كل ما يُحفز التنمية الاقتصادية بما يتسق وأهداف الرؤية الطموحة ويعزز من الأداء الحكومي ويضمن الاستدامة المالية التي اتكأت بصورة مباشرة على سياسة ترشيد الإنفاق وزيادة الإيرادات.

ومن الخطوات المهمة التي اُتخذت في هذا المسار إنشاء صندوقين للتقاعد يُعنى الأول بالقطاعين المدني والخاص فيما يُعنى الصندوق الثاني بمنتسبي الوحدات العسكرية والأمنية وإطلاق المبادرات التشغيلية وتوفير البيئة الداعمة للتعليم.

كما تم الشروع في تطوير المحافظات عبر توفير المشاريع والخدمات التنموية والعمل على تعزير الكفاءة والجاهزية الرقمية وتسريع وتيرة التحول الرقمي إلى الحكومة الإلكترونية ودعم دور الشباب وتطوير الجوانب الاجتماعية والتي كان أهمها تثبيت أسعار وقود المركبات وإلغاء حزمة من الرسوم المرتبطة ببعض الخدمات وتخفيض الكثير منها وإنشاء مظلة للحماية الاجتماعية.

كل هذا العمل الجبار لم يستغرق سوى أقل من خمس سنوات من عُمر الزمن حيث عاودت عجلة التنمية الدوران لتقدم بذلك دروسًا في الإرادة التي لا تُقهر والإدارة الرصينة التي لا تعرف المستحيل مستندة إلى فِكر جلالة السلطان المفدى -أعزه الله - المستنير وحصافة رؤيته وهو ما أشاد به أبرز الخبراء في المؤسسات الاقتصادية العالمية الذين عبروا عن دهشتهم للتحول الجذري المثير للإعجاب والذي بدأت نتائجه الإيجابية تظهر من خلال تصاعد مؤشرات الاقتصاد العُماني في زمن وجيز.

لقد تجلى عمل الحكومة المخلص الدؤوب في رفع التصنيف الائتماني وتحسن المؤشرات المالية والاقتصادية لأداء الاقتصاد العماني وفي ارتفاع مؤشرات التنافسية والحرية الاقتصادية وتراجع مستوى الدين العام وتعافي مؤشرات قدرة الحكومة على تحمل أعباء المديونية وجذب الاستثمارات الأجنبية وتحسن قطاعات النفط والغاز والمعادن والصناعة والأمن الغذائي والسياحة وفي كافة التفاصيل التي تمس حياة المواطن العماني.

النقطة الأخيرة..

تصريح معالي وزير المالية عقب الإعلان عن تفاصيل الميزانية العامة للدولة للعام المالي ٢٠٢٥ م الذي قال فيه: " نحن قادرون على تغطية مصروفاتنا بسعر ٦٨ دولارا للبرميل وهذا يعد إنجازًا كبيرًا في سياسة تقليل الاعتماد على النفط " تصريح يُثلج الصدر ويؤكد صحة المسار وتحول التطلعات التي كانت أحلامًا إلى واقع ملموس لا تُخطئه عين.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي

ذكرت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة، منذ قليل، بإن الولايات المتحدة تستعد لاعتراض المزيد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي، وفقًا للقاهرة الإخبارية.

البيت الأبيض: وزارة العدل وافقت على مصادرة ناقلة النفط قبالة فنزويلا قاذفة أمريكية تُحلق قرب فنزويلا


وعلى صعيد آخر، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شكره للجيش على "النجاحات" التي حققها، مؤكدا أن الجنود المشاركين في العملية العسكرية الخاصة "يعدون هداياهم للوطن" مع اقتراب احتفالات العام الجديد.
وقال بوتين، خلال اجتماع حول الوضع في منطقة العملية العسكرية الخاصة، "نحن نقترب من العام الجديد، والبلاد بأكملها تستعد له: البعض يجهز الفطائر الحلوة، والبعض الآخر يصهر الفولاذ ويجهزه للحفاظ على استمرار صناعة الدفاع، وهناك من يؤدي مهامه على الجبهة مباشرة خلال عملية عسكرية خاصة، ويجهز هداياه لروسيا، ويحارب ويخاطر بحياته.
وكان الكرملين قد أعلن أن بوتين تلقى تقريرا حول اكتمال سيطرة القوات الروسية على مدينة سيفيرسك في دونيتسك، حيث تمنى الرئيس الروسي التوفيق والنجاح للجنود المنتشرين في منطقة العمليات الذين "حرروا" المدينة، وفق التعبير الروسي الرسمي.
وقدم رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري غيراسيموف، تقريرا إلى بوتين حول التطورات الميدانية، مؤكداً أن القوات الروسية حررت بلدتي كوتشيروفكا وكوريلوفكا في مقاطعة خاركوف.

 

مقالات مشابهة

  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • لتخفيف الأعباء الاقتصادية.. مصطفى بكري: الحكومة ستتغير بعد الانتخابات (فيديو)
  • رئيسة الحكومة التونسية تشيد بالإصلاحات العميقة التي تشهدها الجزائر
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • وزير المالية: سننظر بزيادة الرواتب في العام 2027 / رد الحكومة كاملا
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • قبل أولى الجلسات.. تهم قادت هدير عبد الرازق وأوتاكا للمحكمة الاقتصادية
  • وزيرة التنمية المحلية تستعرض إجراءات مواجهة تلوث الهواء بخريف 2025
  • بلدي ظفار يستعرض عددا من موضوعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية
  • عاجل- الحكومة تعلن تنفيذ مشروعات كبرى في شمال وجنوب سيناء لتعزيز التنمية الزراعية والأمن الغذائي